أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابراهيم الداقوقي - لا ..... اردوغان لن يقبل باجتياح العسكرتاريا التركية لاقليم كوردستان















المزيد.....

لا ..... اردوغان لن يقبل باجتياح العسكرتاريا التركية لاقليم كوردستان


ابراهيم الداقوقي

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اكدنا في مقابلتنا مع قناة ( نوروز ) الكردستانية ، حول احتمالات دخول القوات العسكرية التركية الى اقليم كردستان العراق لملاحقة مقاتلي pkk الموجودين فيه " بان البرلمان التركي سوف لن يتخذ قرارا بهذا الشأن ، لان اردوغان يحسب حسابا للقوى السياسية الكردية والتقدمية التي ساندته خلال انتخابات 2002 بالفوز بـ 37 بالمئة من الاصوات وبـ 47 بالمئة منها في الانتخابات الاخيرة " . غير ان ضغوط الشوفينية التركية – العلمانيون الرافضون للاخر والمؤيدين من قبل العسكر وبضمنهم معارضة حزب الشعب الجمهوري - والشوفينية الكردية المتشددة والمصرّة على القتل والارهاب ، واللذين يحاولان إفشال مشروع اردوغان في ( الاصلاح العلماني الانساني غير الرافض للاخر ) هما اللذان اجبرا اردوغان لتقديم مشروع ملاحقة قوات pkk عبر الحدود العراقية ، الى البرلمان . لاسيما وان تأكيد اردوغان بان " اتخاذ البرلمان لهذه الخطوة ، لا يعني التحرك فورا لتنفيذ هذا القرار " كان يعني التهدئة ، وليس التصعيد . ويبدو ان اتهامات دنيز بايكال – زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري 112 نائبا من مجموع 550 نائب في البرلمان – والشوفينيين وجنرالات الجيش ، بعدم موافقة اردوغان على عبور القوات المسلحة التركية للحدود العراقية لملاحقة قوات " pkk التي تقتل الاترك والاكراد " ، وبانه – أي اردوغان - قد اعترف بالامر الواقع الكردي [ الارهابي ] في شمال العراق وبالتعاون مع البرزاني ، خدمة لمصالح حزبه " ، كان السبب الرئيس في اتخاذ البرلمان لقراره المذكور .
فقد اشتكى قائد القوات البرية التركية الجنرال ( باشبوغ ) من " عدم وجود التعاون الوثيق بين السياسيين الاتراك وبين القوات المسلحة التركية في مكافحة pkk ما ادى الى عدم استطاعة القوات المسلحة التركية من اجتثاث ارهابه" . وكان الجنرال المذكور يعني بالسياسيين الاتراك ، شخص الرئيس رجب طيب اردوغان الذي عقد اتفاقية جنتلمان مع 35 رئيس بلدية كردي – بينهم رؤساء بلديات اربع ولايات كبرى في جنوب شرقي تركيا ذات الاكثرية الكردية – قبل انتخابات 2002 على تأييد حزبه في الانتخابات ، ليقوم بمنح الاكراد حقوقهم الثقافية بشكل تدريجي ، ودون اثارة العسكر والعلمانيين الشوفينيين الرافضين للاخر . وفعلا فقد قام اردوغان بعد فوزه في انتخابات 2002 بما وعد به : الغاء قانون منع الاكراد من التكلم بلغتهم القومية ، ومنحهم حق تسمية اولادهم باسماء كردية ، وحقهم في الدفاع عن حقوقهم باللغة الكردية في المحاكم التركية مع تعيين مترجم لهم للتعبير عن ارائهم خلال المحاكمات ، ومنحهم حق انشاء المدارس الخاصة بتدريس لغتهم وثقافتهم مع انشاء اذاعة وتلفزيون ( صوت تركيا – الشرق ) لتذيع ثلاث ساعات يوميا باللغة الكردية . وقد شجعت هذه الخطوات الانسانية لاردوغان ، كافة المعتدلين الاكراد الى مضاعفة مساندتهم لحزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان ، فارتفع رصيده عشرة درجات لدى الراي العام ، مما ادى الى فوزه في الانتخابات الاخيرة بـ 47 بالمئة من اصوات الناخبين الاتراك . ومن هنا كان تأكيدنا المشار اليه في اعلاه بان البرلمان سوف لن يوافق على دخول القوات التركية الى الاقليم ، لاسيما وان البرلمان التركي – نفسه – كان قد رفض دخول القوات الامريكية من خلال تركيا لاحتلال العراق ، لان السياسي المحنك والبعيد النظر، الرئيس رجب طيب اردوغان لم يرد ان يغرق – مثل الامريكان – في المستنقع العراقي ، من جهة . ومن جهة اخرى ، حفاظا على علاقاته الطيبة مع اكراد العراق ومواطنيه من اكراد تركيا ، بالاضافة الى حماية المصالح الاقتصادية والتجارية – التي تقدر بمليارات الدولارات - في اقليم كردستان والعراق ، وهي مستجدات الواقع الجديد والعلاقات الدولية في الشرق الاوسط الجديد ، والتي دعتنا لتأكيد مقولتنا المذكورة ... لقناة نوروز الكردستانية .
ونود بهذه المناسبة ، ان نؤكد بانه ليست لحكومة اردوغان - وكما اكد الرئيس السوري بشار الاسد في زيارته لتركيا خلال الاسبوع الماضي اطماع في العراق – وانما العسكرتاريا وكذلك الشوفينية التركية ، هي التي تسعى من وراء دخول اقليم كردستان ، ليس القضاء على 4500 مسلح من مقاتلي pkk في جبل قنديل ، وانما القضاء على التجربة الديموقراطية لاكراد العراق . لان جذور pkk ليست في العراق وانما في تركيا نفسها وإن عدد مقاتليها ومؤيديها فيها يقدّر بعشرات الالاف ، والتي لم تستطع القوات المسلحة التركية من [ اجتثاث ] جذورها منذ العام 1985 وحتى اليوم . ومن هنا ، فان حل مشكلة pkk لا يتم الا من خلال الحوار ، مع منظمة حزب العمال الكردستاني وتحت المظلة الامريكية ، لاسيما بعد ان تخلت المنظمة عن فكرة " اقامة الجمهورية الكردية الاشتراكية " في تركيا ، واعلنت وقف اطلاق النار مرارا منذ العام 1993 " من اجل اجراء الحوار حول منح اكراد تركيا حقوقهم القومية ضمن الوحدة التركية " . لاسيما وان مصطفى كمال اتاتورك ، كان قد اعلن بعد تحريره لمدينة ازمير من الغزاة اليونانيين في شتاء 1923 – أي قبل انشاء الجمهورية التركية في 21 تشرين الثاني 1923 – للزعماء الاكراد والقوات الكردية المشاركة مع اخوانهم الاتراك في عملية تحرير المدينة ، بان " الاكراد والاتراك هم شركاء الجمهورية التركية الحديثة " ، من خلال الوثيقة التي نشرها الكاتب التركي الانساني التقدمي ( عزيز نسين ) منذ العام 1982 .
ان قوى الظلام الخفية التي تعمل في تركية – والتي يسميها الاعلاميون الاتراك ( الدولة الخفية ) داخل الدولة التركية – تحاول احباط كل المساعي الحميدة التي تبذلها القوى الوطنية التركية لحل المشكلة الكردية في تركيا حلا سلميا – ومنها محاولة اردوغان في اعداد الطبخة على نار هادئة – لكي يبقى الاقتتال بين الاخوة الاعداء ( الاتراك والاكراد ) مستمرا من اجل القضاء عليهما معا ، وتحطيم الاقتصاد التركي المتنامي – فقد بلغت تكاليف مكافحة نشاطات منظمة حزب العمال الكردستاني خلال اعوام 1985 و1995 مبلغا قدره ( 120 ) مليار دولار – اضافة الى خلق الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد . فعندما كلّف الرئيس طورغوت اوزال مستشارة الاعلامي الصحفي الموموق جنكيز جاندار ، للاتصال بعبدالله اوجالان زعيم المنظمة ، باعلان وقف اطلاق النار في نيسان 1993 ، لكي يقوم الاستاذ جاندار بطرح فكرة اقامة الفيدرالية بين الاكراد والاتراك ، اغتيل 33 عسكريا تركيا في منطقة ( بنكول ) جنوب شرقي تركيا ، وهو الحدث الوحيد المجهول الفاعل في المشكلة الكردية ، لان منظمة اوجالان لم تتحمل مسؤوليتها الى اليوم . كما ان الرئيس اوزال قد توفى بالسكتة القلبية – وكان قد اجريت له عملية في القلب في امريكا حيث كان قلبه يعمل ببطارية مرتبطة بالاقمار الصناعية – بعد الحادث بحوالي الشهر ، فوضعت فكرة الحل السلمي للقضية الكردية في تركياعلى الرفوف العالية ، منذ ذلك الحادث المؤلم .
وقد تنبه حكماء تركيا والعراق الى ( لعبة الامم ) الجارية في تركيا حول القضية الكردية ، فسعى اردوغان – وبالاتفاق مع المعتدلين الاكراد من مواطنيه – على حل القضية حلا سلميا ، ولكن بهدوء وبخطوات وئيدة لكي لا يثير العسكر ومنظمات ( حماية الفكر الاتاتوركي ) والفاشيين الاتراك . ولكن زعماء منظمة حزب العمال – او زعماء تلك القوى الخفية - قد ارسلوا سيارة مفخخة بخمسة اطنان من المتفجرات الى منطقة بيوغلو – وهي اكثر المناطق ازدحاما – في اسطنبول ، من اجل تفجيرها في الزحام في بداية هذا الشهر . ولكن سهر قوات الامن والمواطنين ، ادى الى اكتشافها فنجت اسطنبول – عروسة الشرق الاسلامي – من كارثة عظيمة . ثم كان قيام المنظمة في الاسبوع الماضي بقتل 13 شخصا من العسكريين ومحافظي القرى من الاكراد في سيارة باص صغيرة ، وهم في طريقهم الى قريتهم بجنوب شرقي تركيا . فهاج الراي العام التركي والعسكر للحادث .... فما كان من البرلمان - وبرغبة اردوغان - الا ان يتخذ قرار " ملاحقة افراد المنظمة عبر الحدود العراقية " والطلب الى الحكومة العراقية بالغاء معسكرات تدريب المنظمة في كردستان وتسليم زعمائها الموجودين هناك ، الى تركيا ....من اجل الضغط على المنظمة للانسحاب الى جحورها ، تجنبا لدخول العسكر الى كردستان والذي قد يؤدي – بالنتيجة – الى سحب اقدام تركيا – وكما تخطط قوى الظلام – الى المستنقع العراقي ، بل والى نشوب حرب جديدة في المنطقة . كما ان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد طلب من مقاتلي المنظمة الانسحاب من العراق حقنا للدماء . واكد الرئيس البرزاني ، بانهم سيقاومون هذا التدخل العسكري دفاعا عن الوطن . ونتمنى ان تتكلل هذه الجهود – والضغوط – وسهر حكماء تركيا والعراق ، بإفشال خطط قوى الظلام في تفجير الوضع الداخلي في تركيا او العراق ، خدمة لاستراتيجياتهم في خلق الفوضى في المثلث العراقي – السوري – التركي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مدير المركز الاكاديمي لدراسات الاعلام وتواصل الثقافات – فيينا .




#ابراهيم_الداقوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناهج الجامعية الغربية.... متماهية مع إيديولوجية العدوان و ...
- الايديولوجيات السياسية المسيطرة في المنطقة ... والمشكلة العر ...
- لا احد يحل مشكلة العراق ... غير زعيم شيعي معتدل ومقبول من ال ...
- يا اخوتنا في كركوك .... لا تلعبوا لعبة صدام الخبيثة مرة اخرى
- المشترك الثقافي الانساني .... يدعو الى التآلف الحضاري في حوا ...
- من ينقذ بوش من مستنقع العراق ؟
- العراق الجديد ... الى اين ؟!!!
- الاقليات ... وشرعنة حق الاختلاف مع الآخر ...!!!
- ازمة الكاريكاتيرات .... مظهر لحرب المقدسات الاصولية بغطاء دي ...
- الجعفري لن يؤلف الوزارة ... واذا الفها فستسقط قبل سبتمبر الق ...
- كركوك ..... المعضلة والحل !!! .
- الرئيس المشكلة ... جورج بوش الابن !!!
- التشيع بين الاعتدال والتطرف
- الانتخابات القادمة ستغير الكثير من المفاهيم والتوازنات السيا ...
- الاختلاف الثقافي لا يقف حائلا دون انظمام تركيا للنادي الاورو ...
- هل تقبل اوروبا العانس بقبلة الشاب الشرقي الولهان ؟!!
- المثقف والسلطة .... والمؤسسة الثقافية المؤطرة للانتلجنسيا
- نعم للمقاومة ... ولكن!!!
- رهان العراق الجديد : الهوية الوطنية والتحول الديموقراطي
- فشل الاعلام العربي في مواجهة تحديات حوار الثقافات المعاصر


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابراهيم الداقوقي - لا ..... اردوغان لن يقبل باجتياح العسكرتاريا التركية لاقليم كوردستان