أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - أدب الأطفال














المزيد.....

أدب الأطفال


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:20
المحور: الادب والفن
    



الأدب هو تشكيل أو تصوير تخيلي للحياة والفكر والوجدان من مفردات لغوية ويهتم بالتعبير فنيا ووجدانيا عن العادات والآراء والقيم والآمال والمشاعر وغيرها من عناصر الثقافة ، اي أنه تجسيد فني تخيلي للثقافة . ويدخل ادب الأطفال ضمن هذا التعريف لكن ادب الأطفال يتميز عن ادب الراشدين في مراعاته حاجات الطفل وقدراته وخضوعه لفلسفة الكبار في تثقيف اطفالهم ، لكن مقومات ادب الأطفال وادب الراشدين تكاد تكون واحدة .لكن ليس كل عمل ادبي مقدم للكبار يصبح بمجرد تبسيطه ، ادبا للأطفال .. اذ لابد لأدب الأطفال من ان يتوافق مع ٌقدرات الأطفال ومرحلة نموهم العقلي والنفسي والأجتماعي . ومعروف ان ابسط الفنون الأدبية على القاريءاصعبها على الكاتب . وكان توفيق الحكيم ، يوم بدأ يسجل بعض الحكايات للأطفال عام 1977 ، قد اشار الى ذلك بقوله : " إن البساطة اصعب من التعمق ، وانه لمن السهل أن اكتب واتكلم كلاما عميقا ، ولكن من الصعب أن انتقي واتخيّر الأسلوب السهل الذي يُشعرالسامع بأني جليس معه ولست معلما له ، وهذه هي مشكلتي مع ادب الأطفال . "

إن عملية الكتابة للكبار لايعنيها المستوى العقلي للمتلقي لأنها تتوجه بالأساس الى معدل ذكاء ثابت نسبيا لدى الجميع ، أما الكتابة للأطفال فتتطلب مراعاة مستويات الذكاء المختلفة تبعا لمراحل نمو الشخصية للطفل . ومن يكتب للأطفال يجد نفسه مضطرا للوقوف على المراحل المتعاقبة لنمو الطفل وما تتميز به كل مرحلة من خصائص فكرية ومزاجية وعاطفية وسلوكية . ومن هنا كانت الكتابة للطفل اصعب انواع الكتابة لما تقتضيه من معرفة دقيقة لكل معطيات التبليغ الناجح حتى يحصل التجاوب والنجاح وتتم الفائدة ويتحقق الهدف من الكتابة للأطفال .

رغم ان أدب الأطفال يتميز بالبساطة والسهولة ، إلا أنه لايُعتبر " تصغيرا " لأدب الراشدين، لأن لأدب الأطفال خصائصه المتميزة التي تسبغها طبيعة الأطفال انفسهم . فالأطفال يختلفون عن الراشدين لافي درجة النمو فحسب ، بل في اتجاه ذلك النمو أيضا ، حيث ان حاجات الأطفال وقدراتهم تختلف في اتجاههاعما يميز الراشدين فهناك صفات معينة تختص بالطفولة وحدها ، وهي تزول عندما يكبر اولئك الأطفال .لذا فليس كل عمل أدبي مقدم للكبار يصبح بمجرد تبسيطه أدبا للأطفال .

إن أدب الأطفال كفن مستقل بذاته لم يظهر في العالم إلا في القرن السابع عشر . وُتعتبر سنة 1697 سنة ميلاد أدب الطفل وهي السنة التي نشر فيها الكاتب الفرنسي شارل بيرو ( 1628 ـ1703 ) اول مجموعة قصصية للأطفال بعنوان " حكايات امي الأوزة " ، وصدرت اول صحيفة للأطفال في فرنسا عام 1747 بعنوان " صديق الأطفال "

وكانت الترجمة مصدرا مهما لأدب الأطفال في الوطن العربي ،منذ أن بدأ هذا الأدب بالظهور. وكان محمد عثمان جلال ( 1838ـ 1898 ) من اوائل الذين ترجموا بتصرف يقرب الى الأقتباس لافونتين في ديوانه " العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ ". ومن بين الحكايات التي نظمها محمد عثمان جلال والتي كان لافونتين قد نظمها الثعلب والعنب والتي تقول : " رأى ثعلب عناقيد من العنب الأسود الناضج مدلاة في جنة معروشة، فبذل غاية جهده ليصل اليها ، فعجز عنها ولم يحل بطائل ، فانصرف عنها آخر الأمر وهو يعزي نفسه عن خيبة امله ، ويقول في نفسه حصرم مر ، وليس عنبا ناضجا كما كنت اظنه . " وجاء في الحكاية من نظم عثمان :

حكاية عن ثعلب قد مرّ تحت العنب
وشاهد العنقود في لون كلون الذهب
وغيره من جنبه اسود مثل الرطب
والجوع قد اودى به بعد آذان المغرب
فهمّ يبغي اكلة منه ولو بالتعب
عالج ما امكنه يطلع فوق الخشب
فراح مثلما اتى وجوفه في لهب
وقال هذا حصرم رأيته في حلب

كما وترجم آخرون العديد من الروائع الأدبية منها " كوخ العم توم " ،" قصة مدينتين " ، " روبنسن كروسو " ، " سندريلا " و " اليس في بلاد العجائب " وغيرها .

وُتعد القصة ابرز نوع من انواع أدب الأطفال ، وهي تستعين بالكلمة في التجسيد الفني . والقصة لاتعرض معاني وافكار فحسب ،بل تقود الى إثارة عواطف وإنفعالات لدى الطفل ، إضافة الى إثارتها العمليات العقلية كالإدراك والتخيل والتفكير .والقصة تشكل وعاء لنشر الثقافة بين الأطفال لأن من القصص ما يحمل افكارا ومعلومات علمية وتاريخية وجغرافية وفنية واجتماعية ، فضلا عما فيها من دعوة الى قيم واتجاهات ومواقف وانماط سلوك اخرى .


1ـ الطفل في الأدب العربي ـ مجلة الموقف الأدبي 1975
2 ـ ادب الأطفال ـ د. هادي نعمان الهيتي 1977 بغداد



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة الوفاء
- وداعا نزيهة ... ايتها الأم الحنون
- الطفولة اهم مرحلة في حياة الإنسان
- في الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر (2)
- الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر
- المعلم الحنان والصرامة الحكيمة
- الرسالة قصة قصيرة
- محاكمة حرق الرايخستاغ ...إتهام ديمتروف
- جواز سفر
- رصاصة في البيت الأخضر
- رصاصة الشرف
- القرار
- الموسيقى لغة المشاعر الإنسانية
- الصورة تتكلم
- في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف
- ناهدة الرماح رائدة السينما والمسرح العراقي
- حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - أدب الأطفال