أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العامل والمجتمع الصناعي














المزيد.....

العامل والمجتمع الصناعي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان كارل ماركس محقا حين قال :إن العامل المنتج في الدول الرأسمالية لا يستطيع أن يتحكم بإنتاجه .

فهنالك الرأسماليون وقانون العرض والطلب وكلها قوانين متناقضة مع بعضها البعض , وكذلك رغبة رب العمل وجشعه وطمعه يتحكمان بتحديده لأجر العامل على ما يسد به نفقات العامل اليومية حتى أن ظروف تحرير المرأة في غالبية الأحيان يعد مطلبا برجوازيا مستغلا للمرأة بسبب تدني أجور النساء في الوطن العربي ومع ذلك فنحن مع تحرير المرأة وتثقيفها كي لا تكون مطلبا برجوازيا وفي كتاب كتبته وألفته قبل عامين عن هذا الموضوع رفضت المؤسسات الأردنية أن تقتنيه في مكتباتها وكذلك المؤسسات التي تدعم المرأة وتمثلها .

فالمؤسسات التي تدعم المرأة وتمثلها في الوطن العربي تدعم المرأة ,نعم , وتحررها كي تكون مطلبا برجوازيا وليس ثقافيا من أجل نشر الوعي.

وبنفس الوقت يضمن سكوت العامل لرب العمل أن يعيش ثريا في جزيرة شبه معزولة عن مجتمع المنتج الحقيقي للسلع ولم يكن مناهضة الإشتراكية للرأسمالية مناهضة من أجل المناهضة فقط لا غير وصحيح أن الرأسمالية في العصر الحديث فقط هي سابقة على الإشتراكية , وهذا الكلام صحيح 100% ولكن علينا أن نعلم أن الإشتراكية ردة فعل على ما يجري داخل المجتمع الرأسمالي وسوء توزيع الثروة .

وليس العامل وحده , بل المثقف الذي لا يستطيع أن يتحكم بتوزيع إنتاجه الفكري من كتب يطبعها أو من أفكار يطرحها ولا يؤخذ بها.
وإن الإشتراكية العلمية وغير العلمية قد ظهرتا ليس من منطلق أنهما أرادا أن يظهرا على الجماهير بصورة فجائية , بل كرد فعل لما يجري داخل معسكرات الرأسمالية التي إضطهدت العامل حتى أننا نقرأ في بداية القرن التاسع عشر عن عمال قاموا بتحطيم الآلات في بعض المصانع بمدينة لندن ولم يكن العمال وقتها معترضين على التقنية الغلمية والميكانيكية , بل كانوا معترضون على سوء الإدارة وتدني مستوى الأجور بسب وإرتفاع نسبة البطالة بين صفوف العمال والمستخدمين الذين تحرروا بفضل الآلة من قبضة الإقطاع ونظام العبيد ولكنهم وللأسف تحولوا من عبيد الرب إلى عبيد العبد ومن ثم من عبيد العبد نفسه إلى عبيد الآلة التقنية .

ويتصرف رب العمل مع العامل بما لا يضمن للعامل في المجتمع الرأسمالي أي كفالة نفعية تعود على العامل بالفائدة , وينجر العامل في المجتمع الرأسمالي إلى رغبة رب العمل وإلى أن يكون العامل نفسه مهمشا على الخريطة الإقتصادية ومن ثم على الخريطة السياسية والفكرية ويتحول بذلك العامل ليس إلى سلعة وحسب يبيعها ويشتريها رب العمل باللجوء إلى القوانين الرأسمالية.
نعم ,ليس هذا وحسب وإنما يتحول العامل بعد أن ينهي عمله إلى عضو في المجتمع الصناعي الكتلي ومن ثم يبدأ العامل بلعب دور آخر غير مأجور وغير مدفوع الثمن وهو أنذل وأحقر من دوره المدفوع الأجر في المصانع والشركات .

