أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المدلاوي المنبهي - -المنهجية الديموقراطية- في المغرب، ما بين الجد واللعب















المزيد.....

-المنهجية الديموقراطية- في المغرب، ما بين الجد واللعب


محمد المدلاوي المنبهي

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أُعلـِن مساء يومه الاثنين 15 أكتوبر 2007 عن الميلاد القيصري للحكومة المغربية الجديدة بعد أسابيع من مخاض مفاوضات كانت غنية من حيث دلالتها السوسيو-سياسية بقطع النظر عن حكم القيمة لتلك الدلالات.

فلما أسند الملك، محمد السادس، مهمة تشكيل الحكومة إلى أمين عام أولى القوى السياسية المنبثقة عن تشريعات السابع من سبتمبر ،2007 باعتبار حساب عدد المقاعد المحصل عليها، ألا وهو السيد عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال، بالرغم من أن الدستور الحالي لا ينص لا على الانتماء السياسي للوزير الأول الذي يكلفه الملك بتشكيل الحكومة، ولا على الوزن السياسي لانتمائه إذا كان منتميا، رأت كثير من الأقلام في تلك المبادرة ترجمة لاتجاه نحو ترسيخ ما أصبح يسمى في الأدبيات السياسية المغربية مند مطلع هذه الألفية بــ"المنهجية الديموقراطية"، التي تعني في هذا اللباب بالضبط، باب تعيين الوزير الأول من طرف الملك، إضفاء نصيب من الجدوى على المنافسة الانتخابية، وإعادة والاعتبار لمعنى السياسة كقيمة عليا مضافة.
لكن ما لبث البعض من تلك الأقلام أن عبـّر بأشكال متفاوتة من الصراحة عن امتعاضه مما أسفر عنه منطق تلك المنهجية نفسها على مستوى الواقع. فقد كان هناك مثلا من كان "يفضّل" أن تطبأّق تلك المنهجية لكن مع "تدخل طفيف"، هذه المرة، في شؤون أحزاب التي لم تسعفها بعد ممارساتها الداخلية من تجديد مواردها البشرية، وذلك في اتجاه العمل على تشبيب الطبقة السياسية الحاكمة وفي مقدمتها الوزير الأول. لقد كانت هناك مثلا إرادات بل "إرادويات" قد تداولت أسماء شباب من حزب الاستقلال الفائز أمثال توفيق حجيرة، وكريم غلاب، وعادل الدويري كعناصر أكثر أهلية لمهمة الوزير الأول من الأمين العام للحزب. معنى هذا أن مضمون "المنهجية الديموقراطية" يرتبط أحيانا لدى البعض بالشكل وبالمسطرة، لكن لا مانع – حسب هذا المنطق الإرادوي الأخير - أن يعمل طرفٌ معين على رهن جدوائية ذلك الشكل وتلك المسطرة بنوعية النتائج المرتقبة في كل مرة؛ وذلك باختصار ما يسمى عن حق بــ"الديموقراطية على قد المقاس"؛ مع أن المثل المغربي يقول – وكان الملك الراحل الحسن الثاني قد استشهد به ذات مرة – "للي بـغا سيدي بوغانيم يــبغيه بقلالشو".
.
وبعد أن انصرف الوزير الأول المعين للتفاوض مع الأحزاب التي اختارها قصد تشكيل حكومته (أحزاب الأغلبية السابقة الدائرة حول نواة تجمع "الكتلة")، عاش المغاربة عدة أسابيع على إيقاع مناخ برصوي من مساومات المناقصة والمزايدة تدور كلها حول عدد الحقائب التي تعتبرها الأطراف المعنية مستحَـقـة، تارة بمقتضى التناسب مع "الوزن الانتخابي" كما عبرت عنه صناديق الاقتراع بقطع النظر عن نسبة المشاركة التي لم تتعد 37 في المائة، وتارة أخرى بمقتضى "الوزن السياسي" الذي لا تعبر عنه بالضرورة صناديقُ الاقتراع، وهو مفهوم جديد في الفكر السياسي المحسوب على الديموقراطية يضيفه "النبوغ المغربي" إلى موسوعة الفكر السياسي.
ولقد سمع المغاربة كثيرا عن نقط التعثر أو الانسداد المتولدة عن التسابق ما بين ثلاثة أحزاب (الاتحاد الاشتراكي، الحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار) للفوز بمنصب رئاسة مجلس النواب، أو بمنصب بعض الوزارات التي أصبحت مقصودة لذاتها باعتبارها وزارات "ذات مردود" وليس باعتبارها ساحة لتطبيق جزء من برنامج معدّ ومعلن عنه سلفا كما تفعل حكومات الظل (Shadow government) لأحزاب الديموقراطيات العريقة؛ كما سمعوا عن استصغار واستقلال كل فريق حزبي لعدد الحقائب المقترحة عليه، مما جعل الجميع يتفق على شيء واحد هو ضرورة تمطيط فسطاط الحكومة ليتسع لمقاعد إضافية. هذا مع العلم بأن بعض الوزارات أو كتابات الدولة مما له تعلق بقطاعات اجتماعية كالصحة والتربية الوطنية على الخصوص، بما تشكله هذه الأخيرة من ورش استراتيجي حاسم بالنسبة لمغرب السنوات القليلة المقبلة، قد تم تحاشيها من طرف الجميع تحاشيا متهجيا كما يـُتحاشى الطاعون.
وبالمقابل، لم يسمع المغاربة خلال كل تلك المدة من المساومات عن أن تعثرا ما أو انسدادا في المفاوضات قد نجم بسبب النقطة الفلانية من برنامج هذا الحزب أو ذاك في تعارضها مع برنامج الوزير الأول. فالبرنامج هو الغائب الأكبر في مفاوضات التوافق على تشكيل الحكومة؛ حتى إن الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الولاية البرلمانية الجديدة يوم الجمعة 12 أكتوبر أصبح وكأنه جاء ليملأ الفراغ الذي خلقه مسار المساومات في هذا الباب، وذلك من خلال وضعه لأولويات البرنامج الحكومي نظرا لأن السياسة والتدبير لا يقبلان الفراغ. والجذير بالملاحظة، مما له دلالة في هذا الشأن، أن يلح هذا البرنامج بالذات على قطاع من القطاعات التي كانت كل الأطراف تتحاشاها أثناء المساومات كما يُـتحاشى الطاعون كما قلنا، وذلك حين ورد في ذلك الخطاب قوله :
"وبموازاة ذلك، يتعين إعطاء دفعة قوية لبعض القطاعات قصد الرفع من وتيرة إنجازها، وفي صدارتها كسب الرهان الحيوي للإصلاح العميق للتريية والتكوين، الذي يتوقف عليه مستقبل الأجيال الحاضرة والصاعدة. وإننا لندعو الحكومة المقبلة لأن تسارع إلى بلورة مخطط استعجالي لتعزيز ما تم تحقيقه، وتدارك ما فات، من خلال التفعيل الأمثل لمقتضيات الميثاق، واعتماد الحلول الشجاعة والناجعة للمعضلات الحقيقية لهذا القطاع الحيوي، وذلك بتشاور وتنسيق مع المؤسسة الدستورية التمثيلية للمجلس الأعلى للتعليم".
وإذ شؤون الدولة منزهة عن العبث، وإذ دخل المحيط الملكي في النهاية على خط مفاوضات تشكيل الحكومة مقدما اقتراحاتٍ تكسـّر حلقية الأزمة القذرة المتمحورة حول المساومات النفعية، بعدما تعاركت قيادات الأحزاب فيما بينها، عبر الوزير الأول المعين، حول عدد الحقائب لا حول البرامج، وتعارك بعضها تعارك داخليا عراكا ممزِّقا ومدمّـرا (الاتحاد الاشتراكي على الخصوص) حول القبول بهذا العدد أو ذاك ولكن خصوصا حول الأسماء المستوزرة ما بين مقاييس الكفاءة والتجربة من جهة ومقاييس القرابة بالولاء أو بالدم والمصاهرة من جهة ثانية، مما جعل العملية تكتسي مع توالي الأيام طابع فضيحة أخلاقية زيادة على خطورة الهدر السياسي ا بالنسبة لجدية استمرارية تسيير دواليب الدولة، فقد عادت بعض الأقلام، من جديد، للتنديد مرة أخرى بإفراغ "المنهجية الديموقراطية" من محتواها بسبب ذلك الدخول على الخط الذي كان البعض يريد له أن يكون فقط في حدود إبعاد الأمين العام للحزب الفائز في الانتخابات، عباس الفاسي، باسم التشبيب؛ وهذا عين ما أسميناه بالتشبث بشكل المنهجية فقط ما دامت على قد المقاس.





#محمد_المدلاوي_المنبهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور مفهوم المواطنة عند المغاربة (مقياس الملة والمعتقَد)
- الشادية، زبيدة الإدريسي، صوتٌ فنّي من المغرب بلسان التعدد
- نزاع بين مملكتي بريطانيا والمغرب ... حول الشُقرة
- المغرب واليونيسكو ... ومصر
- الذيل والتكملة في صفات وزير أول مغربي تقديري مقبل
- على هامش حديث البرلماني الاستثنائي، فؤاد عالي الهمة، بالقناة ...
- من تجربة -التناوب التوافقي- إلى فرصة التناوب الديموقراطي بال ...
- ثلاثة أعمال فنية ومدرستان لتدبير الخلاف (تذكير بمناسبة عودة ...
- عن تقاليد الموسيقى الأمازيغية لدى اليهود المغاربة
- انتخاباتٌ تشريعية بالمغرب بدل -قومة- 2006 التي لم تقع
- من برج بابل إلى برج مانهاتان ومن التتر إلى الطالبان
- بذل المجهود لرسم ما بين العلم والرأي من حدود(1*)
- التسونامي والله Tsunami and God (بقلم الربي بنيامين بليخ)
- التربية والتعليم، وتفجير طاقات الشباب (تذكيرات لا بد منها)
- الحافظ الصغير (من وحي الكاريكاتور الذي زعزع أركان أمة) 1*
- العطلة (1*)
- قضية الصحراء: عودة إلى تطوير الخطاب والسياسة في المغرب (*1)
- أسئلة حول التنوع الثقافي واللغوي في وسائل الإعلام بالمغرب (* ...
- اللغة العبرانية في عشرية تدبير اللغات الأجنبية بالمغرب (*1)
- فصيلة الأسئلة المغيَّبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية ( ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المدلاوي المنبهي - -المنهجية الديموقراطية- في المغرب، ما بين الجد واللعب