أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة














المزيد.....

باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


ليس اهتمامي بمسلسل"باب الحارة" فقط,لأنه يشكّل ظاهرة ثقافية_اجتماعية, غير مسبوقة,في جذب المشاهد العربي.سببي الأول شخصي_نفسي ومعرفي,شأن ثرثرتي وخطوطها المبعثرة والمتقاطعة.
استمتع بمتابعة حلقات باب الحارة,لأعترف بداية.
تعايشت طويلا مع تجربة"تبكيت الضمير",خصوصا مع العادة السرّية,شأن بقية ذكور هذا الشرق أو رجاله.النزاع الوجداني وثنائية المشاعر, اختبرتها وكابدتها قبل أن اسمع بفرويد أو علوم النفس.لاحقا وجدت حزم من الأجوبة....المشبعة ولو مؤقتا, في عبارة "الوعي الشقي",وبصيغتها العربية العذبة والمعذّبة: سيبقى الوعي شقيا إلى الأبد_ ويشرح فرويد,لوقوعه تحت ثلاث مصادر ضغط كبرى أ_ضغط الواقع ب_ ضغط الغرائز ج_ضغط الضمير أو الأنا الأعلى.
إذا كان المشهد على هذه الدرجة من القتامة_وهو كذلك دوما بعد نزع القناع,ورؤية المسرح الدامي...داخل نفسي ونفسك_ المشهد من منظور أوربي عاش في فيينا, كيف لو نقلنا زاوية النظر إلى قرية أو حارة في بلاد العرب والمسلمين!
ماذا بوسع"الأنا" الضعيف الأعزل,وسط حصار من القوى الجبّارة والساعية لاستئصال أوهى حركات الاختلاف والتفرّد, وكلها تجتمع وتتوحّد,ضدّ تعبير عفوي.
*
الإنكار أولى الدفاعات وأقدمها. يساعد الوعي والمشاعر على تحمّل الضغوط, لكنه يضحّي بالواقعي أولا, وسيخسره بعد تحوّل الإنكار إلى عادة وسلوك قهري مسيطر.
الحلول الفعلية والعملية,تقتصر على بابين ووجهتين: عالم الداخل وتقوية الأنا, بتعزيز السلوكيات والأفكار المؤديّة إلى رفع سويّة التقدير الذاتي,بالتوافق مع تغيير الوسط المباشر إلى سماحية أشمل ومرونة تتقبّل الوصول إلى الحاجات الأعلى. الغرائز لا تتغيّر وفي الطرف المقابل قوانين الواقع الصارمة_منصوبة وقائمة ومن العبث, محاولات فرد أعزل مصارعتها وتغييرها. هي وضعت لتأديبنا ولتلوي أعناقنا.
.
. أنا ضعيفة مقابل طغيان شامل للأنا العليا أو الضمير,على القيم والأحلام والأهداف, والنتيجة المباشرة في تفضيل الماضي على الحاضر, والوهم على الواقعي.
أن تحصل على اللذّة والاسترخاء,وفي الوقت نفسه تحافظ على سلامتك وأمانك... تلك أقوى مرجعيات الأدب في الحكاية أو القصيدة أو الدراما.
*
الوعي متشكّك,ومفتوح من مختلف الجوانب.
تعرف الملايين المسمّرة أمام حلقات"باب الحارة",أن لا حلول لمشكلاتها المزمنة لا اليوم ولا غدا. كل واحد فينا يعرف أن حصّته أو حصّتها, في هذه الدنيا والحياة هزيلة, لا يمكن معها تحقيق القناعة والرضا.الإنكار حلّ سحري بالمجمل,لكنه واقعي بعدما تتجاوز الأذية عتبة الأمان الشخصي والتقدير الذاتي المناسب,ويكون في التركيز على أبعاد الواقع وعناصره البارزة مع الإعراض عن الخيال والأوهام ...فعل انتحار صريح في أغلب الأحيان.
ثمة رسائل متعددة في باب الحارة,أكثرها سوءا عدا إهمال الحاضر والتضحية به, الدعوة المواربة للانغلاق خارج العصر... دونيّة المرأة,هامشيّتها,ومن ثمّ دغدغة المشاعر الوطنية ولو بصورة مبتذلة...تشكّل في محصّلتها وجبة مثيرة لوجدان مريض في المستويين الفردي والمشترك...فكيف بعدما تتعاضد سلطة الإعلام مع نجوم في التمثيل_وهو ما يستدعي أسئلة كثيرة حول نجاح السوريّات والسوريّين الباهر في التمثيل, وعلى خلاف أنماط التعبير الأخرى...؟!_ وفي المقابل "أنا" ضعيفة وشديدة الهزال....ليس بحوزتها غالبا سوى السحر يلفّ المنطق والفكر والحياة,في جرعة تخدير تنجح في تمرير يوميّاتنا الكئيبة,والانتقال الخشبي من يوم لآخر.
.
.
لماذا لا أكتفي بالقول:استمتعت بالفرجة على باب الحارة,كما استمتعت في طفولتي وصباي بحكايات السحر والخروج على المنطقي والمألوف؟
.
.
.
الحاجة إلى البساطة والحبّ....دعامة أولى تصف وتشرح نجاح باب الحارة والملك فاروق...ومن قبل أعمال نجيب محفوظ في حارات القاهرة وبيوتها(سي السيّد) أولا.
.
.
في زمان محدّد ومكان واقعي(كيف لو كانت دمشق القديمة هوى السوريّين والبلدان المجاورة!)....يصير لكلّ حركة وسلوك معاني,تحيل إلى شخصيات تجذب المتلقي, في تحقيقها شرط التذّوق الجمالي والشغف معا:تجنّبها النتيجة المعروفة مسبقا_ما يؤدّي إلى الملل والضجر والإعراض عن المتابعة,أو العكس تجنّب الاستغراق في الغرابة واللامعقول_ما يؤدي إلى النفور والشعور بالضيق. بعبارة أبسط: التكرار مملّ والمجهول مخيف ومنفّر. بين الحدّين فضاء الإبداع والتلّقي .
.
.
حتى في مجتمع صغير ومغلق كما عرضه باب الحارة,ليس للنساء والأطفال سوى الطاعة والتكيّف مع عادات وأعرف صارمة,ولا وجود لخطأ صغير أو كبير إلا ويطيح بشخص وموقع فاعله, ولو يكن كبير الحارة أو حكيمها....إشارات بسيطة عن حبّ بطرق بدائية مع حركات قليلة في التواصل الاجتماعي....كانت كافية لجذب ذلك العدد الهائل من المتابعين! بعد الدهشة الأوليّة يبرز السؤال الجارح:
هل حياتنا على هذه الدرجة من البؤس والفراغ العاطفي!؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة
- اللعبة المنتهية_ثرثرة
- يوم خارق_ثرثرة
- الفكر السوري في طور التفعيلة_ثرثرة
- لفظتنا أرصفة دمشق...بعدها اللاذقية_ثرثرة
- أحلام...في الصحو والنوم_ثرثرة
- خطوة إلى الأمام ثلاث إلى الوراء_ثرثرة
- كأس أصدقائي....في مشارق الأرض ومغاربها_ثرثرة
- في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة
- القضية.....فراغات المعنى_ثرثرة
- معجب بذكائي رغم كل شيئ_ثرثرة
- مدارات حزينة_ثرثرة
- فنّ الاختلاف_ثرثرة


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة