أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوشنك بروكا - بشار الأسد: -عنترة- في أنقرة















المزيد.....

بشار الأسد: -عنترة- في أنقرة


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمس(الأربعاء، 17.10.07)، وافق البرلمان التركي بتأييد 526 نائباً من أصل 550، على مذكرةٍ قدمتها حكومة العدالة والتنمية، بزعامة أردوغان، للقيام بتنفيذ غارةٍ(أو غاراتٍ)، لمدة سنةٍ كاملةٍ، لأجل ملاحقة مقاتلي العمال الكردستاني ب ك ك، في عمق العراق الكردي(إقليم كردستان العراق).

على الرغم من أن المذكرة أكدت على "وحدة الأراضي العراقية"، وعلى أن "أي عمل عسكري سيستهدف فقط انفصاليي حزب العمال الكردستاني، الذي تتهمه انقرة باستخدام كردستان العراق، قاعدةً خلفيةً، لتنفيذ عمليات في الأراضي التركية"، إلا أن الواضح في استراتيجية المصوّتين ب"نعم كبيرة" على مذكرة الدخول "الحلال"، في أراضي "العراق الكردي"، هو إعطاء الضوء الأخضر(الممنوع بالمناسبة، في إشارات المرور التركية، لأنه يشكل مع الأحمر والأصفر، اللون الأساس في العلم الكردي المتحقق والمفترض) لتركيا العسكرية الأتاتوركية، باستباحة "شبه الدولة الكردية"، في "الجنوب الكردستاني" وأكراده، أولاً وآخراً.

الأجندة التركية، من وراء الموافقة التركية الكاملة(كل البرلمان التركي، عدا الكتلة الكردية المنضوية تحت لواء حزب المجتمع الديمقراطي) على هكذا "دخول أو تدخلٍ تركيٍّ أخضر"، ب"نعم خضراء"، معروفة من أنقرة إلى كركوك، مروراً ب"قميص عثمانها" الممثل بالمكون التركماني، كمكوِّن أصيل وحقيقي(له ما له، وعليه ما عليه)، من مكونات العراق الكثير.

الهدف التركي الأساس من صك هكذا قرارٍ، هو ضرب الكيان الكردي الناشئ، في خاصرته، الذي لا يروق، بالطبع، لهوى القابضين على شئون التركيَتين: تركيا كمال أتاتورك "العلمانية" العسكرية، وتركيا أردوغان الإسلامية "المحجّبة".

الذي استوقفني واشمأزني في سيرة هذا القيام والقعود التركيين، هو "التأييد العنتري"(كما دائماً) للرئيس الشاب الدكتور "المناضل" بشار الأسد، لأي اجتياحٍ أو إجتياحاتٍ تركية، قادمة، لأراضي إقليم كردستان العراق.
في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره التركي عبدالله غول، قال الدكتور "المناضل" أن "سوريا(المختزلة في شخصه وعائلته "المناضلة" طبعاً) تؤيد، دون شك، القرارات التي اتخذتها الحكومة التركية، وتقبل بها كحق مشروع لتركيا، في ضرب معاقل حزب العمال الكوردستاني داخل أراضي إقليم كوردستان العراق".
أيّد الدكتور "المناضل، وهو العربي "الأول" و"المتمسك الأول"، كما تزعق ماكينته الإعلامية، ليل نهار، ب"وحدة وسلامة العراق العربي، شعباً وأرضاً"، أيّد "القائد المناضل" القرار التركي، ب"دون أدنى شك"، استباحة أراضي إقليم كردستان العراق .

في دمشق(قلب العروبة النابض، وأم العروبة النابضة، وقلعة الصمود والتصدي)، يخطب رئيسنا الدكتور، "القائد الثابت"، وبالتفصيل الممل، في "شعبه العربي"، داعياً إياه "التمسك بثوابته القومية"، من المحيط إلى الخليج.

في دمشق، دكتورنا "الرئيس الثابت"، هو عراقي "ثابت" أكثر من العراقيين، إذ يتمسك(بالكلام طبعاً)، من موقعه ك"قومي عربي ثابت"، وكأمين عام دائم ل"حزب البعث العربي الإشتراكي" الدائم، بالعراق الواحد، ذي الشعب الواحد، والعروبة الواحدة، والدين الواحد، والتاريخ الواحد، والجغرافيا الواحدة.
أما في أنقرة، فهو يتحول بقدرة قادر، إلى "تركي ثابت"، حين يؤيد، دون قيدٍ أو شرط، التدخل التركي، عسكرياً، في شئون ذات "عراقه العربي"، والذي يتحول في بعضه، هناك، وفقاً لأجندة إقليمية معروفة، يفهمها الرئيس الدكتور جيداً، إلى "إقليم كردستان"، الغير معترف به، "بعثياً"، أصلاً، والخارج على "ثوابت" قصره "المناضل" في المهاجرين.

العراق، في دمشق، وفقاً لتنظيرات الدكتور "المناضل الثابت"، الرئيس، و"البعثي الأول" في القرن الواحد والعشرين، هو "ثابت قومي"، بينما هو ذاته(بشحمه ولحمه)، في أنقرة "متحول قومي"، قابل للشطح السياسي، والأخذ والرد، في البازار التركي.
هو العربي القومي، بإمتياز، ينظّر في دمشق المهاجرين، ل"سلامة وحدة، وسيادة، وكرامة العراق العربي، الواحد الثابت"، بينما هو ذاته، ينظّر في أنقرة، لنظرية "الحق التركي الثابت" الذي لا غبار عليه، ويسمح تالياً، ويبيح لتركيا السيدة، الصديقة الجارة، باجتياح واكتساح "كرامة وسلامة وسيادة" عراقه العربي "الشقيق"، الذي يبكيه هنا وهناك، بمناسبة وبدونها، كلما سنحت ل"دولته"، الفرصة "القومية"، بركوبه.

الرئيس الدكتور "الثابت"، لم ينتظر "نعم" البرلمان التركي، للمصادقة على قرار الحكومة المقترح. بل سارع إلى "التأييد العاجل" والأكيد، سلفاً، "للحق التركي" في إجتياح واستباحة سيادة وكرامة العراق، عبر بوابته الكردية الشمالية.
رئيسنا الدكتور "الثابت"، نسى(أو تناسى) في أنقرة، أن العراق هو "جزء عزيز" من "أمته العربية"، ونسى أن "كرامة العراق وسيادته" هي "جزء عزيز" من كرامة وسيادة أمته العربية الواحدة، "ذات الرسالة الأبدية الخالدة".
رئيسنا "المناضل الثابت"، والمعروف ب"عنترياته" القومية "الثابتة"، خرج هذه المرة أيضاً، كعادته، على سربه، ليغني وحيداً، في أنقرة "الصديقة".

تصرف الرئيس الدكتور "المناضل"، ك"عنترة" في أنقرة، ليس بالتصرف الغريب أو اللامتوقع من "دولته" الموقرة.
فهو، "القومي الكامل"، عوّدنا نحن "الخارج قوميين"، في مناسباته القومية(وما أكثرها)، على "عنترياته" القومية "الكاملة المكملة".

فهو، إذ يتحدث عن إسرائيل العدوة في "مزارع شبعا" اللبنانية مثلاً، يتناسى إسرائيل في "جولانه" المحتل. وكأن إسرائيل هي "إسرائيلان": واحدة "عدوة" في لبنان، وأخرى "صديقة" في "الجولان".

ألم يقذف رئيسنا "الثابت"، وهو "المناضل الكامل"، الرؤساء والملوك العرب، عقب حرب تموز 2006، الأخيرة، واصفاً إياهم ب"أنصاف الرجال"، وأصحاب "أنصاف المواقف"؟

الرئيس "الكامل"، إذ "يتعنتر" في أنقرة، ويبصم بالعشرة على "الحق التركي الكامل والمشروع، بإجتياح السيادة العراقية"، لم يكن بالأمس القريب جداً جداً، هو نفسه "العنتري الكامل"، في دمشق "المناضلة الصامدة"، حين قصف الطيران الإسرائيلي عمق "الكرامة والسيادة " السورية(06.09.07)، قيل أنه استهدف "مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء".

الرئيس "الكامل المكمل"، لم يحرك ساكناً، إزاء هذا "القصف الإسرائيلي" الثقيل جداً، وكأنه كان "قصفاً ودوداً، صديقاً".
لم نرَه، أمس، يتصرف في دمشق "العروبة"، ك"عنترة" مثلما كان اليوم، في أنقرة.
لم نرّه، يتصرف تصرف "الرجال الكاملين"، في الوقت الذي هو يتهم فيه، غيره من الحكام العرب، ب"الرجال الناقصين" أو "أنصاف الرجال".

الرئيس الدكتور الذي "يناضل" في قصر المهاجرين، أيما نضال، احتفظ فقط ب"حق الرد المناسب، في المكان والزمان المناسبين". والكل يعلم، علم اليقين، كعين اليقين، مثلما هو الآخر، "متيقنٌ عليم"، أن ذاك الرد "المفترض" جدلاً، في الزمان والمكان المفترضين، لن يأتي أبداً. ليس لأن الرئيس "مسالم"، لايحب الإنتقام، وإنما لأنه لا يسترجئ، ولا يستطيع إليه سبيلاً.
الرئيس الأسد الثاني، "سفسط"، كعادته، ولف ودار، حول "دواعي وأسباب ونتائج" الغارة الإسرائيلية، وحول ماقبلها وما بعدها، محتفظاً بحق الرد لنفسه فقط، وبوسائله الخاصة المختلفة، التي ليس بالضرورة أن تشبه "وسائل العدو". فالرد، وفق "فلسفة" الرئيس "الثابتة"، "لا يعني صاروخا ضد صاروخ او قنبلة ضد قنبلة".

لاشك، أن لسيد قصر المهاجرين، دوماً "ردوده، ووسائله، وقنابله الخاصة جداً".
فهو سينتقم(مثلما فعل والده من قبل) من إسرائيل، ل"سوريا الجولان"، بالعراق وبفلسطين وبلبنان.
هو، "القائد المناضل الحصيف"، سيرد على تل أبيب وحليفتها "الشيطانة الكبرى" واشنطن، انطلاقاً من "لبنان السيد المنتصر الإلهي"، و"فلسطين حماس"، و"عراق المقاومة والمفخخات".

واليوم، في أنقرة، إذ يؤيد الرئيس ال"عنترة"، "الغزو" التركي القادم، لكردستان العراق، إنما يمارس ذات "الحق السياسي"، الروتيني، الدائم، والبعثي بإمتياز، في الرد على "إسرائيل الكردية" الممكنة، أو "إسرائيل المضمرة"، أي كردستان العراق، التي طالما وصِفت في أدبيات سوريا البعثية، "المناضلة"، بقيادة دكتورها "المناضل"، ب"الجيب الإسرائيلي العميل" في الخاصرة العربية، أو "إسرائيل الثانية".

ما أطلقه الأسد من "تصريحاتٍ عنترية" في أنقرة، ك"مؤيد ثابت" بلا قيدٍ أو شرط، لتركيا "الغازية المحتملة"، الصديقة لسوريا الرئيس، على جمهورية العراق الفدرالية، "الشقيقة"، هي ترجمة صريحة ل"عدائه" الصريح، لعراقٍ أراد له العراقيون، شيعةً، وسنةً، وكرداً، وتركماناً، وآشوريين، وكلدانيين، ومسيحيين، وإيزيديين، وفيليين، وشبك، وصابئة، هكذا فدرالياً، أن يكون.

بدل أن "يتحالف" الرئيس الدكتور، مع "خارج سوريا" لضرب "العراق الكردي" وأكراده المنضوين تحت "العراق الواحد الموحد"، طوعاً، كان من الحري به أن يتحالف ويتصالح مع "داخل سوريا"، حيث "أكراده" الممنوعين من كل صرف، والمكتومين، والمجردين من كل سوريا، وكل الوطن وكل الهوية".
بدل أن يغني رئيسنا الدكتور "القومي العربي الثابت"، "كردستان يا عدوتي"، خارج سربه، في أنقرة، كان عليه أن يغني "سوريا ياحبيبتي"، في دمشق، مع كل "الداخل السوري"، عرباً وأكراداً، وسواهم من المكونات السورية الأخرى؛ هذا الداخل المعتقَل أبداً، والمنتهَك، والمقموع، والمكبوت، والجائع، والمكبوح، والمفجوع، والممنوع، منذ أكثر من خمسةٍ وثلاثين عاماً، من البعث، والإرهاب، وحكم العائلة الواحدة، والديكتاتورية.





#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الممكن و-العراقات- الواقعة
- كردستان المطارَدة
- الإيزيديون: نزلاء الذات اللامتفقة أبداً
- الإنتيليجنسيا الزئبقية
- كردستان في زمن الكوليرا
- الأزهريون وخرافة -الوحي الثاني-
- شنكال: الضحية المزدَوَجة
- شنكال: أول الهولوكوست
- جلالة الرئيس وأكراده المفترضون
- لا تقلّدوا الديكتاتور
- كردستان المُختتنة
- حدود سلمان رشدي ولاحدود الإرهاب
- هنا لندن: -القتل الشريف- مرةً أخرى
- ثقافة الحَجب
- الله أكثر من أن يكون ماضياً فحسب
- كاسك يا غوار الطوشة
- بعض سؤالٍ برسم رئيس برلمان كردستان
- العربية نت في فخ الخطاب التفخيخي
- حاذروا -بغددة- كردستان
- كفاكم احتلالاً وطنياً: لكم بعثكم ولسوريانا دين!


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوشنك بروكا - بشار الأسد: -عنترة- في أنقرة