أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يوم في تشرين_ثرثرة














المزيد.....

يوم في تشرين_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


يوم في تشرين_ثرثرة

لليوم التالي ينزل المطر بعدما أغفو.
أعرف في النهار أنها أمطرت. يحدث ذلك بسرعة,لا رعد لا لمع,زخّة وتنتهي خلسة.
آخر الليل أكون قد أنهكت,ونسيت من أنا...وأين...وكيف...ولماذا, وأكون شبه مسحور, بعد الصراع المنهك لحظة بلحظة,مع الوعي...مع الحلم...مع الذاكرة, أستسلم وأغفو.
ثم ينزل المطر.
لو بقيت في الشارع,مع زجاجة وتبغ أو بدونها,ونزل المطر وتبلّلت,ربما كنت سعيدا الآن. على الأقلّ يكون لديّ ما أتذكّره من الأمس. لكنه يوما آخر ينطفئ بلا أثر, بلا ذكرى, وكأن غيري من عاشه وتقلّب بين أمواجه ووحوله.
اليوم طويل ومضجر, وأما الشهر والسنة لمحة خاطفة.
جلست في مقهى الحكيم مع جورج, أكلنا فلافل وشربنا قهوة, ودخّنا وثرثرنا....كان من المحتمل أن ينضمّ جميل ومصعب, ويتكوّن يوم حقيقي له طعم ورائحة.
حلم يقظة أو حلم نائم.
المطر حقيقي والسيارة التي تجاوزت الإشارة الخضراء كذلك,الكراجات القديمة وثكنة هنانو, فندق الريفيرا,هل دخلت إليه وتناولت كأسا؟ هل طردوني قبل الطلب أم بعده؟
أعبر الآن دوار هارون,ما حكاية هارون هذا,ليس هارون الرشيد, هذا ما سمعته مرارا,عائلة هارون لها نفوذ كبير في اللاذقية,هند هارون يقولون عنها شاعرة. رأيت كتبا باسمها,رميتها بسرعة....كانت تستحق قراءة متأنية أكثر,لا شكّ.
.
.
ما أصعب العيش في اللاذقية 2007 , خصوصا في تشرين ورمضان.
*
صرت متابعا لباب الحارة,الملك فاروق نسيته,عطر امرأة لخالد خليفة,خالد يلعب بمهارة...البطل الأعمى,يذكّر بساراماجو....ملامح سوريّة لكن البهارات أكثر من الطبخة,ما سرّ جماهيرية باب الحارة التي فاقت الحدود والتوقّعات؟
إنها الحاجة الماسّة والضرورية,بل والقاهرة....إلى انتماء ما, متخيّل...وهمي...سحري...ليس المهمّ, الحاجة سبب الفعل والحركة.
الحاجة إلى الانتماء جمعية,بدئية,...أعرف من تجربتي.

الحاجة إلى الانتماء,تزاحم الحاجة إلى الانجاز,وقد تتقدّمها.
.
.
مع فريدة لم يتبقى كلام إلا وكرّرناه مرات.
نتفاهم بالإشارات,استرخاء تام, لكنه مضجر.
.
.
بيت بلا معنى بلا غاية بلا هدف.
بيت يسكنه الهواء والعنكبوت.
مسلسلات رمضان,لا بأس,... إذا كان حكيم الحارة على هذه الدرجة من الحماقة,كيف لم تنقرض هذه الحارة ومثلاتها؟ كيف تتماهى الملايين مع أغبياء وقصارى نظر, ويتم تفضيلهم على حاضر معاش حقيقي وواقعي...هل حاضرنا أكثر تفاهة من باب الحارة!؟
*
عرفت وبدون تفكير أن المطر نزل أثناء نومي.
كنت لأحتفل بالمطر على طريقتي.
المطر والبحر والغيوم ...وعصافير الدوري واليمام الذي يأتي إلى البلكون, الصرصور له جماله, الذباب والبرغش,...طيور النوم, والحكايات الغريبة التي تجري في الحلم....رويدك أيها المخادع.
_تأتيني أوامر من داخل الدماغ,تشّوه الأفكار والعبارات, لا أقوى على مقاومتها.
.
.
أليس العقل جوهر السجن والقيود في عالمنا الواسع؟
هل يوجد بلد واحد بلا سجون؟
هل يوجد شخص واحد بلا يقين مسلّح وأسوار؟
.
.
أحيانا يدور حوار حقيقي وعميق مع كأس, أو زهرة, أو حذاء.
ومع وجود هذا العدد الهائل من الأصدقاء والشركاء الطيبين,يوجد شعور بالوحشة.
.
.
تشرين شهر حزين, أيلول للوداع, وتشرين للخلوة مع النفس, الخطوة التالية بعدما يتفرّق الساهرون,وتقودهم الطرق الغامضة والبعيدة, تبقى لوحدك وأوهامك.
...أنت شهرزاد الرجل, وحكاياتك لنفسك,قبل أن يبتلعك العدم والنسيان الكبير.





#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة
- اللعبة المنتهية_ثرثرة
- يوم خارق_ثرثرة
- الفكر السوري في طور التفعيلة_ثرثرة
- لفظتنا أرصفة دمشق...بعدها اللاذقية_ثرثرة
- أحلام...في الصحو والنوم_ثرثرة
- خطوة إلى الأمام ثلاث إلى الوراء_ثرثرة
- كأس أصدقائي....في مشارق الأرض ومغاربها_ثرثرة
- في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة
- القضية.....فراغات المعنى_ثرثرة
- معجب بذكائي رغم كل شيئ_ثرثرة
- مدارات حزينة_ثرثرة
- فنّ الاختلاف_ثرثرة
- طائر الخفّة يعبر 11 أيلول_ثرثرة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يوم في تشرين_ثرثرة