أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - أوليف تويست















المزيد.....

أوليف تويست


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


تدور أحداث الرواية في اصلاحية للأحداث حقيرة. عندما ولدت امرأة طفلا هزيلا شاحبا يتأرجح بين هذا العالم والعالم الآخر وبعد أن أبدى المولود الجديد تمسكه بالحياة وُضع بين يدي أمه لتفارق بعدها الحياة. وكان لا بد من وجود تأوهات لموت الأم في هذه السن المبكرة.
هكذا كانت ولادة اوليفر تويست بطل الرواية، وليكبر في تلك الإصلاحية جاهلا كل شيء عن والديه، عدا ما قالته بعض الممرضات العجائز عن أمه وأنها سارت مسافة طويلة كي تصل إلى حيث ولدت، وكان من الطبيعي أن يكبر الطفل شاحبا هزيلا نحيلا جدا ودون متوسط الطول في ظل قلة الغذاء.
هذا إلى جانب أنه يتيم وحقير في نظر مسؤولي الإصلاحية ، يعامل بمهانة ويضرب هو وأقرانه إذا اشتكوا من الجوع كما انه درب نفسه على استدعاء دموعه على عجل عند الحاجة في ظل معاملة الكبار القاسية.
كما واجه هو ورفاقه نظاما يحتم عليهم العمل لكسب قوتهم مقابل ثلاث وجبات طعام بسيطة جدا تبقيهم على قيد الحياة، لا تزيد عن حساء خفيف يوميا مع بصلة مرتين في الأسبوع ونصف كعكة أيام الآحاد تجعل الواحد منهم يفكر بأكل رفيقه النائم إلى جواره.
اختير اوليفر نيابة عن رفاقه لطلب المزيد من الطعام، ولكنه ضرب بعنف أمام الجميع وعومل بقسوة لجرأته تلك ثم سجن، وفي اليوم التالي علقت لافته على البوابة الخارجية تقدم مكافأة قدرها خمسة جنيهات لأي شخص يأخذ اوليفر تويست من الإصلاحية للتخلص منه بصورة قانونية.
اغتبط بامبل المسؤول في الإصلاحية عندما جاءه الحانوتي سوربري وطلب منه أخذ اوليفر ليعمل معه وأملا في المكافأة. كان الحانوتي سوربري رجلا طويلا ونحيفا، يرتدي بدلة سوداء مهترئة وفي الوقت نفسه متعهد بدفن موتى الإصلاحية ، راضيا في كون أجساد أولئك الموتى ضئيلة بسبب الجوع فلا تكلفه خشبا كثيرا من أجل توابيتهم. أنهى بامبل الإجراءات بسرعة لينتهي اوليفر إلى المبيت مرعوبا بين التوابيت في ليلته الأولى في بيت الحانوتي.
ولم تكن معاملة اوليفر في بيت الحانوتي بأحسن منها في الإصلاحية سواء كانت تلك المعاملة من قبل الحانوتي وزوجته أم من قبل نوح كلايبول وشارلوت اللذين يعملان مع الحانوتي واثر مشادة بين اوليفر وبين نوح الذي تعمد إهانة اوليفر ضرب اوليفر بمهانة من جديد ثم سجن.
ولكن اوليفر الذي أخذ يتفجر من الغيظ فرّ في فجر اليوم التالي نحو لندن التي تبعد حوالي 70 ميلا ليعيش حياة ثانية مليئة بالأحداث والمفارقات ولتتقلب به الأحوال اعتمادا على ميول وطباع الأشخاص الذين التقاهم.
يتعرف اوليفر وهو في طريقه إلى لندن على جاك دوكنز والذي يعّرفه بدوره على اليهودي العجوز البخيل فاغن ذي الوجه الشرير بشعره الأحمر الكثيف، وشيئا فشيئا يكتشف اوليفر انه وقع بين براثن عصابة تستغل الصغار أمثاله وتسرق المارة وتمارس أعمالاً إجرامية هنا وهناك يقودها اليهودي فاغن.
ويشاهد تدريباتهم في كيفية سرقة علب التبغ وكتب الجيب ودبابيس القمصان ومناديل الجيب وغيرها، ثم دفعوه على محاكاتهم في التدريب وأوحى إليه اليهودي فاغن انه بعمله هذا سيكون من العظماء، وظلّ اوليفر يتساءل :
كيف أن سرقة جيب سيد عجوز سيجعل منه رجلا عظيما. كما تعرف اوليفر على فتاتين هما بت ونانسي، والأخيرة كان لها دور كبير في مجريات حياته إذ كثيرا ما أشفقت عليه وساعدته وتعرضت بسببه إلى العقاب.
ومع أول عملية سرقة في الطريق العام يقوم بها اثنان من الصبية لحساب فاغن ويشارك فيها اوليفر كمراقب تحدث مفاجآت غير متوقعة فيضطر الجميع إلى الابتعاد عن المنطقة بأسرع ما يتطلب الأمر بمن فيهم اوليفر.
ونظرا لقلة خبرته في مثل هذه الأحداث فقد أُعتقد أنه اللص فيقبض عليه بعد أن يجرح، وعندما فتشه الشرطي لم يجد معه شيئا من المسروقات، ورغم ذلك حكم على اوليفر بالسجن ثلاثة أشهر لولا شهادة صاحب المكتبة الذي رأى كل شيء وجاء إلى المحكمة طواعية ليشهد ببراءة اوليفر قبل تنفيذ الحكم.
هذه الأحداث جعلت من براون لو، الرجل الطيب الذي تعرض للسرقة يشفق على اوليفر الجريح والمنهك والمهان فيأخذه معه إلى مسكنه للعناية به.وعندما استيقظ اوليفر بعد فترة طويلة أدرك أنه مصاب بالحمى.
ورغم العناية الفائقة إلا أنه كان يعاني من الضعف والإنهاك وأحس اوليفر بعد ثلاثة أيام من العناية بالسعادة لأنه ينتمي إلى هذا العالم من جديد ولأن آثار الحمى بدأت تفارقه. وبعدما استمع براون لو إلى حكايته أشفق عليه واستبقاه تحت رعايته. ولكن يد الحظ التي ابتسمت إلى اوليفر لم تدم طويلا فقد كانت أعين العصابة تبحث عنه لإعادته إلى الحظيرة.
نجحت العصابة في اختطاف اوليفر من الطريق العام بينما كان في مهمة شراء حاجيات إلى براون لو ثم سلبت ما بحوزته من نقود وأشياء تخص براون لو وبعد أن سدّت عليه طريق العودة في ظل معاملة قاسية وتدريب آخر من نوع خاص أُجبر اوليفر من جديد على المشاركة في عملية سطو على أحد المنازل.
وفيها تم إدخاله من إحدى الفتحات الصغيرة نظرا لحجم جسمه الصغير لكي يقوم بعملية فتح الباب الرئيسي ومن ثم سرقة المنزل بوساطة أفراد العصابة، وتفشل العملية ليدفع ثمنها وعاقبتها اوليفر أيضا.
أدرك اوليفر فيما بعد أن عملية السرقة قد فشلت وأنه أصيب وأُغمي عليه، وقد تم نقله إلى البيت الذي حاولوا سرقته، وعوضا عن أن يوشوا به إلى الشرطة فإنهم مدّوا له يد العطف والحنان لما رأوه من بؤس وضعف ظاهر على وجهه وبدنه. وامتدت هذه الرحمة لفترة تزيد على الثلاثة أشهر حتى أصبح فيها اوليفر عضوا شديد الالتصاق ومحبوبا جدا من العائلة الصغيرة.
وهنا في هذا البيت المجلل بالرحمة يكتشف اوليفر حقيقة أمه، وأن له أخا من أبيه أكبر منه يدعى مونكس، وأن أخاه ما هو إلا ذلك المجرم الذي ينتمي لعصابة اليهودي فاغن، تلك العصابة التي ارتكبت الموبقات والقتل ووقعت مؤخرا في يد العدالة لتنال جزاءها.
الأسرة التي رعت اوليفر كانت على صلة مع براون لو الذي رعى اوليفر بعد أول محاولة سرقة حضرها وكاد أن يكون ضحيتها لولا شهادة صاحب المكتبة الذي برأته تبنى براون لو اوليفر وشمله برعايته، وساهم براون لو مع آخرين في إماطة اللثام عن حقيقة اوليفر .
حيث اكتشفوا أن والده كان ميسور الحال وأنه وقع في حب أم اوليفر التي توفى عنها والدها آنذاك وكان اوليفر ثمرة ذلك الحب. واستطاع براون لو إرجاع بعض الإرث الذي يخص اوليفر الذي بات سعيدا بحياته الجديدة.
ومما يلفت النظر في رواية اوليفر تويست، ومؤلفها تشارلز ديكنز انه ركز على شخصية فاغن اليهودي البخيل والمجرم، تلك الشخصية التي لا هم لها سوى الحصول على المال وعن أي طريق كان، وتعمل عملها في هدم المجتمع وقيمه، وهو الأمر المعروف في الأدب الانجليزي .
كما فعل وليم شيكسبير في تجسيد شخصية شايلوك اليهودي في « تاجر البندقية» الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي وآخر كارتوني، كما مثلت على خشبة المسرح ليكتشف الإنسان من خلالها كيف عبر تشارلز ديكنز عن نبرات المرارة التي مرت في طفولته من خلال شخصيات رواياته.





#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرض والدواء مابين الفقراء والأغنياء
- ت. س. ايليوت
- الفرنسيون والبريطانيون : عداوة في غاية اللطف...
- روبرت براوننغ..حياة ورسائل وأشعار غامضة
- بيكاسو (1881 1973 )
- الانفجار الديمغرافي
- ساعة إينشتاين وخارطة بوانكارييه
- كأس آسيا و أمن جمجمال و الجيش الأردني....!
- هوشي منه بين الحلم الثوري الفيتنامي والبيروقراطية الستالينية
- إعادة محاكمة غاليليو من جديد
- ثقافة الرأسمالية الجديدة
- أسوار سمرقند
- بوش وأميركا اللاتينية
- الى روح أبينا رغيد
- أعشاش
- ..صورة من أمس..شعر شعبي عراقي
- لمرور 40 عاماً على (نكبة )حزيران....حرب الأيام الستة ..الحقي ...
- مملكة توني بلير
- حياة رجل المصارف ستيرن
- حوض البحر المتوسط و المستقبل


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - أوليف تويست