إننا اليوم في المجتمعات العربية نقف على حافة الهاوية حيث أن نظام الإستبداد وقسوة المرابين وتدني مستوى المعيشة كل ذلك يعود بالإنسان في أن ينقم على النظام الرأسمالي الجديد وكذلك لنأخذ بعين الإعتبار أن قواعد المؤسسات القانونية غائبة فعلا وممارسة في الدول العربية وبالتالي فنحن في ورطة حقيقية .
والورطة الحقيقية تكمن في أن النظام الإقتصادي الحر يعتمد أيضا على مؤسسات مدنية تدعم حقوق الإنسان وتمارسها وتنشرها بالوعي والثقافة وغياب مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي والتركيز على مفهوم العادل المستبد كل تلك الأمور تعيق التقدم التقني والإقتصادي .

ويبدأ العامل بتحويل ولائه إلى رب العمل فكريا وذهنيا وينحاز العامل إلى تراث ديني مناهظ للمجتمع المدني الذي أراده كارل ماركس وإلى المجتمع المدني الديمقراطي الليبرالي الحر وفي الحالتين -وأنا أتحدث هنا عن الدول العربية -يناهض المجتمع البرجوازي العربي كل ماله علاقة بالتنمية الشاملة بحكم كونه ينتمي لمؤسسات دينية هشه ومعارضه لجوهر الرأسماليةوالديمقراطية وتضيع حقوق الأقليات .

والكتّاب والمثقفون هم الطبقة الكادحة في الوطن العربي فطالما المثقف العربي لا يلبس دشداشه قصيره ولا يطيل لحيته ولا يدخل المساجد ,طالما فعل كل ذلك ولا يمسك بيده كتابا عن التنمية الشاملة أو الديمقراطية ,طالما يفعل كل ذلك : طالما كان مرضيا عنه من الحاكم الإداري ومن ...ما بدنا نحكي إكثير.
وبالتالي فإن العامل والمستخدم المثقف تحول ولاؤه من الثقافة إلى شيوخ عشائر لا يفقهون ألف باء السياسة ويحملون كتبا رسمية بتنصيبهم شيوخ عشائر بنفس الوقت الذي نحن بحاجة به إلى شيوخ ثقافة وشيوخ مجتمع مدني مناهضون للحياة القديمة ولعقدها الإجتماعي المقرف وإتفاقياتها المملة بين الناس وفي الوقت الذي يتقدم به المجتمع الكتلي الصناعي إلى دور المحرك الرئيسي في الإقتصاد السياسي الدولي , يعيدنا حكامنا العرب إلى دور القرون الوسطى ويلعبون بالمواطن العربي ألاعيب مقرفة مثل حياتهم المقرفة والتافهة .

إن الثقافة والسياسة في الوطن العربي لا تلعب دورا بارزا في تخطيط مستقبل عربي لإنسان عربي تقني في مجتمع تقني بل على العكس كل التخطيطات تخطط للإنسان العربي كي تسجنه في ساعة زمنية واقفة على الحد الفاصل بين القرون الوسطى والعصر اللصناعي ونحن كعرب مسجونون حقا في الزمن الماض المتوقف والممنوع من المشي إلا في أزقة شوارع كان يمشي بها رجال العصور الوسطى .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي
- الرزق ليس على ألله والفقيه المسلم لا يعرف ماذا يريد!
- الزكاة لا تكفر عن خطيئة المسلم والله ليس شيوعيا
- أحبك..
- البقاء للشعب وشرب القهوة
- الثقافة ترفع من مستوى الشعب
- رساله لقرائي حول بعض كتاباتي
- ما هو التطور الإجتماعي ؟
- التطور الثاني
- الدين والعقل
- الشرق الجديد
- التحول في التركيبة الإجتماعية
- الإسلام هوالجناح العسكري اليميني للزعماء العرب
- حياتنا في رمضان


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العامل والمجتمع الصناعي