أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - مصطفى حقي - عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟














المزيد.....

عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:59
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


يولد الإنسان بريئاً لاحول له ولا قوة .. إما أن يولد سليماً معافى صحياً وجسدياً ونفسياً وبلا أية إعاقة أو يولد وهو يعاني من أمراض جسدية مزمنة أو عاهات لازمة أو أمراض نفسية لا تجعل منه إنساناً سوياً ، فالقسم الأول من المواليد المعافى صحياً جسدياً ونفسياً يمكنه أن يشق طريق الحياة بلا أية معوقات يُرضي الناس ويُرضي الإله وبالنتيجة فله الجنة لأن الله كان راضٍ عنه منذ بداية خلقه ، وأما القسم الثاني الذي ولد مشوهاً أو معاقاً أو يعاني من اختلالات نفسية وعقلية بالتأكيد لن يكون رجلا صالحاً في المجتمع وسيخرق القوانين الوضعية والإلهية ويرتكب الجرائم وسيكون مصيره جهنم لأن الله قد خلقه ناقصاً ومريضاً وليس سوياً ..
ومما تقدم فإن فرض عقوبات الإعدام بعد أخذ بشاعة الجريمة وفظاعتها عين الإعتبار دون التعمق والنظر في حال المجرم النفسية والجسدية والتي قادته إلى ارتكاب جريمته تلك ومقارنة ذلك فيما إذا كان المجرم لم يكن يعاني العوامل المرضية والجسدية التي تجعل منه منرفزاً وثائراً وغاضباً إلى درجة الهيستريا وعدم تمييز الصح من الخطأ هل يكون عندها حكم العدالة عادلاً ، وعليه فإن فرض عقوبة الإعدام كأنه يوافق غضب الإله على هذا الشخص منذ بداية خلقه وهو غير مسؤول البتة عن الشكل الذي خُلِق عليه وكذلك الأخذ بعين الاعتبار البيئة التي تربى فيها المجرم ومجموعة العادات والتقاليد التي كان يعتنقها ويؤمن بها والتي قد تكون هي المسؤولة بالدرجة الأولى على دفع المجرم لارتكاب جريمته وأيضاً ليس له يد فيها لأنه خُلِق في تلك البيئة وتشرّب عاداتها ، فالإنسان العاقل ومن الفئة الأولى لا يقدم على أية جريمة ضد الآخرين وأموالهم وأنفسهم لأنه عاقل ويفهم ماله وما عليه وباتزان نفسي يملك فيه زمام المبادرة والتفكير السليم .. إذا فإن فرض عقوبة الإعدام على أي شخص دون الأخذ بعين الاعتبار فيزيولوجية المجرم وانتمائه البيئي وعقيدته الدينية التي تدفعه إلى قتل الآخرين بغية نيل ثواب الآخرة مغرراً به من قبل القائمين على ذلك الدين .. ولولا ذلك لما ارتكب جريمته المنكرة ..
وبالنتيجة نحن لسنا مع عقوبة الإعدام غير العادلة بنظرنا وإبدالها بالسجن المؤبد مع إعطائه فرصة إعادة تكوين نفسه فكرياً بمتابعة الدراسة وسلوكياً بتعلم مهنة والإبداع فيها .. إذا يجب أن تحدث ثورة كبيرة في نظام السجون وأن يكون السجن مدرسة كبيرة لإعادة تأهيل هذا المجرم صحياً بالمشافي التابعة للسجن ونفسياً بمنحه فرصة تعليمية كبيرة لينال الشهادات العلمية العالية وفرصة مهنية لينخرط في ورش مهنية في داخل السجن أيضاً ليتعلم مهنة ويجيدها وأن يكون رائداً فيها بحيث يبتكر في مهنته وسائل تنميها وتفوق مثيلاتها أي أن يكون مخترعاً وليس مقلداً وكذلك في مجال الدراسة يجب فتح أبواب الدراسة أمام السجين المحكوم بالمؤبد وكذلك من سيمضون أعواماً طويلة تزيد على العشر سنوات وفي كافة المجالات العلمية والنظرية والمهم أن يرتقي في دراسته مكفراً عن جريمته وساعياً لنيل درجة علمية عالية وحتى في مجال الطب .. ومنه يجب أن يصدر تشريعا مواكباً لنظام السجون الحديث وتشكل لجنة حكومية عالية المستوى تجتمع مثلاً كل خمسة أعوام وتنظر في أوضاع السجناء المبدعين والذين نالوا شهادات علمية عالية أو وصلوا لأبحاث نادرة على مستوى الدولة والعالم وكذلك المهنيين الذين وصلوا إلى اختراعات وابتكارات أيضاً على مستوى الدولة والعالم ، وتعمل اللجنة على منح المتفوقين علمياً ومهنياً عفواً عاماً عن كامل العقوبة أو جزء منها ، وهنا نكون قد أنقذناً إنساناً من الإعدام لمجرد خطأ ارتكبه للمجتمع يد طولى فيه وكذلك للبيئة وللخالق ....ولا عقوبة للإعدام ؟!





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
- جملة اعتذارات تاريخية ..؟
- الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
- الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
- إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...
- سورية لأبنائها الشرفاء وليس للقتلة والفاسدين ...؟
- قابلية النصوص للتجديد ومواكبة متطلبات العصر ...؟
- قبائل من الجان الهنود الجائعين يحتلون البطون .. رواه أبو شها ...
- هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟
- المواطن السوري متأفف....أم ..؟
- هل العلمانية التركية في خطر ....؟


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - مصطفى حقي - عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