أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زهير كاظم عبود - إقتحام المدى














المزيد.....

إقتحام المدى


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


القوة الأمريكية التي اقتحمت مبنى جريدة المدى العراقية لم تكن دون سبب ، وكانت تلك القوة تبحث عن أوراق ومستندات في بعض الأقسام .
تلك القوة لم تكن الأولى والأخيرة التي تداهم المدى ، فقبلها قامت قوة صغيرة من الجيش العراقي باقتحام المبنى باحثة عن تلك المستمسكات ، دون أن تجدها أو تعرف مكانها أو حقيقة وجودها ،ويبدو أن القوة العراقية التي كانت مكلفة بالبحث عن تلك الأوراق لم تفلح بتحقيق نتائجها ، وقامت تلك القوة باقتحام مبنى المدى ليلا ووضعت يدها على كراسات ووثائق قديمة متروكة في مخازن الأرشيف، ومهما كانت قيمة تلك المستمسكات وعدم أهميتها ، فأنها بالتالي مستمسكات تخص الجريدة ولايحق لغيرها الاستيلاء عليها إلا وفقا للقانون .
و بالرغم من الخرق الذي تمت ممارسته بحق صحيفة من كبريات الصحف العراقية وأهمها في الساحة الإعلامية ، وبالرغم من الاستهانة بالدستور والقانون الذي يوجب أن يكون هناك أمرا بالتحري الأصولي الصادر من جهة قضائية مختصة ، علما أن الدستور العراقي أكد على أن تراعي الدولة المؤسسات الثقافية ، وتتكفل بحمايتها من الإكراه النفسي والفكري ، وكما تتكفل الدولة بحرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل ، وبما فيها حرية الصحافة .
ولنا أن نتساءل عن الشيء الذي تبحث عنه القوة العراقية العسكرية وبعدها القوة الأمريكية ؟ وماهو الشيء الذي تحوزه (( المدى )) ليدوخ عقول قائد القوة العراقية ؟ ومن ثم القوة الأمريكية التي صارت مهمتها العسكرية البحث في الأدراج والدواليب وكسر الأقفال ، وتلك مهمة غايتها مكافحة الإرهاب !!
وباعتبار أن تلك القوة العراقية يتم مسائلتها وفقا للقانون ، وعلى الحكومة ممثلة برئيس الوزراء أن يعلن عن حقيقة تلك المهمة التي قامت بها القوة العسكرية ، وعلينا أيضا إن نحمي مؤسساتنا الثقافية من تعسف القوات الأمريكية وبحثها في مستمسكات عراقية لاتخصها ، إلا إذا كانت لدى المدى أوراق ومستمسكات تدين بعض الشخصيات الأمريكية العاملة في العراق وتورطها بالفساد والسرقات .
ولانعتقد أن العمليتين العسكريتين تتعلقان بما لدى المدى من وثائق الرشاوى في عمليات النفط مقابل الغذاء في الزمن البائد ، لأن الأمر انكشف للعالم مع كل ما تم طمره من حقيقة تلك الوثائق ، حيث لم تتخذ الإجراءات القانونية الكفيلة على الأقل برد الاعتبار للعراق .
منظمات المجتمع المدني والأحزاب العراقية الفاعلة في الساحة العراقية مدعوة للوقوف بوجه تلك الممارسات البعيدة عن القانون والأخلاق ، والحكومة ممثلة بالبرلمان والسلطة مدعوة لاتخاذ أجراء رادع لإيقاف مثل تلك الممارسات الهجينة في الزمن الجديد وعدم تكرارها مع المدى أو مع غيرها من الصحف مستقبلا .
أن على المثقفين العراقيين الوقوف مليا أمام هذه الظاهرة التي تستبيح ليس الفكر وحرية الرأي ، إنما تستبيح الدستور والقانون ، إن يكون الرد متناسبا مع حجم التدخل السافر والمتكرر ، وان تعلن تلك الجهات عما تبحث وتريد من جريدة عراقية صارت جزءا مهما من ثقافة العراقي ؟
القوة العسكرية سواء منها العراقية أو الأمريكية لم تستطع أن تتعرف على مكامن المدى ومخابئها ، ولن تستطيع أن تعرف مطلقا ، فقلوب العراقيين كلها مخابئ لتلك الصفحة العراقية التي يثق بها أهل العراق ، وكل صدور العراقيين حواجز لصد أي اختراق ليس للمدى إنما لكل الصحف العراقية دفاعا عن حرية الصحافة والكلمة الحرة التي تلتزم بها المدى .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية الطائفية
- كنت ولم تزل أبنا بارا للعراق يامصطفى المدامغة
- هل يمكن للبعث أن يغير أسلوبه وسياسته في العراق ؟
- الدم العراقي المستباح
- القتل منهجا
- مساهمة الأمم المتحدة في التصدي للإرهاب
- لايليق بكم السواد !!
- هل يستفيد الأتراك من تجربة إقليم كوردستان ؟
- الذيول الملطخة ضمائرها
- سر قوة الأيزيدية !!
- هل حقا أن العراق بلد نفطي ؟
- علي السوداني إرهابيا !!
- تسلل القاعدة وطريق العبور الى العراق
- ولم يزل الفاعل مجهولا !!
- موفق محمد .. الإنسان والشاعر وملك الضيم
- العدالة الأنتقالية
- هل ينتقص الدين من الوطنية ؟
- مسؤولية الدولة عن الجرائم المرتكبة إنتهاكا لأحكام القانون ال ...
- أغتصاب القانون الدولي في العراق
- محنة تغيير القومية


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زهير كاظم عبود - إقتحام المدى