أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الرومي ّ وأنوار الليالي














المزيد.....

الرومي ّ وأنوار الليالي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


درّة في غياهب الجبّ

قال الصقر للبط: " ها أنا أنحدر إلى البراري بانتشاء"،
أجاب البط: " أنا سعيد بنصيبي، فاسعدْ أنت بهيامك في الفضاء!،
أنا ذاهب إلى النوم تغمرني السعادة،
لكن عليك المضيّ في دربك لتلقى الأفراح."

رغم أن مستقري كان في غياهب الظلمة،
إلا أنها في نظر" يوسف" الحُسْن جنة المأوى.
فما أروع الحبيب َ درّة َ في البئر!
و ما أسعده وهو يطير إلى ذرى السماء!

البحث عن اللآلئ النرجسية في قعر البحر ومياهه المرّة أحلام عسليّة،
لقد استجاب الله لكل حاجاتك،
فتوجه إلى القلب، فهناك السعادة!
الذرات ترقص في النور الإلهي بدون أيدي ولا أرجل،
وارقصْ أنت أيضا في نور السماوات،
في أحضان النجوم، و كنوز الكون!
مجدا لك ، شمس تبريز،
يا ملاك الحكمة، ويا مفخرة السعداء!


يا مطرب الألم اللذيذ

شمس المشرق ضيفنا،
هذه الليلة،
وسيسطع البدر نورا على سهرتنا ، و سيبقى يراقصنا،
هذه الليلة.
الليلةَ سيحملنا البراق من ضفة العرش،
و ستخضرّ عيوننا في آفاق الرحلات،
وستتلاشى مساحات الراحة في السماوات ،
هذه الليلة.
صفق بيديك في عجب،
مثارا، معنا، انهضْ،
ارقصْ في دائرة عشقنا،
في جمال الليل،
هذه الليلة.
يا مطرب الألم اللذيذ،
هلّا أنشدتنا أسرار العشقُ،
لتكون الموسيقى المنتشية من الذرى
ضالتنا المنشودة،
هذه الليلة.

شجاعا كالأسد أقدمْ، لا تهرب ْ مثل ابن آوى!
إنّ أضحيتنا ثور المعبد،
هذه الليلة.
لا تكن حامضا كالخل!
كن حلوا مثل الشهد!
فقلوبنا مفعمة
بالشهد و زهو النحل ،
وبمعاني الزهر و الرحيق،
هذه الليلة.
الصهباء المشرقة التي ربيناها،
والتي أهدتنا إلى كل العوالم الأخرى،
أضحت في عشنا،
و في كنز صدرنا، هذه الليلة.


تفتقت الأزهار عن قلب الحبيب

أسرعوا! تعالوا !
تفتقت الأزهار،
ووصل الحبيب.
تعالوا
أودعوا الروح والدنيا إلى الشمس،
و أسبحوا في حمام نورها!
يا لبؤس من غادر بدون الحبيب،
ولنبك ِ الحبيبَ الذي هجر الحبيب.

أنشروا الخبر في كل الأرجاء،
المجنون كسر القيد و انطلق،
اضربوا الطبول، ولا تقولوا المزيد،
فقد وصلت الروح
فليخرس العقل و الفؤاد، إذن!
أي يوم هذا!
فهو يوم القيامة،
أصاب العقم سجل ّ أعمالنا،
اصمتوا ، لا تبوحوا بالسر!
لا تأكلوا الفجّ!
فالكروم نضجتْ !


أيها العشق، سلاما!
سلاما، أيها الحبّ!
فالحب ّ إلهي، ينبع من الإله.
إنه الحنون، و العذبُ، و اللطيف والحميد.
أي هوى، أي هوى!
فنحن نشتعل مثل الشمس،
العشق خفيّ، وناء ٍ،
العشق هو الدليل و الهادي .
نحن سقطنا،
سقطنا،
ومن الصعب النهوض،
نحن نجهل دهاليز هذه الفوضى.
المجد للقمر،
سلاما، أيها الهلال،
الهلال منحناه مثل الكأس،
أضفى الأشكال و الظلال والخطوط على العالم وتقاسيم الوجود،
ترجّلَ ملك الملوك عن صهوة جواده،
تحية للأغبرة التي تحدد قافلة ملك الملوك.
أية صورة!
أي ّ بهاء!
صورة غارقة في جوف القلب،
ما أغربها!
ما أغربها!
صورة تماهت مع السماوات!
كن الكأس الصامتة!
كن الكأس الصامتة،
التي تحوي السر!،
من اليسار،
من اليمين،
كل شخص يبحث عن ذاك الشراب.
هذا الغدير يغني أغنية تدير مدارات أقدارنا،
ما أبعد ضفة الروح!
وما أعذب صدى العندليب!
لا وجود للفخ، ولا قيامة للقيود،
لم َ لا يسمع صراخنا؟
و لم َ نحن أسرى، إذن،
الهي؟!



من يقف بالباب؟

قال: من يقف ببابي؟
قلتُ: خادمك المطيع.
قال: ماذا تبتغي؟
قلتُ: أرجو أن تقبل أن أعظمّك، يا مولاي.
قال: إلى متى تدوم رحلتك؟
قلت: إلى أن تضع لها حدا.
قال: إلى متى تريد الاحتراق في ناري؟
قلتُ: إلى أن أتطهر.

" لقد أقسمت ُ بالحبّ،
في سبيل العشق،
وهبت ُ كل ثروتي ، و كل جاهي."

قال: لقد قدمت َ مرافعتك، لكنك بدون شهود.
قلتُ: دموعي هي الشهود،
و شحوب وجهي هو الدليل.
قال: لا مصداقية لشهادتك،
وعيونك مبللة كثيرا لكي ترى بوضوح.
قلتُ:
أقسم ُ بإشراقة عدالتك،
إن عيوني صافية لا عيب فيها.
قال: عما ذا تبحث؟
قلتُ: أرجو أن تكون صديقي الدائم.
قال: ماذا تريد منّي؟
قلتُ: نعمتك الوافرة.

قال: من كان رفيق سفرك؟
قلتُ: صورتك، يا ملكي.
قال: ما دعاك إلى هنا؟
قلتُ: أرج نبيذك.

قال: ماذا تحقق لك من مناك؟
قلتُ: رفقة السلطان.
قال: ماذا وجدت َ هناك؟
قلتُ: مئة معجزة.
قال: لماذا القصر مهجور؟
قلتُ: لأن كلّهم يخافون الحرامي.
قال: من الحرامي؟
قلتُ: من يحرمني منك.

قال: أين الأمان؟
قلتُ: في الطاعة ونكران الذات.
قال: ماذا هناك لنكرانه، والارتداد عليه؟
قلتُ: الرجاء في الخلاص.

قال: أين وقعت الكارثة؟
قلتُ: في حضور حبّك.
قال: كيف تتمتع بهذه الحياة؟
بالاحتفاظ بالحقيقة لنفسي.

والآن حان وقت الصمت.
لو رويت لك عن جوهر حقيقته، لطرت َ من نفسك و مضيت َ،
ولن يكون بمقدور أيّ باب أو سقف إعادتك إلى ذاتك.

ترجمة بتصرف من الفارسية



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى تمزيق الذات الإنسانية في العراق
- - لا تأخذوني إلى بغداد!-
- رفرفة الزنبقة في بحر الإنتظار
- خرافة معاداة اليسار التقليدي و الإسلام السياسي للإمبريالية
- الرومي و الخمر والرقص و الجنون
- كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر
- سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق
- بَعْدك، يا ذا السبع سنوات!
- الآيات الأرضية
- عالم بلا فرسان
- فتح البستان
- سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
- حفيف الظلال
- قصيدتا غزل لمولوي بلخي
- شهادة على تفسخ البرجوازية في مهدها
- حين يتعرّى القمر ُ
- ضرورة التأسيس لنقد ماركسي ّ طبقي لتحليل طيف اليسار التقليدي
- خفقان الرازقي في معبد المطر
- الانتخابات البرلمانية التركية والأنموذج اللطيف غربيا للإسلام ...
- مرآة الثورة في رفضها قبول جائزة نوبل الأدبي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الرومي ّ وأنوار الليالي