أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة كنجي - الثيران لا تستحق الرحمة !














المزيد.....

الثيران لا تستحق الرحمة !


جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


شرع عاشور يبحث عن عمل آخر . فوجد له عملا ً في مزرعة قريبة من مدينة الموصل . صاحب المزرعة رجل ثري ، مهنته شراء العجول الصغيرة ، ومن ثم تسمينها ، وبيعها في المدينة . وقد إنحصر عمل عاشور في تقديم العلف والماء للعجول . أمّا زوجته جرادة فتولت مهمة تنظيف الحضيرة . وترتب على حماره شوشو نقل العلف على ظهره من المخزن للحضيرة .

وقد ورث صاحب المزرعة الثري خبرة ً عن أبيه في مجال تسمين العجول .
وأوصى صاحب المزرعة عاشور بشيئين إثنين : ألا يقدم للعجول علفا ً أكثر مما تحتاجه ، وأن تظل مربوطة على الدوام .

واضب َ عاشور على عمله ، يقدم العلف والماء للعجول ثلاث مرات في اليوم ، وحرص على تنفيذ وصية صاحب المزرعة .كبرت العجول ، وأصبحت ثيرانا ًكبيرة ، ضخمة ، باعها صاحبها في المدينة ، فحصل على أرباح جيدة .

قرر صاحب المزرعة أن يزيد راتب عاشور . فله ولزوجته جرادة فضل كبير من نجاح عمله .

إشترى وجبة أخرى من العجول . إستمر عاشور يعمل بهمة وحماس ، وحرصت جرادة على تنظيف الحضيرة بعناية فائقة .. وأصبح بأمكان شوشو أن يتناول ما يشاء من علف العجول . ذات مرة ، سافر صاحب المزرعة إلى جهة بعيدة ، وأوكل عاشور بأدارة العمل إلى حين رجوعه .

لكن فكرة جهنمية خطرت على ذهن عاشور : " لماذا لا يقدم المزيد من العلف للعجول لكي تسمن بسرعة ؟ .. لو فعل ذلك ، فإن صاحب المزرعة سيحصل على أرباح أكثر ، وفي فترة زمنية أسرع ، قد يزيد أجوره أيضا ً..!" . بدأ عاشور يعلف العجول ببذخ ، كبرت بسرعة ،أصبحت ثيرانا ً جاهزة للبيع . لكن صاحب المزرعة تأخر ، وبقيت الثيران تأكل وتأكل ..

إحتار عاشور في أمره : البطر جعل الثيران هائجة ، وجرادة تخاف أن تدخل الحضيرة .
عاد صاحب المزرعة من سفره . لم يصدق ما رأى : أيمكن أن تكبر العجول بهذه السرعة ؟!.
أثنى صاحب المزرعة على عاشور وزوجته جرادة ، ونوه إلى أنه سيزيد من أجرهم .

الثيران الآن جاهزة للبيع . صاحب المزرعة توجه إلى المدينة ليعقد صفقة مع الدلالين . عاشور في غاية الفرح والرضا. لقد أثبت بأنه رجل مجد ومخلص في عمله. شيء واحد ينغص عليه سروره. الثيران تبدو عصبية المزاج ومشاكسة . قال لجرادة : " لو حررنا الثيران من أربطتها ، أفلا يحتمل أن تصبح هادئة وديعة؟ " . وافقته على رأيه ، عندئذ اخذ عاشور يحرر الثيران من أربطتها واحدا ً بعد الآخر .

إنطلقت الثيران تتراكض في أرجاء الحضيرة ،هي في أشد حالات الهياج . أدرك عاشور أنه قد إرتكب خطأ ً كبيرا ً . كل ثور بدأ ينظر للآخر بشزر . نفخ أحد الثيران بغضب ، إندفع يهدد الآخرين بقرنيه الطويلين . نشبت معركة طاحنة بين الثيران ، سقط بعضها على الأرض داميا ً . وعلا خوار الثيران الهائجة ،لم يعد في مقدور عاشور السيطرة عليها . حاصرته الثيران في زاوية الحضيرة ، صرخ من مكانه مستنجدا ً : " جرادة .. جرادة ! إفتحي الباب ، وأخرجي شوشو ، الثيران ستقضي عليه " . وحين فتحت جرادة الباب ، إنطلقت الثيران هاربة في كل إتجاه .
قفز عاشور من النافذة وهو يتمتم ساخطا ً : " حقا ً .. إن الثيران لا تستحق الرحمة ! ".
وعندما عاد صاحب المزرعة ، لم يجد أثرا ً لا لعاشور ولا لزوجته ولا لأي ثور .. !
19/10/1985



#جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوفان
- الشمس والثلج والجبل
- الينبوع الحزين
- الديك في مملكة الثعالب
- لماذا هرب الحصان ؟
- البيضة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة كنجي - الثيران لا تستحق الرحمة !