أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!














المزيد.....

الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحكومة تريد بيع بنك القاهرة.. حسناً.. فهذا في النهاية قرار "سيادي" رغم انه يتناقض مع تصريحات سابقة للحكومة ذاتها التي سبق وأقسمت علي المصحف والإنجيل أنها لن تمس شعرة واحدة من رأس أي بنك من البنوك الثلاثة المملوكة للدولة. وهي البنك الأهلي وبنك مصر وبنك القاهرة.
لكن يبدو أن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء قام - هو ووزراء المجموعة الاقتصادية بمن فيهم يوسف بطرس غالي - بالصوم ثلاثة أيام للتحلل من هذا القسم. استنادا فيما يبدو إلي أن "الضرورات تبيح المحظورات".
وبصرف النظر عما إذا كانت هذه "الضرورات" منطقية أم لا. فإن المصريين تصرفوا بطريقة واقعية جدا مع حكومتهم الموقرة.
فلأنهم يعلمون أنها ستركب رأسها ولن تتراجع عن قرار بيع البنك مهما اتسعت دائرة المعارضة لهذا القرار المباغت. فقد قرروا أن يكونوا "عمليين" وألا يضيعوا وقتهم في معارضة يعلمون أنها لن تكون مجدية. لأن الحكومة ستنفذ قرار البيع وستضع أذنا من طين وأخري من عجين أمام كل الاحتياجات.
وبناء علي هذه الحكمة العملية المصرية "التاريخية". التي اكتسبها المصريون نتيجة تجارب سابقة لا حصر لها. قرروا أن يدخلوا في العملية كمشترين طالما أن الحكومة ستبيع.. ستبيع.
وكان الاقتراح الأول هو أن يكتتب المصريون في شراء البنك حتي لا يذهب إلي الأجانب.
ويبدو أن الحكومة فوجئت بهذا التحرك الشعبي. فارتبكت في بداية الأمر لكن فلاسفتها سرعان ما وجدوا مخرجا من هذا المأزق الذي وضعهم فيه الرأي العام. حيث أفتوا بأن الاكتتاب غير قانوني. ثم أضافوا إلي هذه الفتوي "القانونية" نظريات اقتصادية خلاصتها ان "العوام" الذين يتسابقون للاكتتاب من أجل شراء البنك لا يفهمون شيئا في إدارة البنوك. ناهيك عن أنهم أبعد خلق الله عن التقنيات الحديثة في عالم المصارف التي لايعرف أسرارها - بالطبع - سوي "الخواجات".
وقبل أن يتبدد الجدل حول هذه القضية. فوجئت الحكومة بتحرك آخر. لكنه جاء هذه المرة من جانب رجال الأعمال الذين طالما قالت انهم قرة عينها وأنهم رواد التنمية وأصحاب النصيب الأكبر من كعكة الاستثمار.
حيث قام عدد من أهم وأكبر رجال الأعمال في مصر بالاعلان عن عزمهم تأسيس "كونسرتيوم" من أجل الاستحواذ علي بنك القاهرة المعروض للبيع. ويضم الكونسرتيوم أسماء رنانة منها نجيب ساويرس ومحمد فريد خميس ومحمد أبو العينين ومحمد شفيق جبر وعبدالمنعم سعودي.
أليس هؤلاء أهم رجال البيزنس في بر مصر؟!
وألا تستحق هذه المبادرة التحية والتشجيع. لأن أقطاب جماعة البيزنس المصرية رأوا أنهم أولي من الأجانب في امتلاك بنك مصر؟
وأليس هذا هو الدور الطبيعي للرأسمالية الوطنية؟!
لكن المفاجأة ان الحكومة المتحمسة لبيع البنك رفضت عرض الشراء. وكأنها مصممة علي البيع ولكن للأجانب فقط؟!
أما الحجة التي تعللت بها الحكومة فقد جاءت علي لسان مصدر مصرفي رفيع المستوي شدد علي "تحفظ البنك المركزي الشديد علي تملك رجال الأعمال للبنوك في الاستحواذ علي حصص رئيسية بها تزيد علي ال 50% من رأس المال". وقال المصدر ان "سياسة البنك المركزي الحالية تتلخص في بيع البنوك المصرية لمؤسسات مالية لديها سابقة خبرة في إدارة الأموال والاستثمارات كما ان هذه السياسة لا تحبذ استحواذ رجال الأعمال علي حصة رئيسية في أسهم البنوك". مشيرا إلي أن "أي شخص أو مؤسسة ترغب في شراء أكثر من 10% من أسهم بنك فلابد من حصولهم علي موافقة مسبقة من مجلس إدارة البنك المركزي.
وتطرق المصدر إلي منطقة أخري تتعلق بالقدرة المالية لرجال الأعمال والتي تؤهلهم لشراء بنك في حجم بنك القاهرة وتساءل: هل هؤلاء يمتلكون ثمن صفقة بنك القاهرة التي قد تزيد علي ملياري دولار وربما تتجاوز 15 مليار جنيه. ومَن من الأسماء المطروحة يمتلك سيولة نقدية تعادل ربع هذا المبلغ؟ وتساءل أيضا: هل سيلجأ هذا الكونسرتيوم للاقتراض من بنوك خارجية لتمويل صفقة بنك القاهرة؟ وما الضمانات التي سيقدمونها لهذه البنوك؟ أم سيلجأون للبنوك المصرية للحصول علي قروض قد تعادل كل الودائع المتاحة لدي بنك واحد؟
والتساؤلات التي جاءت علي لسان المصدر المصرفي تساؤلات مهمة بلاشك. لكنها تطرح بدورها تساؤلات لا تقل أهمية.
فإذا كانت هذه هي الرؤية المتدنية التي تتبناها الحكومة لرجال الأعمال المصريين - بمن في ذلك أكبر كبير فيهم - بحيث انها تشكك في قدرتهم مجتمعين علي شراء بنك واحد. فكيف قامت ببناء خطتها "القومية" التنموية علي أساس أن الدور القائد والرائد فيها منوط برجال الأعمال أنفسهم. وكيف يستقيم أن تعهد الدولة لهم بهذا الدور الخطير في استثمارات تقدر تكلفتها بمليارات فلكية في حين أنها تستكثر عليهم شراء نصف بنك. وتشكك ان كانوا - مجتمعين - يمتلكون ملياري دولار؟!
وحسنا أن يدقق البنك المركزي في شروط استحواذ أي شخص أو مؤسسة ترغب في شراء أكثر من 10% من أسهم بنك.. لكن لماذا هذا التدقيق العظيم مع الشخص إذا كان مصريا. حتي لو كان يرغب في شراء 10% من الأسهم. بينما تسقط كل الحسابات والتحفظات إذا كان أجنبيا حتي لو كان يرغب في شراء البنك برمته؟!
وهل تملك الحكومة المصرية أن تسأل المشتري الأجنبي عن مصدر أمواله وعما إذا سيلجأ إلي الاقتراض لتمويل الصفقة؟!
هذه الأسئلة وغيرها تبين تناقض موقف الحكومة. فهي تطرح أحد البنوك. للبيع رغم معارضة قطاع واسع من الرأي العام. وعندما يتقدم المصريون للشراء - سواء كانوا مواطنين أو رجال أعمال فإنها تلف وتدور وتنتحل الأعذار وكأن لسان حالها يقول ان البيع للأجانب فقط.. والمصريون يمتنعون؟
هل هذا استنتاج منطقي يستحق الرد أم انه سؤال استنكاري يستوجب الاحالة إلي ملف حبس الصحفيين في هذه الأيام المفترجة؟!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!