أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وجيه عباس - إعدام سيجار كوبي!!!















المزيد.....

إعدام سيجار كوبي!!!


وجيه عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:39
المحور: كتابات ساخرة
    


السيجار الكوبي جمهورية للخوف..وسوط يحمله القائد في خطاباته التعبوية...لم أر سيجاراً يحمل كل هذه الأعمار في غيمة من دخان رمادي.... وحين ترتفع غيمة الدخان لتحجب وجهه... تتناسل المقابر بأولادها النائمين.... مسكين أنت أيها المحكوم بالإعدام شنقاً حتى آخر قطرة من دخان سيجارك الأسطوري....لو أنهم أمهلوك حتى تدخّن أعمار العراقيين.. لأرحت فاسترحت...لكنهم حرموك من متعة الحياء....
السيجار الكوبي لايطفيء عينيه تحت المطر....رذاذ نيسان يخجل حين يمس جمرة السيجار فيذوب حزنا عراقياً.... أي رماد يبعث المطر حين تتقافز قطرات الحياء من جبهة للحزب أو جبهة للوطن المبتلى بمن يدخّنون كُوبا؟؟
يشعل القائد العربي... سيجاره الكوبي...ويترك للشعب سيجاره المزبّن....ينسدل صوت من خلف طريبيل يردد خلف بيريات الحرس الجمهوري الخاص.... أيام المزبّن كَضن...تكَضن ياأيام اللف....وأقول:لماذا يلفُّ الدخان أعمارنا من المهد إلى رماد السيجار الكوبي!!
الصبيّة الكوبيّة ذات الملابس القصيرة تلفّ أوراق التبغ على ساق ٍ للحب لتندلع الحروب على سيقان العراقيين العارية حتى منتصف... الطريق إلى الجبهّة...لقد تكاثرت الجبهات على أقدامنا الصغيرات ..والحرب تأكل بيديها وثدييها.... وساق الحرب واحدة لكنها لاتحمل عكازك أيها العراقي حين تغني وحدك...إحنه مشينه للحرب....وعدت راكضاً وحدك تجر خيبات عمرك بساق مفقودة!!
الصبيّة الكوبية التي تشبه كوباً ،من القهوة، مرّاً.. مثل دموع الأمهات ....بيديها الصغيرتين تترك عطر كُوبا على جلد السيجار ليغفو السُكّر فوق شفاه الرعيان حتى تندلق الهتافات الفارغة على موائد الشعب الخالية من رغيف أسمر ...
يمسك القائد الضرورة سلاحه الفموي...يشعل بالشخّاط الوطني شهوة الدخان الأبيض لتشتعل الحرائق في بغداد...وحين يمصُّ تبغها المملوء ...مثل رئة غريق بالماء...تتوهج... شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي.... ولابد للجمرة من أجساد تشويها سياطها المفعمة برائحة العوجة المنبعثة من لحية كاسترو..
يتوهج السيجار الكوبي والعروبي... يقف المناضلون صفّاً لايتكلمون..إلا من أذن القائد له فقال خرابا....
يردد المخصيون الشعار الحزبي أمام السيجار الكوبي!! ويهوّس المناضلون....هيبة أنت وصدر سيجار...يسيل القطران من مدائن النيكوتين على وطن ٍ مصلوب مثل قدح من عرَق ٍٍٍ مسيّح على موائد (الويلاد)... يقف الحرس والشرطة والورطة في باب (إصبيحة الجمهوري )...بإنتظار القرى التي كانت تحيض بالأغنام ليندلق البعرور على عقال الملا عبود الكرخي...فتنتفض الشوّاكة مثل قنفذ مراهق..
أيها القائد الضرورة...مسّنا الضرُّ وأنت أرجم الراجمين...هب لنا من لدنك زحمة إنّك أنت القصّاب....الذي لايأخذه في التدخين تحذير رسمي من سرطان بذات الرئة...الوطن مثقوب مثل حياء فارق وجهك منذ قرون...دخّن...فللسيجار رجال لاتلهيهم تجارة عن تلقين الناس دروس الطاعة..
للسيجار حلاوة هذا العمر الفائض عن حاجة الأيام...هي لك أيها السيّد المدخّن بين سطور أحلامنا....فارس من دخان أبيض يأتي ليخطف سيّدة القصر الجمهوري خلف ضباب الحكايا التي ضحك الحكواتي البعثي بها على عقولنا... رفيقي ردّد شعار... سأردّد شعارات لم تحلموا بها أولاد القحبة...
يشتعل السيجار على شفة القائد...تحمل من لحية كوبا شَعْرَةً لمعاوية الكوبي.. تركها بين فخذي صبية واقعها للتو... تحمل من إرث جيفاري طفلاً لم يعرف كُوبا[ هل كان قدر اللغة أن يكون مقلوب كلمة (كُوبا)...كلمة(ابوك)....أين أبوك أيها القائد الضريبة؟؟ ]
يشتعل السيجار على شفة النصر..وروح النصر...وسينما النصر ..وساحة النصر....إذن لمن هذه الهزائم ياسيّدي القائد؟ولماذا نحن مهزومون من الباب إلى محراب علي يوم ودّعنا الفوز بصرخته فوق مذبح الكوفة؟
السيجار يرسم غيمة بيضاء أمام وجه القائد...حين يمتليء المشهد بالدخان... يتنـزّل وحي العوجة الذي لايفرّق بين معركة وسواها...لايفرّق بين دمٍ وأخيه...تشابهت الدماء على ثيابنا...دم للبكارة أو.. دم للحضارة...مسكوب دمعك ياوطني فوق ثياب الجلاّدين...ترقب سيفاً يقطع رأسك ليريحك من وجع الأوطان....وهذي البلاد التي أرجعتنا إلى الوراء مثل بول البعير...
يدخّن البعير سيجاره الذي حفر مكانه بين الأسنان الصفر...يدلع صبحُ الحروف لساناً يشتم ...بالعجل يابه... يتساقط شباب اللثّة ... فوق مذابح الدخان الأبيض...
دخّن أيها القائد الدخاني...دخّنوا ياأولاد القحبة....السيجار الكوبي إمرأة مجّانية تبعث بالدفء على أسرّتكم....إتركوا أعمارنا بين أسنانكم الزيتونية...كل شيء مباح لكم أولاد القحاب..
تنطفيء الجمرة بين شفاه العوجة حتى تبعثها نفخة ناي ٍ من قصب بردان ٍ يحمل شطفة سلمان المنكوب ...
أبصر وطناً مقلوبا مثل إمرأة في حالة طقس ٍ تُظهر للعالم صرّته...وإذ يسحب القائد نَفَساً مباركاً.... يسقط جواد سليم تحت جنديّه المشلوخ في ساحة التحرير...وأقول باذخ أيها الفارس الذي ترجّل بسيجاره من عرشه إلى حفرة جرذ ....
كلّما دخّن السيّد العوجوي سيجاره تندلع نافورة للدماء..لتصبغ وجه العراق بلون الحزب الهافاني...أرأيتم سيجاراً يورّث حروباً اسبوعية!! وحين يتساقط الرماد من سيجاره...تساقط وسطاه وسبّابته الرماد...تسقط هاماتنا تحت سبابه الشريف...ويهرع الحرس الخاص يلمُّ ماتساقط منهافي النفّاضة الرئاسية....
هل من شرف أبهى أ يكون رأسك منفضة للقائد أيها المواطن الحقير؟
عليك أن تقبّل بساطيل الحرس الخاص الذي يرمي رأسك في سلّة الذكريات...
السيجار الكوبي إمرأة عاقرٌ... تلد البنين لتأكلهم مثل قطّة صدامية...تموء بالدخان على شرفات البيوت...تنظر إلى ماتركت الحروب من ثيابنا الملطّخة بالأنين.... قطط تلحس ملحنا العراقي الذي نسيناه هناك...على السواتر الترابية...يوم رسم دخان البنادق في قلوب الأمهات فتحة بحجم البلاد التي ضيّعتنا فضاعت...
أيتها المحكمة...لماذا لم تضعي في يدي قائدنا المفدّى سيجاراً من (كُوْبا) ليتعرف القائد على أبيه قبل نطق الحكم عليه؟
بإسم الشعب....
بإسم السيجار الكوبي
باسم الثلج الدوري
بحذاء الطنبوري
ليخسأ المدخنون...وأنا أوّلهم...
ليسقط السرطان تحت ثورة الرئات المملوءة بالتبغ الوطني...
ولتعش دولة السيجار التي لم تفرّق بين شيعي وسنيّ إلا ....بالتدخين....!!!!!



#وجيه_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكَ عيني دكَ
- عن الطليان...والفرحان...وطارق عزيز!!
- الكلاب العشرة
- لاتطفئي وجع النوارس
- حزب الطرشانة الوطني
- كل عام وانتم ب......ير!!
- ياحامد المالكي....لعنة الله عليك!!!
- عولمة بالدهن الحر/ آلهة البطنج!!!!
- عولمة بالدهن الحر - المسيار الوطني العراقي
- أي زبزبا تزبزبي
- حديقة حياة
- عولمة بالدهن الحر ..مصالخة وطنية
- عولمة بالدهن الحر- التانغو الأخير لمحمد جبير
- سيciaعولمة بالدهن الحر تحليل بوليـ
- عولمة بالدهن الحر- قيطان الكلام


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وجيه عباس - إعدام سيجار كوبي!!!