أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بافي رامان - الدولة التركية في مستنقع الصراعات ؟















المزيد.....

الدولة التركية في مستنقع الصراعات ؟


بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد آثار قرار الجيش التركي و الدولة الخفية التي تتحكم بزمام الامور في تركيا حتى الآن ، بالتدخل في كردستان العراق ، و ذلك بعد ان تمكن من ضيق الخناق على الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة و التنمية و بكسب تصويت البرلمان جملة من التساؤلات عن حيثياته و اهدافه ، فان الهدف التركي المباشر و المعلن لهذا التدخل و الاجتياح هو وضع حد للعمليات العسكرية التي يقوم و ينفذها حزب العمال الكردستاني ، الا ان لهذا الاجتياح و التدخل العسكري اهداف و ابعاد و دوافع اكبر منه الداخلية تتعلق بوضع الحكومة التركية نفسها بقيادة طيب اردوغان و اهداف خارجية تتعلق بالوضع الاقليمي و الدولي و كردستاني ، و هناك كما قلنا اهداف مباشرة و هي القضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني و لكن الهدف الاساسي من هذه العملية تتجاوز هذه الفكرة ، و تتعلق بالوضع في كردستان العراق خصوصا و العراق عموما ، و لدراسة اهداف الجيش و قيادات العسكرية من هذا القرار لابد من تسليط الاضواء على الوضع الداخلي في تركيا اولا . فان الحكومة التركية بين النارين : على الرغم ان موافقة البرلمان التركي على طلب الذي تقدم به حكومة طيب اردوغان للقيام بعمليات عسكرية في كردستان العراق لم تلق معارضة واسعة ، باستثناء النواب الاكراد من حزب المجتمع الديمقراطي وعدد لا يذكر من الاتراك ، و لكن المشكلة بالنسبة للحكومة تكمن في امكانية تنفيذ هذا القرار على الواقع بسبب الكثير من المعوقات و العراقيل التي تلوح في الافق ، و التداعيات التي قد تنتج عنها في المدى القريب و البعيد ، فأن هذا القرار و الاجتياح لا يقتصر فقط على ما ستتعرض له العلاقات الامريكية – التركية من ضرر و اكثر من السابق و كذلك المزيد من التدهور و الضغط على الدولة التركية ، و انما سيتسع ليشمل العلاقات التركية – الاوروبية بكل الجوانب و النواحي بما فيها عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي بصفة خاصة ، بالاضافة الى ان علاقة تركيا الحيوية مع العراق ستتدهور و مصالحها الاقتصادية ستنهار بسبب وجود الكثير من الشركات التركية في كردستان العراق ، و ان كل قضاياه الساخنة هناك سوف تتعرض لضربة قوية .
فأن تركيا لو اقدمت و نفذت عنجهيتها الطورانية و توغلت في كردستان العراق ، فانما تتحول من قوة داعمة و مساندة للاستقرار و السلم الاقليمين حسب ادعائها . الى قوة مهددة لهما ، فتفقد بذلك مكانتها و اهميتها الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط ، و ستساهم بصورة اكثر كارثية في تهديد المنطقة و تهديد نفسها بصورة خاصة ، و قد تجد نفسها في مواجهة انقسام مجتمعي عرقي رهيب اكثر من قبل بين مواطنيها الاتراك و الشعب الكردي في كردستان تركيا ، و لن تنفع اسلوبها الاستمرار في نهج الانكار الذي يتعرض له الشعب الكردي في تركيا ، و التي قد تدفع اخوانهم