أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة














المزيد.....

تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يتراجع الأبناء عن درب الآباء ؟
مر علينا في الأسبوعين الأخيرين مرور الكرام خبر هام من تونس لم يعره البعض أدنى اهتمام رغم كونه خبر هام ربما سيؤثر تأثيرا كبيراً في مستقبل تونس كدولة وكحكم,
والخبر هو قيام صهر الرئيس زين العابدين بن على بافتتاح أول إذاعة للقرآن الكريم في تونس ومباركة زعيم حركة النهضة المحظورة في تونس راشد الغنوشى لهذه الخطوة, بل أن هناك أنباء تتداول لا ندرى مدى مصداقيتها تتحدث عن عزم السلطات التونسية إلغاء الحظر على الحجاب والذي كان تم إقراره بقانون لسنة 1981 في عهد الرئيس بورقيبة "محرر تونس وباني نهضتها "ويعرف بالمنشور 108 و الذى يوصف فيه الحجاب بالزى الطائفي.
ليس بعيد عن هذا المحاولات المستمرة لحزب العدالة والتنمية التركي بقيادة اردوغان لإلغاء الحظر على الحجاب الذي فرضه أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة بل ومحاولة اسلمة جميع مناحي الحياة في تركيا ولكن ما يميز اردوغان عن غيره هو استخدامه للدهاء والحيلة فى هذا الامر لمواجهة كافة القوى العلمانية ولمواجهة الجيش حامى الدستور والعلمانية بل أن ذكاءه وصل إلى درجة استخدامه للدول الغربية والأوربية كي تقف إلى جواره في مواجهة الجيش وهذا ما حدث حيث حذر الكثير من قادة الغرب الجيش من مغبة محاولة التأثير على العملية السياسية متناسين أن هتلر لعب نفس اللعبة واستخدم الديمقراطية لواد وقتل الديمقراطية ليس في المانيا فحسب بل فى العديد من الدول الأوربية .
وهذا التراجع الذي يحدث في تونس وتركيا سبق أن وقع مثله فى مصر عندما تراجع السادات عن كل نهج عبد الناصر من عدالة اجتماعية ومساواة الى تنمية ذاتية الى عدم خلط للدين بالسياسة وانقلب السادات ومن بعده مبارك الى النقيض تماما فلا عدالة اجتماعية ولا مساواة بل انقسام فى المجتمع بين أقلية تتمتع بغالبية الثروة وأغلبية تذوق الآمرين للحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها , والتنمية الذاتية والخطط الخماسية أصبحت من الماضى, وعدم خلط الدين بالسياسة أصبح متاجرة بالدين ومزايدة به للبقاء في الكرسي .
ايضا فى سوريا لم تختلف الصورة حيث ان تراث حافظ الأسد بإبعاد الدين عن السياسة أصبح فى خبر كان مع تولى ابنه بشار الأسد للحكم من بعده فلا بد من البقاء فى الكرسى باى ثمن وبما ان الدين اصبح الورقة الرابحة فلماذا لا يلعب به ولماذا يظهر وكأنه اقل تقوى وتدين من الأخوان المسلمون الذين يهددون كرسي حكمه ؟
واذا نظرنا الى الجزائر فحدث ولا حرج فبوتفليقة الساعى لتغيير الدستور كى يحتفظ بالرئاسة لفترة ثالثة بدل من الاكتفاء بفترتين كما ينص الدستور يلعب أيضا بورقة الدين ويهدد المتنصرين وجماعات التنصير فى منطقة القبائل كسبا لود الإسلاميين.
والسبب فى كل هذا التراجع فى كل هذه الدول وفى غيرها هو السلطة وكرسي الحكم الذى له من الجاذبية الشديدة ما يجعل الحكام مستعدين للتخلي عن اى تقدم أو رفاهية حققتها الشعوب بل ومستعدين للانتقاص من اى حقوق لأي مجموعة سكانية في سبيل الاحتفاظ به وهذا هو ما يحدث في تونس فالرئيس التونسي الحالي في سبيل بقائه في كرسيه إلى نهاية حياته وربما لتسهيل نقل السلطة إلى اى فرد من عائلته يلعب نفس اللعبة التي لعبها الكثير من قبله كالسادات في مصر وصدام حسين في نهاية أيامه في العراق وبشار الأسد في سوريا وبوتفليقه في الجزائر.
ولكن الكثيرين كانوا ينظروا لتونس على أنها دولة شبه علمانية تفصل بين الدين والسياسة متناسين أن العلمانية الحقيقية وان كانت تعنى فعلا فصل الدين عن السياسة حيث أنها كما عرفها د / مراد وهبه أستاذ الفلسفة الكبير بجامعة القاهرة بأنها عدم قياس وربط النسبي والمتغير بالمطلق والثابت, والنسبي هنا هو السياسة والمطلق هو الدين لأن في هذا ضرر لكليهما إلا أنه لابد من وجود مناخ ليبرالي(ليست ليبرالية اقتصادية فقط بل في جميع مناحي الحياة ) لقيام دولة علمانية ,فالعلمانية من أهم شروطها وجود مناخ ليبرالي فإذا انتفى هذا الشرط ضاعت العلمانية وهذا هو ما يحدث في تونس حيث أن الرئيس التونسي الذي نجح بامتياز في واد جميع حركات المعارضة وفى البقاء في الحكم لمدة أكثر من عشرين عاماً طمع ان يستمر في الكرسي إلى نهاية حياته بل هناك من يقول انه يعد العدة لتوريث الحكم إلى اى فرد من عائلته وهذا هو ما جعله يركب موجة الدين والتدين ويحاول اللعب بورقة الدين لسماحة لسماحه أخيرا بافتتاح إذاعة للقران الكريم وبالحديث عن رفع محتمل للحظر المفروض على الحجاب ,
والمشكلة لا تتمثل في إنشاء إذاعة للقران او رفع الحظر عن الحجاب في دولة غالبية سكانها من المسلمين ولكن المشكلة في أنهما سيصبحان نمط حياة معاش وستتحول البلاد رويداً رويداً من بلد فيها بعض الحرية والانفتاح على الآخر اى كان جنسه او دينه إلى بلد منغلق لن يقبل الأخر بل سيسعى للفظه وتدميره كما يجرى الآن في مصر وفى الكثير من الدول العربية والإسلامية، فالإسلاميين فى تونس الذين كانوا اول المهئنين لإنشاء إذاعة للقران الكريم لن يكتفوا بما تحقق بل سيطالبوا بالمزيد والمزيد حتى تتحول تونس من بلد يقبل الأخر ويحترمه بغض النظر عن دينه او جنسه الى مجتمع منغلق على ذاته وستتحول من مجتمع يعطى المراة كافة حقوقها الى مجتمع ذكوري لا يحترم المراة ويسلبها كافة حقوقها.
فى النهاية نقول لكل المتاجرين والمتلاعبين بورقة الدين كفاكم تلاعب بمصائر الشعوب تذكروا ان السادات لم يشفع له قوله انه رئيس مسلم لدولة إسلامية.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكس ميشيل يتجمل ويتودد
- الانتفاضة المباركة
- لا نتمنى تغيير على شاكلة تغيير شاوشيسكو ولكن نريده تغيير على ...
- الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
- الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
- إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
- القبض على خلية إرهابية بألمانيا
- الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
- عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم
- نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
- مسكوا القط مفتاح الكرار
- انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
- الإفراج عن الممرضات البلغاريات
- هل يعيد التاريخ نفسه؟
- القضاء يحكم لموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد بديلا لأيمن نور
- إلغاء إجازة الجمعة العظيمة بلبنان تهميش اضافى لمسيحيي لبنان
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب(2
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب
- جمهورية غازاستان على حدود مصر الشرقية فماذا نحن فاعلون ؟
- صفقة اليمامة واللي اختشوا ماتوا


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة