أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - سيرة الضوء















المزيد.....

سيرة الضوء


محمد مدحت اسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:21
المحور: الادب والفن
    



الذين يبحثون عن الموت فرحاً ، تلك هي حال المقاومة الفلسطينية المدججة بعزلة الحصار وبراءةالطلقة الواخزة وليس ابعد من ذلك ..... في حين تنتصب الألة العسكرية العاتية لقوات الإحتلال في اقرب خطاب الى الموت ولغة الإندثار وارتكاب مجزرة ما هو حاضر ومنح السكون المرتقب اجازة تبدأ من كان واخواتها .
عندما تنفذ حبات الرصاص كتاب مدثر بالسطور المضيئة لمن حضروا وجبتهم السريعة وغطسوا في ارثنا المقاوم ولم يستأذنوا منا مقعدأ في الذكريات
عماد عبد العزيز يكتب عنا ، عن قوافل اخرى تستعد لمصاهرة الأرض المترفة بدم هؤلاء الذين عبروا في بريقنا يتشدون الألفة ونكران الذات ... عبروا الى الظلال ليهبوا ارضهم وناسهم شمساً تؤرق حديد الإحتلال وقسوة احلامه والبلع السلحفائي .
في زاوية ما مر هؤلاء المريدون يسبقهم فرحهم السخي الذي اورق يباس العجز ودثر معطف الليالي الباردة بدفء بكر مرتقب
عندما تنفذ حبات الرصاص ... ... ماذا يبقى ؟ لن نذهب في خلوة الذكريات الجميلة او الركون الى مقهى دافئ بلغط سؤال العابرين في الحياة . ماذا يبقى سؤال يلج عتمات اليأس فيستثمر ضوءها .ماذا يبقى من الرفاق سوى الموت ... رفيق قديم ومحبب لهؤلاء يكسر رتابة التأمل .هو ملازم مقيم يمنح اللاعبون قربه صفاء الوجود ونكهة البقاء
في زاوية ما مر هؤلاء المريدون يسبقهم فرحهم السخي الذي اورق يباس العجز ودثر معطف الليالي الباردة بدفء بكر مرتقب
يأخذنا الكتاب في رحلة المقاومة الفردية لأسماء لهجت بذكرها فوهات البنادق بدءاً من ربحي حداد وسيرة كفاحه النضالي وزنازينه المتأملة صلابة الرجل المشتاق .... متر واحد يكفي لمغازلة الحرية ورتق خيوطها الممزقة .... الى استشهاده ومتر واحد يكفي لفرحك ايها المنطلق في حالات الشهادة ومسيرة الوطن والخلود
كان فطناً يدرك مستندات الوعي الإحتلالي مثل الأممي الثائر جيفارة وكان شيخاً يهرول في مدرج المقاومة اقتبس خفة وعنفوان هوشي منه وكان يتصيد الإقامة قرب حراس الروح وقرب البسطاء الساعين الى نصب الفرح التذكاري
ربحي حداد من الذين مروا على مفازة الجرح الفلسطيني المستمر .... ومرواعلى غواية البطولة فانتصبت اجلالاً وتحية منحنا تضحياته والق روحه ومنح منا رتبة الخلود ووسام العابرين الى الضوء الغامر
في سيرة الراحلين عراة الا من دمهم يدون عماد عبد العزيز وفي لحظة نادرة توقف عندها سائل الزمن الفلسطيني اسماء ارتضى لهم علميتهم الأولى مارسوا في سرية العاشق حريتهم وحبهم لوطنهم
وإذا ما وقفنا عند التعاليق الأولى لهم سندرك عمق الوعي السيري المنبثق عن اغفال التعريف لما يملكون من حفنة ضوء تستر عري الواقع وخاصة انهم فرادى انضبطوا ورهنوا ما تبقى من ولعهم الروحي لمواجهة اتون المحتل وانسبائه ... لم يكونوا جفاة لمتن الحياة بل اخذوها اسيرة لأسطرة حلمهم ومروا على جرحهم الإنساني
هؤلاء البريق المصفى من شعاع خجول لمع قرب بهات التمني هؤلاء اقتسموا رغيف الفكرة وشراسة برد الليالي وحملوا برفق ويقين مفكرة لموت قادم كما حملوا اسماءهم دون تعليق
كما تقيض الكتابة السيرية المؤللة عن امجد (ابو وطن ) الذي ابى في ساحة المطاردة الا ان يبحث عن وطن ... عن طفل يحمل اسمه من بعده ... لماذا غفل السائر في الكتابة السيرية عماد عبد العزيز ان يبرق اليه :
انك تحفر في الضوء سيرة الحياة وسيرة الخلود ولك الوطن
ومن الأسماء المتوضئة بفرحها الإستشهادي ورتبت جاهزيتها للتأثيث المقاوم وحملت بخفة المسافر تابوتها نايف ابو شرخ ورفاقه عمر مسمار وابو فادي ومؤيد الجميل ويامن وكميل وفادي وجبريل والشيخ ابراهيم ومجدي ونادر و عبود السالم والقذافي الذي ارتقى قبل الوصول الى محيط كتابة هذه السطور، وغيرهم ممن زلفوا من ذاكرتي امام وفرة الأسماء الناصعة شديدة الضياء الباهر واعتذر عن فقد بوصلة التذكر
لم يذهب الكاتب في عجاف الفصائلية ، لم يحتكر اسهم المقاومة على فصيل دون اخر لم يروج التضليل والتأويل وبهاءالفكرة المرهونة بالمثال .
من اللافت ان الكتاب يدخر باللحظات الدقيقة من حياة المقاومة البريئة ... بريئة من حيث العتاد والسلاح بينما الأخر ينتمي في عتاده الى مقومات الجحيم واهواله وكينونة الموت ومقدماته من رعب وهلع و ...
تلك اللحظات تعبر الى كيانهم وانتظار لحظة السكون المنتصبة لهم في كل خطوة انهم كتبوا على عجل نبض الموت وحملوا باقتدار الشهادة المؤجلة والممنوحة لهم سلفاً على طبق الفداء ونكران الذات
العمة: المعادل لفلسطين وارضها لديها يشعر المحاربون بنعاس يقظتهم العالية واستراحة المحطة التي تحملهم الى ما بعدها الى المجهول ... ربما الى ام اخرى اكثر عطفاً وسكينة
العمة تعد الزاد على عجل بفطرة الأمومة تحس ان البعض استنفذ لقاءه الأخيروتبقى شاهداً على مرورهم الزاخر بالإنتظار واحداً اثر واحد تتبعهم حتى المثوى الأبدي تتذكر حتى الكلمات الهامسة المدونة في الريح من قبلهم وجلساتهم المتوثبة حين ينادي الخطر.. تتذكر الخطو الرائق والوداع بنكهة الخريف واحذية المساء الثقيل .... سنلتقي قالوا كلمتهم المغلفة بثقةواتزان لكن ما يعبث على القلق هو المنع الذاتي من الوصول الى بيوتهم بفعل المراقبة السوداء وعين الحارس الإحتلالي
العمة مرادف نضالي للخنساء والأم في رواية مكسيم غوركي وشعلة النضال الفلسطيني ام سعد رائعة غسان كنفاني وخنساء فلسطين التي حددت للموت موعداً بألفة وامل .
شهادة دقيقة يكتبها عماد عبد العزيز في سيرة المخمل والرائق فيما قبل اجتياح مدينة نابلس ومابعدها
يرمي الكاتب عماد عبد العزيز على بياضه السيري الفة الكلمة المزركشة بنشوة الصورة الأدبية وحماسة الذاهب الى القص بكثاقة النبض الزمني المتراتب يريد ان يمنحنا متعة الغوص واكتشاف التتابع السيري في حياة اولى للذين كتبوا سيرتهم الذاتية قبل غيرهم وقبل الكتاب المعنون عندما تنفذ حبات الرصاص ويدونها من بعد من فقد افق بوصلته وجذر العبور الى الإنعتاق والحرية
سيرة لاتكتب هي نهايتها ولا يكتبها عماد عبد العزيز انما سيرة محفوفة بالمسك والضوء ما زالت تكتب ونهاية غير مفتوحة حتى انبساط المد الشعبي وقيام الدولة الفلسظينية وعاصمتها القدس الشريف
في الكتاب خطوة حياة محظية للغائب الذي تستر خفية بدمه وارسل بسخاء شفاف روحه وعشق غروب الشمس لتهب الضياء في سلة الصباح التالي
في الإقتباس التالي من المقدمة التي خطها الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات:واقعية هذه الروايةوالأسلوب القصصي الرائع والمعبر عنه بالصور والرموز الناطقةما يجعل منها وثيقة تؤرخ لحب نفر من العمالقة شقوا الصخر وفتحوا فيها دروباًلمواصلة احباءهم للسير نحو ماهو جميل في هذا الوطن حاكوا بتلقائية وبدون تكلف نسيج لوحة الصمود وتضحية تليق بمدينتهم الشامخة
التقط كاتبنا خيوطها وحبك نسيجها وقدم لنا جزءاً غنياً من مكتبة ثقافة المقاومة لإجيال اليوم والغد سلاحاً قوياً لمواجهة ثقافة الهزيمة والسقوط التي يروج لها اليوم
عندما تنفد حبات الرصاص ـــ عماد عبد العزيز ــ نابلس ــ فلسطين ــ 2006



#محمد_مدحت_اسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الماء ... مجازات القول المختلف
- مفارق السرد
- مرور جانبي
- اشارات النرجس : عبور الى القول القصي
- الأخ السارد وصفاته المحسنة
- مفيد دويكات العائد الى البياض


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - سيرة الضوء