أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)















المزيد.....



العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 05:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم هو السابع عشر من اذار- مارس 2003 وهو عيد القديس باتريك الذي ادخل الكاثوليكية الى ايرلندا في القرن الخامس, وقد احتفل سكان المستعمرات الامريكية بهذا اليوم لاول مرة عام 1738 وهو اكبر عيد لدى الأمريكيين حيث تزين الصفوف في جميع المدارس باللون الاخضر.
يسود التوتر اجواء واشنطن جراء أشاعات عن هجوم مزمع قد يقوم به ارهابيون عرب وينتظر الملايين خطاب الرئيس بوش عن خطة الحرب ضد العراق ...عند الساعة الثامنة يبدأ بوش في إلقاء اعلان الحرب (...أن المعلومات التي حصلنا عليها عن طريق الاستخبارات والحكومات الاخرى لا تترك مجالا للشك في ان النظام العراقي قد أستخدم أسلحة تدمير شامل ضد الدول المجاورة للعراق وضد شعب العراق..هذا النظام له تاريخ من الاعتداء السافر المتهور في الشرق الاوسط ,ويكن كراهية شديدة لآمريكا ولاصدقائنا,وقد ساعد,ودرب وآوى ارهابيين بمن فيهم ناشطين من القاعدة).
وبلهجة مليئة بالاصرار يواصل الرئيس الامريكي خطابه قائلا :
(ان الخطر واضح فاستخدام الاسلحة الكيميائية او البيولوجية او السلاح النووي يوما ما بالاعتماد على عون العراق,سيمكن الارهابيين من تحقيق طموحاتهم المعلنة بقتل الالاف ومئات الالاف من الناس الابرياء في بلادنا وبلدان اخرى ولم تفعل الولايات المتحدة او الامم الاخرى اي شيء كي تستحق هذا التهديد, ولكننا سوف نفعل كل ما في وسعنا لكي نهزم هذا النظام.وبدلا من ان نساق الى المأساة ,سوف نتخذ سبيلنا نحو الامان.وقبل مجيء الرعب الينا وقيل ان نتاخر في التصرف,سوف نسعى الى ازالة هذا الخطر .ان الولايات المتحدة الامريكية لها السلطة المطلقة لاستخدام القوة لتضمن امنها القومي).
انطلقت جحافل القوات الانكلو امريكية وحلفائهم من الكويت بعد آن رفضت تركيا آن تجعل من قاعدة انجرليك منطلقا لغزو جارتها العراق وتمكنت هذه القوات من اختراق العراق بيسر فاق سرعة اختراق السكين الحادة لقطعة من الزبدة ...وانقسم قادة المجتمع الدولي بشكل حاد, فبعضهم وقف عاجزا كعادته ..والبعض الاخر راهن على توريط هذه القوات في رمال الجزيرة العربية ومتاهات بلاد مابين النهرين ..وتواطأ الباقون مع القطب الاوحد فيما التزم الكثيرون في العالم الصمت واختاروا الترقب على غرار مافعله الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي شعر اكثر من اي وقت مضى بعدم جدوى المنبر الاممي .
اما غالبية العراقيين الذين لم يترك النظام الدكتاتوري امامهم اي خيار سوى انتظار المحررين القادمين من وراء البحار لتخليصهم من الجور والجوع فقد حبسوا انفاسهم تخوفا من تهديدات قائدهم التأريخي بأن لا يترك العراق ورائه سوى ارض محروقة ..وانتظروا معركة دامية تدور رحاها في شوارع بغداد وأزقتها يقاتل فيها الحرس الجمهوري وفدائيو صدام والبعثيون والمقاتلين العرب حتى النفس الاخير .......لكن شيئا من هذا لم يحدث وسقطت بغداد قلعة الاسود بعد معركة المطار الشهيرة مثلما توقع وزير الدفاع الفريق الركن سلطان هاشم وكبار القادة الميدانيين اللذين لم يصغ لهم نجل الرئيس قصي المسؤول عن خطة الدفاع عن العاصمة ....فيما اختار رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة الاختباء بعد اخر ظهور علني له وسط مؤيديه في الاعظمية ظهيرة يوم 9 نيسان ابريل 2003 .
يؤكد العديد من المراقبين في الولايات المتحدة واوروبا ان الرئيس بوش كان مصمما على دخول بغداد عنوة منذ اللحظة الاولى لوصوله الى البيت الابيض وان احداث 11 سبتمبر 2001 منحته مبررا اضافيا للاسراع بتنفيذ خطته هذه ولم يكن قرار الحرب مرتبطا بعدوان القاعدة على منهاتن مثلما يتصور البعض من المراقبين العرب الذين تناسوا نظرة الولايات المتحدة للعراق على الرغم من ادعاءات اجهزة الاستخبارات الامريكية بوجود اتصالات بين العراق والقاعدة .
لقد اخذت هذه الحقائق تظهر علنا بعد سنوات من تعثر مشروع المحافظين الجدد في العراق اثر تصاعد العنف والصراع الدموي في بلاد مابين النهرين .
حيث يوكد الكاتب الامريكي run suskind في كتابه (the price of loyality)الحائز على جائزة بولتزر نقلا عن بول اونيل وزير الخزانة الذي اقاله الرئيس بوش قبيل غزو العراق قوله: لم تكن نهاية عام 2000 ومطلع عام 2001 زمنا للتغيرات المفاجئة في الاحداث العالمية ومع ذلك فان موقف حملة بوش خلال الانتخابات بان الولايات المتحدة ستتبع سياسة عدم التدخل وبأننا سنتريث في تورطنا بالنزعات كما فعلنا في البوسنة والصومال ,واننا سنكون "متواضعين في الخارج والا ننهمك في اعمار امة ما بينما اظهرت الوقائع شيئا مغايرا وكانت بعكس السياسة التي رأها كل من اونيل,باول,ورؤساء-NSC-الاخرون متجلية للعيان. ولدهشة اونيل ,كانت الخطط الفعلية للاستيلاء على العراق واحتلالها قد تمت مناقشتها للتو- واكتمل التخطيط لذلك مع الاتفاق بشكل حاسم على التصرف بحقوق النفط,وقوى صانعي السلام, ومحاكم جرائم الحروب ,ومتفقين مسبقا عن المبدأ الضمني بالحرب الوقائية ,وتسال اونيل ,هل كان الامر بيد بوش "الذي لم يمض عمليا اي وقت خارج البلاد"وتحدث خلال حملته من دون اي خبرة ؟.
وعلى اية حال وبعد مرور اكثر من اربع سنوات على غزو العراق من قبل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة فأن الكثيرين من عرابي هذه العملية الخطيرة بالنسبة للقانون الدولي في القرن الحادي والعشرين لم يعد يخفون رغبتهم في انتقادها او غسل ايديهم منها, ومن بين هؤلاء كولن باول وزير الخارجية السابق الذي حاول اقناع مجلس الامن الدولي بصور التقطتها الاقمار الصناعية لمنشئات عراقية زعم انها مخازن للاسلحة الكيمياوية تحملها شاحنات متنقلة .قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب والذي اكد وجود خلافات بين وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع بشأن اسلوب التعامل مع الملف العراقي .
فقد صرح باول مؤخرا انه حاول بكل جهده تجنب وقوع هذا الحرب خلال مناقشة جرت في مدينة اسبن في كولارادو .ويقول انه حاول عبثا على مدى ساعة ونصف اقناع بوش بالعدول عن غزو العراق لانه كان على قناعة راسخة بان التواجد العسكري في هذه الدولة سيولد الكثير من المضاعفات ولن يقدم للاستراتيجية الامريكية اي شيء ,واضاف انه من اجل التفكير بالانسحاب من العراق فان على ادارة بوش آن تجري حوارا جديا مع كل من دمشق وطهران .
المخابرات المركزية الامريكيةهي الاخرى اكدت انها حذرت الادارة الامريكية عام 2002 من تداعيات سترافق سقوط نظام صدام حسين ومن بينها عدم الاستقرار والفوضى ونمو مشاعر العداء للولايات المتحدة ليس داخل العراق فحسب وانما على نطاق العالم العربي والاسلامي .
فقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست مطلع حزيران يونيو الجاري نقلا عن مسؤولين في ال CIA انهم قدموا الى البيت الابيض تقريرا بعنوان (تصورات بشأن النتائج السلبية لغزو العراق) تم اعداده قبل سبعة اشهر من الغزو حذروا فيه ادارة البيت الابيض من مخاوف تتعلق بأحتمالات استغلال تنظيم القاعدة لاوضاع العراق غير المستقرة لشن حرب واسعة ضد الامريكيين .
كما يلفت التقرير نظر ادارة البيت الابيض الى عدد من المشاكل الاخرى الخاصة بمدى ثقة الاوروبيين بالاسباب التي دعت واشنطن للاطاحة بنظام صدام حسين ومدى نفوذ ايران وقدرتها على انشاء نظام ديني في العراق شبيه بنظام آيات الله في طهران لمواجهة مخاطر التواجد الامريكي .
كما يحذر التقرير من ان فرص النجاح في العراق محدودة وتتطلب تعاونا عسكريا بين الولايات المتحدة والغرب في الاجل الطويل على الصعيد السياسي والاقتصادي لمواجهة ماقد ينجم عن احتلال هذه الدولة العربية, ويقترح ايضا سلسلة من الخطوات التكتيكية في الاجل القصير من اجل احتواء اصداء هذا الغزو عربيا ومن بينها تبني واشنطن لطرح مشروع مبادرة سلام بين العرب والاسرائيليين اضافة الى ابلاغ طهران عبر الطرق غير الرسمية بان فترة احتلال العراق لن تكون طويلة .
غير ان ادارة الرئيس بوش لم تاخذ بهذه التوصيات وضربت بها عرض الحائط وصنفتها ضمن اسوء الاحتمالات المتوقعة بعد اجتياح العراق لكنها عادت اليها متأخرة .
اما في لندن فان مسؤولا رفيع المستوى في وزارة توني بلير وهو الاستاير كامبل يعترف بان كثيرا من الوزراء البريطانيين كانت تراودهم الشكوك بشان دوافع وفرص نجاح هذه الحرب في تحقيق اهدافها .لكن كامبل لايفسر لنا الاسباب التي دعته وهو وزير مقرب من بلير للصمت طوال هذه السنوات والذي لم يقطعه سوى تسلم غولدن براون لرئاسة الحكومة في 10داونينغ ستريت.
تحدث كامبل عن الأجواء المتوترة ربيع عام 2003 و أضاف آن الوحيد الذي لم يكن قلقا انذاك هو توني بلير الذي اسرف في الحديث عشية الغزو عن الايمان و إرادة الله على غرار ما ادعاه شريكه في البيت الابيض الرئيس جورج بوش الذي غالبا ماتكلم عن التفويض الالهي له بالوصول مع قواته الى ارض الرافدين وجنة عدن القريبة من الاراضي المقدسة في فلسطين .
لقد سعت الولايات المتحدة عشية الحرب الى ممارسة ضغوط كبيرة وتهديدات ضد عدد من الدول الاعضاء غير الدائميين في مجلس الامن لدفعهم للتصويت لصالح مشروع قرار تقدمت به يعطي البنتاغون الحق بشن الحرب ضد العراق في مطلع عام 2003 ومن بينها المكسيك وتشيلي اللتان هددهما بوش بإلغاء اتفاق التجارة الحرة معهما ووقف المساعدات المالية عن كل من انغولا والكاميرون .
وكشفت صحيفة (ELPAIS)الاسيانية مؤخرا تفاصيل لقاء بين جورج بوش ورئيس الوزراء الاسباني السابق جوزيه ماريا ازنار خلال لقائهما في المكسيك في 22 فبراير 2003 ذكر فيه بوش آن القوات الامريكية ستدخل بغداد في اواخر شهر مارس من نفس العام رغم رفض مجلس الامن لمشروع القرار الامريكي لاجتياح العراق... ونقل ازنار عن بوش قوله: سوف اذهب للعراق حتى لو استخدم احد اعضاء مجلس الامن حق الفيتو ضد مشروع القرار .

