أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الحادقة - الرئيس المؤمن .... قصة قصيرة















المزيد.....

الرئيس المؤمن .... قصة قصيرة


أحمد الحادقة

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 03:28
المحور: كتابات ساخرة
    


هبطت طائرة الرئيس بمطار جون كنيدي بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية
كانت السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية علي رأس مستقبلي الرئيس في المطار
-----------------------------------
وسط آلاف من الجنود الأمريكان مع بعض المخبرين المصريين الذين يحرسون الموكب ، إتجه الرئيس و برفقته وزيرة الخارجية إلي مبني الأمم المتحدة بنيويورك لإلقاء خطبة مهمة بمجلس الأمن
----------------------------------
بعد أقل من ساعة ، وصلا إلي مقر المجلس
دخل الرئيس و صافح جميع سفراء الدول المشاركة في إجتماع مجلس الأمن ، حتي وصل إلي المنصة ، و قد بلغه الارهاق من رحلة السفر الطويلة
بدأ خطبته و لم تستمر سوي بضع دقائق ، قائلا:
إن بلادنا ، هي من أكثر بلاد المنطقة اهتماما بعملية السلام و مشاركة به ... و نحن نعمل علي النهوض بالمجتمع الشرق أوسطي ليصل إلي مرتبة المجتمعات الحضارية الغربية
و أي خرق لتلك العملية ، لن يسبب سوي الدمار و الخسارة التي لا تقدر بثمن
فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، إستطاع الغرب مواجهة الارهاب مواجهة حاسمة
فلم يمر شهرا واحدا ، إلا و كانت القوات الغربية المتحالفة قد بدأت بقمع معسكرات الارهاب في أفغانستان
و بعد سنتين ، كانت العراق قد إستسلمت لنفس المصير
لكن هناك دائما من هم أعداء للتقدم و الرخاء و الاستقرار
فها هم حزب الله يحاولون النهوض مرة الأخري بعد الهزيمة المنكرة التي تلقوها في حربهم الأخيرة مع إسرائيل
لكن فرسان السلام ، الآن يستطيعون ردع أي قوة تفكر في المساس بالسلام العالمي ، و الديموقراطية الدولية
و لذلك ، لن تستطيع إيران ان تكسر إرادة كافة شعوب الأرض المسالمة من أجل غرور و رغبة ذاتية في إمتلاك أسلحة نووية
إن السلام و الديموقراطية ، هي غاية كل إنسان عاقل و متحضر ، رافض للعنف .. و رافض للارهاب
و شكرا
---------------------------------
إنتهي الرئيس من الخطبة مستقبلا كما هائلا من التشجيع و التصفيق من سفراء الدول المشاركة في الاجتماع
ثم جلس علي المقعد المخصص له ، يستمع إلي كلمات بعض السفراء
---------------------------------
إنتهي الاجتماع ، و تصافح جميع السفراء و بينهم الرئيس .. و تهامسوا قليلا .. لكن الرئيس أسرع في مغادرة المجلس بسبب الارهاق الشديد ، متجها نحو مقر إقامته في نيويورك
--------------------------------
وصل موكب الرئيس إلي القصر المخصص له ، و لم يستطع أن يبقي و لو بضع دقائق ليأخذ قسطه من العشاء
بل صعد سريعا إلي غرفة نومه ، و إرتدي ملابس النوم ، و دخل الحمام ، ثم خرج ليلقي بجسده المنهك علي السرير
ثم أطفأ النور الرئيسي للغرفة لينام
-------------------------------
محمد ... صوت رخيم ظهر فجأة من إتجاه خلف المنضدة التي تضيء الغرفة بشكل بسيط لتساعد الرئيس علي الحركة داخل الغرفة إن قام أثناء الليل
من هذا ؟!! يرد الرئيس
ألست أنت محمد ؟
نعم .. لكن لم ينادني أحد بهذا الاسم من قبل
أبسبب أن إسمك مركب ؟
نعم أظن ذلك ... لكن من أنت ، و أين أنت ؟! أنا لا أراك
بدأت الرؤية تتضح شيئا فشيئا إلي أن ظهر رجلا ضخما ذو لحية طويلة بجلباب أخضر غريب
من أنت ؟!! رد علي ... و كيف دخلت هنا ؟! و كيف لم يوقفك حراس القصر ؟؟؟؟
لا داعي لهذا الفزع و هذه الأسئلة الخالية من أي معني
أنت هنا في خطر يهدد حياتك ... قل من أنت و كيف دخلت إلي هنا ، و إلا
ها ها ها ها .... لا شيء يهدد حياتي ... حاول الكثير التخلص مني ... لكنهم لم ، و لن يقدروا
أستغفر الله العظيم ... كلامك هذا ، سيوقعك في فخ الكفر بالله ... هل تظن نفسك أقوي من إرادة و قضاء الله ؟؟
ها ها ها ها ... بل أنا محفوظ بقدرة الله من أي شر
لكن كل نفس ذائقة الموت ... و لن يستطيع أحد الافلات من الموت
إلا نفس واحدة
كيف ؟؟ من ؟؟
ألم تقرأ في القرآن عن الحوار الذي دار بين النبي موسي ، و الخضر ؟؟
نعم قرأت
يظن الكثير من الناس ، ان الخضر حي في كل العصور و يظهر لأولياء الله الصالحين فقط ... لكن هذا غير صحيح .. فالخضر ميت
أعتقد ذلك .. نعم
حسنا ... من هو الشخص الذي اختفي و لم يعثر عليه أحد و لا حتي علي جثته حتي الآن ؟؟
لا أتذكر .. فأنا منهك و مرهق جدا
حاول أن تتذكر معي ... من ؟؟ من ؟؟ من ؟؟
آه ربما ، الصحفي رضا هلال
ها ها ها ...هل تعرف الخليفة الفاطمي الخامس "العزيز بالله نزار" ؟؟؟
لا ... لا أعرفه
حسنا ... هل تعرف إبنه ؟؟
أنا لا أعرفه ، فكيف سأعرف إبنه ؟!!! يبدو أنك إنسان غير محترم ، تدخل البيوت من غير إستئذان و تزعج أصحابها ... سأنادي الأمن ليأخذوك و يحققوا معك
طارق !!! يا طارق
لن يرد أحد .. فجميع حراس الأمن ، نائمين الآن
كيف ؟! لا يمكن ان ينام الحرس ، لأنني كرئيس دولة كبري ، أظل في حمايتهم دائما
أنت في حمايتي الآن
من أنت ؟؟! ماذا تحسب نفسك ؟؟!!! طارق ... يا طارق
أنا إبن ذلك الخليفة
ها ها ها ... هذا الخليفة مات منذ مئات السنين ، و ربما الآلاف ... فكيف تكون أنت إبنه ؟؟
ألم تسمع عن الحاكم بأمر الله ؟؟؟ فهو إبن ذلك الخليفة ... هو أنا
إن لم تتوقف عن هذا الهراء ، فسوف تدفع الثمن غاليا
إلي حتي الآن لم يجد أي من بني الانسان جسمان للحاكم بأمر الله ، و لم يجدوا سوي ردائي علي ظهر حماري ... فها أنا هنا ، حاكما بأمر الله ، أذهب لمن شاء ربي من المؤمنين
نعم .. هذا صحيح ... أنا من المؤمنين ... و الله بشهد علي ذلك ... و وجودك معي الآن ، خير دليل ... الحمد لله
سمعت أنك تحكم شعبا يعاديك دائما ... لماذا ؟؟
شعب ، كلما أعطيته ، طمع في المزيد
و هل يستحق المزيد ؟؟
إنهم يعتصمون و يضربون عن العمل ... فكيف يستحقون المزيد ؟؟
و لماذا يضربون عن العمل ؟؟
يزعمون أنني أحرمهم من حقوقهم في المعيشة
و هل هذا صحيح ؟؟؟
أنا مؤمن بالله .. و أنت تعرف ذلك .. فكيف أحرم شعبي من الحياة ؟؟؟ ثم أن الكل يعلم أنني آخذ معونة بملايين الدولارات من أمريكا من أجل شعبي ... فكيف يأتي من يقول أنني أحرمهم ؟؟؟
و ماذا فعلت بتلك الملايين لشعبك ؟؟
إشتريت لهم منتجات من جميع أنحاء العالم ، و إستوردت لهم كل شيء من الخارج
و لماذا لم توظف هذه الأموال لتوظيف الشعب لينتجوا هم بأنفسهم المنتجات بدلا من شرائها ؟؟؟
دائما أستدعي مستثمرين من أنحاء العالم ، ليقيموا مشروعات ضخمة في بلدنا
و هل هؤلاء المستثمرين سيعملون من أجل مصلحة شعب كامل لا ينتمون إليه ، أم من أجل مصلحتهم الخاصة و الذاتية ؟؟؟
نحن علي ثقة تامة بهؤلاء المستثمرين ... فهناك عقود قانونية رسمية بيننا .. و أي مخالفة لبنود تلك العقود ، سيترتب عليها عقوبات و مخالفات صارمة
هل تلك العقود ، بينك و بين المستثمرين ، أم بين الشعب كله ، و المستثمرين ؟؟؟
قلت لك أنني مرهق و محتاج للنوم ، و نستطيع ان نستكمل حوارنا غدا صباحا قبل إجتماعي مع الرئيس الأمريكي
رد علي سؤالي
حسنا .. سأتجاهل هذه النبرة الحادة في نقاشك ، فقط لأنك حاكم بأمر من الله
فأنا منتخب من كافة فئات الشعب و أغلبيته
يعني ، هل تقصد أن الشعب ، هو الذي اختارك لتنوب عنه في تصرفاته ؟؟
نعم .. بالضبط ... هذا ما أقصده
إذن لماذا تشتكي من الشعب الذي إختارك بشكل شرعي ؟؟؟ لماذا تخاف منه ؟؟
أنا لا أخاف من الشعب ... بل هم لديهم أطماع كبيرة ، لا أستطيع أن ألبيها لهم كلها في نفس الوقت
الشعب يريد ان يعمل .. بدليل إضرابهم عن العمل للمطالبة بأجورهم ... لكنك تشتري المنتجات من الخارج ، بدلا من أن تعطيهم المال ليعملوا
لديك أفضل الأراضي و المنتجات ، و الشعب يريد ان يأكل منها ، لكنك تشتري طعاما من الخارج
الشعب يريد أن يزرع و يستصلح أراضي لكي يعيش منها ، لكنك تسيطر علي تلك الأراضي لتبني عليها قصورا لأعوانك
لديكم أقدم و أطول أنهار العالم ، و لا تحاول ان تنظفه ... بل تأتي لتشتري ماكينات بملايين الدولارات لتأتي بالمياه من وسط الصحاري
لديكم أعظم و أقدم حضارة تاريخية بآثارها الباقية ، و مع ذلك تستدعي المرشدين السياحين و الباحثين من الخارج ، و لا تحاول ان تعلم شعبك
حتي الطالب ، يذهب للخارج ليتعلم ، حتي يصبح عالما ذو شأن .. و يأتي ليحاول ان يفيد شعبك ، فلا ترحب به
تعطي لموظف حكومي يتحدث لساعتين في التليفزيون أكثر من عشرة آلاف جنيه ... و لا تعطي لموظف الحكومة الذي يعمل و يضحي بحياته في المصانع لأكثر من خمس ساعات سوي مائة جنيه
يا رئيس ... لماذا لا ترد ؟؟؟
سيدي الرئيس ... أأعتبر هذا الصمت إستسلاما و إعترافا منك بالتقصير تجاه شعبك ؟؟؟
سيدي الرئيس
يا رئيس
----------------------
نام الرئيس



#أحمد_الحادقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين ، و العلم .... هل يصح الربط بينهما؟


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الحادقة - الرئيس المؤمن .... قصة قصيرة