أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبراهيم سبتي - صورة العراقي عند جيرانه














المزيد.....

صورة العراقي عند جيرانه


إبراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ سقوط التمثال المريع في ساحة الفردوس ، لم يعرف المواطن العراقي المغلوب على امره طعما للانتصار الكبير الذي ازال الطغيان وهدم الاسوار وحطم التماثيل .. لم يتذوق العراقي لحظة على الاقل ، طعم الغبطة ونشوة التغيير .. فكان على موعد مع القتل واراقة الدماء بدلا من الاماني التي ضاعت وتقهقرت خلف حيطان الظلام والارهاب .. فصار كل شيء في البلاد ، رهينة التدمير والضياع وافول الامل .. ولابد للعراقي ان يضع حلولا آنية للخروج من ازمته وانقاذ ما تبقى منه على الاقل . فلجأ اول ما لجأ اليه من حلول ، الخروج من العراق !!
اعتقادا منه ان الخروج هو الحل الامثل والامنية الضالة .. ولكن لا كما يتصور ولا كما يشتهي ، فدارت العجلة عكس الطريق وسقطت امنياته في بحور متلاطمة وتحمل قهرا وضيما لم يقدر عليه ووجد ان الاخوة والاصدقاء المجاورين لم يظهروا الود الي تصور ولم يمدوا يد العود كما خطط . وبات نهبا لمطاردات اجهزة الداخلية ، ومطاردا من صاحب العمل الذي تصور انه سيعيله جراء خدماته . ناهيك عن ان المطارات لبعض دول الجيران تحولت الى اقبية سجون تمارس اقسى واعتى الاساليب مع العوائل العراقية التي استطاعت بعد عناء طويل ان تجمع اجور تذكرة الطائرة .. تحولت قاعات الانتظار وقاعات المغادرة الى ردهات سجون حقيقية يحبس فيها الطفل والمرأة والعجوز المتهافت على الامان عند الجيران ..
هذه في الخطوة الاولى من موطأ القدم وبعدها العودة القسرية مع اقرب طائرة الى العراق .
ولا نعلم لماذا يدخل الاجنبي المنتمي لكل قارات الكون الى مطاراتهم دون عقبة او حواجز ، بل انهم يستقبلونه بالابتسامة والتحية ومن ثم يختمون جواز سفره بكل المراحب والتحيات .. وحده العراقي المبتلى ، ينتظر تحت وابل الكلمات النابية والزعيق المتواصل بهم ..
انهم ينظرون للعراقي القادم اليهم وكأنه لا ينتمي لهذا الكون ، قادم من كوكب او مجرة نائية .. غريب يريد ان يدمر حضاراتهم ويسلب رزقهم ويذهب نعمتهم ..
في زمن مضى ، يوم كان اهل العراق في تخوم الحروب ، كانت البلاد لكل القادمين اليها .. كانت البلاد تحت حريتهم وسخية معهم الى حد الكرم الباذخ .. يومها كانوا قد تملكوا المعامل والبيوت والمزارع وبعض اهل البلاد يشحذون في الازقة الرطبة والشوارع الحامية تحت اللهيب الحارق للشمس العراقية .. الان ، العراقيون يبحثون عند بعض الجيران عن موطأ قدم مؤقت .. لا لشيء الا للامان والحياة بعيدا عن القتل والتهجير والعطالة المدمرة ..
الا يتعض الاخوة من تاريخ هيبتهم يوم كانوا في رحاب الارض العراقية ؟
الا يكون التاريخ عبرة وخجلا من كرم ومودة قدمت لهم على طبق المحبة والاخوة ..
هل يستاهل العراقي ما يفعله به بعض من الجيران ؟ لا استقبال يليق ..ولا كلام يريح اعصابهم المتعبة .. بل ان بعض المتمردين على الكرم والسخاء العراقي ، ارسلوا الاحزمة المبيدة والرجال الباحثين عن تجمعات ومناسبات ليثيروا الدمار والموت ..
كل الطلب ، ان يكونوا منصفين مع العراقي البسيط القادم اليهم طالبا العون .. ونعتقد جميعا بأن العون والكرم والضحكات كانت تنبع دوما من ارض النهرين لانها من طبائع اهلها .. ولان عنوان الارض هو العراق فهذا كفيل بأن يكون الاهل اعزة واحبة وكارمين لضيوفهم وان كان من بينهم غادرا ..





#إبراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصان لورنس / قصة قصيرة
- عندما يفرح أهل السياسة !


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إبراهيم سبتي - صورة العراقي عند جيرانه