في العراق و ايران و سوريا على مساعدتهم ، او دفعهم الى تبني سياسة المواجهة مع الدولة التركية . و ان القيادات العسكرية تحاول اغراق الدولة التركية في صراعات اقليمية و داخلية للانقلاب على الحكومة الاسلامية المعتدلة و خاصة بعد فوز حزب العدالة و التنمية بزعامة طيب اردوغان و تشكيله للحكومة بالاغلبية المطلقة ، و من ثم فوز عبدالله غول برئاسة الجمهورية من خلال البرلمان مما شكلت مخاوف للجيش و العسكر و الاحزاب المعارضة و الانتلجيسيا التركية من احتمال تقويض ركائز الحكم العلماني و استيلاء الاسلاميين على مفاصل الدولة بالكامل . و اطلاق يد المعممين و المتدينين في المشهد السياسي و ما سيجلبه من انحسار و تضيق الخناق على دور هؤلاء و خاصة الجيش الذي يعتبر نفسه الامين على وديعة الفكر الكمالي ذو النزعة الغربية ، على الرغم ان السيد طيب اردوغان حاول و يحاول بكل امكانياته ان تدخل الدولة التركية الى الاتحاد الاوروبي ، و لكن هذا ليس من مصلحة الجيش و العسكر ، لان من شروط الاتحاد الاوروبي تحقيق الديمقراطية في البلاد و مراعاة الحقوق الانسانية و حل قضية جزيرة قبرص و القضية الكردية ، و ان لا تكون للجيش اي دور في الحياة السياسية ، و هذا لا يرضي اصحاب النفوس الضعيفة في الدولة الخفية التي تتحكم حتى الآن بزمام الامور . لذلك فان الجيش لم يبقى امامه الا ان تدخل تركيا كدولة و حكومة في حرب مع مقاتلي الاكراد ، على الرغم ان حزب العمال الكردستاني اعلن مرارا و تكرارا وقف اطلاق النار من جانب واحد ، و كل ذلك لتنجر الحكومة الى نزاعات داخلية و اقليمية و دولية ، و كل ذلك لاسقاط الحكومة بطريقة غير مباشرة لان عهد الانقلابات العسكرية المباشرة قد ولى الى حد ما ؟ و الذي يؤكد ذلك فان الكثير من العمليات العسكرية ضد جنود الاتراك و بعض حماة القرى التابعة للعسكر اثبتت تورط قوات الجيش في قتلهم و من ثم الاعلان ان من نفذت هذه العمليات حزب العمال الكردستاني حسب شهود العيان و ذلك لكسب الشارع التركي ، و رفع الاصوات المطالبة بقمع مقاتلي الاكراد في هذا الشارع و من ثم للضغط على الحكومة لاجتياح كردستان العراق لملاحقة هؤلاء المقاتلين ، على الرغم ان قادة الجيش متاكدين انهم لن يكونوا في نزهة في هذه الجبال الوعرة ؟ و لكن فان حزب العدالة و التنمية تدرس هذه الحسابات بلاشك ، فالانتخابات الاخيرة اظهرت قاعدة شعبية لهذا الحزب بين الوسط الكردي ، فلولا هذه القاعدة ما كان بامكان حصول اردوغان على اغلبيته البرلمانية ، لذلك فان اردوغان سيفكر مليا قبل ان يقدم على تنفيذ قرار البرلمان و ارضاء المؤسسة العسكرية و الدولة الخفية و الاحزاب القومية التركية المتطرفة الرافضة لاي شكل من اشكال تغيير واقع الشعب الكردي في كردستان و تحسين اوضاعهم الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية . و ان حزب العدالة و التنمية ، يعلم جيدا ان اي مغامرة عسكرية في كردستان العراق هي بمثابة انكاث للوعود التي اطلقها اردوغان و غول على نفسيهما على مرأى و مسمع الناخبيين الكرد في دياربكر و باقي المحافظات الكردية ، و كل هذه الدلائل و المعطيات تشير الى حرج الموقف التركي عموما .
الازمة التركية – الامريكية :
================
بدأت الازمة بين البلدين ، بعد ما تأكدت للانظمة الاستبدادية التي تتحكم بمصير الشعب الكردي في المنطقة ان الولايات المتحدة الامريكية تثق بالاكراد اكثر من هذه الانظمة ، لان الامريكان فقدوا الثقة الى حد ما بهذه الانظمة ، فالنظام الايراني مهدد بالاجتياح العسكري الامريكي بسبب برنامجها النووي ، و النظام السوري على قائمة الانظمة التي تدعم الارهاب كما هي حال النظام الايراني ، اما فقدان الثقة بينها و بين الدولة التركية بدأت الى حد ما عندما رفضت الاخيرة منحهم التسهيلات اللازمة لحربهم ضد النظام الفاشي البائد في العراق . و كذلك بعد اقتحام القوات الامريكية مقر الوحدة العسكرية التركية الخاصة في السليمانية و اعتقلت احد عشر ضابطا تركيا لانهم كانوا يخططون لعملية اغتيال محافظ كركوك الكردي الجنسية (( عبدالرحمن مصطفى )) ، و كذلك عندما طرح الامريكان مشروع الشرق الاوسط الكبير ، فان اغلب الانظمة الاستبدادية و العنصرية اعادة حساباتها ايضا ، فعلى الرغم ان الدولة التركية عضو في حلف الناتو ، و لكن بعد تحرير العراق من الديكتاتورية و تثبيت الفيدرالية الكردية في الدستور العراقي بعد الاستفتاء الشعبي ، فانها شعرت بخطر كبير قد تلهب في دولتها ايضا ، لان النسبة الكبيرة من الشعب الكردي تعيش تحت سيطرتها ، لذلك التفت الى عقد صفقات اقليمية و عززت علاقاتها مع النظام السوري و الايراني ، و هذه العلاقات الجديدة اثارت امتعاض الولايات المتحدة الامريكية ، وكذلك فان الدولة التركية تحاول استغلال اجندتها السياسية في العراق للضغط على الامريكان من خلال تمسكها بتركمان العراق و تحريك بعض عملائها هناك ، لعدم ضم كركوك الى كردستان العراق من خلال الدستور من خلال المادة 140 لان اكثر شي تخوف هذه العقلية العثمانية انضمام كركوك الى كردستان فعلى ما يبدو ان كركوك تهم العنصريين اكثر من انقرة نفسها ، و ان اكثر شي ترعب هذه الانظمة الاستبدادية و العنصرية انجاح التجربة الديمقراطية في العراق ؟ و زادت الازمة اكثر بعد اقرار مشروع من قبل مجلس الشيوخ الامريكي تقر بابادة الارمن من قبل الدولة العثمانية و قد تقر من قبل البرلمان الامريكي .
لذلك من اهداف هذا التوغل : الضغط على القرار الامريكي من جهة لثنيها عن العدول عن قرار الكونغرس الذي اقر بابادة الارمن ايام الامبراطورية العثمانية ، و كذلك القرار الغير ملزم بالفيدراليات في العراق ، وكذلك لكي تكون لها دور في الترتيبات الاقليمية و الشرق الاوسطية و ان تعيد امجاد الامبراطورية العثمانية كما تعمل حكومة الملالي في ايران من خلال برنامجها النووي ، و لم تغادر حلم الامبراطورية من عقول العسكر و القومجية التركية في لواء الموصل ، و من جهة اخرى فان الحكومة التركية تحاول استغلال هذه الازمات لمطالبة واشنطن بتكثيف ضغوطها على الاتحاد الاوروبي لقبول تركيا عضوا به ، على الرغم ان التوتر بين البلدين بدأت منذ رفض البرلمان التركي السماح للقوات الامريكية دخول الى الاراضي العراقية لاسقاط النظام الفاشي البائد ، و لكن بعد نشوب هذه التوترات بين البلدين تحاول تركيا منع القوات الامريكية من استخدام قاعدة انجرليك الجوية ، و كذلك منع الطائرات الامريكية عموما من استخدام المجال الجوي التركي ووقف التدريبات المشتركة ، و كما نعلم ففي هذه الاونة مدى خطورة هذا الاجراء على الولايات المتحدة في ضوء الاعتماد الامريكي المتنامي على القواعد التركية لتعزيز جهودها و تواجدها في العراق حيث يوجد اكثر من 160 ألف جندي امريكي ، و لكن في المقابل فان الولايات المتحدة تفكر مليئا بتواجد قاعدة عسكرية في دولة اخرى . و ما التصريح الاخير لمرشحة الرئاسة الامريكية هيلين كلينتون بانشاء قاعدة عسكرية في كردستان العراق بعد تخفيف القوات العسكرية الامريكية في العراق الا ضمن هذا الاطار ؟ و لكن على الرغم من كل هذه التوترات بين البلدين فان تركيا تحتاج الى المساعدات الاقتصادية التي تلوح بها الادارة الامريكية لتخرجها من أزمتها الاقتصادية . كما انها تحتاج الى مساعدة امريكية لبذل جهودها لدى حلفاؤها الاوروبيين لضم تركيا الى الاتحاد . و كذلك قد تفسح لها مكانا على الارض العراقية ليحقق بعض الاحلام التي تراود عقول السياسيين و العسكريين في استعادة السيطرة العثمانية على لواء الموصل التي ولى زمانها و انقضى ؟
العلاقات التركية – السورية :
================
كيف بدأت العلاقات السورية – التركية و اين وصلت ، فقد برزت خلال العقدين الماضين ثلاثة مواضيع اساسية قادت الى تردي و تدهور العلاقات ، بالاضافة الى خلافات التاريخية و السياسية الموروثة من عهد الامبراطورية العثمانية و اثناء الاتفاقيات الدولية و ضم بعض الاراضي السورية الى الدولة التركية و خاصة لواء اسكندرون بينهما ، فاولهما الخلاف حول المياه المشتركة و بخاصة الفرات و دجلة ، و استغلال اكبركمية من المياه من قبل تركيا بسبب ينبايع المياه من هناك على الرغم ان هذين النهرين من الانهار الدولية و يجب تقسيم المياه بين تركيا و سوريا و العراق حسب الاتفاقيات الدولية . و الثاني ، تجسد في مشكلات امنية ، خلاصتها اتهام كل طرف للآخر بدعم جماعات معارضة مسلحة تعمل ضد الطرف الآخر ، فاتهمت سوريا تركيا بدعم تنظيمات اسلامية مسلحة في نهاية السبعينات و بداية الثمانيات ،و بعد الانقلاب العسكري في تركيا في الثمانيات و لجوء الكثيرين من قيادات الاحزاب الكردية الى سوريا هربا من بطش حكام العسكر التركية ، استغل النظام السوري هذا الوضع و دعم بعض القيادات الكردية لاستغلال الورقة الكردية ضد النظام التركي للرد على اساليب تركيا في استغلال الجماعات الاسلامية في سوريا ، لذلك اتهمت تركيا ايضا سوريا بدعم قوة المعارضة الكردية المسلحة ممثلة في حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان بداية الثمانيات حتى نهاية التسعينات على الرغم ان النظام السوري كان قد وضع الى حد ما اقامة جبرية على قيادات هذا الحزب حتى لا تخرج من تحت سيطرتها ، و تمكن هذا الحزب بشن اوسع عمليات عسكرية و مسلحة من سوريا في كردستان تركيا حسب قول الحكومة التركية . اما الموضوع الثالث : فلم يكن مفصولا عن الموروث السياسي للخلافات السورية – التركية في الموقف من اسرائيل ، لان تركيا كانت اول دولة اسلامية اعترفت باسرائيل ، و كذلك عملت منذ اواسط التسعينات الى تقوية و تعزيز علاقاتها مع اسرائيل ووقعت اتفاقيات امنية و عسكرية . ولكن فان العلاقات بين البلدين اخذت منحى و اتجاه آخر بعد العام 1998 عندما طلبت سوريا من عبدالله اوجلان مغادرة الاراضي السورية بعد تهديد تركيا بعملية عسكرية ضد سوريا ، وملاحقة اعضاء حزبه و تسليم بعض المطلوبين الى الحكومة التركية بعد الاتفاقية الامنية بين الجانبين و التي تم توقيعها في اضنة في تشرين الاول / اكتوبر من نفس العام ، و قد ساهمت هذه الاتفاقية في حدوث تبدل في وجهة النظر التركية اتجاه علاقاتها مع سوريا و لكن ثمة عوامل اهم في الاونة الاخير : داخلية و خارجية لهذا التقارب و من اهم العوامل الداخلية : تخفيف وطأة المشكلات الامنية التي كان يمثلها حزب العمال الكردستاني و عملياته المسلحة ضد تركيا في كردستان ، بعد اعتقال اوجلان بمؤامرة دولية و باشتراك سوري ، و اعلان الحزب وقف عملياته العسكرية و المسلحة ، و كذلك بعد المجازر التي ارتكبت بحق اخوان المسلمين في حماة و حلب و فرار اغلب القيادات الى الخارج و سيطرت الحكومة السورية على الوضع بعد المجازر الجماعية بحق هؤلاء ، اما العوامل الخارجية : فكان اهمها تردي علاقات تركيا مع الولايات المتحدة الامريكية بعد الوقوف الامريكي العلني الى جانب الارمن و الشعب الكردي في كردستان العراق . بالاضافة الى شعور تركيا – سوريا – ايران بالخطر الكردي بعد اعلان الفيدرالية في كردستان العراق بعد عام 1991 و تشكيل الحكومة و البرلمان الكردي ، فاستمرت اللقاءات بين وزراء الخارجية لهذه الدول كل شهر لافشال هذه التجربة الديمقراطية ، اذن : مهما اختلفت هذه الدول فهم متفقين على الشعب الكردي لانكار وجودهم القومي ، و ما موقف الديكتاتور السوري بدعم الجيش التركي للتوغل في كردستان العراق الا في هذا الاطار ؟ على الرغم ان هذا الديكتاتور يتباكى ليلا و نهارا على مصالح الدول العربية و يعتبر دولة العراق من الدول العربية و يتباكى على وحدة الاراضي العراقية و سيادته و يطالب امريكا بالانسحاب ، و لكن يطالب و يدعم تركيا بالتوغل ؟ و يرفع شعارات رنانة للدفاع عن المصالح القومية و يتباكى على العراق ؟ و لكن على ما يبدو فان مصالحه مع ايران و تركيا افضل له في هذه المرحلة لمحاربة الشعب الكردي ؟ و انزلاقه من الصف العربي على الرغم ان مواقف كل الانظمة العربية لم تخرج عن مواقف مخجلة و هزيلة ؟ فبدل ان تطالب النظام السوري من انقرة بلواء اسكندرون ذهبت لتأكد دعمها المطلق لعمليات العسكرية في الاراضي العراقية لزعزعة الوضع هناك ايضا ، و على ما يبدو ان الحكومة السورية تحاول زعزعة المنطقة ليس بتفسها و انما عن طريق الغير ، فتحرك حزب الله في لبنان ضد اسرائيل و تحاول الاعتماد على تركيا لتحقيق مكاسبها في العراق ، بعد ان فشلت في دعم الارهابيين و التكفريين و البعثيين بعد الضغط المتزايد عليها من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، لانه و حسب اعتقاد هذا النظام كلما اشعلت بؤر التوتر في المنطقة قد تفلت من المحكمة الدولية من جهة و من جهة اخرى تحاول افشال التجربة الفيدرالية في كردستان العراق حتى لا تكون حافزا للشعب الكردي في باقي اجزاء كردستان ؟
الهدف الاساسي من اجتياح اراضي كردستان العراق :
=============================
فبعد تحرير العراق من الفاشية ، و طرح مشروع الديمقراطية في الشرق الاوسط ، و اعلان الفيدرالية في كردستان العراق من خلال الدستور العراقي ، دخلت دول التي تتحكم بمصير الشعب الكردي في تخبطات و هستيريا و كل طرف يحاول افشال التجربة الديمقراطية بطريقته ، فالنظام السوري دعم الارهابيين و دربهم في المحافظات السورية و من ثم ارسالهم الى العراق لاشعال الفتنة الطائفية ، و النظام الايراني دعم بعض التنظيمات الشيعية لضرب قوى السنية لاشعال حرب اهلية ، و النظام التركية دعمت بعض التركمان من خلال جبهة التركمان العميلة لضرب الكرد و كل ذلك لافشال الديمقراطية التي قد تكون شرارة تلهب هذه الانظمة ، و تخوف هذه الانظمة ازدات و خاصة المؤسسة العسكرية في تركيا بعد ان اصبح للشعب الكردي نسبة 13 0/0 من قيمة صادرات النفط العراقية وفقا لاتفاقية النفط مقابل الغذاء و بما اقره الدستور العراقي لذلك تخشي الدولة التركية من تنامي الاقتصاد الكردي في كردستان العراق في ظل التجربة الديمقراطية الفيدرالية ، وخاصة بعد عقد الحكومة الكردية عدة اتفاقيات مع الشركات العالمية للتنقيب عن البترول و استثماره و في المقابل فان الاقتصاد التركي تعاني من الركود ؟ و كذلك كلما تقرب موعد الاستفتاء و تطبيع الاوضاع في كركوك كلما اظهرت انياب الجيش التركي لافشال هذه التجربة بالاتفاق مع النظام الملالي في ايران و النظام السوري ، و تحجيمها ووضع حد لها خوفا من سريانها الى داخل تركيا حيث يعيش الشعب الكردي مهمش و محروم و عدد هذا الشعب يتجاوز اكثر من 20 مليون نسمة ، فالمنظومة العسكرية التركية تخشى وجود ديمقراطية حقيقية جوارها ، و هي المنظومة التي لاتقوم فقط على اسس قومية تفضل العنصر التركي على الاخر فحسب ، بل انها لاتؤمن حتى بقضية حقوق الانسان و الشخصية التي كفلها كل الشرائع و الاديان السماوية و الدنيوية ، و لعل قضية حظر ارتداء الحجاب في الجامعات و المدارس و البرلمان ، و كذلك منع بعض المظاهر الدينية في مؤسسات الدولة ، خير دليل على الخلل الذي يعانيه هذه المنظومة التي تربعت على عرش الدولة التركية و التي كانت الى الامس القريب مركزا للخلافة الاسلامية . فهذه الدولة الخفية العسكرية تحلم بالامبراطورية العثمانية في المنطقة و تتباكى على مبادىء العلمانية التي تبناها مصطفى كمال اتاتورك ؟






#بافي_رامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحق للشعب الكردي في سوريا المطالبة بالمحكمة الدولية ضد ال ...
- الانقلاب البعثي - الاسدي على المنطقة؟/2 /
- الانقلاب البعثي -الاسدي في المنطقة ؟/1 /
- رسالة تهنئة للاستاذ عبالباقي الحسيني و الاخرين
- تضامنوا مع الصوت الحر
- اغتيال كل الوعود من قبل النظام السوري
- ابادة الشعب الكردي هدف الانظمة الاستبدادية؟ باسم اي آية نفذت ...
- النظام السوري يهرول خوفا من موعد المحكمة الدولية ؟
- تصورات كردية في ظل نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تر ...
- السياسيون و الارهابيون يدمرون العراق؟ و الرياضة و الغناء تجم ...
- خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب
- تركيا بين كماشة الجيش و العلمانية المزيفة
- الحكم بعد المداولة
- الارهاب................... و الانظمة الاستبدادية؟
- هل الوطن اولا؟ ام الكرسي؟ في ظل مخططات النظام السوري الاستبد ...
- اخاف على وطني من العدو الداخلي؟
- النظام السوري بين الشعارات الغوغائية و الممارسات العملية
- تركيا بين احلام العثمانيين من خلال الجيش و ما يسمون انفسهم ب ...
- الطبقة العاملة تحتفل بعيدها في ظل الارهاب المنظم؟
- يوم الصحافة الكردية تصادف يوم تزيف الانتخابات السورية


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بافي رامان - الدولة التركية في مستنقع الصراعات ؟