|
بغداد العاشقة !!
سندس سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 10:27
المحور:
الادب والفن
تحت هذاالعنوان نظم البيت العراقي في النمسا مهرجانا ثقافيا استمر اسبوعاً كاملا . بدأ فنانوا البيت العراقي بالاشتراك مع نخبة من الفنانين النمساويين جولتهم الفنية أِبتداءأً من الأول من اوكتوبر وحتى السابع منه ، و نخبة من الفنانين العراقيين ( الفنون التشكيلية ) الذين لا زالوا يعيشون اجواء الغربة وفي مناطق متفرقة من العالم مثل هولندة وسويسرا ، جاءوا الى العاصمة النمساوية ( فينـــا ) لأعادة ذاكرة الماضي في زمن الحاضر ونقل معاناة وجراحات الوطن والتراب بصيغة فنية ووجدانية ، وتبادل الخبرات وبناء علاقات ودية حميمية مع زملاءهم بما فيه تمجيد وتذكير وتخليد للوطن الام .. يوم 3 اوكتوبر ابتدأ العمل في المرسم الخاص بالفنان التشكيلي ( دارو ) وذلك عرض مسرحية بعنوان ( دمعة وابتسامة ) شارك فيها كل من الفنانون عبدلله شميلاوي ، وليد الكعبي ، رحمن حاوي ، وسيبليا شتارك . 4 اوكتوبر ( امسية في الشرق ) تحت هذا العنوان قدم الفنانون العراقيون والنمساويون عرضا مفصلا عن تاريخ بغداد الفني واوضاعها الراهنة ( المأساوية ). 5 اوكتوبر ( فراق بغداد ) ، عُرض خلال هذه الامسية فلما سينمائياً عن اوضاع بغداد ايام النظام المقبور من اعداد ( سوزانة ايوب )والدكتور ( بيتر مسنر ) . 6 اوكتوبر ، امسية ختامية شارك فيها كل من : 1ـ السيدة سندس سالم النجار ، كلمة ترحيبية باسم البيت العراقي في النمسا وعرض مفصل عن تاريخ الفن العراقي . 2 ـ غودرن هارو كلمة افتتاحية . 3 ـ كل من الفناّنَين الدكتورة نِجار حسيب والسيد شمال عن ( مسرح لالش ) عرضا مسرحيا 4 ـ عرض مسرحي نقل معاناة بغداد في الظروف الحالية لكل من الفنانين : سعد جاسم الزبيدي ، مخرج حارث مثنى ، ممثل وليد الكعبي ، ممثل رحمن حاوي ممثل عبدلله شميلاوي ، ممثل واثق كزار ، ممثل ونصت كلمة السيدة سندس النجار : كلمة حيت فيها جميع الحضور والمشاركين من الداخل والخارج في مناسبة قيمة كهذه تحت عنوان ( بغداد العاشقة ) ، وعلى ان : هذا المهرجان جمع العراقيين من كل صوب ونوب بغض النظر عن الدين او العرق او الغربة او المسافة وما الى ذلك من الحواجز التي ظهرت في عراق اليوم .. يعكس هذا المهرجان الوجه الحضاري والحقيقي للعراق ـ هذا البلد الذي شوِهت صورته لدى الرأي العام الاوروبي والعالمي ، خاصة اخبار الدكتاتورية والحروب واعمال الارهاب من تفجيرات وقطع رؤوس واعمال يندى لها جبين الانسانية فضلا عما تقوم به الجماعات الظلامية التي تقوم حاليا بسحق المثقف والفنان العراقي وتدمير الثقافة العراقية.. كلنا يعرف خلفية المشهدالفني العراقي الحديث من خلال الدمار الشامل الذي يلحق بالعراق يوميا وحالة الفوضى التي يعيشها العراقيون . كان العراق مفخرة للمنجزات الثقافية والفنية والأدبية في الوطن العربي وكانت بغداد عاصمة الثقافة العربية ، منتعشة بأساليب وتقنيات متقدمة امتلكها الفنانون العراقيون بكافة الأِتجاهات والمدارس الحديثة ، ومن خلال هذه التجارب الثرية تشكلت هوية للفن التشكيلي المعاصر ضاربة جذورها بعمق ثقافات وادي الرافدين القديمة . الفنان العراقي القديم ، هو اول من ابتدع اساليب الفنون التشكيلية في الرسم والنحت ، واول مَن أَسس لغة التعبير الصوري واستطاع ان يهضم هذا الموروث التاريخي ويغنيه بما يعرّف عن طبيعة المجتمع العراقي المتنوع الأعراق والثقافات والاديان .تلك الصفات التي لازمت الانسان العراقي عبْر العصور واغنت تجربته الثقافية ، وتكاتفت جهود الفنانين العراقيين عربا ً واكراداً وتركماناً وصابئة ً وايزيديون ومسيحيون وسنة وشيعة ، حيث ساهموا جميعا في بناء صورة الفن العراقي التشكيلي المعاصر .. وكلنا يعلم ما لحق بالعراق بعد الاحتلال العسكري من دمار حيث تساقطت البنية الثقافية العراقية . فقد تعرضت المتاحف العريقة للمداهمة والسرقة ، ودُمّرمبنى وزارة الثقافة والاعلام ، ونُهِبت المكتبات وتعرض الكثير من المخزون الثقافي للحرق في المتحف العراقي والمكتبة الوطنية والمكتبات المركزية للجامعات العراقية ودار الحكمة وشارع المتنبي الكبير ومراكز حفظ الوثائق والمخطوطات القديمة ، فضلا ًعن الحاق الضرر بالكثير من المناطق الأثرية . رغم هذا كله لا نعلم ماذا يحمل لنا الغدْ ولكن الذي نعلم ان الثبات والصبر وارادة الحياة والتضحية من اجل المبدأ العادل لتحقيق حياة حرة كريمة رغم كل المحن والصعوبات والحرب النفسية ، لابد لنا ان نُظهر الواقع الأليم الذي يعيشه الانسان العراقي والعمل على تغييره او تصحيحه بفنِّنا وتكاتفنا وحبنا لارضنا وترابنا . ولابد للشمس ان تشرق بواقع جديد لتعود الطمأنينة والمحبة والتآخي والسلام الى ارض الرافدين ، وشكرا جميلا لكل مَن ساهم في انجاح هذا المهرجان الفني الكبير بما فيهم : الهيئة الادارية للبيت العراقي في النمسا الاخوة الفنانون القادمون من دول الجوار الاخوة الفنانون النمساويون ...
سندس سالم النجار
#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصمت بيننا يا بدر!!!
-
هل ان الزواج مقبرة الحب ؟ !
-
انقذوا احباب الله في سنجار
-
الشاعرة العراقية المهاجرة سندس النجار ل-الشرق-
-
يا صباح الشانباك
-
مشروع تأسيس اتحاد الجالية العراقية في النمسا
-
عطِِّروا شهداءَ ألرابع َعشرْ مِنْ آبْ !!!
-
انقذوا الايزيديين من الابادة الجماعية !!!
-
امس ، اليوم والغد
-
كرة القدم : فنُّها ، فلسفتُها وصداها على الانسان والا ُمم
-
وتسطع شمس العراق على ذرى آسيا والعالم
-
غجريٌ من آل ِ السّحر ِ
-
بالله ارحل !!
-
وباء العصر ( الايدز ) 4
-
وباء العصر ( الايدز ) 3
-
وباء العصر ( الأيدز ) 2
-
وباء العصر ( الايدز ) 1
-
من جبَروتِ ليلةٍ صامتة
-
ماذا يعني يوم القيامة عند المسيحيين ؟
-
لالش تبكي أبناءَها
المزيد.....
-
-خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
-
موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي
...
-
التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
-
1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا
...
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|