أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - الجامعات العراقيه الواقع والطموح















المزيد.....

الجامعات العراقيه الواقع والطموح


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



لا نأتي بجديد حين نقول ان العراق بلد معطاء ولود ظهرت فيه بوادر النظريات التربوية الحديثة والبحوث التجريبية والاتجاهات العقلانية في الفلسفة والفكر وبرزت فيه الاتجاهات التقليدية والمحافظة والدكتاتورية في أبشع صورها كزياد ابن أبيه والحجاج ابن يوسف الثقفي وصدام حسين عايش التمايز الطبقي والتنكر للحلفاء والأنصار بأقسى صوره ظهرت فيه العديد من الحركات الثورية والاحتجاجية كثورة الحسين وثورة المختار وحركة القرامطة وأسست فيه دار الحكمة 1832م التي تعد منارة علمية للباحثين والدارسين وظهرت فيه المستنصرية التي تعد من أوائل الأكاديميات في الإسلام وانشات فيه أول مدرسة للدراسات الإسلامية العليا مرحلة (بحث الخارج ) في النجف عام 1869م وانشات فيه مدرسة للحقوق في بغداد عام 1908م وبرز فيه العديد من المبدعين والمفكرين كالجواهري والسياب ونازك الملائكة وعلي الوردي ونوري جعفر وغيرهم الكثير . وفي العصر الراهن يوجد في العراق مايزيد عن 22 جامعة ومعهد عالي يعمل فيها مايزيد عن14000 تدريسي جامعي وكان العراقيون أكثر التواقيين للقراءة وكانت العوائل تحتفل بقبول أبناءها بالجامعات وعند تخرجهم منها 1:4. هذا الواقع المزدهر والحيوي والرفيع للعلم والمعرفة بدا بالتدهور بعد وصول الدكتاتور إلى الحكم وتحكمه بالبلاد والعباد وشنه الحروب العبثية على جيرانه واعتماده لسياسية التجهيل فالهزائم انتصارات والأمية إبداع والفقر والمديونية غنى والدكتاتورية حرية وديمقراطية وحكم الفرد حكم الشعب ....الخ ان هذا الوضع الغير طبيعي لايمكنه ان يستمر بل لابد ان ينهار وتحقق ذلك عام 2003 م وتوقع العراقيون ان ينعموا بالحرية والديمقراطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي وبتعليم حر عالي الجودة إلا ان القوى الظلامية والتكفيرية وأزلام النظام السابق يحاولوا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء إلى عهد الاستغلال والاستلاب والتعسف ووضع العراقيين في دوامة من الخوف والقلق وضعف الثقة بالنفس وبالآخرين وبمؤسسات الدولة . ان الإرث الثقيل الذي تركه النظام السابق لا يمكن تجاوزه خلال فترة زمنية قصيرة فهو ارث من التخلف يضرب أطنابه في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع وفي مقدمتها مؤسسات التعليم العالي. النظام البائد حول الجامعات إلى جامعات تقليدية هدفها تخريج أنصاف متعلمين وحرمها من دورها الطبيعي كأداة للتطوير والتحديث وكمنبر للتعبير الحر بل عمل جاهدا على تغريب الجامعات والعاملين فيها وتنميط تفكيرهم وسلوكهم ودفع بالجامعات الى أتمتت العقل من خلال تشجيعها على تبني نظريات لا وظيفية ومن خلال اعتماد الاتجاهات التقليدية في التدريس من اجل حشو أذهان الطلبة بمعلومات خامدة لاتغني ولا تسمن من جوع لقد سجنت الجامعات نفسها بإرادتها أو بدونها وعزلت عن مجريات الأحداث الإقليمية والعالمية هذا التجهيل المنظم والمقصود حرم الجامعات من لعب دورا رياديا في تطوير المجتمع وفي خلق النقلة الحضارية المطلوبة لم يكتف النظام السابق بذلك بل عمل على عسكرت التعليم وحول التعليم الى وظيفة يعتاش بها الأستاذ الجامعي بدل من فهم التدريس كرسالة إنسانية بمصافي العقيدة افقد الأستاذ الجامعي شرف الحياة اللائقة ودفع بأكثر من 4000 تدريسي جامعي إلى مغادرة البلاد. 2:4 ان سياسة التجهيل والتغريب هذه دفعت بالتدريسيين والطلبة إلى الحفظ دون الاستيعاب والاستيعاب دون التطوير والترديد دون التفكير والتفكير دون التطبيق
هذا الإرث الثقيل مازالت تنوء بحمله مؤسسات التعليم العالي ولم تستطع تجاوزه لابل انها مازالت تعتمد سياسية التجهيل والتغريب التي ستبقي الجامعات مهمشة
وغير مؤثرة في مجريات الأحداث خارج جدران الجامعة ان مثل هذه السياسة سوف تفرز وعيا سلبيا لدى العاملين في هذا الحقل تجاه عملية التعليم والتعلم فالإدارة الجامعية مازالت تعمل بنظرية الكل في الواحد وتعد شخصنة العمل سمة ملازمة للعديد من الاداريين ناهيك عن الفساد الإداري والمالي وانتشار المحسوبية والشللية والمحاصصة علما ان التعليم غير قابل للمحاصة لأنه حصة العراق ككل وهناك تجارب واقعية تثبت فشل المحاصصة فعلى سبيل المثال تحول التعليم في ألمانيا إلى حصة الحزب النازي كانت النتيجة الحرب العالمية وعندما سيطر الحزب الشيوعي على التعليم في الاتحاد السوفيتي سابقا كانت النتيجة تفكك هذا الاتحاد وعندما سيطر صدام حسين على التعليم كانت النتيجة (كارثية ) ما نحن عليه. لقد أسهمت المحاصصة في التعليم العالي في انتشار زمر الانتهازيين والوصوليين والباحثين عن الأمجاد والمصالح الشخصية والذاتية وأدت إلى احتلالهم لمراكز قيادية متقدمة في هذه المؤسسات و ان هذه الزمر رافضة لعملية التغيير والتطوير وهي غير قادرة ولا راغبة في ذلك . ولم يكن حظ التدريسيين من هذا العسف بأقل من العاملين الآخرين في الجامعة فقد عمل النظام البائد بكل ما أوتي من قوة إلى تحجيم دور المؤسسات التعليمية من خلال تحجيم التدريسيين فيها وعمل على امتهانهم بمختلف الوسائل والسبل منها فتح أبواب مؤسسات التعليم العالي على مصارعها أمام المخابرات وأزلام النظام وأبناءهم ولكل من يجيد مسح الأكتاف ,هذا الزرع الخبيث مازلنا نحصد نتائجه السيئة من التخلف الفكري والمهني والقيمي ومن المؤسف ان هذا الاتجاه مازال قائما بأساليب وطرق مختلفة ولأهداف لاتخدم العمل الأكاديمي والمهني ولاتمكن الجامعات من الاضطلاع بدورها الريادي فأفواج المتدفقين على الدراسات العليا مستمر دون وجود ضوابط أكاديمية أو مهنية أو قيمية ودون توفر ابسط متطلبات هذه الدراسة كوجود كادر تدريسي كفؤا ومصادر علمية حديثة ولجان مناقشة علمية موضوعية هذا الجيش الجديد من الملتحقين بالتعليم العالي هم قادة المستقبل ومصدر العطاء العلمي إذا كانوا على مستوى المسؤولية ومعدين إعداد جيدا وبعكسه فهم أداة للتخريب. التدريس الجامعي ليس وظيفة من لا وظيفة له, العراق بحاجة مأساة إلى تعليم عالي الجودة وان مثل هذا التعليم يتطلب وجود تدريسين على درجة عالية من الكفاءة الأكاديمية والمهنية والقيمة ان سياسة التجهيل المعتمدة في الوقت الراهن المتمثلة برفد الجامعات بأفواج من التدريسيين الذين يتسمون بالأمية الوظيفية وتعين إدارات تسير لا تطوير وإدارات امتدادية لاستطيع اتخاذ قرارات حاسمة لصالح المؤسسة ولا تستطيع قول كلمة( لا) حفاظا على المغانم والمكاسب الساذجة أو لقلة وعيها لما سيؤدي إليه هذا النهج من تخريب للبنى التحتية والفوقية ان سبب عدم مقدرة قول كلمة لا الخوف من فقدان الكرسي الذي أصبح هدفا يتقاتلون من اجل الحفاظ عليه ويتفننون في ذلك ولم تقتصر المساوئ على الإدارة والتدريسيين بل شملت كل مدخلات هذا النظام في مقدمتها المناهج الدراسية باعتبارها المدخل الرئيسي لأي نظام تربوي لأننا لايمكن ان نتصور وجود تربية هادفة دون وجود منهج تربوي مبني على أسس علمية ومواكب للتطورات في حقل الاختصاص وفي سوق العمل وملبي لحاجات المتعلمين لان المناهج الفاعلة لابد ان تتسم بالدينامية والتطور وان تواكب الأحداث وتسبقها في أحيان كثيرة . في حين نجد مناهجنا الدراسية تتسم بالثبات (الاستاتيكية )بعكس مناهج الدول المتقدمة . فعلى سبيل المثال غيرت الولايات المتحدة مناهجها للعديد من المرات نتيجة لظروف وأزمات لايمكن مقارنتها بما نمر فيه في الوقت الحاضر غيرت مناهجها عندما أطلق السوفيت أول قمر اصطناعي عام 1957م وغيرتها في مرحلة الستينات والسبعينات وغيرتها في مرحلة الثمانينات من القرن العشرين عندما شعرت بالمنافسة الجادة للصناعات اليابانية اما مناهجنا فعلى الرغم من الكوارث المتعاقبة التي مر بها البلد بقيت كما هي تقليدية منذ نشوء الجامعات لحد الان وما محاولات التحسين والتطوير التي تحدث هنا وهناك ما هي إلا محاولات ترقيعية لا يمكن ان نطلق عليها مفهوم بناء المناهج وتطويرها لان المناهج نظام وجزء من نظام وعملية التغيير الفاعلة لابد ان تشمل كل مدخلات هذا النظام. فمفهوم المنهج وأهدافه مازال يشوبها الكثير من اللبس والغموض لدى العاملين في الحقل الجامعي فالعديد من العاملين لا يفرق بين المنهج والمقرر وبين المقرر والبرنامج وبين المنهج والكتاب المنهجي والأدهى من ذلك نجد ان العديد من توجيهات الوزارة تشير إلى المنهج وتعني به الكتاب المنهجي والعكس صحيح إضافة لمشكلة الخلط هذه نجد ان مناهجنا تهدف إلى حشو اذهان طلبتنا بالمعلومات الخامدة وتدفع بهم إلى الحفظ والتذكر الآلي غير ابهة بان الذكاء عملة نادرة يجب المحافظة عليه وتطويره من خلال تنمية القدرات الابتكارية والعقل الناقد والتفكير الحر مناهجنا الحالية تؤكد على حفظ المعرفة المجردة في حين نحن بامس الحاجة إلى ما فوق المعرفية metacognition thinking ان أزمة التلقين والتبشير والحفظ الآلي التي تقدمها مناهج جامعاتنا تستبيح عقولنا وتسهم في عقمها الفكري.27:6 وتؤدي الى التخلف الثقافي ان مواجهة الواقع المر والمتردي الذي تعيشه الجامعات في الوقت الراهن يتطلب من الجميع وخاصة متخذي القرار ان يكونوا على قدر المسؤولية ويعملوا على :
1- إعادة النظر بمفهوم الجامعة وبفلسفتها وأهدافها وتقنياتها :
لم تعد الجامعات مؤسسات مهمتها نقل المعرفة( التدريس) والبحث العلمي فحسب بل أصبحت مؤسسات تهدف إلى تنمية العقل الناقد والفكر الحر والمبدع ومركز استشاري لحل مشكلات المجتمع بل أنها خلية دينامية من خلايا المجتمع أنيط بها خلق حراك اجتماعي ونقلة حضارية من خلال إعدادها لكوادر قادرة على تلبية متطلبات وحاجات المجتمع والإسهام في تنميته بالمفهوم الشمولي للتنمية , فالتنمية لم تعد تنمية اقتصادية فحسب بل أصبحت تنمية رأس مالي بشري يتضاءل أمامه رأس المال الطبيعي والمالي ولكي تستطيع الجامعة إعداد مثل رأس المال هذا لابد لها من التخلص من كل ما يعيق حركتها في التجديد والتطوير وفي مقدمة ذلك تجاوز الاتجاهات التخلفية والتقليدية في الفكر والممارسة
2- ان تتمتع الجامعات بالاستقلال بالمفهوم الشمولي أي تمتلك حرية قرارها في تنظيم نفسها وفقا لأسس وإجراءات تضعها دون تدخل خارجي وان تتمتع بحرية اختيار العاملين فيها و في اختيار مناهجها وتقنياتها وتحديد فلسفتها واختيار أعضاء تدريسها خاصة.
3- زيادة التمويل الحكومي والمجتمعي للجامعات : من المتعارف عليه ان العامل الاقتصادي عامل أساس وحاسم في عملية التطوير والتجديد وفي بناء الكفاءات العلمية وفي المحافظة عليها على ان توضع هذه الأموال بيد أمينة تحسن استثمارها مما يؤكد وجهة النظر هذه ما حققته الجامعات في بعض الدول الآسيوية كمعهد كوريا المتقدم للعلم والثقافة وجامعة سنغافورة الوطنية والمعهد الهندي للتقانة فحجم الإنفاق على هذه المؤسسات يساوي ما ينفق على نظيراتها في الدول المتقدمة لهذا استطاعت هذه الجامعات توفير قاعدة عريضة من التنوع في انساق التعليم والبحث العلمي ولعبت دورا متميزا في تطوير العلم والمعرفة وفي إنتاج البحوث الأساسية وأسهمت إسهاما مباشرا في دعم الابتكارات المحلية في الصناعة والزراعة
4- التخلي عن امتدادية الجامعات للتعليم الثانوي سواء في فلسفتها أو أهدافها أو مناهجها أو تقنياتها أو طبيعة العلاقة التي تربط التدريسي بالإدارة والطلبة
5- إعادة النظر بطبيعة العلاقة بين الجامعات ووزارة التعليم العالي من اجل التخلص من المركزية الخانقة والمحاصصة سيئة الصيت وتجاوز التعليمات واللوائح المتخلفة وغير المواكبة التي تعتمدها الوزارة . فمن غير المعقول ان تستمر الوزارة باعتماد القوانين والتعليمات التي سنها النظام البائد لخدمة مصالحه وتحقيق أهدافه وتستخدم في نظام جديد يؤمن بالحرية والتعددية والحياة الديمقراطية
6- إعادة النظر بفلسفة الإدارة الجامعية وأهدافها والتخلص من نظرية الكل بالواحد وشخصنة العمل وإرساء أسس العمل المؤسساتي الجمعي التعاوني وان يتم اختيار الإداريين وفقا للكفاءة والتخصص في العمل الذي يؤدونه وان يتسم الإداري بالمبدئية العلمية لما للإدارة من دورا في عملية التطوير و التحديث وخلق النقلة الحضارية فعلى سبيل المثال يعزى تطور الولايات المتحدة مقارنة بأوربا إلى اعتماد الكفاءات الإدارية في مؤسساتها المختلفة فالولايات المتحدة تطمح إلى مد فترة الإعداد والتدريب الإداري للعاملين في حقل اختصاصهم إلى 13 سنة .54:11
7- إدخال التكنولوجيا الحديثة في مختلف مجالات العمل الجامعي ( التكنولوجيا الآلية ,العقلية, الاجتماعية)
8- التخلص من زمر الانتهازيين والوصوليين والباحثين عن المصالح الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن والذين يحتلون مراكز قيادية متقدمه في الجامعات
9- العمل على تنويع الجامعات من خلال إنشاء جامعات نوعية جديدة مع إجراء هزة عنيفة للجامعات القائمة من اجل تحسين نوعيتها
10- تحويل مؤسسات التعليم العالي إلى تعليم مستمر وان تفتح أبواب الجامعات لجميع الاعمار ولجميع الراغبين والقادرين على التعلم
11- تشجيع القطاع الخاص على فتح الجامعات على ان يكون الهدف خدمة المجتمع وليس ربحا في المقام الأول على ان تتولى إدارة هذه الجامعات مجالس تتكون من ممثلين للحكومة المحلية وغرف التجارة والصناعة والزراعة وسوق العمل ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميون وممثلو الاتحادات الطلابية من اجل التخلص من بيروقراطية الحكومة . ان تحرير الجامعات من سيطرة الحكومة هو البداية الحقيقية لإصلاح التعليم وللتدليل على صحة هذا الرأي نجد ان الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة تلعب دورا متميزا يفوق نظيراتها الحكومية سواء في البحوث المتقدمة أو في الحفاظ على المعايير الأكاديمية الراقية أو في اجتذاب الكفاءات العلمية وهي أمور مكلفة جدا تفوق إمكانيات الجامعات الحكومية ومن الجدير بالذكر توجد في الولايات المتحدة ما يزيد عن 3000 مؤسسة تعليم عالي 60% خاصة
12- تحرير التدريسيين من كل ما يعيق إسهامهم الفاعل في مجريات الأحداث داخل الجامعة وخارجها. لا نأتي بجديد حين نقول ان التدريسيين هم ثروت الجامعة ومصدر عطائها الفكري والإبداعي وأداتها في تثوير المجتمع وتتحدد قدرتها في تحقيق أهدافها على كفأتهم الاكاديميه والمهنية والقيمية ولكي تضمن الجامعات وجود مثل هذه الكفاءات عليها العمل على تحريرهم من كل ما يعيق إسهامهم الفاعل في مجريات الأحداث داخل الجامعة وخارجها وفي مقدمة ذلك تحريرهم من المعلومات الخامدة والمتخلفة.لان ثورة ما فوق التصنيع جعلت معظم معارفنا ومعلوماتنا ومعتقداتنا عن التعلم وعن المعرفة والحياة والمستقبل متخلفة .82:10 لهذا فان التدريسيين في العراق مطالبون أكثر من غيرهم على مواكبة المستجدات وتنمية مهاراتهم الاستشرافية فعلى سبيل المثال زملائنا في الجامعات الأمريكية ينفقون 25-30% من وقتهم في متابعة المستقبليات في حين نجد البعض منا من لم يقرا أو يتابع ما يحدث في حقل اختصاصه . 263:15 .ليس هذا فحسب بل يحارب كل عملية تجديد أو تطوير يشعر ان البعض يريد تحقيقها . ولكي يمكن تجاوز الضعف لدى العديد من التدريسيين لابد من مراعاة :
أ‌- انتقاء الكفاءات الأكاديمية والمهنية والقيمية القادرة على القيام بمهام التدريس والمؤمنة بان التدريس مهنة مقدسة لا يجوز التهرب منها .
ب‌- التخلص من التدريسي الملقن
ت‌- وضع برامج تدريبية فاعلة لتطوير مهارات التدريس داخل العراق وخارجه
ث‌- تحسين الظروف الفيزيقية المحيطة بعملية التعليم والتعلم
ج‌- تحسين رواتب أعضاء هيئة التدريس من اجل خلق مستوى معاشي لائق بهم
ح‌- التقليل من ازدحام الفصول التي تعد من الظواهر البغيضة التي تحد من عطاء التدريسي وتدفع به إلى كره مهنته
13- التخلص من المناهج التقليدية المتخلفة التي تؤكد على المعرفة لأننا بحاجة إلى مناهج تؤكد على ما فوق المعرفة METACOGNITION THINKING هذه المناهج أكثر قدرة على مساعدتنا في تهيئة جيل الشباب لمواجهة المعضلات التي يتعرض لها الوطن والمواطن لما تقدمه من مساعدة في تنمية التفتح الذهني والقدرة على التحليل والتفسير واعتماد السببية والعقلانية كما انها تحرر المدرس والطالب من الأتمتة والحفظ الآلي ومن الخوف من التعبير عن النفس وبالتالي تسهم في بناء شخصية واثقة وقادرة على اتخاذ القرار

المراجع
1- محمد جواد رضا , العرب والتربية والحضارة , الاختيار الصعب منشورات ذات السلاسل الكويت 1987
2- جميل موسى النجار , التعليم في العراق في العهد العثماني دار الشؤؤن الثقافية العامة بغداد 2001
3- عبد الرزاق الهلالي , تاريخ التعليم في العراق في عهد الاحتلال البريطاني 1914-1921,مطبعة المعارف بغداد 1975
4- التعليم في العراق المشاكل الحالية ومتطلبات المستقبل عراق برس Iraq press وكالة أنباء عراقية مستقلة 2002
5- دور الجامعات في ترسيخ الوحدة العربية , شعبة الثقافة والإعلام طرابلس ليبيا كتاب الزحف الأخضر (27)
6- محمد جواد رضا أزمة الحقيقة والحرية في التربية العربية المعاصرة الكويت 1987
7- محمد كامل حسن الناقة , في التدريس الجامعي بحوث ندوة طرائق التدريس في الجامعات العربية -بغداد الجامعة المستنصرية 20-22-12-1988م
8- كامل بربر , الإدارة عملية ونظام . المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر 1996م
9- احمد عبد الباقي بستان مدخل إلى الإدارة التربوية دار القلم الكويت 1993
10- تركي خباز البيرماني التدريس الجامعي ومستلزمات التحدي , مجلة كلية التربية, جامعة الفاتح 1998
11- عبد الغني عبود , إدارة التربية في عالم متغير دار الفكر العربي 1998
12-Ronald, doll, curriculum improvement, decision making and process, all and Bacon, inc. 4th edition 1974
13-ت مصباح الحاج مركز مصادر التعليم وادارة التقنيات التربوية
14مجلة جامعة الملك سعود المجلد الخامس عشر, النشر العلمي جامعة الملك سعود 2003م
15- الفن توفلر . ت محمد علي ناصيف , صدمة المستقبل , مطبعة نهضة مصر للطباعة 1990
16- علي الوردي منطق ابن خلدون منشورات سعد بن جبير ط1 2005م



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم غير قابل للمحاصصة
- تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - الجامعات العراقيه الواقع والطموح