أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير2















المزيد.....

صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير2


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:18
المحور: الادب والفن
    



مولانا الفقيه سيدي علال الرطيبي لم يرف له جفن ، ولم يتسرب الحياء الى دمه ، وهو ينطق بهذا الكلام ، قبل دقائق فقط ، ومن قلب الأطلس المغربي الشامخ ، أمطر الغرب الكافر من تخوم أوكرانيا الى جزر هاواي بطوفان أدعية حفظها عن ظهر قلب، صلوات يأمل أن تتزلزل الجبال العاتية غدا ، كي تبيد ساكنة الأميريكان على الآخر ، وتمحق الانجليز وتعبث بإمبراطوريتها . وتفني المجوس عبدة الأوثان، و تأتي على الأخضر واليابس في بلاد الكفر، والجاهلية من العرب ومن أحفاد القردة والخنازير .
تبخيس وتقليل أهمية قل نظيرهما ، يحظى به الغرب الكافر دونما تمييز او مفاضلة ، قال بفخر أمام عشرات الأعناق المشرئبة من أهالي قرية متيسرة البسطاء : اللهم عليك باليهود الصهاينة الغاصبين الملعونين ،أبناء القردة وعبدة الخنازير ، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم ،اللهم شتت شملهم ، اللهم عليك بالصليبيين الكفرة الأمريكان الانجليز ومن حالفهم الى يوم الدين....
بل وصل ضيق الأفق بالفقيه علال الى استغلال مناسبة حفل عقيقة جاره الى حد مطالبة الحضور من النساء والرجال الشيوخ والأطفال بعدم التشبه بالآخر ، النصراني الكافر ،المختلف دينيا ، سواء في الملبس او المأكل وفي كل شيء ، وأسهب في حملة استعداء ماراتونية ضد النصارى الكفرة حتى الفجر .علت أاكبر الله وأخرى شاجبة ودوى التكبير المكتوم .الله اكبر الله اكبر ..
مرت الدقائق والثواني على الشاب كأقسى ما تكون...قال وهو يعدل جلسته: عندما يمدح الناس نظاما قليلون يصدقون ذلك، وعندما يذمونه فالجميع يصدق..
طرق رأسه، ثم و ضع يديه على صدغيه متأملا..إلا انه لم يجد جوابا على تساؤلاته ، انه يعلم أن من بين اليهود دعاة سلام ممن يساند القضية الفلسطينية ، ومن بين الأميريكان من لا يمانع في بناء مسجد في قلب نيويورك ، كما يدرك أن من الانجليز من قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين ، وتساءل بصوت مسموع ، لماذا الكل في سلة واحدة؟؟؟
على المرء أن لا يدع لسانه يساير عيناه عندما ينتقد الناس ، ويؤلب عيوب الآخرين..لان الناس مثله لهم عيون ولهم السن. هكذا حدث الشاب نفسه بصوت مسموع.
ارتفع صوت الفقيه وهو يرد على مكالمات الزبناء الراغبين في اقتناء العقار الجديد من كل الجهات ،كان يتحدث بين الفينة والأخرى عبر هاتف محمول من صنع ياباني ، وعلى معصمه تدلت ساعة سويسرية تسحر ، وحافظة نقود فرنسية الصنع من جلد التمساح ، وجاء الى القرية على متن سيارته ميرسيديس كلاس الخاصة ، ويملك محلا بطقم ايطالي لبيع النباتات والأعشاب الطبية في طورخينو باسبانيا ، ويدون صادراته والواردات وأرقام معاملاتها من الأعشاب والمننتوجات المستقطرة بقلم انجليزي وحاسوب من تطوير شركة ديل الأمريكية .
بلل الشاب العشريني شفتيه بريق تلمع ، ثم أردف في توتر:
هل المسالة مستعصية على الفهم إلى هذا الحد.. فقيهنا المحترم؟؟؟؟؟ واستطرد في اتزان:
لا توجد امة فاشلة على وجه الأرض سيدي ، ولكن توجد امة بدأت من القاع وبقيت فيه....
ضحك الفقيه كما لم يضحك من قبل ثم أجاب في عصبية :
مستعصية..نعم أخي الكريم تذكر أن ما ينالنا من تخلف وقهر ناتج بالأساس عن غينا وضلالنا...وتشبهنا بالآخر ...قد تستغرق مناقشة التوافه وقتا طويلا ..أتدري لماذا؟..لان كتعرف الكثير عنها..أكثر مما تعرف عن المسائل التي تفيدك في حياتك..
هبت موجات نسيم خفيف أحس الشاب بيقظة وحيوية فصدح:
لكن ، هل عندك شك في أن الله لو أراد أن يجعل العالم كله امة واحدة ،ولغة واحدة، ودين واحد ، لفعل .؟؟؟؟
أمال الفقيه بوجهه قليلا جهة الباب، وعيناه زائغتان كأنما يبحث عن رد مناسب..تثاءب تم تمطى وقال :
- يبدو لي أن لو حدث ذلك لما كان للدنيا طعم ، وهذه حكمة الاهية، ورحمة بالعباد من الخالق جل وعلا..
- ..يجب أن نتقبل هذا الآخر الذي فرج علينا الملل، وتعلمنا منه، وعلمناه أشياء وأشياء.
- الآخر الذي تتحدث عنه له دين آخر، وثقافة أخرى ، والنبي صلعم قال من يبتغ غير الإسلام دينا ،فلن يقبل منه
صدق الرسول الكريم .
- وليكن له دين آخر وثقافة أخرى ، ولناخد منه ما يتوافق وطبيعتنا ، ولا نكفره، إلا... ونحاربه إلا إذا حاربنا...
- معظم البلاد العربية والإسلامية فيها أديان مختلفة مسلمون ومسيحيون ويهود وعبدة أوثان وبوذيون وهندوس وملحدون ..فإذا كان الله ولحكمة الاهية جبارة خلق الدنيا على هذا الحال ، يجب علينا أن نتقبلها ، ونعمل على تقليل الخلافات بيننا وبين الآخر...أن نستفيد ونفيد...بدل أن نستفيد فقط كما هو الشأن الآن ...
التفت الشاب الى القاعة التي بدت صماء، والتفت الى الأعناق والأنفاس المشدودتين الى ما يروج ، أما الفقيه فقد التف في عباءته الفضفاضة وتظاهر بتدليك أسنانه بعود صلب أشبه برجل لعبة خشبية. في لحظة انتفض في عصبية :
- الفرد الذي لا يقيم الصلوات، و لا يتابع ما يحدث حوله ،و لا يتفاعل مع غيره ،يركد و ينحدر، و يغرق في البهيمية ، و المجتمع الذي لا يقيم الصلوات و لا يستفيد من إيجابيات الآخرين، و لا يُساهم في بناء الحضارة الإنسانية و ينعزل، مجتمع قرّر الدخول في السقوط الأكيد، و الأزمات المتكررة

الحقيقة ، لو أن فقيه المدينة قدم درسا في الإرشاد والموعظة الحسنة ، في مجلس لغير المسلمين ، وفي حضرة بشر يعادي الإسلام ، لاعتقد الحاضرون أن مثل هذا الكلام لن يقنع أحدا ، لان الأمر يتعلق بنشر الإسلام ، والدعوة الى الله ، في وسط متشبع بتقوى الله ، وهو من أمور المسلمين الصالحين في هذا البلد منذ 15 قرنا ، لذلك قال رجل في دعابة وهو يشير الى شاب أشقر :
يبدو أن مواطنا روسيا ارتد عن نصرانيته و أشهر تقواه، واعتنق الإسلام دينا على يد فقيه الدوار.
لكن الفقيه مواطن من نفس البلد ، ويتكلم لغتهم، ويقتات من موائدهم ، ويلبس منسوجاتهم ويغسل أمواتهم ويؤم صلاتهم . ويعرف أسرار نسائهم اللواتي كتب لهم المئات من الكتابات الواقية من الجن والعفاريت وسوء الطالع والعقم وهجر الرجال.
أسبل الفقيه عينيه في خبث، وقرر أن يحدث ثورة :
قرأ أية الكرسي..والمعوذتين ، مسح لحيته وسوى الجلسة ..ثم قال كخطيب جمعة :
اسمع ياصغيرى ، وكن حريصا على أن تضع ما أقوله لك حلقة في أذنيك ،
أنت لا تمتلك من التجربة ما يجعلك تملي على أسيادك تفاهاتك...وتخاريفك ...
لكن الشاب قاطعه في تحد:
- الآن فقط تأكدت ...عندما اصدر داروين نظريته الفريدة ، جن جنون البشر ، الآن أصبحت النظرية مقبولة ، لان كثير من البشر يشبهون في سلوكهم القردة ،....بدوري لن أكون ملزما بسماعك، لأنك لست مؤهلا للفتوى ولا للخطابة..أنت لست خطيبا جيدا بالمناسبة سيدي...
-



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير 3
- عن الامة التي بدأت من القاع وبقيت فيه
- الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير1
- الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير 1
- هل سينتهي الاشهار بنهاية شهر رمضان الفضيل؟
- سابريس الحصيلة الصادمة
- عن اجتياح الاشهار لموائد الافطار
- حللت اهلا والقبح في التلفزيون وفي كل مكان ياسيدنا رمضان
- العربي.. مشاهد من العيار الثقيل
- رصاصة في البريد المركزي
- رمضان الاسطورة والتلفزيون
- سلسلة تربويات العدد الاول
- حوار خاص
- جندوبا 7
- تقرير في شأن ليلية ظلامية1
- القنفذ الجائع / على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007
- من الافضل للمثقف العربي ان يموت الان
- باكالوريا جهة فاس بولمان برسم 2007 أرقام ومعطيات
- - شوف تشوف- لكاتبه رشيد نيني، هل تتغير بعد 20 سنة؟؟
- حماسُ بالرفع حماسٍ بالكسر مع التنوين


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير2