أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم حسين - العيدُ.. هل يبهت بريقُه..؟














المزيد.....

العيدُ.. هل يبهت بريقُه..؟


هيثم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


يتساءل الكثيرون منّا في سرّهم أحياناً، وأحياناً، جهاراً، ممّن حولهم، سؤالاً أقرب ما يكون إلى الشكوى، لماذا يبهت بريق العيد في أنفسنا كلّما تقدّمت بنا السنون..؟!
لا شكّ أنّ العيد يبقى محتفظاً، كما كان، بحلّته المحبّبة إلى القلوب، وبقمره المنشِّط لدورة الأيّام، من خلال التواصُل والتوادُد، لكنّ مَن يطاله التغيّر، بفعل الزمن، هو نحن، لأنّ أيّ واحدٍ منا إذا ما رجع إلى نفسه، سيجد كم من الليالي كان يحلم فيها بصبيحة العيد، كان كلّ طفل يباهي أصدقاءه ومجايليه بما اشتُري له، وبما حضّره للعيد الذي كان لائقاً باسمه، ويمتدّ أكثر من الأيّام المخصّصة رسميّاً له، لأنّ الفرحة كانت تلقي بظلالها على الجميع. كما كنّا نظنّ حينها.
كان كلّ طفلٍ يطوي الكيس الذي سيجمع فيه سكاكره، ويضعه تحت مخدّته، ليفيق في الفجر، تُرجفه نسمة باردة، يشدّه النعاس ودفء الفراش إلى أن يتمّم نومه، لكنّه يبحث تحت المخدّة عن كيسه الذي سيكون قد استوى كأنّه قد كيّ، كما كانت الثياب الجديدة المكتواة تنتظر أن نبادر إلى تدشينها وقطع شريط السعر أو "الماركة"، لنعلن أنّنا مقبلون على يومٍ هو من أسعد أيّامنا، يومٍ ننتظره بفارغ الصبر طيلة العام، حتّى تكتمل الدورة، لنحتفظ بالذكريات الجميلة عنه، وكانت أجملها على الإطلاق تلك التي كنّا ننعتق فيها من كثير من القيود التي كانت تُفرَض علينا في الأيّام العادية، نتهرّب من مراقبة الأهل المفروضة علينا، لانشغالهم مع الضيوف، استقبالاً وتوديعاً، أو زيارة، كنّا "نجخّ" في المصروف لأنّ العيديّة كانت صرفاً لنا، وكنّا نسعد كلّ السعادة للفرحة التي كانت تغمر الجميع من حولنا.. وأيضاً، كما كنّا نظنّ حينها.
تكبيرات ليلة العيد لها وقع لا يمحَى ولا يبدَّل في القلوب، يرافقها دويّ المدفعيّة يعلن أنْ غداً العيد، فكان يذكّر بما لن ينسى قطّ، أمّا طقوس صبيحة العيد، ما تزال مُتّبعة، منها، تعييد الوالدين، بتقبيل أياديهما، استسماحهما، إن كان هنالك ما قد كدّر صفو العلاقة أمر ما، ثمّ التعريج على الأقارب والجيران، وتهنئتهم بقدوم العيد، ثمّ الاجتماع على الغداء؛ الذي لاشكّ يكون متميّزاً كتميّز العيد نفسه، كيومٍ مُنتظَرٍ ومُحتفَىً به، مع الأهل الذين يهنّئون بعضهم بعضاً، ويتحلّقون حول حلاوة الكلمة وعذوبة البسمة، وإذا ما تصادف وجود إشكال ما دون حلّ، يتعاون الجميع على حلّه، بغية تنقية الأجواء، لتصبح الفرحة اثنتين. كما نظنّ..
نعم. كنّا فيما مضى فرحين بقدوم العيد، سعداء بأيّامه ولياليه، وكان لنا ما يبرّر فرحتنا.. والآن، وهنا، نرانا، نتمنّى في سرّنا، مُرغَمين أحياناً، دون أن يجهر أحدنا للآخر، أن يتأخّر العيد قليلاً أو كثيراً، ولنا ما يبرّر تخوّفنا أو تملّصنا غير المُعلَن، لأنّه يحتاج منّا أن نقوم بواجبه على الوجه الذي يليق به، وبانتظارنا له، إذ أنّ قسماً كبيراً لا يستطيع إيفاءَه حقّه، أو تلبية ما يُوجِبه، فندرك حينها تماماً أنّنا مَنْ انقلبنا على وعدنا له وفرحتنا به، حيث اضطُررنا إلى ذلك، وأُبهت فينا ذاك البريق. لكنّ العيد يبقى عيداً. يبقى لكلٍّ منّا عيدُه.. لنقول ونكرّر لازمة، لكنّها تصدر بإيقاع مختلف عن كلّ واحدٍ منّا: عيد بأيّ حال عدتَ يا عيد..؟! والعيد لا يخالف الظنّ، لكنّنا مدفوعون لنظنّ الظنون، ونبحث عمّن يعكّر فرحتنا بالعيد.. لنعيد للعيد معناه وبريقه..



#هيثم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الضياع
- تشويه صورة الكرديّ سينمائيّاً عبر الفلمِ التركيّ المؤامرةِ: ...
- فَضْحُ الخطايا التاريخيّة المُرتكَبة بحقّ الكُرد..
- التنوير كرديّاً
- ملف/الجغرافيّة المطعونة تاريخيّاً
- الجغرافيّة المطعونة تاريخيّاً
- التحدّي المُقْلِق..-دُوار الحرّيّة- ل -مالك داغستاني-
- خرق المحظورات.. سمر يزبك في روايتها -طفلة السماء-
- ثقافةُ الريحِ.. أرشيفُ الأسى*
- لا مساوَمة على الحرق، لا مساواة في الحرق
- تهشيم الحرّيّات
- النخبويّة التلفزيونيّة
- آراء.. وآرام
- مات الوطن.. عاش الوطن..
- لبنان واأسفي عليك.. وواأسفي علينا
- المنبرُ الإعلاميّ .. موقعُه وموقفُه
- الهاجس الشعريّ في نداء اللازورد
- مهدي عامل .. شهيدُ الفكر
- أُلْفةُ الأمكنة ، أمكنةُ الأُلاَّف
- لَعْنَةُ الجغرافيا وخيانتُها روائيّاً


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم حسين - العيدُ.. هل يبهت بريقُه..؟