طلب ازنار من الرئيس بوش آن يتحلى بقليل من الصبر الذي من الممكن آن يمنع وقوع كارثة الحرب لكن بوش كان مصمما على قراره ولم يصغ لاحد... وابلغ ازنار آن بوتين عليه آن يدرك انه بموقفه المعارض لغزو العراق سيضع علاقات البلدين امام خطر كبير .
وتكشف الصحيفة الاسبانية نقلا عن ازنار آن صدام حسين طلب من الرئيس المصري حسني مبارك التوسط له لدى الأمريكيين ليناقش شروط خروجه من العراق سالما وتخليه عن السلطة مشترطا آن يسمح له باخراج مليار دولار وملفات تسليح الجيش العراقي .
سال ازنار الرئيس بوش فيما اذا كان صدام سيوافق حقا على الرحيل من بغداد.. فاجابه بوش: نعم من الممكن ذلك ومن الممكن ايضا آن يتم قتله لكنني لن اقدم له اي ضمانات اذا ماقرر الرحيل انه لص وارهابي ومجرم وشبيه بميلوسوفج .

لعل مايضعف رواية رغبة الرئيس العراقي السابق بالهرب من بغداد موقفه الرافض لهذا المقترح والذي نقله له انذاك المبعوث الروسي بريما كوف الذي كان مقربا من صدام حسين الذي حاول اقناعه بعدم جدوى المواجهة مع الامريكيين, كما نقلت مصادر خليجية مطلعة آن وزير خارجية احدى الدول الحليفة لواشنطن وصل الى بغداد قبل اسابيع من اندلاع الحرب وعندما علم صدام بانه جاء يحمل اليه نفس مقترح التخلي عن السلطة عامله بصورة سيئة جدا كما شعر صدام حسين ايضا بالامتعاض والالم الشديد عندما تقدمت دولة الامارات العربية بمقترح يتضمن تخليه عن السلطة مقابل منع وقوع الحرب خلال القمة العربية التي سبقت غزو العراق .

كان يسيرا على الولايات المتحدة التي نجحت في اختراق اجهزة الاستخبارات العراقية وجندت عددا كبير من قادة الجيش والمقربين من صدام حسين ومن شيوخ العشائر تدبير عملية عسكرية لاغتيال صدام حسين والمقربين منه بأسناد من خلايا المعارضة العراقية من كل الطوائف والقوميات اي دفع فاتورة التغيير بأرواح عراقية كان من المتوقع آن تزهق قبل آن يتم تصفية الدكتاتور العراقي وهو ماكان سيجنب الامريكيين الارواح والاموال الباهضة... فلماذا اختارت ادارة الرئيس بوش اسلوب غزو واحتلال العراق الذي عرف تاريخيا بأنه كان لعنة على كل الغزاة الذين وطئوا ارضه .؟

ودون الحاجة للحديث عن مزاعم بشان أسلحة الدمار الشامل العراقية او صلات سرية مزعومة بين محمد عطا ومنفذي هجمات 11 سبتمبر وعملاء للمخابرات العراقية جرت في براغ فلا بد من الاشارة الى آن الهزيمة( لقيط ) رغم انها وليد شرعي لفاعليه الاحياء بينما النصر في كثير من الاحيان مجهول النسب بسبب ضياع الكثير من صانعيه في حين يدعي الكثيرون ابوتهم له.
آن ماحدث في العراق يعيد التساؤل الصعب عن الفرق بين الفلسفة والايديولوجيا لان الاخيرة تنشأ عن الاحساس لدى واضعيها وتميل لان تكون احيانا غير مفكرة .ام الفلسفة فانه لا بد لها آن تستند على اساس فكري... غير آن الايديولوجيا اسهل بكثير لان عليك فقط آن تعرف الجواب مسبقا لكثير من التساؤلات بشانها رغم انها ليست معززة بالحقائق لانها المطلق .

آن الولايات المتحدة وبريطانيا عندما تحركا لغزو العراق لم يكونا بحاجة سوى الى مبررات لاقناع عالم لم يقتنع بها حتى الان كونها تتقاطع والنظام الدولي وقوانينه, اي آن دوافع الغزو هي التي خلقت حججه اللاحقة المتعلقة باسلحة الدمار الشامل والعلاقة المزعومة بين صدام حسين واسامة بن لادن وهو مايؤكده جورج تنيت مدير الاستخبارات المركزية CIA السابق في كتابه (عين العاصفة) الذي يعترف فيه ان بوش وتشيني كانا مصممين على غزو العراق حتى قبل 11 سبتمبر.
وكانت اعترافات حسين كامل لعملاء المخابرات الامريكية في عمان قبل 10 سنوات من الغزو وتاكيده لهم بعدم وجود اي من اسلحة الدمار الشامل في العراق مايسقط جميع هذه الحجج, وبقيت تلك الاعترافات طي الكتمان في الاروقة السرية الامريكية لسنوات طويلة .

ان هذه الحقائق المتعلقة بتخطيط الادارة الامريكية غزو العراق منذ وصول الجمهوريين الى السلطة قبل سبع سنوات تلقي بظلالها على ماذهب اليه الاستاذ حسن العلوي وعدد كبير من المحللين العرب مؤخرا من ان الادارة الامريكية اختارت غزو العراق بعد هجمات الاصوليين في 11 سبتمبر 2001 كون الاغلبية من سكانه هم من الشيعة الذين ارادت من خلالهم القصاص من السنة بدلا من قيامها مباشرة بضرب السعودية والباكستان المتهمتان من قبلها بدعم التيار السلفي !!!!!.

وعلى اية حال فان الاهداف الخمسة لاوسع عملية عسكرية شنتها الولايات المتحدة وحلفائها خارج حدودها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تمثل وفقا لاعترافات كل من: برنت سكوكروفت مستشار جورج بوش الاب للامن القومي, وريتشارد كلارك المسؤل السابق عن مكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي والعديد من الباحثين الامريكيين الى نقل الحرب على الارهاب الى اكثر المناطق حساسية في الشرق الاوسط وهو العراق وتحويله الى مستنقع لجذب الارهابيين الاصوليين اي نقل ساحة المواجهة مع الارهاب من الولايات المتحدة والغرب الى المهد الذي انطلقت منه وهو الشرق الاوسط.
والهدف الثاني هو الحيلولة دون ان يصبح العراق عمقا ستراتيجيا في الصراع العسكري الذي قد ينشب بين سوريه واسرائيل مستقبلا على غرار ماحصل في اكتوبر 1973 .
ويتعلق الهدف الثالث بضمان امدادات النفط في هذه الدولة التي اصبحت وفق جميع تقارير مؤسسات الطاقة الدولية اكبر خزين للاحتياطيات العالمية من النفط والمنافسة للسعودية اكبر الدول المنتجة والمالكة لاحتياطيات النفط الخام حاليا.
فيما يتمحور الهدف الرابع من وراء التواجد العسكري الامريكي في العراق بجعله نقطة انطلاق لتغيير المفاهيم والقيم السياسية السائدة في الشرق الاوسط بما يؤدي الى صياغة منظومة جديدة من الافكار بين دول وشعوب المنطقة ذات صلة بأشاعة الديمقراطية ومنح الحقوق للاقليات وبناء صلات سياسية وحضارية في اطار الشرق الاوسط الجديد.
ويتجسد الهدف الاخير في وضع ايران بين فكي كماشة اعلاها افغانستان وخاصرتها العراق للحيلولة دون تنفيذ طهران لمشروعها النووي الطموح والحد من دعمها للحركات المسلحة في لبنان وفلسطين .

بعد اكثر من اربعة سنوات ونصف من التواجد الامريكي في العراق يعترف(الن كرنسبان)رئيس مكتب الاحتياطي الفدرالي على مدى 18 عام في كتاب صدر له في منتصف سبتمبر من هذا العام آن هدف هذه الحرب الرئيسي كان هو النفط .ففي كتابه المعنون (الحقيقة المظطربة...مغامرة في عالم جديد)يشير الى آن هدف غزو العراق كان سعي البيت الابيض والرئيس بوش نحو الهيمنة على احتياطي العراق النفطي الهائل والاقتراب من نفط باقي الدول المنتجة في الشرق الاوسط .
ان هذه الدوافع الاستراتيجية لواشنطن قد تفسر تساؤلات البعض بشان الاسباب التي دعت الادارة الامريكية الى عدم أعادة تنفيذ سيناريو التحول التدريجي في سلطة الدولة في العراق دون المساس الكبير بركائزها على غرار ماحصل في شرق اوربا بعد سقوط جدار برلين عام 1989.
ويكشف أيضا عن الاسباب التي حالت دون تقديم قوات التحالف التي قادها شوارتزكوف للحد الادنى من الدعم العسكري لانتفاضة الشيعة والاكراد ربيع عام 1991 الذين استجابوا لنداء بوش الاب..... كما يفسر لنا اسباب فشل المحاولة الانقلابية للاطاحة بنظام صدام حسين من قبل المعارضة العراقية عام 1996 التي كانت المخابرات الامريكية على علم مسبق بها وفق مايشير اليه كتاب الفه عميل سابق للمخابرات المركزية في الشرق الاوسط.والتي اعدم صدام حسين اثر فشلها اكثر من 250 من رموز المعارضة من بينهم ابناء وشقيق مدير المخابرات العراقية الحالي محمد الشهواني .
ان التساؤل الهام هنا يتعلق بمدى امكانية الادارة الامريكية على تحقيق حزمة الاهداف هذه في بلد عريق بتقاليد الدكتاتورية والفسيفساء الاثني والتي تعني عمليا اجراء جراحة خطيرة في( صمامات القلب ) وتغيير اغلب ملامح الوجه العراقي و إعادة (غسل دماغ) امة باكملها دون توقع حدوث مضاعفات خطيرة من بينها الغيبوبة او توقف اعضاء حيوية عن عملها او ربما موت المريض سريريا.... وكل ذلك دون ضمانات او حتى موافقة من الراقد في صالة العمليات وهو العراق وشعبه الذي كان يعنيه فقط رفع الحصار الاقتصادي وازاحة الدكتاتور ومن ثم العيش بامان مثل بقية الشعوب .؟!!.

والمفارقة هنا ان قلة من الشيعة العراقيين هم الذين اصغوا لزعيم ديني متهم بالتطرف ومن منظري الجهاد في لبنان وفلسطين وهو السيد محمد حسين فضل الله الذي حذر العراقيين والمعارضة الشيعية وعدد من قادتها الذين استشاروه اواخر عام 2002 بشأن مايتوجب عليهم القيام به فأجابهم بانهم حين يوافقون على غزو بلادهم والتحالف مع الولايات المتحدة والغرب للتخلص من نظام البعث والدكتاتور صدام حسين فانهم بذلك يستبدلون سرطان الرئة بسرطان المعدة حسب تعبيره.. دون ان ننسى الاشارة هنا الى ان رئيس الحكومة العراقية الحالي وحزب الدعوة الاسلامي وقيادات شيعية اخرى هم من مقلدي فضل الله او من المعجبين بأرائه ومواقفه في السياسة قبل الدين !!!
قد توصلت christin moss helmes الباحثة المعروفة في جامعة جورج تاون من خلال كتابها الذي وضعته في اوج اندلاع الحرب العراقية الايرانية والمعنون (IRAQ ESTERN FLANK OF THE ARAB WORLD)الى آن المساس بالنسيج الوطني الذي يجمع مكونات العراق الاثنية والطائفية يمثل اكبر خطر على كيان الدولة العراقية وان النظام الشمولي رغم بشاعته نجح الى حد ما في الحفاظ على شكل الخارطة العراقية وكان النظام في بغداد بأمس الحاجة الى المشاعر القومية والحرب الخارجية من اجل الاستمرار في المحافظة على الخارطة العراقية ومنع تجزئتها .
الا آن المحافظين الجدد الذين تدفعهم الايديولوجيا والمصالح اكثر من الوقائع على الارض كان من السهل عليهم آن يلقوا باللائمة على تعثر المشروع الامريكي في العراق على تظليل وخطا في التقدير قدمه احمد الجلبي واياد علاوي لوزارة الخارجية الامريكية ولاجهزة الاستخبارات الامريكية متناسين آن في ذلك التبرير إساءة لثمانية اجهزة استخبارية في اعظم دولة في العالم تستعين بمئات الباحثين المرموقين لصنع القرار.
آن من السخرية اليوم تكرار الحديث عن نسف ركائز الدولة العراقية ومؤسساتها على يد الجنرال المتقاعد غارنر ومن بعده السفير بول بريمر فلم يكونا سوى منفذين لتعليمات ادارة البيت الابيض... وعلينا عدم تكرار مقولة آن بريمر هو الذي وضع اسس المحاصصة الطائفية في العراق من خلال مجلس الحكم لآن اغلب مكونات الشعب العراقي التي شاركت في العملية السياسية وخاصة الفئات المهمشة تأريخيا عن السلطة امتدحت موقف بريمر وحكمته انذاك.والا كان عليها آن ترفض مشروع المحاصصة وتطالب بحكومة تكنوقراط لادارة شؤون البلاد في ظل الاحتلال ريثما تنضج الظروف السياسية لبلورة مشروع وطني عراقي بعيد عن الاستحقاقات الطائفية والقومية بأمكانه آن يكفل نجاح قيام الدولة الدستورية وتنفيذ الطموح الامريكي بأشاعة الديمقراطية ودولة القانون .
ولا آن نتحدث كثيرا عن استخدام السفير نغرو بونتي لعصابات الخطف والجريمة لخلطها مع اوراق القوى الرافضة للاحتلال في العراق مثلما تدعي بعض قيادات المقاومة العراقية في نفيها للمجازر الارهابية التي أرتكبتها هذه الفصائل بحق المدنيين العراقيين... ولا ان نصغي لاتهامات البعض من القوى العراقية لمهارة السفير السابق زلماي خليل زاد في الامساك (بالجوكر) الطائفي في لعبته داخل المنطقة الخضراء... او الحديث عن مخططات امريكية سرية مزعومة تتعلق باستخدام خلايا ارهابية عراقية واجنبية عبر خيوط غامضة لتصعيد احداث العنف في العراق تبعا لاتهامات بعض الاطراف المشاركة في الحكومة والمعارضة وهو ماادخل الجميع في قصر موصد الابواب والنوافذ وجعل الوضع العراقي أشبه بالمتاهة بالنسبة للجميع.

لقد ألقت الحرب الدولية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الارهاب بضلالها القاتمة على الاستقرار والامن الدوليين وباتت واشنطن في نظر العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الاوروبية اكبر خطر على الاستقرار العالمي وفق احدث استطلاع اجرته مؤسسة (هاريس ) ونشرته صحيفة الفاينانشل تايمز شهر حزيران –يوليو- 2007 .وليست هذه هي المرة الاولى التي يحذر فيها المختصون من نتائج هذه الحرب على مستقبل الولايات المتحدة ومصداقيتها .

فقد توصل نخبة من العسكريين والدبلوماسيين الامريكيين السابقين ومن بينهم (افيس بوهلي) مساعد وزير الخارجية لشؤون التسليح و(الن هولميز) رئيس العمليات الخاصه في ال CIA والادميرال (ستانس فيلد ترنر) مدير وكالة الاستخبارات المركزية والادميرال (وليام كرو) رئيس هيئة الاركان المشتركة و(فيليس اوكلي) المتحدثة باسم الخارجية الى آن (الولايات المتحدة اصبحت في عزلة لاول مرة في تاريخها بعد آن أصبحت بنظر العالم مصدر خوف وعدم ثقة).

لقد ادى احتلال افغانستان والعراق الى انتشار ظاهرة الارهاب الى بقاع لم تكن متوقعة سابقا امتدت من بالي في اندنوسيا الى مدريد ولندن والدار البيضاء بحيث تسبب التواجد العسكري الامريكي في هذين البلدين الى اعطاء مبررات للتيار الاصولي ولانصار اسامة بن لادن في اقناع وتجنيد الالاف من الاصوليين والغاضبين بسبب التواجد الامريكي والغربي في البلدان الاسلامية .

وبات عالم اليوم اكثر اضطرابا وقلقا لا بل انه عجز عن فهم اسباب استمرار الحرب العالمية الثالثة ضد الارهاب بمجرد اللجوء الى الماكنة العسكرية وتناسى هؤلاء وجود ظروف موضوعية قادت الى صعود النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا في الثلاثينيات في اوربا والتي دفع العالم ثمنها من ارواح 60مليون انسان دون آن تنتبه الدوائر الغربية الى ايلاء جهد لفهم دوافع ومبررات الارهاب في العالم .

كيف يمكن اذا بناء الدولة العراقية الجديدة تحت المظلة الامريكية في ذات الوقت الذي تم فيه اختيار هذه الدولة دون الالتفات الى انها محاطة بكيانات وانظمة هي الاكثر عداء لسياسة واشنطن على الصعيد العقائدي والشعبي في الشرق الاوسط حتى لو اعتبر البعض من انظمتها حليفا للولايات المتحدة مثل السعودية والاردن وتركيا.
فالرياض لن تغفر لواشنطن اتهامها بدعم وتمويل الارهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر وهي تخشى من ان يؤدي واقع العراق السياسي الى دعم القوى المعارضة لنظام ال سعود وتحريك مشاعر الملايين من الشيعة المهمشين فيها والذين يقيمون حول ابار النفط في الاحساء والمنطقة الشرقية من المملكة.
ويعيش في الاردن اكثر من مليوني فلسطيني لا يحملون للولايات المتحدة الود بسبب موقفها المنحاز لاسرائيل بينما تختلف انقرة مع ادارة البيت الابيض بشان قضية الدولة الكردية في شمال العراق الذي تحول الى مأوى لمقاتلي حزب العمال الكردستاني .
ان الكثير من الزعماء الدينيين والسياسيين في العراق من الطائفتين لا يخفون رغبتهم في التخلص من الوجود العسكري الامريكي في العراق متناسين آن على بلادهم دفع ثمن الاطاحة بصدام حسين ونظامه الذي كان اداة طيعة لتنفيذ سياسات الغرب بوعي او تحت اشتراطات الحاجة للبقاء .فيما يشعر الاكراد العراقيون انهم غير قادرين على الاستمرار في الحفاظ على المكاسب الكبيرة التي تحققت لهم في كردستان بدون المظلة الامريكية حيث تحاصرهم مشاعر العداء القومي في الداخل وفي دول الجوار.
يشير (مايك شوار) مؤلف كتاب (الغزو الاستبدادي )وهو مسؤل سابق في وحدة مكافحة الارهاب في الاستخبارات المركزية آن الحرب على الارهاب تمثل خدمة كبرى قدمها الامريكيون لاسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ويضيف (آن موقفنا سيء في العراق وافغانستان فاذا بقينا فسنبقى ننزف دما واذا ما رحلنا فان المشكلة تزداد سوءا ).
آن تقرير بيكر-هاورد وتوصياته لادارة بوش للخروج من المستنقع العراقي كان اعترافا واضحا بفشل وتعثر سياسات الولايات المتحدة في العراق لانها ساهمت في دق اسفين التمزق والتناحر الداخلي واستشراء النهب المنظم للثروات في بلد مزقته الحروب والصراعات .
والذي حصل انه في ذات الوقت الذي يتصاعد فيه التناحر بين طهران وواشنطن على ارض العراق ويزداد الموقف الفلسطيني تعقيدا وتتأهب دمشق لتحميل واشنطن المزيد من الدماء كثمن لاخراجها بالقوة من لبنان يتصاعد غليان البركان في ارض الرافدين حيث يقف على قمته شعب باكمله و165الف جندي امريكي على سفح منذر بالحمم والنيران وعيونهم تتطلع صوب الاطلسي( للعودة الى الديار)حسب عنوان ال New yourk Times في عددها ليوم 8-حزيران-يوليو -2007 والذي نصحت فيه ادارة بوش بالانسحاب سريعا من العراق . ..بينما وصف القائد السابق للقوات الامريكية في العراق الجنرال(سانشيز)مايجري هناك بأنه الكابوس
كيف أذا تحول مشروع الحرية والديمقراطية الامريكية في العراق الى كارثة لا يدفع ثمنها العراقييون فقط من انهار الدماء اليومية وملايين المشردين وقبور لم تعد تتسع للموتى بل يدفع ثمنها ايضا الامريكيون الذين ارسلوا للعراق لتخليص شعبه من الدكتاتورية واعانته على أعادت بناء وطن مزقته الحروب الطويلة والضغائن والاحقاد .

(يتبع الجزء الثالث)
*هذا المقال هو فصل من كتاب سيصدر قريبا بعنوان (العراق..دولة البعد الواحد)

بخارست



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في الحقبة الامريكية
- الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
- هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
- اول فرحة منذ سقوط الصنم
- !!!عراق ....بلا نفط
- من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*
- ولا عزاء للشعراء... !!
- عائد الى كربلاء
- في الطريق الى سامراء
- صيف كردستان.. الدامي!!!
- الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق
- الخليج من فصاحة الطالباني ...الى مفاجئات نجاد
- نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!
- العلاقات العراقية-السورية
- هل يكفي ان يكون الحق مع الحسين........؟
- هل تخلى (المهدي المنتظر) عن( جند السماء)؟
- حكومة المالكي في مواجهة مؤامرات المماليك!!!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)