أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - سمفونية الريح الرمادية















المزيد.....



سمفونية الريح الرمادية


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:27
المحور: الادب والفن
    



دراسة نقدية في
وردة الكتابة وغابة الرماد

ان انتاجية الاحساس الذي يكثفه الشاعر امام تخارجات كانت قد حصلت امام أحاسيس قد اندلقت قطرة قطرة لتكشف بوضوح عن هذا التواصل لتنتج هذه المبارزة – والمزاوجة التكاملية للحدث باعتباره كيان تكوّن حدوده الاسانيد والتفاسير الحياتية منبثقة من التفسير الآخر لديه . وان الشاعر لا يناظر في حلقة المقاييس بدخيلة إنما يناظر مقياس محمول كان قد تركه العقل الباطن في تفاسير الاصغاء . والتجريبية في الاصغاء وذلك لدراسة اعمق للعناصر (الذاتية والموضوعية) . وهذا تأكيد لما يقوله الشاعر في اعماقه الانسانية . والشاعر حميد سعيد وابتداء من مجموعته الاولى (شواطئ لم تعرف الدفء) نلاحظ هناك تأثر واضح بجيل الرواد مثل (عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب) وانتهاءا بمجموعته الشعرية (من وردة الكتابة الى غابة الرماد الصادرة عن دار ابداعات عربية في عمان الاردن) يقدم لنا حميد تعبيرا شعريا دقيقا . ففي (شواطئ لم تعرف الدفء) كان حميد سعيد متواصلا في رسم ذلك التأمل الشعري في مرحلة الطفولة والالتزام بالموقف الانساني ، كان يلامس السياق التحليلي للموت لانه البداية – والنهاية والشاعر عمق احساسه المتميز بالبداية والنهاية ، فكان مغامرا يبحث عن الجديد في الكشف والاشراف الجديدين في (الصحراء – والبحر) وهو الرمز في الاصرار للوصول الى الهدف . اما في مجموعته الاخيرة (من وردة الكتابة الى غابة الرماد) يقدم لمحة خاطفة من اعلى السفينة ثم يلقي هذا التأمل بمهارة العارف للحدث ربما تستجمعه الذاكرة المتأملة في خفايا هذه الكلمات فهو يستميل طيبة وطبيعة الروح بملامسة شفافة وسحرية يعلوها الاثر البالغ وهو يحقق مهمة مشابهة بالاكتمال الذي يسكبه لنا باطار يخلو من التصنع والعبث . وسر هذا الشاعر يكمن في قوة الظل الذي يتمتع به في بناء المفردة الشعرية وهو يتحدث عن ايقاع يتقدم المفردة ، وجملة شعرية تبلغ حقيقة المشهد ولحظة الحدث بوجود يتغلغل برهافة حسية تجد الخلاص في (التجريبية الذاتية) والتأمل المتعلق بالوقائع والذي جعل (هذه المجموعة الشعرية متفردة لما تحمله من وحدة في الحشد المتدرج من الخلاصات في الاسطورة – والتاريخ وما تحمله القصائد من تفاصيل في الحس والنبرات الاكثر عمقاً والماً (خاصة في القسم الثاني (غابة الرماد) الذي يبدا فيه الشاعر بسرد خوائية يتردد صداها في محاجر الخوف واليأس القاتل والعسير للاحتلال .
ويبدو ان القصيدة عند الشاعر تتمحور في كنه الادراك بالوصف لهذا الانتباه باعتباره شعاع يكشف ويد تقبض على الاشياء بتذكر الاشياء نفسها وعمل هذا الاختيار هو دعم لقصيدة الشاعر . فاعتمد الشاعر على الموروث الحسي وزمنية تنطق بالصوت الخفي الواحد للنص صوت يتحرك بلقطات ليؤسس نص شعري متعدد الاصوات :
(لم تسمع ما قيل وسرت كضمآن ..
يبحث عــن نبــع ثــر .)
والظمأ اعتراف .. زمزم يبست
وغار الماء فيها
والحطيم مباءة ..
نجد فراش ساخن للعهر
في هذه المرحلة نقرأ نتاجا شعريا تنعكس فيه رؤية عميقة في الاصوات التي تظهر في (ابي ذر الغفاري وصوت زينب في كربلاء – وعمار بن ياسر والشطار في القرن الثالث للهجرة) فكانت النظرة الى التراث تعد جزء من الموروث المتواصل في الحياة والموت .
يا وجه عمار بن ياسر
كل وجه للصعاليك القدامى
فالشاعر في منظوره هذا يحقق مهمة دقيقة في تعلقه بالتراث من وجه نظر مدركة ومنطق حسي يجمع هذا التامل السحري وبمهارة في العثور على المفردات التي تلائم روح النص الشعري . وحميد كان يهتف بالرفض لكل موقف يغاير الحقيقة الانسانية ، فكانت مشاعر الشاعر متوحدة في الوجد – والعشق – والانتصار للحق .
قاتلت رجال الحكم باسم الله
هزمت الشرطة في سوق الكرخ .. خرجت
على ظل الله بأرضه .
فكانت بغداد هي الصدق وهي القصيدة وهي حبه الصوفي والعذري وهي النغمات الخفية وهي الحشد من هذه الرؤية الرمادية .
(لم أجد غير وجهك ينقذني)
لا سماء لبغداد .. في زمن الغزو ..
يُلطَّخ أبيض عفتها البغاةُ ...
ويغتالها العُتاةُ
بغداد .. انّي أُحسُّ ربما أَنتِ فيه .. من هؤلاءِ ومِنْ هؤلاءْ
لكنَّ بغداد ..
مهما دجا لَيلُها .. يَتَّبينُ خط البياض وخط السواد بها
وتفَّرقُ بين البُناة .. وبين الغُزاةْ
بينَ عُشّاقها والزُناة
ما يميز حميد سعيد في رؤياه هذه هي القوة والارادة والارادة والقوة المركزية ، ويبقى الوضوح هو السائد في تناول مسألة القوة وتعيين الفعل الشعري بجذريه جديدة ، وهو الذي ربط مفهوم الارادة بارادة القوة وفق منظومة (نيتشوية التكوين) فاخرجهما وفق دلالة لفظية تتجاوز في اعتلائها كل المسارات التقليدية وحميد صعّد هذه المتقاربات بصُعدٍ ومستويات متعددة في الكشف عن الحدة التتابعية لهذه الإرادة ، فهو يبحث عن هذه الرحلة من الوجد حتى في ظل الاحتلال ليبلغ غايته في قراءة هذا التتابع وفق ارادة ابدية بالقوة ولنستمع له في هذه الابيات :
رايت جزيرة العرب الفقيرة شاهدا ..
ومسالماً تتقدم الضعفاء ، نحو بلاط كسرى
نحو ارض الروم
فيا مدنا على الاحزان ، شبت
بين احذية الغزاة
بخلت ، مت ، عقمت
تورق نبتة الخابور في سيناء بين مفاصل الموتى
قروحا غضة .. ومرائيا للاهل
حيث يثب فيكم فارس .. سأفك حزني
ارتضيكم اخوة .. وابشر الرايات
لفتها يد مختومة بالحزن
وفي لغة الابراج الطينية اختلف الاسلوب وكذلك الرؤيا في هذه المجموعة نشهد فكرة المقاربات في اكتشافه قيم واساليب حدثية في اعادة ترتيب القوة واعادة تأسيس مفهوم جديد لاساليب التفكير حيث نقرا ان هناك جهدا يؤسس كينونة تجعل عملية المواجهة في تلك الفترة هي (المعركة الفكرية والشعرية مع العدد الرئيسي هي الامبريالية العالمية ، الذي عبر عنه الشاعر باعتباره انسانا وشاعرا عن الماهية الانسانية والجوهر ، كان اتجاهه الى عملية الكشف المتواصلة وفق خواص من النسج الشعري ليكون نصا حُلميا يتواصل مع حاجات الانسان العصرية .
موتي طريق الى غابة الآدميين .. ام ان موتي
هو الغابة المزهرة .
بعد أن نفدَتْ خمرتي ..
واستباح الخَليّون أسرارها والخُمارْ
وانتبذتُ مكانا .. قصيّا .. قصيّا .. قصيّا
وصارَ الرمادُ اخي ..
والنديم الغُبارْ ..
فاجأتني عطاياك
شمسٌ مبجَّلَةٌ .. وطيورٌ مُحجَّلَةٌ
فالشاعر لم يحتكر النص إنما قصد اشكالية المعنى وفق الترجمة الفعلية كما هو الحال عند (لاكان ورولان بارت) (في نطق اللّغة) ولكن نقول بمنظور حسي وبيقضة الذات المباشرة ، ولكن الرمز الحسي جاء بحيادية تقتضيها آلية (اللغة القصدية) ومسار تمحورها داخل (الذات واللغة) نقول وهذا خلاف رأي الاثنين (لاكان وبارت) وفي هذه الابيات فقد تسامى الشاعر وبقيت الذات وقد تسامى الشاعر بعد الحدث الشعري – بعد النداء الخفي في المنام وبعد المصابرة تكشّف الحلم الشكسبيري في هذه الابيات :
الطيورُ المضيئةُ تُقْبِل من ارجوان الغيابِ
ويُقبلُ صَدحها .. من كواكبَ ضائعةٍ
رُبَّما .. كانت امرأةً من عُبيرْ
رُبَّما .. كان دينا عليها
فذهب الشاعر بهذا النشيد السيكولوجي في تباعد لعمق يراه باعترافات شكسبيرية وعاطفية تشكل المعنى بأهمية القصدية المشفوعة بالتأمل الحسي ورغبة بالتطهر المتسامي حتى من الذات وبلغة الذات
مُذْ نَسيتُ الضَحِك ..
أَغلَقَ الحكماءُ المرابون بات البكاءِ .. بوجهي
وطوَّقَ حنجرتي المرجفونَ ..
ويدعو هذا الى فهم الحياة عبر المنطق الانساني ، حيث يتم تحويل الشعر من لغة الذات الى اللغة الانسانية بحيث تجعل النص اطول في البقاء وارحب في الاصالة . هذا التسامي بتألق حسي يجاريه منطق مدرك للشد الواقعي وجذب للقدرة على المعاناة الذاتية حسب سمو هذا الجذب باستطالة قوة الوعي والمقدرة على التوازن داخل ادراك يجمع المفارقة الامكانية ، وبموجبات هذا الاعتراف السيكولوجي وتلك السلسلة اللامتناهية من نتاج الحس المباشر مازال يرزح تحت نير هذا الانبثاق في الموضوعات الموزعة بايقاع اختلافي بين وحدة التمثيل داخل هذا الحقل المتجانس في التمثيل الذي تم ترتيبه على شكل حدوس عقلية مرتبطة بالموضوع وشروطه التجريبية في التمثيل المتسامي للنص الشعري :
حدَّقت في بياضِ خرابي ..
رأَت كوكبا في ثيابي ..
وفي غفلةٍ ..
أَشارت الى الماءِ .. جاءَ إِليَّ
وأَلقى حدائقهُ في يبابي
ويتصاعد الخطاب في تخومه الموضوعية لتجريبية تفصح عن قيمة الاشياء الدفينة ونظام المفردة البنائية ذات المقاربة بموضوعاتها التي تثير الرغبة في البحث عن شروط الموضوع الإمكاني فيما يتعلق بالفكرة الاخبارية في النص الشعري ، فالشاعر يقوم بالافصاح عن فيزيقية سردية قابلة للانبثاق التحليلي للاسطورة وهي تغمر ظاهر النص بكليته للاشياء انطلاقا من مفهوم كتابة الذاكرة المولّعة بالاسطورة وعناوين الذاكرة المعاصرة في التحديث للنص ويتضح هذا من خلال هذه الابيات :
أوجدتِ في قاموس أفراحي .. سلالاتِ الذين تَرَحلّو ؟!
أبقيتِ لي لغةً تناوئُ ذلك الماضي .. وتنأى
رقمٌ مُخرَّمةٌ وألواحٌ .. بقايا من نقوشٍ .. أو بقايا من لقى ..
ومعابدٌ وملاعبٌ وقصورْ ..
مرَّ الظلامُ .. يجوس بين كواكب الماضي .. ويأتي الضياءِ
ونزلتُ أتْبعهُ إِلى رَيّا بساتين الفراتِ .. الى الفراتِ ..
الى النشيد البابليِّ .. الى إِينانا ..
هذا الالق المتعلق بالاسطورة المكانية يتم تصنيفه (بأبستميات) معرفية تنتظم بحقب يتميز بها التشكيل الوجودي وفق خطاب يتم اختياره وفق اختلافية تصنيفية تختفي داخل المخطط التصنيفي للنص الشعري وهي تسبق تأسيس الخطاب على ضوء المنعطف الارتكازي ومبادئه المتمثلة بالاستغراق المنظور لحركية التحول بتصاعد الخطاب وتلابسه (بالاشياء واللّغة والاسطورة)
آتٍ ..
سمعتُ نداءَ غيمتها .. فأطلقتُ البروقْ
قلتُ املأي بحري بمائكِ .. وليكُنْ ظمأي امتيازَكِ
وليكُنْ خمري .. صبوحكِ والغبوقْ
كُنّا هناكَ معاً ببابل .. قبلها في أورْ
في آشور
هناك اثر اولي في تشكيل هذه القصائد وكل مجموعة تضع تلميحة لا نهائية بتفاصيل التأويل ابتداءا من تشكيل اللغة والخطاب الى الاستعادة المستمرة لهذا التماسك بين (الكلمات واشياءها) في ان يجعل الشاعر وظيفة الشرح للنص تقتضي الكشف الباطن تحت سطح النص ، فالمعنى ياخذ جانبه الاحتفالي الخفي باعتباره العودة الى الحلقة الارتكازية لمعنى الوجود السحري للنص الذي يشير الى عملية التحديث وفق منطق سيميائي يتشكل بنمطية تترتب وفق معنى تحديثي وهذا يذكرنا (بشجر الليل لصلاح عبد الصبور في قصيدته :
((تاملات ليلية))
ابحرتُ وحدي في عيون الناس والأفكار والمدنْ
وتهتُ وحدي في صحارى الوجد والظنون
غفوتُ وحدي ، مشرع القبضة مشدود البدن
على أرائِك السعف
طارق نصف الليل في فنادق المشردين
او في حوانيت الجنون
سريت وحدي في شوارع لغاتها ، سماتها ، عماء
اسمع أصداء خطاي ،
ترن في النوافذ العمياء
وطرتُ بين الشمس والسحابة
ونمت في احضان ربة الكتابة
لكنني ، هذا المساء
(ممداً ساقي في مقعدي المألوف)
أحس اني خائفٌ
وأحس شيئاً في ضلوعي يرتجف
وأنني أصابني العيُّ ، فلا أبين
(وأنني أوشك أن أبكي( ))
حضور النص ارتبط بالحركة التحديثية للنص بتكوين ادراكي تلحقه الذات بالموضوع فالمخطط النصي عند حميد سعيد يوجد اولوية لتفكيك المتقاربات داخل فضاءات النص بعدها يمكن رؤية نتائج التفكيك داخل هذه التأويلات التي تركزت في العمليات الاجرائية والانتقالية السريعة داخل (فينومينولوجية) يتضح منظورها التزامني من خلال عملية التعاقب التي تحتل فيها العملية الاختلافية المقدمة باعتبارها فلسفة جديدة للنزعة الفكرية عند الشاعر حيث نشأ الموقف الجوهري للحدث الشعري بأعتباره تأمل ينشأ من مواقف متعددة الاوجه هذا خلاف ما قرأنا له من الشعر . ولكن النزعة التأملية الجديدة للشاعر وضعت تعاقب وقد تبلور هذا في اشكالية التاويل الذاتي التي اثيرت في هذه المناقشة لهذه المحورية التي علتها الزمنية التاويلية ولكن بجديته الاثيرية وبنمطية شعرية سردية عالية الجودة
هل كنتُ أوقفتُ القوافلَ في ثمودَ .. وكُنتُ عاداً
هل كان عوليسُ الشَقي أخي .. وكنت السندبادا
لقد تشكلت الاسطورة الشعرية العربية (والثمودية حصرا) بالاشارة الى رئة تتنفس اسماء الموتى من عهد ثمود .
