أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صادق إطيمش - المرأة في الكتب المقدسة 2















المزيد.....


المرأة في الكتب المقدسة 2


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ألمرأة في الكتب المقدسة للإسلام والمسيحية واليهودية
ألقسم الثاني
6. أللباس : في الشرق القديم , موطن ألأديان ألإبراهيمية الثلاثة , فرضت العوامل المناخية نوعآ من أللباس على
سكنة هذه المناطق , حيث خضع نوع أللباس وطريقة إرتداءه إلى محاكاة الظروف المناخية والتعامل معها من هذا المنطلق في هذا المجال . فمثلآ غطاء الرأس كان يشكل جزءً ضروريآ من أللباس الإعتيادي العام للرجال والنساء على حد سواء . وبالرغم من إختلاف طريقة وضع الغطاء على ألرأس بين الرجل والمرأة , وبالنظر لإختلاف ألون أغطية ألرأس بين ألرجال والنساء , فقد كان غطاء الرأس هذا يشكل إحدى قطع الملابس التي لا يستغني عنها أي فرد في ذلك المجتمع . وإن نظرة بسيطة على التحف ألأثرية لأشخاص تلك المجتمعات , سواءً أللوحات الفنية أو التماثيل تظهر لنا هذه الحقيقة . وبعد ان دخل ألإسلام أرض شبه الجزيرة العربية سعى إلى إستعمال غطاء رأس النساء, الذي كن يرتدينه مسبقآ, لحماية النساء المسلمات من تعرض الرجال ومشاكستهم لهن , هذه العادة التي كانت شائعة بين الشباب من الرجال في ذلك الوقت . وحتى اليوم يمكننا ملاحظة الكثير من المجتمعات الشرقية التي يرتدي فيها الرجال والنساء غطاء الرأس كامتداد للتقليد القديم واستمرارآ للتجاوب مع الخصائص البيئية المناخية للشرق كحرارة الشمس والرياح الرملية العاصفة . وفيما يتعلق بالمرأة فمن الملاحظ في كثير من المجتمعات التي يعيش فيها المسلمون سواءً في الشرق القديم أوخارجه أن هذا النوع من أللباس قد تنوع بأشكال وألوان وطرق مختلفة لا علاقة لها بالنص القرآني في هذا المجال . ففي بعض المجتمعات ألإسلامية تحول غطاء الرأس هذا إلى غطاء لكامل الجسم أو لمعظمه . وأصبحت ألألوان المختلفة أشبه ما تكون بالإلزام لدى هذا المجتمع أو ذاك , أو لدى هذه الفئة ألإسلامية أو تلك . كما سعت بعض منظمات ألإسلام السياسي إلى جعل إرتداء غطاء الرأس من قبل النساء وطريقة إرتداءه كمؤشر للتدين ليس فقط من قبل المرأة التي ترتديه وإنما ينعكس ذلك على عائلتها جميعآ , حسب تأويل منظري ألإسلام السياسي لذلك . من المهم هنا أن لا يجري عزل هذا التغيير في إستعمال غطاء الرأس بالطرق التي لم يأت بها القرآن عن دخول ألإسلام مجتمعات مختلفة بتراثها وتقاليدها المختلفة والتي صبغت كثيرآ من ألظواهر التي نراها اليوم في كثير من المجتمعات ألإسلامية بصبغتها . في المجتمعات التي لم تعش هذه الظاهرة ولم تتعامل معها, يجري تفسير غطاء الرأس على إعتباره إضطهادآ للمرأة واغتصابآ لحقوقها . من المكن طبعآ أن يكون ذلك حقآ خاصة إذا جرى تطبيقه من جهة المتسلطين على شؤون المرأة وضد رغبتها الشخصية في إستعمال هذا النوع من أللباس , ومثل هذه الحالات منتشرة في كثير من المجتمعات ألإسلامية ولها أسبابها ألثقافية والإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية. وعلى الجانب ألآخر هناك الوجه الآخر من هذه الظاهرة الذي تتجلى فيه القناعة التامة من قبل الكثير من النساء أللواتي يرتدين غطاء ألرأس أو الحجاب أو النقاب والمرتبطة بالتربية العائلية والعلاقات ألإجتماعية . لذلك فإن التعامل مع هذا الموضوع يجب أن ينطلق من المعطيات التي تقرر هذا النوع من التصرف أو ذاك وعدم القفز على الواقع الموجود فعلآ حين التطرق إلى هذه الظاهرة التي يمكن تسميتها بالظاهرة ألإجتماعية الثقافية ألإقتصادية السياسية وليس الدينية فقط . ومن الملاحظ أيضآ في هذا المجال وجود هذه الظاهرة في المجتمعات الشرقية الحالية ليس بين المسلمين فقط , بل وبين المسيحيين أيضآ من الرجال والنساء الذين يفضلون إستعمال غطاء الرأس , خاصة إذا بلغوا عمرآ متقدمآ بعض الشيئ .
الرسالة ألأولى إلى مؤمني كورنثوس 11/ 5ـ 6 وكل إمرأة تصلي أو تَتَنَبأ وليس على رأسها غطاء, تجلب العار على رأسها , لأن كشف الغطاء كحلق الشعر تمامآ . فإذا كانت المرأة لا تغطي رأسها , فلْيُقَصَّ شعرُها , ولكن ما دام من العار على المرأة أن يُقَصَّ شعرها أو يُحْلَق , فلتُغطِ رأسها . ألرسالة ألأولى إلى تيموثاوس 2/9ـ11 كما أريد أيضآ , أن تظهر النساء بمظهر لائق محشوم أللباس , متزينات بالحياء والرزانة , غير متحليات بالجدائل والذهب واللآلئ والحلل الغالية الثمن . بل بما يليق بنساء يعترفن علنآ بأنهن يعشن في تقوى ألله , بالأعمال الصالحة . التكوين 24/64ـ65 ورفعت رفقة كذلك عينيها ورات إسحق فترجلت عن الجمل . وسألت العبد : مَن هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد : هو سيدي , فتناولت الحجاب وتغطت . تثنية 22/5 يُحظر على المرأة إرتداء ثياب الرجال , كما يُحظر على الرجال إرتداء ثياب النساء , لأن كل مَن يفعل ذلك يُصبح مكروهآ لدى الرب إلهكم . 24/31 .....وليضربن بخمارهن على جيوبهن...... 33/59 يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذَينَ وكان ألله غفورآ رحيما .

إذا ما حاولنا ألإستئناس بعلم أسباب النزول ألذي يتوخى المُفَسرون للآيات القرآنية ألإستفادة منه في تفسير ألآيات فإننا سنجد أن ألآية 33/59 من ألآيات القرآنية التي نزلت وهي تتضمن أسباب نزولها ....ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذَين .
7. ألإرث : بالنظر للدور الثانوي الذي كانت تلعبه المرأة في مجتمعات الشرق القديم ,كما شرحنا ذلك أعلاه, فقد كان تفضيل الذكور على ألإناث في ألإرث يشكل ظاهرة سائدة في تلك المجتمعات . فالذَكَر هو ألذي يضمن المحافظة على إسم العائلة أو العشيرة , والذكر هو الذي يتحمل أعباء إطعام وحماية العائلة , والذكر هو الوحيد الذي يرث , إذ لم تعرف المجتمعات الشرقية القديمة نصيبآ للمرأة من ألإرث في حالة وجود وريث ذكر. بالنسبة للدين ألإسلامي فإنه عمل على تغيير نظام ألإرث الذي كان سائدآ قبل ألإسلام والذي خص به الرجل فقط . وللإطلاع على تفاصيل أكثر حول نظام ألإرث في الإسلام ينبغي مراجعة , بالإضافة إلى ما مذكور أدناه , مواقع مختلفة في القرآن , خاصة آيات ألإرث الواردة في سورة النساء .

ألعدد يتحدث ألإصحاح 27 في التوراة عن بنات جئن إلى موسى وسألنه : 27/4 : فلماذا يسقط إسم أبينا من بين عشيرته لأنه لم يخلف إبنآ ؟ أعطنا ملكآ بين أعمامنا . 27/5 فرفع موسى قضيتهن أمام الرب . 27/6 فقال الرب لموسى : إن بنات صلفحاد قد نطقن بحق , فاعطهن نصيبآ ملكآ بين أعمامهن . إنقل إليهن نصيب أبيهن ......... 4/7 ..... وللنساء نصيب مما ترك الوالدان . 4/11 يوصيكم ألله في أولادكم للذكر مثل حظ ألأنثيين فإن كن نساءً فوق إثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ...... أنظر كذلك 4/12 حول إرث المرأة في الإسلام

8. ألزواج : لقد أصبح عقد الزواج حسب القوانين المدنية يشكل ظاهرة تكاد تكون عامة وأساسية بالنسبة لكثير من الزيجات في المجتمعات الحديثة , ومع ذلك ظل عقد الزواج الديني يشكل أساس قاعدة ألإلتزام الشرعي الذي لابد أن يتحقق لإعطاء الزواج صفته الدينية . وتكاد تكون هذه الظاهرة مشتركة في مجتمعات ألأديان الثلاثة في الوقت الحاضر أيضآ , بالرغم من إختلاف تقييم عقدي الزواج المدني والديني في كل مجتمع من هذه المجتمعات. ففي الوقت الذي نجد فيه نوعآ من التراجع عن الزواج الديني في المجتمعات المسيحية , أي انه لم يعد شرطآ للإعتراف الرسمي بالزواج وأصبح يمثل تحقيق رغبة خاصة تتعلق بمدى علاقة الزوجين كلاهما أو أحدهما بالدين , نجد أن ألأغلبية في المجتمعات ألإسلامية واليهودية تجعل من عقد الزواج الديني كشرط أساسي لتحقيق الزواج المدني . أما في المجتمعات القديمة فقد كان ألأمر يقتصر على الزواج الديني فقط لدى المجتمعات أليهودية والمسيحية التي سبقت ألإسلام , باعتبار ان ألزواج يشكل رباط عقد بين إثنين يتم بمباركة الرب . وعلى هذا ألأساس واستنادآ إلى الموقع ألإجتماعي والإقتصادي الذي كان يتمتع به الرجل قديمآ , كان لابد من ضمان حقوق الزوجة في حالة فشل الزواج وعدم إمكانية إستمراره . وعلى هذا ألأساس يتضمن عقد الزواج على فقرة تحدد المهر في ألإسلام , والموهر في اليهودية , والذي يعني ضمن ما يعني أيضآ توفير الضمانة ألإقتصادية لحياة المرأة في حالة عدم إمكانية إستمرار الزواج . يجري تفسير هذا النوع من الضمانة ألإقتصادية للمرأة من قبل بعض مَن ليس لديهم دراية كافية حول هذا الموضوع على إعتبار المهر أو ألموهر سعرآ للمرأة , فيصورون المرأة على هذا ألأساس وكأنها سلعة تُباع وتُشترى . ربما قد يجري بعض التصرف الخاطئ بحق المرأة هذا من قبل أحد افراد عائلتها , إلا ان ذلك لا يجب أن يقود إلى تفسير المهر على أساس هذا التصرف المخالف للتعاليم الدينية التي جاءت به . ومن المنظور الديني أيضآ ينبغي أن يتم الزواج برضى وموافقة ألزوجين الطوعية , ويقود إلى تحقيق الثقة المتبادلة والإلفة بين الزوجين .
رسالة بطرس ألأولى 3/7 وأنتم أيها ألأزواج, إذ تساكنون زوجاتكم عالمين بانهن أضعف منكم , أكرموهن باعتبارهن شريكات لكم في وراثة نعمة الحياة , لكي لا يعوق صلواتكم شيئ . ألرسالة لإولى مؤمني أفسس 5/25 أيها ألأزواج , احبوا زوجاتكم مثلما احب المسيح الكنيسة وبذل نفسه لأجلها . 30/21 ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجآ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون . 4/4 وآتوا ألنساء صداقتهن نِحلة فإن طِبن لكم عن شيئ منه نفسآ فكلوه هنيئآ مريئآ .

وفي موضوع الزواج لابد من التطرق إلى ظاهرة تعدد الزوجات في مجتمعات الشرق القديم وعلاقة هذه
الظاهرة بالأديان التي وُجدت في هذه المجتمعات . فمن خلال الدراسات المتوفرة عن مجتمعات الشرق القديمة يتضح لنا أن ظاهرة تعدد الزوجات كانت ظاهرة طبيعية آنذاك , وزيجات النبي إبراهيم وكل من يعقوب وداوود وغيرهم أمثلة واضحة على ذلك ,كما تشير كثير من المواقع في الكتب المقدسة على ذلك , مثلآ التكوين 4/23 و 29/25ـ29 و صموئيل الثاني 5/13 و تثنية 21/ 15ـ17 وغيرها . في الوقت الحاضر جرى التعامل مع هذه الظاهرة بطرق مختلفة , إذ حددتها أو منعتها بعض المجتمعات , في حين إستمرت بعض المجتمعات ألأخرى على ممارستها , وخاصة في بعض المجتمعات ألإسلامية التي تمارسها خلافآ حتى للتعاليم الدينية التي يفسرها بعض مفسرو هذه المجتمعات لشرعنة التعدد دينيآ , بالرغم من الخلاف القائم حول ذلك . وينصب الخلاف هنا حول تفسير وتطبيق ألآية 3 من سورة النساء والتي تنص على ما يلي : " وإن خِفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثآ ورباعآ فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أن لا تَعُولوا" . وحينما يُصار إلى تفسير هذا النص تفسيرآ علميآ ينسجم ومضمونه فيجب علينا والحالة هذه مراعاة ما يلي : 1. إن مَن يُبرر من المسلمين , وخاصة ألأثرياء منهم , تعميم ألزواج بأربعة نساء واعتبار ذلك من صلب الشريعة ألإسلامية يحاول تجريد هذا النص من محتواه الكلي والإستشهاد بالمحتوى الجزئي الذي ينص على : " وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثآ ورباعآ " وبذلك يجري تناسي او التغافل عن عاملين هامين جعلهما النص كشرطين لازمين لتحقيق هذا النوع من الزواج . العامل أو الشرط ألأول هو الخوف من العدل بحق اليتامى. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا حالآ هو : ما دخل اليتامى في أمر كهذا ؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا التطرق إلى نص ألآية التي سبقت هذه الآية أي ألآية 2 من سورة النساء والتي تنص على ما يلي : " وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبآ كبيرآ "
يتطرق هذا النص إلى حالة وجود يتامى يتطلب ألأمر رعايتهم ومعاملتهم بعدل . وحسب ألقواميس العربية المختلفة فإن اليتيم إستنادآ إلى ذلك هو فاقد ألأب والذي يعيش تحت رعاية ألأم . وحينما يجري ربط هذه الآية بالآية التي تليها أي 4/3 بواسطة حرف العطف و ألذي تبدأ به لتتناول موضوع اليتامى الذي سبق ذكره في الآية 4/2 " وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامى......." يتضح أمامنا الموقف التالي : هناك يتامى يعيشون في كنف أمهم , وهناك رجل يريد ألإهتمام بهؤلاء اليتامى ورعايتهم , إذ أن وجود ألأب أو من يحل محله كان من ضروريات إستمرار وجود العائلة في ذلك الوقت , وبما أن هذا الرجل متزوج وله أطفال , لذلك فإنه قد يعامِل ألأطفال اليتامى معاملة غير عادلة . في هذه الحالة سمح له الدين بالزواج من أم اليتامى كزوجة ثانية وبذلك يكون قد ضم هؤلاء اليتامى إلى عائلته واعتبارهم كأطفاله , وأجاز ألإسلام تكرار هذه الحالة لثلاث مرات بالنسبة للرجل المتزوج الذي يستطيع في مثل هذه الحالات ألإحتفاظ بأربعة زوجات في آن واحد . وهنا يجب أن يجري التأكيد على العامل أللغوي بعطف الآية الثالثة على الآية الثانية كي يُصار إلى فهم النص كاملآ في الآية الثالثة من سورة النساء وعدم تقطيعه إستنادآ إلى رغبة هذا أو تفسير ذاك . وبعكسه يجب تكرار السؤال الذي طرحناه أعلاه وهو : ما علاقة وجود اليتامي في هذه ألآية وذكره مباشرة وبدون أي فاصلة بموضوع تعدد الزوجات . أما العامل او الشرط الثاني فهو العدل بين الزوجات " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " . وهنا لا يتطرق ألنص القرآني إلى تعريف هذا العدل الذي نص عليه . واستنادآ إلى ذلك يصبح مفهوم العدل هنا المفهوم العام الذي يشمل كل شيئ بدءً بالحب , كما تنص على ذلك الآية 30/12 مرورآ بالمعاملة الحسنة والمساواة في الإنفاق وانتهاءً بتنظيم العلاقات الجنسية بشكل عادل بين الرجل وزوجاته . أما أن يُفسِر المفسرون هذا العدل على أنه العدل في النفقة فقط , فذلك أمر لم ينص عليه القرآن الذي ترك فهم العدل ضمن المفهوم العام وليس الخاص لهذا المصطلح . إضافة إلى ذلك فإن تفسير العدل على أنه عدلآ ماديآ فقط , فإنه بالرغم من تعارضه مع النص القرآني المتعلق بالمودة والرحمة , فإنه يفسح المجال أمام ألأثرياء فقط لتلبية رغباتهم في مثل هذه الزيجات وهي رغبات جنسية قبل أي شيئ آخر, وهذا ليس من الدين بشيئ . وفي الواقع المُعاش الآن نلاحظ شيوع هذه الظاهرة بين أوساط أمراء البترول أو مَن على شاكلتهم ممن جعلوا تحقيق الرغبات المادية أساسآ لحياتهم . وحينما نعود إلى موضوع العدل فسنجد أن القرآن ينص في ألآية 129 من سورة النساء على ما يلي : " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن ألله كان غفورآ رحيمآ " . وهنا يؤكد النص القرآني مرة أخرى على عمومية العدل الذي لا يستطيع الرجال تحقيقه بين النساء حتى وإن أرادوا ذلك فعلآ . حين التعامل مع هذه النصوص بتريث وحكمة سنجد أن تصرفات بعض المسلمين في مجال تعدد الزوجات وتوظيف إمكانياتهم المادية لإنتزاع الفتاوى التي تجيز لهم مثل هذه التصرفات لا يمكن أن تنسجم والنصوص القرآنية التي يدعي هؤلاء إحترامها والعمل بموجبها . 2. يحاول الكثير من المسلمين ألذين يلجأون إلى تبرير تعدد الزوجات في الوقت الحاضر إلى ما قام به نبي الإسلام نفسه , حيث كان النبي محمد قد إرتبط بعدد من الزيجات في حياته . ولمناقشة هذا ألأمر لابد لنا من ملاحظة ما يلي : أولآ : بصورة عامة ينبغي ألإقرار بأن مسألة تعدد الزوجات بالنسبة لكثير من المسلمين في الوقت الحاضرلم تعد ترتبط بالتعليمات الدينية أكثر من إرتباطها بالرغبات الشخصية للرجل الذي يسعى لتحقيق رغباته الجنسية قبل كل شيئ . ولا غرابة في ألأمر إذا ما وجدنا أن معظم الذين يتوجهون هذا التوجه هم من ذوي القابليات المادية التي يستطيعون من خلالها تحقيق ما أفتى به فقهاؤهم حول تحقيق العدالة بين الزوجات بضمان الحاجة المادية غير آبهين بالعلاقات الزوجية الأخرى التي ينص عليها القرآن والمتعلقة بالمودة والرحمة بين الزوجين . ثانيآ : إن النبي محمد (ص) إنطلق في زيجاته من مبدأ الحرص على الدين والمحافظة على إستمرار وجوده وذلك بخلق علاقات عائلية من خلال الزواج , بحيث تلعب هذه العلاقات , كما كان معمولآ به زمن إنطلاق الرسالة في شبه الجزيرة العربية , دورآ مهمآ في المحافظة على حياة ألنبي وتقديم الدعم والعون له على نشر الرسالة السماوية التي أتى بها , إضافة إلى العوامل ألأخرى . وبما أن تصرفات النبي كانت محكومة بالإرادة ألإلهية , لا ينطق عن الهوى ,إن هو إلا وحي يوحى ,لذلك يمكن إعتبار زيجات النبي حالة خاصة إنفرد بها صاحب الرسالة , كانفراده بتبليغ الرسالة من خلال الوحي والذي لا يمكن لأي مسلم , مهما إرتفع شأنه , أن يضع نفسه في هذا الموقع ألذي إنفرد به النبي . لذلك فإن تبرير تعدد الزوجات بزيجات النبي يتطلب أن يكون طالب الزواج بتلك المكانة وذاك الموقع الذي كان يحتله النبي , ولا أعتقد أن هناك أي مسلم يسمح لنفسه بذلك .

9. ألطلاق : في هذا المجال نستطيع أن نجد بعض ألإختلافات في طروحات الكتب المقدسة للأديان الثلاثة . ففي الوقت الذي يغلب فيه التحذير من الطلاق في العهدين القديم والجديد , يحاول النص القرآني تنظيم أمر الطلاق , إذا ما تحقق ألإصرار عليه فعلآ .

مرقس 10/2ـ9 وتقدم إليه بعض الفريسيين وسألوه ليجربوه: " هل يحل للرجل أن يُطلق زوجته ؟ " فردَّ عليهم سائلآ : " بماذا أوصاكم موسى ؟ " فقالوأ : " سَمَحَ موسى بأن تُكتب وثيقة طلاق ثم تُطَلق الزوجة " . فأجابهم يسوع : " بسبب قساوة قلوبكم كتب لكم موسى هذه الوصية . ولكن منذ بدء الخليقة جعل ألله ألإنسان ذكرآ وأنثى . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بزوجته . فيصير ألإثنان جسدآ واحدآ . فلا يكونان بعدُ إثنين بل جسدآ واحدآ . إذَن, لا يُفَرِقَنَ ألإنسان ما قد قرنه ألله ". قارن أيضآ : مرقس 10/10ـ12 و متي ألإصحاح 19/3ـ11 4/35 وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمآ من أهله وحكمآ من أهلها إن يريد إصلاحآ يوفق ألله بينهما إن ألله كان عليمآ خبيرآ . 2/229 ألطلاق مرتين فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئآ .......... للزيادة في المعلومات حول هذا ألأمر , راجع أيضآ 2/228ـ232


1

10. ألمساواة : بالرغم مما ذكرناه أعلاه حول أفضلية الرجل على المرأة في مجتمعات الشرق القديم والتي تبنته
أيضآ ألأديان الثلاثة التي إنطلقت من هذه المنطقة , نلاحظ وجود بعض النصوص التي توحي إلى وجود نوع من
المساواة بين ألإثنين في بعض الحالات .

الرسالة ألأولى إلى مؤمني كورنثوس 11/11ـ12 غير أنه في ألرب ليست المرأة من دون الرجل , ولا الرجل من دون ألمرأة . فكما أن ألمرأة أُخذت من الرجل , فإن الرجل يكتمل بالمرأة , وإنما كل شيئ هو من ألله . 16/97 مَن عمل عملآ صالحآ من ذكرٍ وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون . قارن أيضآ 33/35

ألدكتور صادق إطيمش







#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 1
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 2
- الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله


المزيد.....




- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صادق إطيمش - المرأة في الكتب المقدسة 2