أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي















المزيد.....

تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد من مفر امام الادارة الامريكيه لتحسين الوضع العراقي الا من خلال ممارسة الغطرسه السياسيه والكشف عن الانياب الحقيقيه للسياسه الامريكيه وأهدافها في العراق بعيدا عن الوجه الذي حاولت خداع العراقيين من خلاله طوال السنوات الاربع من احتلال البلاد والتصريحات التي لم تكن في أغلبها الا للاستهلاك الداخلي والدعايه الحزبيه التي تدخل في أطار التنافس بين الحزبين لتحقيق الاطماع التوسعيه على حساب شعب عانى المراره من هذه الادارة ومواقفها حتى من قبل سقوط الدكتاتوريه ، وحتى تحديث الخطط العسكريه والزج بمزيد من الجنود في العراق لم ينقذ الولايات المتحده الامريكيه من شبح الهزيمه الذي بات يلوح في الافق حتى اصبح الكثيرون من المتابعين للحرب قادرين على الجزم بأنه واقع لا محاله ، ان الدور الامريكي الحالي في العراق مر بعدة مراحل قبل ان يصل بداية نهايته بطرح مشروع غير ملزم يهدف الى تعبئة القوى المؤيده لواشنطن داخل العراق وخارجه من اجل تطبيق هذا القرار كمقدمه لتحويل الشرق الاوسط الى مجموعه من الدويلات الصغيرة العاجزه عن مواجهة اي تحدي قادم من الخارج وتكون أسيرة المشروع الامريكي في المدى البعيد للسيطرة على المقدرات الماديه والمواقع الاستراتيجيه لهذه البلدان ويجعلها تدور في فلك النظام العالمي الجديد الذي تميز ملامحه حرب الحصول على المزيد من الاسواق وأحتكارها ..
قد لا يهتم العراقيون لما يريده المشروع الامريكي من بلادهم بقدر ما يهمهم الخروج من النفق المظلم الذي دخلوا فيه منذ احتلال الكويت وحتى يومنا هذا وشاركت الولايات المتحده بقوة في أدخالهم فيه ، فالشعب الذي ارهقته الة الحرب الدمويه التي سحقت الكثير من شبابه ونساءه واطفاله والتي امتدت منذ اغتيال الرئيس عبدالكريم قاسم وحتى اللحظه الراهنه ، الحاله العراقيه فريده من نوعها في تحمل الماسي والظلم لكنها لا تستطيع التحمل الى ما لا نهايه لان لكل شئ حدود ، المشروع الذي تقدم به جوزيف بايدن جزءا محوريا من السياسه الامريكيه في الشرق الاوسط وتقديمه بطريقه مخففه على الملئ كونه غير ملزم للأدارة ما هي الا خدعه تم اكتشافها بسرعه لا سيما وان الموضوع لعب على وتر الطائفيه والمذهبيه ويشجع عليه مما يعطي كل الطروحات المناهظه للاحتلال المصداقيه ويدفع الشعب العراقي بأتجاه فقدان الثقه في الشخصيات العراقيه التي توالي هذا التوجه وتدعو له ، في تاريخ العراق الطويل عاشت البلاد حاله شبيهه من المشاكل في عهد حمورابي الذي تقسمت مملكته بعد انتهاء حكمه وكذلك في عهد نبوخذ نصر الذي انقسمت مملكته بعده لفترة من الوقت قبل ان تعود لتجانسها القديم مع مرور الزمن نظرا للمصالح المتبادله الاقتصاديه والاجتماعيه بين أجزاءها ، وكذلك تعرضت البلاد للتقسيم بعد موت الملك الاشوري سنحاريب لأن ولايه العهد والحكم كانت النقطه التي تنطلق منها شرارة الحربوب والصدامات في كل عهد من عهود الحضارة العراقيه القديمه ، اما اليوم فأن الوضع السياسي العام في البلاد لا يختلف كثيرا عن تلك الحقب التي تلت سقوط الممالك الحديديه وسيطرة حكومات ضعيفه على البلاد لفتره مؤقته وهو ما نراه اليوم على أرض الواقع والغريب في الامر ان هناك شخصيات سياسيه عراقيه تنتقد التدخل الامريكي الفظ في الشأن الداخلي العراقي في الوقت الذي يقف فيه على بعد خطوات من تلك الشخصيات العشرات من جنود الاحتلال الذين يفتشونهم في دخولهم وخروجهم من المنطقه الخضراء ، اذا لا نعرف ما الذي يعنيه المسؤولون بالتدخل ان لم يكونوا يسموا ما يحدث من حولهم بالتدخل ؟؟
