أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - لالش ... إلى أين ؟!















المزيد.....

لالش ... إلى أين ؟!


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لالش ، هذا الاسم البديع الذي ليس له مثيل وغير مذكور مرادف له في التاريخ القديم والجديد ذو النغمة الموسيقية الرائعة والشجن الرقيق الذي يجذب المآسي والآلام المريرة ويحولها إلى ألوان زاهية متجددة بثوب رقيق ورومانسي ، معبد مقدس للأكراد بشكل عام والأكراد الأيزيدين بشكل خاص , يقع المعبد في سلسلة من سلاسل جبال داسن الذي ينحني له التاريخ . المعبد في وادي جميل ومتوسط الحجم من حيث المساحة وفي داخل المعبد قبر الشيخ الزاهد عدي بن مسافر مع مجموعة من المزارات المختلفة للرجال الصالحين الذين لهم تاريخ مجيد في ربوع كردستان وساهموا لحماية هذا المكان من الغزاة على مر التاريخ بالإضافة إلى أبنية لسكن الزائرين والحجاج . وفي المعبد ماء نظيف وصافي كصفاء ونظافة الدموع في حدقات العيون . وعند شربك لهذا الماء تشعر حقاً بالسعادة والصحة كأنك تشرب لأول مرة ماءً بهذا النقاء والنكهة والتذوق . المعبد محاط بالأشجار الزاهية من جميع جهات الوادي كأنه تصميم معماري على ثلاث جهات أو نوافذ بشكل دقيق وجميل وجذاب وحتماً يحس الزائر بالسعادة والطمأنينة وجميع أبعاد الجمال أثناء زيارته لهذا المكان البديع . يبعد لالش شمالاً بحدود 60كم عن الموصل و 15كم عن قصبة عين سفني .
المعبد بناية قديمة بالرغم من وجود قبر الشيخ الصالح عدي بن مسافر ولكن البناية أقدم بكثير وتختلف المصادر عن بداية بناء هذا المكان الجميل والبديع والمقدس ولكنهم متفقون على عراقة المكان قبل الميلاد . والبناية تعرضت للتآكل والتلف لأسباب مختلفة منها عوامل الطبيعة والغزاة وعجز القائمين عليها من الاهتمام بها بشكل صائب على مر العصور بسبب العامل الاقتصادي والإرهاب وكذلك عوامل فنية ومعمارية وتاريخية ولكن مع ذلك توجد كتابات وصور وأثار تحتضن عراقة وعظمة هذه البناية القديمة ودورها المجيد في التاريخ الكردي الموغل في القدم ... جرت محاولات لتجديد هذا المعبد في العهد البائد ولكنها محاولات ضئيلة وعلى حساب إطاره القومي وتاريخيه المجيد وذهبت إدراج الرياح ...
اللافت للنظر أحاديث خجولة بعد السقوط لإعادة أعمار هذه البناية العظيمة ولكن نشاهد محاولات لا تذكر مثل مجموعة من بواري للماء ومرآبين للسيارات وأكلتها الإهمال ومجموعة من الحراس لحماية المعبد من قبل حكومة إقليم كردستان وبناية مركز صحي على بعد كيلو مترين ... نلاحظ أن حكومة إقليم كردستان مصممة وجادة لإعادة أعمار المعبد بشكل رصين وجميل تلائم العصر والتطور والمستقبل لأنه مركز وبؤرة للعقيدة الكردية العريقة . أن الأكراد حريصون على أن يكون هذا المكان بشكل يناسب وينسجم مع العقيدة الكردية الخالدة ومعجزة للغد المشرق ولكن هيهات ... حيث التلكأ لدى القائمين عليها سواءً من جانب الروحانيين أو السياسيين أو اللجنة الاستشارية لأنهم غير قادرين على تهيئة الكادر العلمي والمعماري المتطور الذي يستطيع أن يخطط للأعمار العام وفق خطة مستقبلية بحيث يخطط قسم منها لمراسيم وإجراءات العبادة والقسم الأخر للحفاظ على تاريخه القديم وقسم لسكن الزوار والحجاج وقسم للخدم وشعبة للدراسات والبحوث وجانب منها لمكتبة ضخمة بضخامة المعبد وقسم للسياحة الدينية أيضاً على بعد مناسب لأن مساحة المعبد واسعة وتكفي لجميع المفاصل وفق خطة مدروسة بإطار علمي صائب . ونفس الكادر الكفوء يستطيع أن يحدد ويخصص ميزانية كاملة لهذا الصرح الشامخ وفق تسلسل منطقي وفلكلوري موروث بشجاعة وثقة بالنفس وعدم التردد للبدء بمثل هذه الخطة الجريئة لإعادة أحياء الماضي العريق . أن حكومة الإقليم تحبذ أن يقوم القائمون على المعبد بإعادة الأعمار بالتنسيق مع مختلف الجهات المشتاقة والمتحمسة لهذا العمل الجبار وعدم التدخل بشكل مباشر لتجنب العتاب مستقبلاً بحجة أنهم يتدخلون في خصوصيات أبناء الديانة الأيزيدية بالرغم من معزتهم لهذا الجهد الجريء ...
ومن الجانب الأخر نرى أن المعبد قليل النشاط خارج مواسم المناسبات الدينية بالرغم أن حكومة إقليم كردستان قد خصصت رواتب لجميع رجال الدين أو الذين لهم إلمام أو أية نشاط ديني أو بوادر لأحياء وتجديد العقيدة الكردية القديمة وتجاوز النكبات المقيتة بحق هذا المعبد . أن هؤلاء القائمين بأمور الدين نشاطهم محدود جداً ولا تذكر للبعض الأخر , وهذا أيضاً نابع عن إهمال اللجنة الروحانية والقائمين بالأشراف على الأنشطة بسبب عدم الكفاءة للقيام بمثل هذه الواجبات . وكان الأجدر أن يخصصوا كوادر أو أساتذة للقيام بدور فعال للنهوض بشكل صائب بمفردات واجباتهم أو فتح مدرسة أو دورات لتنشيط برامج أحياء هذه العقيدة الزاهية والباسمة التي تعرضت لهزات مختلفة ومحن متكررة وفق السياق الزمني الكئيب علماً أن هذه النشاطات لا تتقاطع مع أية عقيدة أخرى لأنها تنشد للسلام والمحبة والتآخي ومحاربة جميع السلبيات والتهميش التي تتعرض لها المجتمع المتمدن والمتحضر . وبذلك كان باستطاعتهم مع القليل من الجرأة والشجاعة أن يحولوا هذا المعبد الرومانسي الأنيق إلى معهد أو شبه جامعة للسلام والإخاء والمحبة وخدمة البشرية أيضا بدلاً من الإهمال الذي يندى له الجبين ...
اللافت للنظر من الجانب الصحي أن المعبد نظيف وطاهر في جميع أيام وأشهر وفصول السنة والفضل يعود إلى المتطوعين من أهالي بعشيقة وبحزاني وختارة كبير حيث يذهبون من سكنهم إلى المعبد بشكل سلس ومهذب ومتكرر طوعاً من غير مداخلة لأية جهة وعلى نفقتهم الخاصة أو الخيرين والمحسنين من أبناء الطائفة للحفاظ على جمالية وبداعة ونظافة هذا المعبد العزيز . وكذلك وجود تركتر يعود إلى بابا جاويش المعبد حيث أشتراه على نفقته الخاصة وسخر لنقل الفضلات من المعبد إلى جهات بعيدة . وهكذا ننادي لهؤلاء القائمين بنظافة المعبد بشكل طوعي لهم بالمجد والخلود السرمدي ودعاء جميع الصالحين من جميع الأديان والمذاهب والملل والخالق العظيم لجهدهم الباهر والنزيه ...
وعلى ضوء ما ذكرنا عسى أن يقوم جميع القائمين والمشرفين على الجوانب المتعددة من فعاليات وممارسات ومبادرات لإعادة تمجيد العقيدة الكردية القديمة وأن يجنبوا أنفسهم من حكم التاريخ وأن التاريخ عادل وقاسي وصائب في حكمه ولا للندم ... ونهيبوا بحكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية وجميع الخيرين والصالحين والذين يستطيعون القيام بأعمال باهرة أن يحثوا ويشجعوا هؤلاء للقيام بواجباتهم من جميع الجوانب وأن التلكأ في أحياء المعبد هو تلكأ للديمقراطية والتمدن والتحضر ... وعلينا أن نذكر السؤال الذي طرحه البارزاني الخالد على نفسه نيابة عن جميع أطفال كردستان وقال : لماذا بعت كركوك ؟ وعلى ضوء هذا السؤال المصيري رفض التنازل عن شبر واحد من أرض كركوك . وكانت النتيجة التضحية بنفسه وأهله وقوافل الشهداء من أبناء كردستان من 1975م والمسيرة مستمرة ... ولم ينال غير المجد العظيم لنفسه ولشعبه على مر التاريخ . وهكذا نحن بحاجة إلى سؤال مشابه وبطريقة أخرى وهي : لماذا التلكأ في أحياء معبد لالش المقدس ؟ وبذلك نسجل مفخرة لنفسنا وللأجيال القادمة ولهذه العقيدة الكردية السامية . ولا ننحرم من إبداعات التاريخ الأزلي ...



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيو ... الحاجة ؟!
- الفضائية الأيزيدية ... إلى أين ؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - لالش ... إلى أين ؟!