تقرأ اسماء الموتى بثمود آت الى ملامح تفيض الى الاقتصاد اللغوي او يتم الاستخدام استعاريا وفق حيز شخصي متأسطر كما هو الحال في المنظور الحكائي ، والحديث يتعلق بالسياقات القصصية (لثمود) ويستخدم (جرير) بعملية تبادلية في نقائض الهجاء مع الفرزدق :
وشبهت نفسك اشقى ثمود فقالــوا ظلت ولم تهتدِ( )
وتشير المصادر الى ان حسان بن ثابت عاش (الحقبتين – الجاهلية والاسلامية) وكان من المدافعين الاوائل عن (اشقى ثمود) وهذا الموضوع يتعلق بارتكاب المحرم المقترن (بالناقة سقب) وتظهر لها مشابه في كتب السير . بهذا الفعل البغيض في مقتل الامام (علي بن ابي طالب) يقول حسان بن ثابت :
كأشقى ثمود إذا تعاطى لحينه عضيلة أمّ السقب والسقب واردُ( )
هذه النصوص الاسطورية تستند الى صياغات اسطورية ، فهي في نظر البعض تبقى خارج حركة التأريخ كصياغة لشعب عرف بهذا الاسم ، فقد كان لهذا التفكير الزمني ولهذا الشعب بعد نهايته يعني ما يعني انه المعنى التاريخي وان حشر في زمنية تاريخية وكان الغرض منه عملية التاويل . والحيرة تكمن بعدم الادراك (للزمكان)( ) وحميد سعيد يستنفر البنية الاسطورية بمرسوم قبلي تاريخي قائم على اساس المقدس التحديثي وثراءه الدلالي وفق فائض في المعنى ليتفتح على التاويلات (الزمكانية التاريخية) حتى نحلق وفق سياقات نصية جامعة لهذا المنهج الشعري السردي باسترجاعية جدلية في الحوار وتعالق معمق بين الانسان والاسطورة وفاعلية حركية التاويل من خلال الاحالة في الصورة الشعرية حتى تصور هذا السياق من الابنية السردية في الشعر وهي صياغة تصويرية – (configuration) تؤكد البنية السردية
آن للسِّيد البابليِّ .. أن يتفادى سماديرهُ
ويعود الى حقلِ ننماخ
يدخلُه حيثُ تدنو القطوفْ
والشاعر يثير تفصيلات الاستقرار والثبات بالزيادة المفرطة في الاصطلاح الحواري خاصة في تركيزه على فائض المعنى السردي الذي يتحول الى الاستخدام التهميشي للغة على سبيل المثال :
حاورت فضَّتها ، فاسكتني النحاسُ
اقيمُ به وافتحُ كلَّ بابٍ فيه .. قلت تجيءُ ..
من أرقٍ أليفٍ .. مِنْ قُرى بيضٍ ..
هنا تأتي المعالجة للنص وفق انتشار للمعنى المزدوج في الكلمات التي يتم انتسابها الى نفس التشكيل اللّغوي في (حاورت) و(أُقيمُ) بهذه الاشكالية تشاع عملية الانتشار للمعنى مما يجعل التحديد لهذا المعنى غاية في الصعوبة والفرز ، فهو يكوّن علاقة طردية بين (المفردات) ضمن اطار هذه المنظومة فيصبح المعلوم للشاعر هي نتيجة تتعلق بالنص وليس بالاصل الفاعل للنص . وهنا يتم انتشار العمليات المتعلقة بالسلالة اللغوية المتكررة داخل مفاصل المعنى . وعلى هذا الاساس كان الاصطلاح الذي يولد التكرارية iterability والذي يتعلق بمفهوم الفعل (speecnact) وكان المفهوم الذي يشمل الاشارة والدلالة ومفهوم دريدا يقوم على عملية التكرار لا المعنى (القول – الفعل) هو خلاف الاهمية للاصطلاح والشاعر حميد سعيد اعتمد الاثر الفعلي وحدد خصوصية الاختلاف على منهجية الاختلاف والتكرار مثل لحظة سابقة او ادراك سابق يعتمد الامكانية للتكرار واختلاف في اصله الوجودي( ) ويمضي الشاعر في نتاجه في تشكيلات الرسم البياني والمبحث الاسلوبي وتحليل (كنه الخطاب) من خلال الوعي الدائب في احكام الصنعة الشعرية وتطوير ادواته في اللحظة الحسية التي تندرج داخل السلك التطوري للنص . فالشاعر في هذه المجموعة حشد التجربة وهي ممتزجة بعملية التأمل والمراجعة والرغبة والاهتمام بالصلات والعلاقات وفي الشهوة والمغامرة ، وان الاحتشاد الذي قدمه الشاعر كان قد تبلور بالادوات الفنية الجديدة سواء في الادارة او المادة المقدمة وبين الشكل والمضمون ، وكان السبب في هذا الاكتمال :
بَرَدٌ
يطوّقُ ما تبقى من معابر تنتهي يوماً اليكَ ..
يسدُّ بابك والنوافذَ
انت وحدك .. ليس من أحدٍ هنا
ماذا تقول لها .. اذا سألتك عن هذا الغياب ؟
وهل ستسأل عنك .. أمْ سألتْ .. ومن سيجيبُ ؟
وعلى هذا النحو نقول ان قصائد حميد سعيد في هذه المجموعة تؤكد أمرا جديدا قائما على البلوغ ووضوح التمركز الفلسفي للنص وتطوره الذي يفضي الى التركب الجديد الذي تجاوز المرحلة السابقة في بناء النص الشعري . فكانت المفاجاة ربما بسبب التغير في كتابة الشعراء اكتمال النبرة الحسية او العمق الذي انتج هذه الملاءمة باطار التشخيص والقدرة لنوع من التشكيل المضموني ، وكان مستوى البناء الخطابي قد تجاوز الجملة الشعرية الواحدة ، فكان للمدلول التحديثي اثرا في منهجية التحليل للخطاب الشعري ، فكان لارتباط كل هذه الحيثيات في العمل الشعري وضوح يعيق الافكار المسندة والمفهومة وفق قوانين التفاعل وفق المنظومة الشفافية التي تستند الى مفهوم (الفعل – والفاعل) والتصور القبلي الموضوعي وهو يتحقق في معلم الفعل الانساني وكثيرا ما نتحقق من هذه التجربة في التعبير المزدوج بالتعالق السردي بين جميع القصائد وكذلك التعبير عن عدة من الموضوعات ، وتمثل هذه الفرضية بفعالية هذه الحكائية وطبيعة تجريبيتها وتبادلاتها الضرورية في اشكال الاكتناز السردي بمعناه الكامل . والشاعر مهّد لهذه الارتباطية التاويلية في اطار الموازنة وحدود دلالتها الحياتية وان مهمة هذه الاجراءات ترتفع الى مستوى عمق الوعي وبمقدماته الاسنادية التي تقدمها الشاعر وهو يستند الى التفاعل الموضوعي – والموضعي مع الحدث وفق موضوع اجرائي يتعلق بالتجريبية الوطنية والموقف السياسي من هذه القضية بالاستناد الى فكرة الحياة واستمرارية الكشف عن المصدرية التاريخية وارتفاعه باعلى مستوى من التصور . فقد شكل النسق المضاد تطابقا مع الاحالة التبادلية للعدوان ، فاصبح الوطن هو المرجعية وهو العقدة والاستعاره وسطوتها وقدرة المنعطف اللغوي في تمييز هذه الاحالة . فالتاريخ يعتبر جريان كامل ، وان مفهوم القوة اصبح هو السائد في عالم اليوم وتيار الاحداث يقلب المعادلة (خلاف المنطق الهيجلي) بان الانسان ذاته (كائنا تاريخيا) وهكذا بالنسبة الى (جينالوجيا النص الشعري) فهو يقع ضمن الاستمرارية في تفكيك فضاءات الحدث التاريخي وتجاوز مفهوم المتوالي وما يتضمنه هذا النظام المعرفي (للتراتب العلّي) بحيث يصبح الحدث الشعري هو قوة خلق او توليد لمرجعيات معرفية يفترض ان تكون حدودها مرتبطة بالنسق المتواجد بأزمنه متلاحقة ومتوالية تحدد مفهوم علّة الاعتداء والاحتلال والملاحقة للحد السابق حين يتضمن مرجعية وطنية بتوليد تكويني يبين حدود هذا التتابع بشكل عكسي بحدود ملازمة والملاحقة لجعل الزمن حتمية وحدوده المتناهية بفكره الانفتاح على امتداد هذا التتابع ليشكل ضرورة منهجية وباستقلالية هذا المفهوم الشعري
لم يبق في بيت ويتمان .. إلاّ جُذاذاتُ ممحّوةٌ
كان خبأها في مدارات أعشابهِ
كُلّما حاول إدغار ألنْ بو .. كتابةَ احلامهِ
لم يجدْ في المعاجم .. ما يتخطّى بهِ خوفَهُ
ليس من عاشقِ في المدينةِ ..
أو شاعرٍ ..
سيقول لسِّيدةِ النُزلِ .. بارككِ اللهُ ..
في هذه الحالة يكون التاريخ واقع لا محال في خط التماس بين مفهوم التوالي والتتابع والتكوين او فكرة التتابع والسرد . وثمة ترابط ضروري دائم الافتراض في حدوده التاريخية ، ومفهومه يدلل على تاريخية الوعي الشعري والسياسي وديمومة مصطلح التاريخ السردي فهو نسق تتابعي لا يلتقي بالملفوظ ذات المنهجية العلائقية بل ان هذه الملفوظات تغير نسق العبارة الشعرية لانها مفهوم حدود السرد ، وقدرة على قول الحقيقة وتثبيتها بافتراض علائقي ملفوظ يتعدى العبارة النسقية بافتراضه خصوصية وطنية تدلل على الملفوظ والمكتوب .
مقبرة هذه المدينة
هكذا تصف المنشداتُ الخلاسيات .. نيويورك
مقبرة هذه المدينة ..
هكذا تنبني حدود الملفوظ ولا تتحدد بسرد الرؤية الشعرية بل تضمن اخبار التصويت ، فهي فعل الادراك وقوة الصوت وتعبيراته الدلالية لانها تملكت القوة المدركة للحدث الشعري . وحين تجرعت الشعوب والشعب الاميركي حصرا دور الفعل الموضوعي لاخر سلالة الجحيم خارجا من قمقمها غرابا يسمى (جورج دبليو بوش) هكذا قامت تركيبة الحدث في (زمكان معينين) بشروط الاحتلال والتدخل ضد مفهوم (الوقت والثورة) باعتبارهما تصديقا لما آل اليه التاريخ في استحضار غياهب الهمجية مقابل الانقلاب على تاريخية النص الشعري وثقافة المجتمعات الحديثة :
وحش الكوابيس ..
ينهش حنجرةَ البلبلِ المضيءِ .. ويغصبُ شجوَ الحمام
جورج دبليو بوش ..
ربَّما سيدق غرابُ ألِنْ بو .. بابكَ في لحظةٍ ..
تتوارى عن الناس فيها
أيُّها الدمويُّ العصابيُّ ..
ماذا تركت وراءكَ .. غير الدماءِ التي تملأُ الارضَ ..
ما كلِّ عرقٍ ومن كلِّ لونٍ .. تقول ..
ماذا تركت لنا غير أوجاعنا .. وشواهد أحلامنا ؟!
الخطاب الشعري يستند الى موضوعية مباشرة في الفهم . والشاعر يعتمد مفهوم الموروث الوطني المباشر في سرد الحدث الشعري وفق اكتسابية بالايحاء تهيمن على المفردة وتتصل بانشطة الفعل وفق اشكالية تنتظم لتحيل النص الشعري الى موروث سياسي كان قد اكتسب مفردته من موروثات الشعر الوطني السياسي العراقي وتاريخه الوطني ولنستمع الى السيد عبد المطلب الحلي في هذه الابيات :
كيف ترجو كلاب رومة منا
دون ان نفلق الجماجم والها
نبحونا مهولين فلما
سائلوها بنا غداة التقينا
كيف رعناهم الغداة بضرب
زاحفونا بجيشهم فزحفنا
ان ترانا لحكمها خاضعينا
م بضرب ياتي على الدارعينا
ان زأرنا عاد النباح انينا
والمنايا يخطبن فيهم وفينا
جعل الشك في المنايا يقينا
وقلبنا على الشمال اليمينا

فما الذي يعنينا من دعوة هذا الخطاب وهو ينم عن اطر تفكيرية عميقة بعمق تاريخ العراق السياسي ، حيث ينطلق الشاعر من احساس يبعث بالحقائق ويجاري شعور الناس ذلك بجمعه الافكار النبيلة والدواعي التي تبعث الدوافع القدسية والاصول التي انبنى عليها الشعر السياسي العراقي والشغف الجمالي وطبيعة النفس المتسامية التي تظهر وفق تجريبية شعرية يستغرق فيها الشاعر وهو يترجم من خلال اطر النص الشعري ادق تفاصيل ما يحيط بالبلد من احتلال عسكري وازمة سياسية فكيف الحال والعراق محتل من قبل امريكا وكيف يكون حال الشاعر العراقي الذي يحيط بكل هذه الحقائق وقد كشف الشاعر حميد سعيد عن ادق المفردات اللغوية المباشرة في ابراز الصورة الشعرية وفق منطق معرفي مباشر وهو يصور (الرئيس الامريكي) بالدموي وعن حقيقة الاحتلال وعذابات الشعب بموضوعية من التأمل تجاه الوطن :
تحت قصف صواريخهم وقنابل أحقادهم ..
يستفيق تراب العراقِ .. وتدنو ملامحهُ متوجسةً
حيث كان دمٌ مُفعمٌ بالمروءاتِ .. ينزلُ من شرفاتِ المنازلِ
من شجر يتحامى شظايا القنابل
كانت حدائقُ بغداد .. مثقلةً بنثار بنيها
وكان النخيلُ ينوءُ بما مزقتْ طائراتُ المغيرينَ ..
كان فتيان بغداد .. يعترضون الغزاة بأجسادهمْ
واللصوص .. يبيعون تاريخ بغداد
كلُّ اللصوص .. يبيعون تاريخ بغداد
هنا يترجم الشاعر الحلقة السيكولوجية التي استلهمها من تجريبية هذه الحرب والشاعر قام بالايقاع المتشكل في الصورة الشعرية وهو يستعين بهذا المنوال في جلاء حركية الحدث التصويري وقوة الايحاء بالتعبير عن الحدث وبشكل مباشر وباطر مجردة تدخل ضمن الحلقة اللاشعورية للحدث الشعري هناك عدة تفاصيل شعرية تقوم بالموازنة في هذه الاشكالية وبحركات ايقاعية متفردة وبذات المنحى السيكولوجي وتفكير يشبه في تجريبيته المداخلات الصوفية وخواصها المتركزة بالتجربة وقوة المطارحه – والمصارحة – الصادقة بالاستنهاض والكشف عن تفاصيل وعمق هذا التأمل التجريبي .
ليس الذي باع تاريخ بغداد .. منها
ستذكرُ بغداد أسماءَ من حُرِّقوا ..
وستذكرُ بغداد أسماءَ فتيتها الذائدين ..
ومن دافعوا عن حماها
وتذكرُ اسماء من خانها
والشاعر يحيل هذا الشعور الى تفاصيل تتحرك بالصور الشعرية لتنقل المشاهد اليومية للحرب بقوة حسية – وسيكولوجية في انتاج الخطاب الشعري من حيث ما يحيل من نمط سيكولوجي وعلاقة تعني بالوظيفة القصدية وهي التي تقع بين الرسالة المباشرة والشفرة التوليدية في انتاج الخطاب ، هذه الوسيلة التصنيفية يستعملها الشاعر للتوجه الى تشكيل تمثيل خطابي توليدي نحو مفردة مباشرة تفصح عن الشفرة الصوتية والتركيبة النصية التي تحكم هذه الوحدات التي في الخطاب .
لقد نفذ الشاعر الى طبيعة بصرية في بناء نصوصه الشعرية ليرى من خلالها ما ينم على المسألة السيكولوجية او المسألة الاجتماعية ، فاراد ان يصور حكم هذه المواضيع باطار المعالجة الفنية ومن جانب اخر يجلي عن النص الغبار وتعزيزه بالحافز الشعوري الانساني اضافة الى المهارة اللفظية واللغوية من خلال حركية التوليد للصورة ، واظهار المنطق الحسي الذي ينفذ الى ما وراء الحس باعتباره شعورا حيا يعود بالشاعر الى نفحات الزهر الجوهرية التي تعلقت بالحقيقة الخيالية . والشاعر يفصح عن تجريبية عميقة ومعمقة تتعلق ببلد تم احتلاله من قبل اكبر دولة امبريالية في العالم ، فالحكاية الشعرية عبرت عن تاريخ دموي للمحتل حيث تحولت (الابتسمية الشعرية) الى شمولية وفراده بالحدث ومفاجأة تجعل الاحداث الاخرى تستمد خصوصيتها من هذا الحدث الزاخر بالمضامين وهو يقدم اجراءً تحليليا وتاويليا حول المفهوم الهمجي للحرب على العراق الاّ ان الكثير من المفاهيم يمكن تشكيلها داخل معنى يدرك خطورة ما توصل اليه الشاعر بصورة مباشرة من حيث الوقائع ووظيفة الاسناد وتداخلها وتفاعلها مع الوحدة الجدلية لمعنى الوطن الذي امعن فيه الشاعر بالمقاربة واستقطاب هذا التحديد الاسنادي والذي ادى بدوره الى ان يتحول هذا الاحتلال الى زمكانات مختلفة ولحظات آنية وستراتيجية تنظم هذه الانساق وفق تشكيل لغوي يعبر عن هذا الحدث الفعلي وبشكل مؤلم :
سبعة كُهانٍ من أور ..
سبعة حكماءٍ من بابلَ .. سبع اميراتٍ من آشورْ
النيرانُ تحاصرهم في فردوس الوطنِ المغدورْ
يطردهم وحش العتمةِ .. من حقلِ النورْ
لابد للشاعر ان يجد مكانا في التخطيط للنص في بداية الكتاب والاسطورة هي محور هذا المتقارب داخل ساحة الوطن الاسطوري المحتل ويمكن رؤية نتائج هذه المعركة ، ذلك بالرجوع الى سلسلة التأملات التعاقبية وتزامناتها ، وهي التي بلورت الانماط الفكرية والثقافية لتلك الحضارة الرافدينية من بابلية وآشورية حيث بقي التراث الاسطوري يشد الشاعر الى سلم الحدث الشعري وتداخلاته عبر هذه المجموعة . هذه التتابعات استنفرت الانزيمات الفعلية ووجهتها باتجاه المنحى الاسطوري لكي ترسم قائما زمكانيا يقوم باعادة ذلك الثراء الحضاري وفق منهجية دلالية وفائض في حلقات المعنى ينفتح على تشكيل من التفكير والتأويل
انظر من نافذةٍ في المشفى الموحش ..
كنتُ احاول أن أخرج من غابةِ رووحي ..
سوداءٌ غابة روحي
كان الشاعر يلمح عالم متناقض عالم سوداوي في ظاهره وفي عليته فالشاعر كان ينظر من شرفة غرفة في المشفى فهو يتمثل مستوى هذا الخراب للوطن بعكوس جدلية وبنتاج اقتراني يوحد بين هذه الرؤية والوظيفة الاسنادية بفعل يحوي هذا التناظر والاختلاف ليمرر فعل النص الشعري من لحظة خطاب سردية تنظر الى هذا الحوار الداخلي على انه فاعلية تشكل الثبات باتفاق سيكولوجي يحدد عملية التوحد داخل منعطف عاطفي وروحي ، ان الذي يعيد صياغة وظيفة التنوع في اللغة الشعرية هو هذا الخطاب الذي تطبع على الصراحة والوضوح من ناحية مبحثه السيكولوجي وهو لغز مشروط ببنية حوارية صادقة تعمق هذه الوحشة في الروح والشاعر يحاول ان يسمعه الآخرون وفق نقله في حركة المعنى الشعري لكن التجريبية التي تدور في خلد الشاعر تعبر عن معنى اعجازي في دفاعه عن الوطن .
كان الشاعر يرسم صورة الدود الزاحف على الوطن ليستوعب وضوح الرؤية وحقيقة هذا التقابل في معمارية مركبة توضح تفرعات هذه النظرية ونقاط ارتكازها واتساع مراكز الاهتمام بها .
شاهدت قراداً في طرقاتكَ يمشي .. وقروداً في الاسواق
السوقيون يبيعون بهاءكَ ذاك الكان .. يبيعون الإنسانْ
شاهدتُ سماسرةً بلحىً من طينْ
يبيعون بما فتح الشيطان عليهم ..
وطنا ..
هكذا ينهي الشاعر المبدع حميد سعيد سمفونية العذاب بالمعنى الحقيقي والواقعي في السيرة الابداعية وباعتقادية فكرية تبدأ بمحور القيمة الجمالية واثرها الفني وبعاطفه تعبر عن حالة التعقيد وسياق التفكير الذي يحدث تأثيرا افقيا تلقائيا وهو يستجمع جميع المدّخرات السمعية والبصرية نحو تحول يجعل قبول هذه النصوص الشعرية تتعلق بالترتيلات ذات الشعائرية وهي تقرر ما تعنيه ولوقت طويل والمجموعة الشعرية وهي تقرأ جهرا لتزيد من الوضوح الحيّ والمنطقي في منعطفات تقودنا أبياتها الى تامل يتماثل والاسلوب الناصع ذات الشعرية المتميزة والمعبرة عن النصوع الفكري الجم اضافة الى التدرج الذي ياخذنا بعيدا باستعمال الصور التي تمثل نموا ينتقل بشفافية من لحظة الى لحظة رامزة او مباشرة تذكرنا بالكتابات التي تعتني بالرموز الاسطورية والتاريخية والتداخل في التجربة الدلالية والجمالية لتكتمل انشطة الاستجابة بسحر شعري يطلقه منطق آخّاذ لا يصل اليه الاّ من سبر العمق الشعوري والشعري بحقيقة الكشف والالهام والالم المباشر فكانت المباينة تقع في مقدمة المواجهة .



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديث في النص الشعري
- شبح التوراة الاسطوري في الصحراء العربية
- -المحايث التطبيقي في اللغة الحداثية-
- الكون بين نظرية الاحتمال التصادفية والفلسفة العلمية
- العلامة وتقنيات اللغة
- الخرابة والسدرة
- الظاهرة الصوتية الخفية في شعر محمود درويش
- الاصولية اليهودية والمسيحية
- الجدلية الحداثية واحامها الجمالية
- الحرية في فكر المعتزلة
- مفهوم الدولة عند بن خلدون
- الاسطورة في شعر الجواهري
- دراسة في شعر الجواهري
- فضاء الحدث والقناع الشعري في قصيدة الجواهري(يا ام عوف)
- الخطاب الشعري عند الجواهري
- ]دراسات ادبية وفلسفية
- جماليات التحديث في الخطاب النقدي عند الناقد عبد الجبار عباس
- جدلية النشوء والارتقاء بين المنهجية الامبيريقية والمنهجية ال ...
- الانساق الامبيريقية للوعي
- المنطق التفكيري للاعلام


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - سمفونية الريح الرمادية