لا يمكن فهم ابعاد اي مشروع تطرحه الولايات المتحده الامريكيه الا من خلال فهم وأدراك الخيوط التي تؤطر السياسه الامريكيه منذ بداية تسلطها على العالم من خلال أستخدامها لأسلحة الاباده الجماعيه في اليابان وفيتنام والصومال ويوغسلافيا وأفغانستان واخيرا العراق ، ففي السابق كانت الواجهه السياسيهلا تعكس حقيقة النظام السياسي الامريكي لأن منظري هذه السياسه كانوا يعملوا خلف الكواليس حتى نهاية الحرب البارده لكن بعد انتهاء تلك الحرب ظنت هذه الطبقه ان العالم بأسره أصبح خاضعا لها وراحت تكشف عن نفسها وتعبر عن أهدافها بكل وضوح ، فهي تمتلك وكاله للمخابرات أشبه باله اخطبوطيه شاذه في ممارساتها لا تعير للقانون الدولي او الكرامه الانسانيه اي اعتبار او بالأحرى غير موجودين في قاموسها ، وتتغلغل في الكثير من البلدان تحت يافطة شركات وهميه وسيطرت على تجارة المخدرات في العالم لعقود طويله قبل ان تنتبه دولا كثيره للطريقه التي تمول من خلالها الادارة الامريكيه انفاقها العسكري المرعب الذي يتجاوز في اضعف حالاته الثلاثمئة مليار دولار وهي هذه التجارة ، وكذلك تمتلك الكثير من الوكالات التابعه لها بأسماء منظمات انسانيه وهميه وتم اكتشاف ذلك ايضا في نهاية حرب فيتنام فلم يعد من مفر امامها سوى الاعتماد على الشركات التي أسستها وجعلتها خارج اطار المحاسبه القانونيه والتي سمتها بشركات الحمايه الخاصه التي ترتكب كل يوم في العراق مجازر عديده تنسب في بعض الاحيان للقاعده وفي أحيان أخرى للحكومه كي تقوم بتمرير المشروع سئ الصيت وهو تقسيم العراق وأحداث الفتنه بين ابناءه ...
وللأسف فأن الشعب العراقي أرهقته الحروب وأصبح عاجزا عن كشف الطريقه التي تدير بها الولايات المتحده العراق ، وبعد المجزرة الاخيرة التي أرتكبتها شركة بلاك ووتر في بغداد أرسل الرئيس الامريكي جورج بوش رساله الى رئيسها طالبا منه عدم الادلاء بأي تصريح دون اذن مسبق منه او الاتصال به وهي اعتراف علني وصريح بتبعية تلك الشركه وغيرها للأدارة الأمريكيه وانها لا تمارس اي عمل دون أذن منها اي ان الارهاب الذي تمارسه تلك الشركات والذي لا يقل تدمير وفتنه عن عن ارهاب شركة الحماية الي يديرها بن لادن هو الاخر والتي تسمي نفسها القاعده مصدرهما واحد هو الادارة الامريكيه فمن اين يطلب العراقيون اذا الامن اذا كانت الدوله المحتله والحكومه والعصابات الارهابيه كلها تعمل في أطار واحد وبوسائل مختلفه ؟؟
ان الولايات المتحده لا تنطلق في مارساتها هذه من مصدر قوة وسيطرة على العالم بقدر ما تنطلق من شعورها المتعاظم تدريجيا بقرب هزيمتها في العراق وفشل مشروعها القائم على أستعباد شعوب الحضارات الاولى في العالم وهي عقده مرضيه لا يمكن معالجتها الا من خلال المزيد من الجهود لتعرية اهداف المحتل ايا كان شكله ولونه ، ان شركات الحمايه هذه ليست شركات مستقله بل هي مؤسسات تابعه للجيش الامريكي او كما سماها جيرمي سكايهيل انها اكبر جيش للمرتزقه في العالم وهو جيش بلا أخلاق ، الفضائح التي تلاحق القواعد الامريكيه في اليابان وكوريا الجنوبيه لا تزال في المحاكم في هذين الدولتين من عمليات أغتصاب الى ترويج المخدرات الى تزوير نتائج الانتخابات والكثير من المسؤوليات الاخرى الواقعه على عاتق هذه القواعد في تلك الدول اذا كيف يمكن للعراقي ان يقبل على نفسه تواجد قواعد عسكريه طويلة الامد لجيش بلا أخلاق أقترب موعد طرده من اغلب الدول وستكون تركيا في القريب العاجل احدى هذه الدول التي ستمنع بقاء هذه القواعد على أراضيها ، ان الوعي السياسي يلزمنا طرح الموضوع بكل واقعيه وصراحه والدور الامريكي في العراق لا يزال يراوح في نقطه ستقود حتما الى نهايته لا سيما بعد تأكيد منظمة العفو الدوليه عبر تقريرها السنوي الذي تناول دراسة اكثر من خمسين عقدا من عقود هذه الشركات ان هذه العقود لا تلزم هذه الشركات بمراعاة حقوق الانسان او حتى عمليات الفساد او سرقة الممتلكات الشخصيه للعراقيين او حتى مقتنيات المؤسسات الحكوميه في مقدمتها المتحف الوطني العراقي وكذلك المكتبه الوطنيه !!
