أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ظاهرة تحريم الكتب والروايات















المزيد.....

ظاهرة تحريم الكتب والروايات


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


لقد فتحت بغداد العصر العباسي ــــ منذ ظهورها كعاصمة ثانية بعد دمشق ـــ أبوابها المشرعة لترجمة كتب الحضارت الاخرى الى اللغة العربية فضلا عن تأليف الكتب في شتى ميادين الثقافة حتى ضربت اليها آباط الابل طمعا في سكناها والتمتع بحرية التعبير عن الرأي فيها وكتابة مايشاء العلماء بين طيات كتبهم حتى استحالت عصيرا رقراقا ممزوجا بمسك الحرية الفكرية والرأي والرأي الاخر وكافورا للتأليف والنسخ والوراقة وإن وقعت بعض الهنات هنا وهناك والمهاترات بين علماء اجلاء وفقهاء فلم تصل المرحلة الى (التحريم ) وثمة كتابان رائعان جدا اسوقهما مثالا لطيفا على تقبل الاخر وعدم شطب فكره الا ان كل انسان له وجهة نظر وهما الامام الغزالي الذي الف كتابا اسماه ( تهافت الفلاسفة) الذي يبوح فيه برأي بناه واعتمده في حياته وارتضاه لنفسه بالبحث العلمي وهو تجنب الفلسفة والفلاسفة لكن لابأس بالاطلاع عليهما وله موقف من الفلاسفة بالرغم من ضلوعه بالفلسفة ولذلك اسماه ( تهافت الفلاسفة) أي ان الفلاسفة متهافتون بنظره الشخصي وهذا رأيه اما ابن رشد الفيلسوف فقد اجاب برأي آخر حول هذا الكتاب بكتاب آخر اسماه ( تهافت التهافت ) رأى فيه بما معناه ان الفلسفة هي ام العلوم وابنة الدين بناءا على مايراه كفيلسوف هكذا كان العلماء والفلاسفة مناقشون محاورون وكل يرى الحقيقة من جانب وربما يصح هنا قول الامام الشافعي(رض) ( كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلامك خطأ يحتمل الصواب ) ومن المفترض في عصرنا الحالي ان لا تطفوا على السطح ظاهرة خطيرة جدا وهي ظاهرة تحريم الكتب والروايات ومصطلح (التحريم ) ينشطر الى قسمين التحريم السياسي او مايسمى بالكتب والرويات الممنوعة(قانونا) والتحريم الديني او مايسمى بالكتب والروايات المحرمة (شرعا) وقد يجتمع التحريم بنوعيه السياسي والديني على كتاب او رواية ومع اننا لسنا نعيش في عصر الرومانسية والايدلوجيات كما في العقود السابقة لذلك قلما تجد شابا او شابة يقرأ كتابا او رواية محرمة أو محللة (شرعا وقانونا ) لأن العصر الذي نعيشه هو عصر الماديات (جني الاموال) وتصفح الانترنت ومشاهدة الفضائيات ولذلك تجد الشباب على بكرة ابيهم متهالكون للحصول على فرصة عمل او وظيفة كي يؤمنوا لهم مستقبل مضمون ويستمتعون بالدردشة والتصفح على الانترنت ومشاهدة الفضائيات ولذلك تجد محور حديثهم حول هذه الاشياء لكن الطامة الكبرى ان المؤسسة السياسية والدينية لازالت متمسكة بالفتاوى السياسية (ان صح التعبير) والفتاوى الدينية التي صدرت منذ عقود طويلة حول بعض الكتب والروايات والادهى والامر ان التحريم (القانوني) و(الشرعي) مازال مستمرا الى اليوم على مايصدر حديثا من اصدارات وهنالك نوع اخر من التحريم السياسي ليس بسبب النص بل بسبب الشخص بمعنى ان الشخص قد يكون له مشاكل مع الدولة ويؤلف كتابا في الطب او الهندسة الخ فتجد ان هذا الكتاب يحرم ايضا !!! وقديما اصدر الفاتيكان فتوى بتحريم الكوميديا الالهية لدانتي لأنه رأى معظم رجال الدين في الجحيم وأولهم البابا وبعد النهضة الفكرية التي حدثت وما صاحبها من الثورة الصناعية زالت هذه المؤثرات الا انها عادت بأصدار الفاتيكان فتوى تحريم لرواية حديثة ( شيفرة دانفشي ) للمؤلف الاميركي دان براون وقد مثلت فيلما سينمائيا بنفس العنوان وفكرة هذه الرواية ان السيد المسيح (ع) لم يعش حياة بتولية بل تزوج من مريم المجدلية وانجب منها ثم رفع الى السماء ومازال نسله موجودا يعيش بين ظهرانينا الا ان التحريم السياسي لم يصدر بحق الرواية مما اتاح لمعظم الناس قراءتها واغلبهم شاهدوا الفيلم واحدهم كاتب هذه السطورالا انني رايته كأي فيلم آخر اراه اما على مستوى الدول العربية فحدث عن البحر ولاحرج فمعظم النصوص اندمج فيها التحريم السياسي والديني معا نظرا للتداخل بين المؤسسة الدينية والسياسية فيحدث بينهم دائما تبادل منفعة لأن زوال احدهم يؤدي الى زوال الاخر فالحاكم يغدق الاموال على المؤسسة الدينية كي يستمد شرعيته المطلقة منهم والمؤسسة الدينية تسند الحاكم كي يستمر هذا الاغداق والكرم الحاتمي فعلى سبيل المثال لا الحصر من الروايات التي حرمت سياسيا ودينيا ( مدن الملح ) رواية ذات خمسة مجلدات للكاتب عبد الرحمن منيف رواية ( وليمة لأعشاب البحر) للكاتب حيدر حيدر رواية ( اولاد حارتنا ) للكاتب نجيب محفوظ رواية (الخبز الحافي) للكاتب محمد شكري ورواية (ريح الجنة) للكاتب تركي الحمد ورواية (سقوط الامام ) لنوال السعداوي والقائمة تطول جدا اما الكتب المحرمة فمعظم كتب السحر والكتب الدينية الراديكالية والفلسفية والماركسية وكذلك تندرج تحت طائلة التحريم قصائد ودوواين بعض الشعراء ولكننا لم نذكرها كامثلة لأننا لسنا بصدد دراسة ببلوغرافية احصائية لجميع النتاجات والنصوص ولكننا احببنا ان ننوه وننبه الى هذه الظاهرة التي تفشت بشكل (هزلي) في المجتمع العربي خصوصا وربما من حسن حظ الكاتب ان تمنع كتاباته فكل ممنوع مرغوب لأن ثمة رغبة مكبوتة في المجتمع العربي بممارسة نوع من المعارضة للسلطة السياسية والسلطة الدينية بعدم التمسك بتلابيبها فيجد متنفسه الوحيد هو قراءة مالاترضى عنه السلطة السياسية والمؤسسة الدينية ولذلك تجد ان الكتب والروايات الممنوعة هن الاكثر مبيعا وانتشارا وتداولا وذكرا بين الناس فهي بمثابة حلوى يأكلونها بالخفية وثمة رأي شخصي لي ليس كل ممنوع من كتاب ورواية تميز بجودة الطرح ورفعة النص واستخدام الكاتب لأدوات الكتابة فكثيرا ماتعبنا للحصول على كتاب ممنوع او رواية ممنوعة لنستمتع بقرائتهما الا اننا نصدم بركاكة اسلوب وهشاشة مضمون أو فكر مستهلك طبعا البعض وليس الكل لكنني انصح المؤسسة السياسية والدينية بالتحليل وليس التحريم لأن التحليل سوف يضعف مبيعاتها في السوق وربما يمر القاريء عليها مرور الكرام وليس مرور اللئام كما يفعل بالممنوع فضلا عن ان العصر قد تغير واعتقد ان فعل القراءة قد ضعف كما ضعفت الثقافة العربية وان كنتم في ريب مما اطرح فاذهبوا الى الجامعات فستجدون طلبة اليوم لايرتادون المكتبات كطلبة العقود الماضية كل همهم ان يمشوا جنب الحائط ويحصلون على وظيفة وان تصبح لهم زوجات حسناوات فيكفي هذا الخوف المتبادل بين الشعوب العربية والمؤسسات الحاكمة والمشرعة وبالعكس.



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للشعر امير
- قصص من العراق
- ماهكذا تورد الابل يانور الشريف
- نصوص مخلة بالشرف او بالملون والعادي
- هوشي ماشي
- النفط مقابل الاستنساخ
- دموع المرأة
- امران احلاهما مر
- النثر ديوان العرب كما الشعر ايضا
- قصص قصيرة جدا
- الامية الثقافية اخطر من الأمية الأبجدية
- العراقي العراقي والعراقي الأوربي
- المتنبي غموض النسب والمقتل
- على قبر الجواهري
- دالغات سكران
- ظاهرة الشيب في الشعر العربي
- عرب وين طنبورة وين
- وفي الليلة الظلماء يفتقد عضو مجلس النواب
- على حافة الابداع
- المسألة الزنبورية


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ظاهرة تحريم الكتب والروايات