أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!














المزيد.....

هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل يمكن أن يبلغ العمي السياسي هذا الحد بحيث ينزلق الجميع إلي معركة فرعية ويبددون فيها طاقات المجتمع كله ويتسابقون إلي تقطيع هدوم بعضهم البعض وتسميم الآبار المشتركة التي يشربون منها ونسف الجسور التي تربط بين أبناء الجماعة الوطنية بينما اخطار مروعة تهدد مصير الوطن والأمة؟!
هل يمكن أن يبلغ بنا قصر النظر حد تغليب التناقضات الثانوية علي التناقضات الرئيسية وتغليب مصالح شخصية وأنانية وضيقة علي المصالح الوطنية والقومية؟
هل يمكن أن تبلغ بنا الغفلة الرقص علي ايقاع لحن قام بكتابته آخرون لهم اجندات داخلية واقليمية ودولة خفية؟
هذه الأسئلة - وغيرها كثير - تفرض نفسها علينا ونحن نراقب هذا المشهد العجيب الذي يتم تسليط الأضواء عليه من أجل حرف الأنظار عن كل ما عداه رغم ان القضايا المسكوت عنها هي الأهم والأخطر.
فنحن قد وجدنا انفسنا فجأة في قلب أزمة يتم النفخ في نيرانها بلا توقف تدفع في اتجاه مواجهة بين الدولة والصحافة وكانت الشرارة التي انطلق منها هذا الحريق - كما يعلم القاصي والداني - هي الشائعات التي ترددت حول صحة الرئيس حسني مبارك وبالتدقيق في تفاصيل ما حدث ليس من الصعب أن نستنج ان هذا الموضوع كان ممكن تداركه بسهولة وسرعة وكان يكفي صدور بيان رسمي مكون من ثلاثة أسطر لقتل هذه الشائعات السخيفة في مهدها لكن بدلا من أن يحدث ذلك رأينا تصعيدا غريبا للموقف واصرارا مدهشا علي سكب المزيد من الزيت علي النار.
ورأينا في هذا المناخ الهستيري ظاهرة غير مسبوقة حيث ظهر علي الساحة نوع جديد وغريب من مشعلي الحرائق هم في الأغلب الأعم نكرات وشخصيات مجهولة لا نعرف لها شهادة منشأ ولا تاريخ صلاحية ولا وجوداًً في الحياة السياسية أو النقابية في الماضي أو الحاضر.
هذه الكائنات الفضائية التي هبطت علينا بالبراشوت من كوكب آخر تفننت في صنع الأزمات وتحريك الضغائن وخلق مناخ من الريبة والغوغائية وحاولت هذه الكائنات الفضائية انتحال صفة تسوغ لها رفع دعاوي قضائية علي عدد من الصحفيين.
ومع أن المجتمع اعرب عن استنكاره لهذه الآلية نعني آلية الحسية عندما لجأ إليها بعض المشايخ لترويع المثقفين والمبدعين فإن هؤلاء واصلوا هذا التراث السييء في صوة حسبة سياسية هذه المرة وتسرع البعض فصفق لهؤلاء المشعلين للحرائق ظنا بأن النار ستحرق خصومهم السياسيين بينما هي في حقيقة الأمر تحرق قلب الوطن والأمة وفي كل مرة يرتدي هذا النوع الجديد من مشعلي الحرائق قبعة جديدة فتارة يرتدون قمصان الحزب الوطني وتارة أخري يضعون علي صدورهم وشاح القضاء الواقف ولا ندري ماذا يخفون في جعبتهم بعد ذلك.
وهؤلاء لا جدوي من الحديث معهم فالواضح انهم مجرد أداوت وبالتالي فلعله من الأوفق ان نبحث عن كبير لهم يزجرهم ويوقفهم عن التمادي في هذه الألاعيب الصغيرة التي لا تهدد فقط عددا يزيد أو يقل من الصحفيين وإنما تسيء أولا وقبل كل شيء إلي سمعة مصر وتخلق أجواء مسمومة تضيع فيها رؤية الأولويات الوطنية وتتوفر فيها للأصابع الأجنبية الفرصة الذهبية التي تتحينها للتسلل والاختراق والانقضاض.
وغير خاف ان بلادنا تمر بمرحلة دقيقة وبالغة الحساسية حيث الدور المصري يواجه تحديات اضافية من جراء المخططات الامبراطورية الأمريكية "الإسرائيلية" التي لا تخفي اليوم رغبتها في ضرب إيران بعد أن التهمت العراق بالأمس وعزمها علي اعادة رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط وتفصيل أنظمة علي مقاسها وهواها.
ويتوازي ذلك مع حراك داخلي غير مسبوق بين النخب المصرية يتركز حول مستقبل الدولة المصرية وهل تكون دولة مدنية ديموقراطية وعصرية أم يتم إعادة عقارب الزمن إلي الوراء لفرض الدولة الدينية؟ وليس هذا السؤال سوي أحد الأسئلة الصعبة المتعلقة بمشروع نهضة مصر في هذه البيئة الأقليمية المتغيرة والمناخ العالمي الجديد في ظل العولمة وثورة المعلومات.. ناهيك عن المتطلبات الآنية لتعزيز السلم الأهلي والانتقال السلس للسلطة.
ومن البديهي ان حرية الصحافة هي احد الضمانات الأساسية لحوار متحضر ومثمر بين اقطاب الجماعة الوطنية المصرية وعندما يأتي هؤلاء الفضائون ليخلقوا أزمة بين الدولة وا لصحافة في هذا الوقت بالذات ويشعلوا العديد من الحرائق الصغيرة فإنهم في حقيقة الأمر يؤدون خدمة جليلة لأعداء هذه الأمة في الخارج وتحالف الاستبداد والفساد في الداخل.
ولهذا فإن ايقاف عبثهم يصبح واجبا ملحا وهذا مطلب لا يتم توجيهه إليهم وإنما إلي كبرائهم أو من يعتقدون انهم كبراؤهم الذين يعرضون عليه خدماتهم غير المجانية وعنوان كبير هذه الكائنات الفضائية هو مقر الحزب الوطني الذي يقول مشعلو الحرائق انه إذا أصيب بأذي تداعت له اجسامهم بالسهر والحمي ولعل قيادات الحزب الوطني أن تكون مدركة لأبعاد خطر اللعب بهذه النيران.
وهذا لا يعني ان مشعلي الحرائق في جانب واحد فقط فهناك الأفعال وردود الأفعال والجماعة الصحفية ليست محصنة تماما وبنسبة مائة في المائة ضد وجود عناصر تنزلق بحسن نية أو سوء قصد إلي لعبة اشعال الحرائق الخطرة.
لكننا نحن الصحفيين لنا كبير معروف الاسم والعنوان هو نقابة الصحفيين الذي يوجد مقرها في العقار رقم 4 شارع عبدالخالق ثروت الذي يجب أن يكون منارة للدفاع عن حرية الصحافة والتصدي في نفس الوقت للتجاوزات والخروج عن أصول المهنة.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!