ورغم ان الاطار العام لعمل هذه الشركات يقوم على القتال النظامي وخوض المعارك الا ان اهدافا للادارة الامريكيه يتم تحقيقها من خلال هذه الشركات كما اثبتت الكثير من التحقيقات في بغداد ان هذه الشركات تقف خلف تفجير وقصف الكثير من المواقع السنيه والشيعيه لتعميق الفتنه بين الطرفين ، ان فكرة تقسيم العراق هي ذروة الافكار التي تخرج بها الادارة الامريكيه لتعبر عن فشلها في احتلال العراق وتدميره ولم يتبق امامها سوى اعادة عزت الدوري ونظام البعث الفاشي الى السلطه كي تعبر عن مودتها للشعب العراقي ! وتكمل محاولاتها القضاء عليه لكنها على الاغلب ستفشل لأن علامات الانهيار تهدد الاقتصاد الامريكي في السنوات القادمه وسنرى تقسيما للولايات المتحده وتفكيكها الى خمسين دوله قبل ان نرى العراق مفككا منهارا ، وقارئ تاريخ هذه البلاد جيدا يدرك للوهله الاولى صحة ما نذهب اليه فيكفي ان جميع الامبراطوريات التي مرت على على هذه البلاد كانت نهايتها فيه واخرهم بريطانيا التي تصاعدت فيها المطالب الايرلنديه والاسكتلنديه بالانفصال بعد الهزيمه في العراق عام 58 ، ورغم كل الاموال التي تنفقها بريطانيا على التعتيم الاعلامي بهذا الصدد الا انها فشلت ووصلت المطالبات ذروتها في الحرب الدائرة في ايرلنده بين البروتستانت والكاثوليك والتي ساهمت الادارة البريطانيه في تعميقها وصب الزيت عليها ..
وعملية طبع الدولار الامريكي بدون رصيد مواز من الذهب هي الاخرى سيقود الكثير من الولايات الامريكيه الغنيه الى الانفصال عند اول انهيار للبورصه في نيويورك بعد حرب العراق كي لا تتحمل تبعات المديونيه الخرافيه التي دخلتها امريكا والتي تهدد وجودها ككيان ووصلت الى استعمال الاحتياطي الاستراتيجي لها منذ سنوات وهي ايضا حاله تتحكم في بقاء الولايات من عدمه مع هذا الاتحاد الفدرالي الهش الذي تم السيطرة عليه بقوة السلاح ، المشكله الحاليه في العراق ليست وليدة هذا الطرح بقدر ما هي نتاج لسيطرة الاسلام السياسي الذي يسلك سلوكا فاشيا شبيها بالدكتاتوريه والذي جاءت به الولايات المتحده الى السلطه عمدا ، مشروعا الاحتلال والاسلام السياسي يلفظان انفاسهما الاخيرة في العراق في هذه المرحله ولن تكون العمليه السياسيه قادرة على الاستمرار في ظل وقوعها تحت سطوة عصابات شركات الحمايه والتبعيه لحكومة الاحتلال التي تتخبط في انتاج مشاريع قد تكون من نصيبها قبل ان تصيب العراق بأذى ، ما لا تدركه الادارة الامريكيه هو ان الشعب العراقي يتمتع بقدرة على التخلص من ضعفه في لحظه واحده من الزمن قد تطيح بكل ما بنته امريكا من نفوذ في العراق عبر سنوات الاحتلال وقبله وثورة تموز تعطي المثل الساطع لمن يعمل وفق اجنده اجنبيه امريكيه كانت ام ايرانيه ، ويعبر عن نفسه وهويته الحقيقيه من خلال تلك القدرة على أحداث التغيير والانتقال بالمجتمع الى حاله اخرى ..




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحه في العراق ..ومشروع الكيانات الرخوه
- الرقابه ... والملكيه الفكريه
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي