أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه














المزيد.....

قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:49
المحور: المجتمع المدني
    


زحمه بلا رحمه
عندما يأتى القانون ليحمى البعض من شرور البعض فاذا بجزاءاته وآليات تطبيقه تشمل الاثنين دون تميز فهو فاقد لخصائص القوانين . عندما لا يراعي القانون الظروف الاقتصادية والاجتماعية في توقيت تطبيقه فهو يفتقد لخصائص القوانين ايضا .
عندما تكون دوافعه وأهدافه غير واضحة , وآليات تطبيقه غير محددة بشكل يسمح للجميع بالوقوف عليها فهو كذلك لايمتلك خصائص القوانين
فأخلاقيات القوانين منها ما يتطلب مركزية الإنسان ومصلحته وكرامته وقدرته على تنفيذ القانون والظروف البيئيه المناسبه فى تحقيق ذلك .
أخشى أن يكون قانون المرور الذي جرى تطبيقه مؤخراً يفتقد لعناصر هامة من هذه الأخلاقيات .. فمن المعروف أن سكان الدوله من القطريين لدى الفرد منهم العديد من المركبات المسجلة باسم ولديه كذلك عدد من السائقين وهذه عادة درج عليها المجتمع عقود لمواجهة متطلبات الحياه أرجو أن تكون في طريقها إلى الزوال مع الوقت ، فإذا كانت العقوبة أو الجزاء سيوقع على مالك السيارة فى بعض الحالات المبالغ فيها عقوبتها كقطع الإشارة وتجاوز الرادار بسرعة قصوى ففي هذا ظلم كبير وشمولية وربما لا تصيب الفاعل الحقيقي وهو السائق في أوانها فالحدية في تطبيق القانون تتطلب الضبط الأنى وليس إرسال SMS بعد حين من الوقت .
أما بالنسبة لمراعاة توقيت تطبيق القانون بشكله الحالي وهو عباره اصلا عن لائحة جزاءات فهو يأتي والتضخم في أوج ارتفاعه والمواطن والمقيم على حد سواء يرزح تحت ارتفاع مخيف للأسعار للإيجارات وللأراضي بصفة عامة .
نفس الوقت التي لا تزال عمليات إزالة الأحياء والمناطق قائمة ومستمرة فيزداد عبئاً على عبء فالدخل أصلاً متآكل نتيجة لذلك ليأتى هذا القانون ويكمل على البقية الباقية أين هذا من أخلاقيات تطبيق القانون.
الأمر الآخر : دوافع هذا القانون بالضرورة المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم وهي بالضرورة تلتقي وأهدافه ولكن إذا كانت الجزاءات بمثل هذه الشمولية وهذا التعدد فقد يشك في أهدافها.
لا شك أن هناك آليات أخرى غير الجزاء المالي أو العقوبة المالية كان يجب التكثيف منها والتركيز عليها فقاطع الإشارة الحمراء عمداً هو في الأساس منتحر فهل تردعه الست آلاف ريال أو نحوها من فعل ذلك؟ إن تكثيف الحملة الدينية ضروري هنا ولا بأس من إضافة منهج عن المرور وقوانينه في المدارس .
ثمة آليات أخرى منها الحد من صرف رخص السياقة بمثل ما شهدنا من سهولة في الآونة الأخيرة والتركيز على النقل العام لذوي الدخول المحدودة والعمال وإيجاد مواقف كبيرة يمكن للفرد الانتقال منها إلى المناطق الأخرى الداخلية من خلال وسائل نقل عامة أما العلاج الطويل الأمد والذي لا مفر منه وهو إيجاد بنية مرورية جيدة ومتطورة أسوة بالدول المتقدمة فلخطأ المرورى لدينا اغلبه احد خيارين بين زحام لايطاق وبين امكانية التهرب من القانون فالزحام دافع اساسى وغير محتمل لكنه لايبرر الخطأ بطبيعة الحال لكنه يمثل دافعا للتفكير فيه والملاحظ أن هذا القانون مستنسخ من قوانين مرورية عالمية ليطبق على بنية مرورية غير مؤهلة البتة وهو ما يتطلب إعادة النظر في بعض أجزائه بين الحين والآخر . لست ضد تطبيق القانون اى قانون طالما ان هناك ضرورة لذلك لكننى لا اعرف مدى اهمية تطابق القانون والبيئه المراد تطبيقه فيها او عليها.
إن كثرة الجزاءات المالية وتدرجها صعوداً انتهاءً إلى الحجز في المطار دون أدنى مراعاة لما ذكرت من ظروف يذكرني ببداية توحش النظام الرأسمالي في أوروبا في القرنين السابقين حتى أن الإنسان تحول إلى آلة تنتج وتستهلك أي تقبض بيد وتدفع بيد أخرى الأمر الذي دفع بكثير من الأدباء والعلماء وبالذات أصحاب مدرسة فرانكفورت النقدية للوقوف أمام ذلك والدفاع عن مركزية الإنسان وبأن مصلحتة تأتي قبل كل شيء ومصلحته هنا تعني ليس فقط حمايته من الآخرين وإنما من الدولة أيضاً لكي لا تفترسه .
ويذكرني كذلك بسطوة المجلس البلدي في مصر وتدخله وشروعه في سن قوانين مجحفة بحق المواطنين في مرحلة سابقة من القرن الماضي .
دعت بالشاعر بيرم التونسي إلى تشبيهه بأنه أصبح أخاً له و لكل مواطن مصري :
كأن أمي بلّ الله تربتهــا أوصت وقالت أخوك المجلس البلدي
يا بائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدي

إلى أي درجة يمكن أن ينطبق هذا الزجل على قانون المرور لدينا وهل تصبح إدارة المرور أخاً لكل مواطن قطري .... فرب أخ لم تلده أمك .
.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعى الزائف لجيل الامس
- انسان الخليج النفطى
- الاصطفاف خلف صنمية النص
- تناقض سافر:شكل الدوله الحديث ونمط العلاقات المتخلف
- دولة الرفاه وروشتتها السحريه
- روح المجتمع خط الدفاع الاخير
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى
- ازمة الطبقه الوسطى فى دول الخليج
- الحياه تبدا بعد السلطه
- أمم هاربة .الاستحقاق الحضاري….. وهروب الأمم
- الحاجه الى انسنة العلاقات
- وعى الهزيمه وهزيمة الوعى
- شاعر المليون ووهم اللغه
- قضايا المواطن عندما يعبر عنها بما يشبه النباح
- العقيده وغلبة الاجتماعى على الددينى
- بين بذور المجتمع المدنى وطوفان الدوله
- حوار المذاهب الاسلاميه من النخبويه الى التاميم
- ثنائيه الدنيا والاخره
- السلطه العربيه استعصاء تاريخى على الفهم
- ثنائية الخطيب والمتلقى


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه