أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - إسترقاق الارادة














المزيد.....

إسترقاق الارادة


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحدث أحينا أن يتساءل البعض في غمرة من النشوة المصاحبة لرغبة جامحة في تحقيق الرقي الاجتماعي ويقولون : لماذا يرتكز الحكم في يد الطبقات البرجوازية ؟! في الحقيقة هذا سؤال يحمل حمولة أيديولوجية في الظاهر يعتقد انه الصراع الذي بدا منذ زمن بين البوليتارية ، والرأسمالية المتوحشة ، بيد أن الأمر عندما نتناوله من الزاوية الأيديولوجية نفسها لا يمكن أن يكون إلا تحول مجتمعي لم يبنى على أساس الأيديولوجية بقدر ما كان هذا التحول / التميز ارتباط بنظم سياسية فاشلة، ولا تضع محددا لعملها، فيمكن أن تجد سياسيا يجمع بين صيغتين لنظام الحكم ينفذ من خلالهما إلى إدراك الاستغلال الجيد على الجانبين من المكون الأساسي لمجتمعه ، وهذا ما يحصل في معظم الدول العربية .
إن الجانب الأول المذكور غالبا ما يتم تغطيته بتبيان التمايز واستغلال الثقة بين المواطن وهذه التنظيمات السياسية ، ومن الصعب أحيانا أن نعثر عن ذلك الخيط الفاصل الذي يتخذه هؤلاء في الدفاع عن مصالحهم، أما الجانب الثاني وهو اقرب وضوحا في سعيي هذه الطبقة إلى ابتكار آليات مختلفة لاسترقاق الإرادة المجتمعية هو: السعي الحثيث من قبلهم إلى إيجاد صيغ للحكم تكون على قدر من التجانس مع الغاية من تواجد هذه الكيانات التي افرزوها وكونوها ، بمعنى آخر لا يمكن أن تكون الطبقة البرجوازية عاملا مشاركا في تحديد الآليات التي يجب أن يعمل عليها النظام ، وانما يجب على النظام أن يستمد شرعيته من هذه الطبقة مباشرة ، دون أي اعتبار لما دون ذلك من الطبقات ، لان الطبقة الأولى تعتبر أن الأخذ بعين الاعتبار الطبقات السفل هو بمثابة تراجع ضمني عن القيمة الأخلاقية والمعنوية التي يجب أن تمتاز بها طبقتهم هذا من جهة ، ومن جهة أخرى في حالة ما إذا كانت الطبقة البرجوازية أداة في صياغة النظم السياسية بجانب الطبقات الأخرى فان هذه المشاركة ستفرز قوانين تأخذ في عين الاعتبار وجود قوة شعبية ينتمي جل منتسبيها إلى الطبقة الكادحة ، وهذا أيضا يمثل في الفهم العام وضع حدود لصلاحيات البرجوازية كآلية مسيطرة على مقاليد التحكم في السلطة .
وإذا كانت هذه التنظيمات المفرزة من قبل الطبقة الأولى تستمد تبريرات لتواجدها وهيمنتها في كونها آلية لخدمة الصالح العام وتنشيط الحركة الاقتصادية بالأساس لما تتوفر عليه من أموال طائلة ، فان الطبقات الأخرى وان كان من باب البديهية أن تستفيد من هذه الحركة وان في نطاق التمايز المجتمعي ، والسيطرة ، إلا أن غاية استرقاق الإرادة أبانت على إفرازات خطيرة تسير نحو تعميق هذا الاسترقاق وتغطيته بشرعية ممكنة :
أولا : ربما يعتقد البعض أن وجود مؤسسات مختلفة في المجتمع ذات صيغة تدعي أنها قريبة من المجتمع يصبح أمر كاف لتحقيق كل الضمانات ، والاهم تحقيق الأمن الاجتماعي في حين يتناسى هؤلاء أن هذه المؤسسات أصلا وجدت لخدمة مصالح البرجوازية ، وإلا فكيف نفسر على سبيل المثال أن اغلب الأنظمة تجمع كل السلط ولا تتطلع في الجوهر إلى تحديد صلاحيات كل سلطة ، والتمييز بين التشريع والتنفيذ ، بمعنى أن هذه الأنظمة لا يمكن بآيّة حال من الأحوال أن تكون ضد مصالح البرجوازية ما دامت هذه الأخيرة تحقق لها الاستمرارية .
ثانيا : عدم الاعتراف المستمر بكون باقي أفراد الشعب أفرادا مؤسسين لقيم اجتماعية تخص مجتمعهم في نطاق المشاركة ، دونما ربط تواجدهم بهذا المجتمع على أساس تحقق قيم الطبقة الأولى التي لا يمكن أن يرقى ماديا بالخصوص الكادحون إلى التعايش معها ، وهذا حتما يقوض المساواة ، ويذكي الطبقية والانتقاص من قدرات هؤلاء على تنظيم كيان قادر على تدبر أمره ، أو المشاركة في غياب الصيغة الأساسية لأي مشاركة من هذا النوع



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي
- العودة إلى زمن الاستبداد الاعلامي
- الارهابيون: صياغة التطرف ومنظور الدولة
- واقع الاعلام البيئي عندنا
- لن تكون أخر الأوهام..
- كيف تغطي الصحافة المستقلة عجز المعارضة؟
- أطباء أم جزارين ؟!
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - إسترقاق الارادة