أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه















المزيد.....


مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الضجة التي سببها مشروع مجلس الشيوخ الامريكي بتقسيم العراق. تناقلت وكالات الانباء نشاط عمار الحكيم ودعوته في الاسراع بتفتيت العراق وعزل جنوبه كما حصل بالشمال، بفيدرالية مسلوقة (نص سلق) بالمطبخ الامريكي الايراني. فهل تزامن علاج ابيه في ايران وزيارة نجاد لامريكا واقتراح مجلس الشيوخ الامريكي بتقسيم العراق لثلاث اقاليم، له علاقة بهذا الاصرار والتسرع بموضوع بمثل هذه الاهمية والخطورة؟ لاسيما والوضع الامني مازال يشكل كابوسا مرعبا، والخدمات بأسوأ حالاتها. والأهم من ذلك ان بعض السياسيين العراقيين بل والمسؤولين ايضا ومنهم السيد الحكيم ربما، يجهل ماتعنيه الفيدرالية او الكونفدرالية. والا لفكر بأن من اهم شروط مشروع كهذا، حرية الشعب ورفاهيته ليصوت على أمر كهذا.

لقد ابتعدت عن الكتابة او حاولت، لكني وجدت في اللقاء الذي أجرته معي مجلة كولان الكردية في عددها 642 الصادر في تموز ، بعض الرد او التعليق على هذا الموضوع.

مجلة كولان
السيدة ابتسام يوسف الطاهر ، شكرا لاستجابتك الطيبة، نحن فى مجلة كولان GULAN نتشرف بوجودكم من خلال ارائكم القيمة على صفحات مجلتنا وهدفنا توطيد الحوار العربى والكردى وانتم من خلال متابعتنا لكتاباتكم نشعر بانكم من المثقفين التقدمين .. ونأمل ان نتواصل من اجل عراق مشرق باذن اللة .

1- ماهى قرائتك للوضع الحالى للعراق وكيف ترين مستقبل العراق؟

*- في مقال كتبته ردا على من يتسائل بتشفي"هل الوضع الان افضل مما كان عليه بالعهد السابق؟" ذكرت إن (الحاضر غرس الماضي) أي ما يحصل اليوم هو حصيلة لما مر به العراق في الثلاث عقود الاخيرة من حروب وحصار واخيرا الاحتلال.
كذلك الخطأ الذي ارتكبته الاحزاب المعارضة للنظام السابق، بانطوائها تحت عباءة السياسة الامريكية وتسليم مقادير الامور للقيادات الامريكية، قاد لما نمر به اليوم من كوارث. فخيار الحرب الذي وقفنا ضده بالرغم من معارضتنا للنظام السابق الذي شردنا وتسبب بكل الكوارث، كان اخطر الخيارات وقد فرضت القيادات الامريكة ذلك الخيار (الحرب) بعد ان جردت الشعب من كل امل له بالخلاص من النظام الذي جلب الكوارث له، حيث وقفت مع ذلك النظام ضد أي محاولة عراقية لتغييره،و بالحصار الذي اضعف الشعب ومزقه.
ثم رفضها فيما بعد لاي محاولة لتشكيل حكومة مؤقتة من قبل الاحزاب المعارضة بالخارج الامر الذي ادى الى ارباك السياسيين الذين انقادوا خلفها وهم يعرفون ماستؤدي له تلك الحالة من فوضى. والكل يعرف ماحصل بعد ذلك بسبب حل الجيش وكل المؤسسات الادارية وفرض الامريكان على السياسيين العراقيين مشروع المحاصصة الطائفية لادارة البلاد كما في لبنان، مما ادى بطبيعة الحال لتسلم زمام الامور من قبل بعض الطائفيين الذي لايهمهم مصلحة البلد بقدر مصالحهم الشخصية وولاءاتهم الطائفية والعشائرية.
اذن ما يحصل الان ليس فوضى فقط بل كارثة، فلم اسمع بحياتي عن وزراء بحكومة يساهمون باغتيال او الاعتداء على زملاء لهم بنفس الحكومة وبنفس البرلمان؟ ولم أسمع في تاريخ البلدان لا المتخلفة منها ولا المتقدمة، ان الأحزاب التي تسيطر على السلطة أو تعمل معها، هي التي تعارض وتعمل جادة على افشال الدولة!! كما هو الحال مع جبهة التوافق او تيار الصدر، كلاهما يدعي مقاومته الاحتلال، كلاهما يدعو للمصالحة الوطنية، وبنفس الوقت كلاهما يعمل جاهدا لافشال الحكومة وافشال العملية السياسية وافشال أي مبادرة قد تجلب الأمن والسلام او تقرب ترحيل قوات الاحتلال. فباعتقادي ان كلا الجبهتين تعملان بظل الاحتلال مهما تشدقت بشعارات لاتختلف عن شعارات النظام السابق الذي خدم الاحتلال احسن خدمة.
بالرغم من ذلك ارى ان مستقبل العراق مرهون بوعي ناسه ووحدة صفوفه والعمل الجاد لالغاء الطائفية وابعاد كل من لا يعمل بروح مسؤولة وحرص على سلامة الشعب اولا، وتأجيل كل الخلافات الاقليمية والسياسية، ومنها موضوعة فيدرالية الاقاليم، وموضوع كركوك.

2- العراق يمر بأصعب المرحلة من مراحله التاريخية واذا نتكلم بواقعية،عراق اليوم مهدد بالتقسيم ليس على اساس القومية الكردية والعربية بل على اساس مذهبى، هل برايك وصل العراق الى نقطة اللاعودة؟

*- اذا تركنا الامور تقاد بيد قوات الاحتلال، او الميليشيات التي يشكل فدائيي صدام اغلبها، فهؤلاء يسعون لخراب اكبر. واذا بقي بعض المسؤولون الذين لايهمهم غير مصالحهم الشخصية يديرون المؤسسات، حتما ستسوء الاحوال وقد تصل لنقطة الاعودة. واعود للقول ان امريكا كما لعبت بورقة القومية الكردية مع النظام السابق. نجحت باللعب بموضوع الطائفة الشيعية، والان تلعب بورقة اخرى هي الطائفة السنية! وهذه حفزت كل الطوائف الاخرى، فنسي الجميع العراق وصار كل منهم يغني او يلطم على طائفته او مصلحته فقط. هنا تبرز مهمة السياسي النزيه والاعلامي المخلص للحقيقة والوطن، للعمل معا لكشف اوراق الطائفيين وعزلهم عن العملية السياسية لتكون الخطوة الاولى لحماية العراق وشعبه من التناحر والتفتت.
لا اقدر ان اكون متشائمة واقول اننا وصلنا لطريق اللاعودة، فبهذا تكون نهايتي، لذا سابقى اتشبث بالامل وهو عروتي الوثقى.

3- الديمقراطية للعراق صارت جزء من الماضى اليوم، الاهداف الحقيقية هى الامن والاستقرار. هل برأيك يرجع الامن والاستقرار للعراق وكيف؟

*- العراق الان بحالة حربين مع قوات الاحتلال التي تسعى لتفتيت العراق، وحرب جبانة يقودها جبناء مدججين بالسلاح ومرتزقة وموتورين، ليقتلون العزل والابرياء من اطفال ونساء، طلبة وعمال صحفيين واعلاميين، وشباب من الشرطة ورجال الامن الذين يُقتلون بيد رفاقهم المندسين بين صفوفهم. هذا هو ثمن الحرية، ثمن الحياة التي يتشبث بها العراقي وصار يغيض غربان الظلام بصموده وقدرته على مواصلة الحياة والحب.
الديمقراطية ليس شعار آني بل هي وسيلة لحل مشاكل الحياة، وسيلة للتعايش بسلام، وليست منحة من قبل المحتل الامريكي او المسؤولين بالدولة .
اقول بصراحة، وانا اتابع رئيس وزراء بريطانيا ينسحب بهدوء ويبتعد عن عالم السياسة بلا احقاد ولا ضغينة ولا احساس بالغبن او الاهانة، فهو ادى دوره لشعبه بغض النظر عن اتفاقهم معه او اعتراض البعض عليه. ليخلي الساحة لغيره بلا احقاد ولا تهديد ولا وعيد. ينتابني شعور بالغيرة، اغبطهم ويعتصرني الالم وانا اتابع اخبار وزرائنا وهم يساهمون باغتيال زملائهم بسبب خلاف بالرأي بل يقتلون ابناء المعترضين عليه! وكأننا في غابة لحيوانات مفترسة جائعة. أو حين اسمعهم يعترضون على رئيس الوزراء العراقي لأنه يأمر بتفتيش كل النواب بلا استثناء. بينما في بريطانيا يقدر أي شرطي بسيط ان يوقف أي وزير لوخالف القوانين سهوا بلا تعمد كما حصل بايقافهم لزوجة رئيس الوزراء حين نسيت ان تشتري بطاقة القطار!
تلك هي الديمقراطية التي نحلم بها والتي هي هدف سعى لتحقيقه الشعب العراقي طوال العقود واعطى تضحيات كبيرة من اجله، ديمقراطية المساواة امام القانون، ديمقراطية حق الفرد بتبني الفكر الذي يريد، وديمقراطية عدالة ونزاهة المسؤولين ومحاسبتهم من قبل القضاة كأي مواطن عادي، وان ينتهي عهد العبودية للقادة مهما كانت صفتهم. على أمل ان يصل العراق لمصافي الدول المتقدمة وهو اهلٌ لذلك. فليس من المعقول ان تكون دول صغيرة افقر منه واضعف، مع ذلك احرزت تقدما وتطورا صارت تضاهي به الدول المتقدمة الغنية بحكمة قادتها وتلاحمهم مع شعوبهم.
بينما العراق يعود لعصور التخلف والفقر، بسبب بعض القيادات الغبية التي قادت او تقود بعض فصائل الشعب مثل قطعان الماشية بعد ان قطع الشعب العراقي اشواطا بالتقدم في كل مناحي الحياة، يتراجع الى عصور مظلمة ولّت، ليتسائل ابنائه اليوم هل حقا سيرجع الامن والاستقرار؟
نعم لابد ان يرجع الأمن والاستقرار حين يسعى الكل لحماية الاخر لا للايقاع به، حين يتناسى الكل خلافاتهم الحزبية والطائفية والبترولية. هل هذا مستحيل؟ لا اظن، فليس من المعقول ان يكون كل أبناء العراق جاحدين وعاقين!

4- القيادة الكردية بعد سقوط النظام السابق اختارت النظام الاتحادى لتعيش تحت السقف العراقى لكن القوى والاحزاب السياسية الرئيسية فى الساحة العراقية مع الاسف لحد الان لم يصل الى المستوى ليتفهم المبادىء الاتحادية والاختيارية ويصر على الحكم المركزى هل برايك الحكم المركزى يتناسب مع الواقع الحالى للعراق؟

*-استفاد الاكراد من الحصار الذي فرض على العراق بعد احتلال الكويت، واستطاعوا ان يستثمروا الفرصة بشكل جيد، واثبتت القيادات الكردية قدرتها على ادارة المنطقة بشكل منظم، وان تخلل ذلك صراعات جانبية آذت الشعب الكردي، لكنهم تداركوها ونجحوا بتنظيم الاقليم بمهنية عالية. انا مع استقلالية الاقليم أي مايسمى بالحكم الفيدرالي الذي يرتبط بالادارة المركزية. أي ان لايكون ذلك على حساب العراق وشعبه عموما.
لم اعمل مع أي حزب لأعرف ماتفكر به الاحزاب التي تعنيها، لكن ارى ان الحالة فوضوية، الكل يتخبط ولا يدري ما العمل ولا يعرفون كيف يحمون انفسهم حتى. فلا اظن والحال كذلك نقدر ان نطالبهم برأي موضوعي بما يخص اقليم كردستان. ولا اعتقد ان الالحاح بهذا الاتجاه بصالح القضية (الاقليمية) ولا بصالح العراق. خاصة والاقليم الان شبه مستقل بغياب الحكومة المركزية القوية، لا الديكتاتورية.
المركزية باعتقادي مهمة الان للتحكم بحالة الفوضى الشاملة التي تعم البلاد.


5- الصراع الطائفى بين الشيعة والسنة وصل الى نقطة ابعد من الحرب الاهلية وانت ككاتبة وسياسية عراقية مؤمنة بفصل الدين عن الدولة كيف ترين هذا الصراع الطائفى وكيف تحل هذة المشكلة ؟

*- لست سياسية بالمعنى المهني للكلمة، ولكني مواطنة لي وجهات نظر تستنبطها من هموم الناس ومن تجاربهم ، من حبهم للوطن وللارض والانسان الذي تهمني مصلحته وسلامته قبل كل شئ. قلت في اكثر من مجال وابقى اقولها أن امريكا نجحت باللعب على ورقة الطائفية مستغلة حالة الفقر والتخلف والعواطف الدينية لدى بسطاء الناس فبعد اللعب على موضوع القومية، لعبت على مشاعر الشيعة على انهم مضطهدين من قبل النظام السابق. والنظام السابق لم يترك طائفة ولا فردا من العراق لم يضطهده، حتى اقرب الناس اليه. لكنها الورقة الرابحة بيدهم، ونسيت قيادات الاحزاب الشيعية وقوف الامريكان مع النظام ذاك في ضرب انتفاضة الشيعة، كان كل همهم هو المناصب وما تجنيه من ارباح مادية. او العمل لمصلحة البلد الذي يمولهم على حساب الوطن والشعب. وهذا ينطبق ايضا على بعض سياسي السنة خاصة العاملين مع الحكومة وبنفس الوقت يعملون على افشالها.
وعلى رأي رجل الدين الاستاذ اياد جمال الدين، انه ليس هناك صراع بين الشيعة والسنة وانما حرب تقودها عصابات النظام السابق من سنة وشيعة على حد سواء، مع عناصر التكفيريين والقاعدة الموالين للنظام البائد فقط لكونه سنيا، ضد الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته، وبمباركة قوات الاحتلال.
فهناك قيادات سنية وشيعية تحركها نوازع غير وطنية، توجهها دول او جهات يهمها تخريب العراق لاضعافه اولا ولابعاد الشبح الامريكي الذي يهددهم ثانيا. فيخربوا ويقتلوا باسم الدين، لذا اضم صوتي للاستاذ اياد جمال الدين وغيره من المخلصين بالدعوة لفصل الدين عن الدولة لابعاد شبح الصراع الطائفي، وابعاد الطائفيين والذين يتابطون الدين شرا. وبحل الميليشيات ونزع اسلحتهم، لان السلاح بيد الجاهل مصيبة. والاسراع بابعاد كل من يعمل على التخريب وزرع الفتنة، لفسح المجال لمن لهم الخبرة والكفاءة لادارة البلاد ، حتى لو اضطررنا لاستيرادهم! او على الاقل ارسال الجادين منهم بدورات تدريبية لمعرفة كيفية ادارة البلاد بروح مسؤولة، والتعامل من الاحداث بطرق علمية سليمة وباخلاص للعراق وليس لطائفة او قومية ولا لقادة دينيين او سياسيين.

6- ماهى رؤيتك الشخصية لمستقبل كردستان فى العراق؟

قبل كل شئ احيي اخوتي الاكراد الطيبين، فلي بينهم اصدقاء واقرباء اعزاء على القلب، اتمنى ان يكونوا سندا لاخوتهم العرب خاصة في محنتهم الحالية وان لايصعّبوا الامور على من يختار العيش في مدن كردستان بشكل مؤقت حتى تنزاح غيوم الارهابيين وتستتب الحياة في بغداد وغيرها من المدن.
حين زرت كردستان عام 2000 شعرت بفخر واعتزاز وانا اسير بشوارعها الجميلة وارى فلاحيها يعملون كالنحل في حقولها، كنت اتمنى ان اعانق اهلها وارضها، بل في اليوم الاول لوصولي تركت اهلي الذين لم ارهم منذ عشرون عام وركضت للجيران لاشاركهم فرحتهم بالدبكة الكردية.
شعرت بالفخر بمدن كردستان لأنها عراقية، فقد رأيت بلدانا اجمل واماكن كأنها قطعة من الجنان بل هي الجنان بعينها، لكن لم اشعر بانتمائي لها ، بالرغم من ايماني بأن كلها ارض الله، أي ارض لكل انسان بأي لون أو لغة. لكن يبقى انتمائك لبلدك متجذر بك. لذا اعتزازي بكردستان هو اعتزاز الكردي ببغداد او البصرة. ومن حرصي على كردستان واهلها الطيبين، اتمنى ان نتعلم من تجارب الشعوب التي تعيش تحت علم واحد مثل ماهو حاصل في بريطانيا، حيث هناك شعبا الويلز واسكتلاندا على سبيل المثال، كل له لغته المختلفة التي لا علاقة لها باللغة الانكليزية، وكل له علمه وبرلمانه الخاص، لكنهم عرفوا ان قوتهم في اتحادهم مع بعض ودائما يحتكمون لرأي الشعب يستفتونه بموضوع الرغبة بالانفصال التي يدعو لها احيانا البعض من البسطاء العاطفيين او من الجهلة السياسيين. ولنتعلم ايضا من الشعوب التي مرت بتجارب مريرة اثر انفصالها عن بعض. لذا ارى ان شعب العراق سيكون قويا بأكراده وعربه وتركمانه واشورييه وغيرهم من الطوائف، كما هم سيكونون اقوى مما لو تناثروا كل على انفراد. فأتمنى ان يواصل الاكراد تقدمهم ونجاحهم بادارة ارضهم ومدنهم وان لا ينجروا لصراعات وخلافات قبلية وقومية تهد مابنوه.

7- المشكلة الرئيسية لأكراد العراق هى مشكلة المناطق المتنازعة عليها بصورة عامة ومشكلة كركوك بصورة خاصة ، ماهى توقعاتك لحل هذة المشاكل بطرق السلمية و فى الاطار الدستور العراقى ؟

*- ذكرت بجوابي على سؤال سابق، أن من مصلحة الجميع تناسي كل الخلافات بكل اشكالها. فأي تركيز على أي مشكلة بالوقت الحالي يزيد من سوء الوضع ويديم الاحتلال ويمد يد العون لعناصر التخريب، لتبقى الفوضى هي السائدة ليواصل تجار الموت تجارتهم التي ستنتعش مع أي نسمة خلاف او تناحر خاصة اذا كان اقتصاديا. ولكن أرانا وكأننا نعود للخلف وبخطوات متسارعة لحروب داحس والغبراء، حيث كان النزاع بين البدو على مناطق الزرع والكلأ.
الحقيقة هذا الموضوع دقيق وحساس، وكما قلت لست سياسية بالمعنى المهني للكلمة، لكن من حقي ان اسأل لماذا لم يتطرق له من قبل، لماذا الان؟ المفروض بالاخوة الاكراد ان يعملوا على المحافظة على مكاسبهم ولا يخلقوا مناطق ساخنة للتناحر والشقاقات. وما أعرفه ان كركوك مثل اغلب مدن العراق، خليط من كل الاطياف، معظم سكانها من التركمان وهناك العرب مع الاكراد، وبغض النظر عن ذلك تبقى مدينة عراقية ثرواتها للجميع. لماذا يصر الاكراد عليها وهم يرون ان وضع العراق لا يسمح بأي خلافات من أي نوع، خاصة ويتربص بنا الجميع من بلدان الجوار الى قوات الاحتلال الى مخلفات النظام السابق. فلا أرى حل غير ان تؤجل تماما حتى يستتب الحال وتقوى الدولة ويعاد الامن والاستقرار ليتم التفاوض او الاستفتاء على موضوع كركوك أو غيرها من المواضيع بشكل حضاري سلمي ديمقراطي واخوي.

8- تدخلات الدول الاقليمية بالشؤن الداخلية العراقية صارت المعضلة الاساسية فى القضية العراقية والعقبة الرئيسية امام عملية المصالحة الوطنية . هل استطاع العراقيون يبلور الموقف الموحد للحد من هذة التدخلات من كافة دول الجوار للعراق وكيف؟

*مشكلة دول الجوار ان بعضهم قد استفاد اقتصاديا من تردي الوضع بالعراق فيعملون جاهدين لتبقى الحال كما هي، وللاسف يتم هذا بالتعاون مع بعض الفصائل المحسوبة على العراق! لكن ولائها للدولار ولتلك الدول!
لكن السبب الاساسي هم الامريكان، فهم المسؤوليين عن تفاقم تلك المشكلة، فهم من فتحوا الابواب مشرعة وجعلوا الحدود بلا رقيب ولا حسيب ليدخلها عصابات الخطف والسرقة مع عصابات القاعدة والتكفيريين الذين (للمصادفة) تراهم يتكاثرون في كل بلد تحل به امريكا!
كذلك هم من بدأ بتهديد سوريا وايران وغيرها ليسارع هؤلاء لإبعاد شبح احتلالهم، بارسال مجرميهم ليمارسوا الذبح والقتل وعلى مرأى ومسمع من قوات الاحتلال.
نذكر الجنود الذين رحلتهم امريكا للاردن للتدريب هناك، عادوا بشاحنات استوقفتها عصابات (المقاومة والجهاد) وهجمت عليها وقتلت الجنود كلهم واستولت على اسلحتهم! فأين كانت قوات الاحتلال؟ اليس من واجبهم حماية اؤلئك الجنود خاصة وهم من ارسلهم ؟ ما الذي فعلوه بعدها هل اعتذروا، هل تعلموا من ذلك الخطأ وشددوا الحراسات ؟ ابدا، مادام جنودهم سالمين ويحصون قتلاهم بالقطارة فلا بأس.
فلو اغلقت الحدود وحرست بشكل جيد لما استطاعت دول الجوار التدخل. لو كف الامريكان عن تهديد الحكومة العراقية واستضعاف موقفها، لما تجرأت دول الجوار على التدخل وتأليب طائفة ضد اخرى. مستغلة مشكلة ضعف الولاء الوطني لدى بعض العراقيين المتخلفين الذين للاسف ولائهم هو للطائفة او الحزب الذي يسيرهم كالقطعان، خاصة الاحزاب التي تلبس الدين لتمرير منطلقاتها ومشروعها الطائفي.
ثم تسليحهم (أي الامريكان) لبعض القبائل السنية؟ بمباركة جبهة التوافق، التي تعمل مع الحكومة بيد وبيد اخرى تتفاوض من قوات الاحتلال الذي (تدعي مقاومته) فيقتلوا ويغتالوا او يهددوا بعض اعضاء البرلمان او زملائهم الوزراء!؟
فهذا سيجد به البعض من دول الجوار فرصة لتسليح قبائل اخرى لتنجح خططهم باشعال الحرب الاهلية التي طبّلوا لها منذ سقوط النظام السابق لليوم.
وللاسف اقول ان العراقيون يساهم بعضهم بتردي الحال خاصة الذين مازالوا يحنون لمكرمات القائد حتى لو كانت مغمسة بدماء الناس الابرياء، او الذين يبحثون عن بدائل مماثلة لقادة لاهم لهم سوى البحث عن الشهرة والمال على حساب الشعب وأمنه وسلامته .
ففي ظل هكذا حال كيف يتم بلورة موقف ما؟ فلو استطاعوا ذلك، لما وصلنا للحالة الكارثية التي نمر بها اليوم. فانت تسمع البعض يدعوا للمصالحة و يعمل على افشال الدولة، ويحاولون وضع العراقيل امام أي خطة امنية او سياسية، فكيف تتم المصالحة ومع من؟ هل مع البعثيين مثلا ، الا يشارك هؤلاء بالسلطة؟ اليسوا ممثلين بجبهة التوافق والحوار وغيرها من الاحزاب التي تشارك بالحكم وبوزارات مهمة؟ مع ذلك كل مبادراتهم تصب ضد الدولة وضد الاستقرار، بل وصل بهم الامر للمساهمة باغتيال البعض من الوزراء او القيادات السياسية التي يعملوا معها. فكيف تتم عملية المصالحة كيف امد يدي لمن يداه مدججة بالسلاح لقتلي وملطخة بدماء الابرياء من شعبي؟ اضافة لهؤلاء هناك الميليشيات، التي حولت حياة الناس لجحيم.
نعم ادعو للتسامح للوحدة الوطنية لترك الاحقاد والضغائن، لا بالكلام ومن على المنابر الفضائية فقط بل بالفعل والقول،او بالابتعاد عن العمل السياسي اذا لم يقدروا على ذلك ، لترك الامر لمن هم أجدر واكثر كفاءة واكثر حبا للوطن والناس.
ومن ثم لابد من غلق الحدود واعلان حالة الطوارئ للسيطرة على الوضع الامني وانتزاع الاسلحة من كل الميليشيات. اذا تم ذلك بالامكان التفاهم مع دول الجوار وعقد اتفاقايات معهم للتعاون المشترك على اسس احترام السيادة وعدم التدخل بشؤون البلاد.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
- بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
- افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
- أما لهذا الليل ان ينجلي
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه