أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تسييس الأمن














المزيد.....

تسييس الأمن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل الملاحظات التي يمكن تسجيلها على خطة فرض القانون الا ان احدا لا يمكنه ان ينكر تحقق تحسن امني مهم في العراق، واذا كانت هناك اعتراضات على بعض الاجراءات الامنية في بداية تطبيق الخطة فلا يمكن اليوم الإ الاذعان الى انها كانت اجراءات صائبة امنيا رغم تكاليفها المتنوعة، وفي المقابل تعرضت الخطة الامنية الى هجوم سياسي شرس من اكثر من طرف بدعوى ان الخطة استهدفته او استهدفت قواعده حصرا ولذلك انطلق من يشنع على الخطة متهما اياها وقادتها بشتى التهم، الا ان اي مراقب عندما يضع تخطيطا سياسيا او اجتماعيا للإنتقادات فأنه سيجد بسهولة انها تنطلق من جهات متناحرة فيما بينها بمعنى ان الخطة لم تستهدف طرفا بعينه، واختلاف جهات الاتهام جاء ليؤكد مهنية الاجراءات، صحيح ان اعداد المعتقلين كبيرة وان الاجراءات شديدة الضراوة، لكن كلا الامرين يؤكدان ان عدد المشاركين او المنخرطين في اعمال العنف كبير، كما ان شدة المواجهات تعبر عن امتلاك قوى العنف لكميات كبيرة من الاسلحة وهي على مستوى عال من التنظيم وهي مصرة على التصدي ومجابهة الاجهزة الامنية، وهذا الوضع سيدفع بالاجهزة الامنية بالتأكيد الى رفع مستوى الرد.
حالة اخرى في الوضع الامني تتعرض لخطر التسييس وهي المجالس العشائرية، فهناك من الساسة من يحاول تجيير الدور العشائري لصالحه بطريقة تؤدي مع مرور الوقت الى سيطرة هؤلاء الساسة على القوى العشائرية ومن ثم زجها في التطاحن السياسي والامني الدائر في العراق، لتكون بذلك النتيجة المتوقعة عكس الهدف المرجو من انشاء مجالس العشائر، فبدل ان ينتهي الوضع الى فرض الاستقرار سيكون هناك عسكرة للمجتمع، وقد ظهرت هذه الالتباسات في الاداء العشائري في بعض المناطق ما يدفع الى الحرص على مراقبة الاداء العشائري وتحديد مدياته بطريقة تحصر هذا الاداء في المجال الذي ترسمه الاجهزة الامنية الرسمية.
لقد كانت النتائج التي حققتها كل من الاجهزة الامنية والمجاميع العشائرية سببا في دفع قوى العنف الى تغيير منهجها حيث حاولت هذه القوى التعويض عن الخسائر والهزائم التي منيت بها عبر ممارسة اسلوب الاغتيالات، فقد شهد العراق خلال مدة قصيرة سلسلة من عمليات الاغتيال شملت شخصيات متنوعة في انتماءاتها ووظائفها من رجال دين الى قادة امنيين ميدانيين ومسؤولين رسميين فضلا عن استهداف شيوخ العشائر التي تقاتل الى جانب الاجهزة الرسمية، واللجوء الى الاغتيال يؤكد ان جماعات العنف لم تعد قادرة على المواجهة بذات الطريقة التي كانت تعتمدها سابقا.
ان تحسن الامن في بغداد لايبرر تجاهل الوضع في المناطق والمحافظات الاخرى، فهناك توتر امني في اكثر من محافظة بسبب التجاذب بين المليشيات او ضعف وانعدام الاجهزة الامنية او اختراقها من قبل الجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية، الامر الذي يدفع الى اتخاذ اجراءات حازمة هناك، اذ لم يعد هناك مجال للتسامح مع مثيري القلاقل والفتن فقد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، فقد رفع القادة الغطاء عن اتباعهم او من يقاتلون باسمهم لذلك لا يمكن للساسة الدفاع عن هذا الشخص او ذاك من ممارسي العنف على اساس انه ينتمي الى تنظيمهم، لقد صار واضحا ان خيار فرض الاستقرار هو خيار حتمي خاصة بعد ان شرعت القوات متعددة الجنسيات في عمليات تسليم الملف الامني للمحافظات واحدة بعد اخرى.
الاجهزة الامنية العراقية وخاصة خارج العاصمة اصبحت في مواجهة صريحة وعليها تحمل مسؤولياتها والا فأنها ستفقد هيبتها وربما وجودها حيث هناك الكثير من الاطراف السياسية المسلحة التي تريد فرض وجودها على الواقع الامني.
محاولة بعض الساسة للتطفل على الملف الامني المقصود منها استغلال التذمر او السلبيات التي تصاحب اي عمل امني في المناطق التي تشتد فيها المواجهات بقصد الحصول على مكاسب سياسية من جهة والتشبث باكثر من طريق في العمل السياسي من جهة اخرى، وفي نفس الوقت التلاعب بالعواطف والمحافظة على التحشيد الفئوي.
لقد شكلت بعض الممارسات السياسية عبئا على الاداء الامني، ومن اجل انسيابية العمل الامني لا بد من التخلص من هذا العبء السياسي، ليكون العمل الامني عملا مهنيا صرفا لا تعتبر نتائجه الايجابية نصرا لطرف او شخص، كما لا يحمل ذلك الطرف المسؤوليات المترتبة على اخطاء في الاداء الامني، وفي المقابل ليس من مصلحة اي سياسي تقمص دور الضحية بهدف التشهير بالاداء الامني بقصد جني الارباح السياسية.
الامن قضية حيوية لا يمكن تركها نهبا للتجاذب السياسي والاحتقانات الشخصية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تسييس الأمن