أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - حسقيل قوجمان - ملاحظة حول مشروع نظام مؤسسة الحوار المتمدن















المزيد.....

ملاحظة حول مشروع نظام مؤسسة الحوار المتمدن


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 10:04
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


منذ نشر مشروع النظام الداخلي لمؤسسة الحوار المتمدن قرأته قراءة سريعة ولم افكر في المشاركة في الحوار بصدده. ولكني تلقيت اخيرا رسالة الكترونية تختلف قليلا عن الدعوة العامة للحوار حول النظام الداخلي يستشف منها كانها وجهت بصورة خاصة وليس كدعوة عامة لجميع كاتبات وكتاب الحوار المتمدن. لذا كان علي ان اعيد قراءة المشروع واحاول التوصل الى رأي بصدده وابداء ملاحظات حوله.
والملاحظة الاولى التي خطرت على بالي هي هل هناك ضرورة لوضع نظام داخلي لموقع اعلامي متخصص في كل نشاطاته بالاعلام والكتابة من قبل كاتبات وكتاب لا علاقة تربطهم بادارة الحوار المتمدن ولا علاقة تربط بعضهم ببعض يدلي كل منهم رأيه بالانفصال عن اراء الاخرين. فما هو شعار الحوار المتمدن الاساسي؟ "صحيفة يومية مستقلة يسارية علمانية ديمقراطية سياسية فكرية عامة"
فالحوار المتمدن ليس اكثر من صحيفة يومية. والصفات الاخرى هي صفات تعبر عن طبيعة هذه الصحيفة اليومية. ولكن مهما كانت طبيعتها فانها تبقى صحيفة تنشر ما يكتبه كاتباتها وكتابها للتعبير عن ارائهم ومهمة ادارة الصحيفة هي فحص ما يتفق وسياسة الصحيفة ونشره ونبذ ما لا يتفق وسياسة الصحيفة وعدم نشره. والمهام الاخرى هي مهام تقنية تضمن صدور الصحيفة في اوقاتها وتضمن الحصول على المستلزمات الفنية التكنولوجية والمالية لمواصلة اصدارها. وقد اثبتت ادارة الحوار المتمدن كفاءتها العالية في تحقيق هذه المهام طيلة هذه السنوات مما تستطيع الافتخار والاعتزاز به. ولكن كل هذا يحصر نشاط الصحيفة في نطاق نشر المقالات والاخبار وغيرها اي مقصور على النشاط الاعلامي.
ونستطيع القول بان الصحيفة التزمت ببعض الشعارات التي حملتها عن طبيعة الصحيفة مثل كونها مستقلة اي عدم الانحياز لتيار سياسي او فكري معين وديمقراطية اي بعدم التحيز ضد او لصالح كاتبة او كاتب معين وفتحت الباب لكل من يكتب فيها بالاعراب عن ارائه بحرية وبدون تدخل من الادارة لتنقيح وتغيير وحذف او اضافة الى ما يكتبونه بل الاكتفاء بنشر المقال او عدم نشره.
والصحيفة تعلن انها صحيفة يسارية علمانية. ويمكن القول بانها التزمت بكونها علمانية اي لا تمارس دعاية دينية ايا كانت ولا تتحيز لاي انسان بسبب ديانته او كفره. ولكن هل استطاعت ادارة الحوار المتمدن التمسك تمسكا جديا بصفة اليسارية؟ لا اعتقد ان من تتبع منشورات الحوار المتمدن يستطيع التاكيد على ذلك. فقد نشرت الصحيفة اراء بعيدة كل البعد عن اليسارية بل يمكن وصفها باقصى اليمين الى درجة نشر مقالات تؤيد احتلال العراق وتعتبره تحريرا او اراء كتاب يتعاونون مع قوات احتلال العراق صراحة وحتى يعتبرون ان الاحتلال قد انتهى بقرار مجلس الامن في تحويل القوات المحتلة الى قوات متعددة الجنسيات او قوات حليفة ويشاركون فيما يسمى العملية السياسية.
ليس الحديث بهذا الخصوص انتقادا. اعتقد ان اراء ومواقف جميع الاشخاص الذين يديرون الحوار المتمدن هي اراء يسارية فعلا. وقد يكون عدم تمسك الصحيفة بصفة اليسارية من اسباب نجاحها لان نشر الحوارات اليمينية يوفر للقراء اليساريين فرصة معارضة الاراء اليمينية وتفنيدها ودحضها. فرغم ان اعضاء ادارة الصحيفة كلهم يساريين في افكارهم فان الصحيفة لم تكن في الواقع صحيفة يسارية بمعنى ان كل ما ينشر فيها يساري.
وعلى اي حال تبقى الحوار المتمدن في كل نشاطاتها صحيفة اعلامية تنشر اراء كتابها الذين بلغوا المئات ويحق لها ان تفخر بما انجزته خلال سنوات صدورها. ولكننا فوجئنا اخيرا باعلان تحولها الى مؤسسة وعن الاعلان عن مشروع نظام داخلي لهذه المؤسسة. فهل يعني تحويل الصحيفة الى مؤسسة اضافة نشاطات اخرى غير نشاطاتها الاعلامية الى اعمالها؟ واذا كان ذلك صحيحا فهل هذه النشاطات تتضمن نشاطات سياسية جماهيرية نضالية سياسية تنظيمية وغير ذلك؟ فهل تحولت صحيفة الحوار المتمدن الى منظمة ساسية او اجتماعية او خيرية او غير ذلك؟ وهل يعني تحويل الصحيفة الى مؤسسة تحويل كتابها الى اعضاء في هذه المؤسسة يلتزمون بنظامها الداخلي ويطلب منهم السير في اتجاهات يقررها النظام الداخلي او تنظمها اللجان المختلفة للمؤسسة؟ واذا تحولت الصحيفة الى مؤسسة فهل هذا يعني ان على الكاتب او الكاتبة في الحوار المتمدن ان يمارس نشاطا غير النشاط الذي يمارسه عند كتابة ارائه وارسالها للنشر في الحوار المتمدن كأن يقوم بمظاهرة او اعتصام او اضراب او كفاح مسلح او غير مسلح؟ ام ان الالتزام بمواد النظام الداخلي مقصورة على اعضاء ادارة المؤسسة ولا علاقة لكتاب الصحيفة بمواد النظام؟ كل هذه الاسئلة تهم كل كتاب الحوار المتمدن لانها تؤثر على استمرارهم في ارسال مقالاتهم واراءهم للنشر فيها.
من المفروض ان العمل في ادارة وتنظيم صدور الصحيفة عمل تطوعي وهذا ما كنا نشعر به ونعرفه خلال علاقاتنا الطويلة بالحوار المتمدن. فما الذي يحصل الان لاعضاء ادارة وتنظيم الصحيفة؟ ان النظام الداخلي يحدد شروطا لعضوية لجان المؤسسة ويحدد انواع العقوبات المفروضة على من يخالف مواد النظام الداخلي وهذا يعني ان انتماء اي شخص للمساعدة على اصدار الصحيفة لم يعد تطوعيا ولم يعد حرا بل تحدده شروط مواد النظام الداخلي. فهل هذا يعزز الرابطة بين متطوعي العمل في الصحيفة ام يضعفها؟
وما هي علاقة ادارة الصحيفة بكتابها؟ هل ينبغي على كل كاتبة او كاتب ابداء رأيه في النظام الداخلي؟ هل يترتب على الكاتب ان يلتزم بمواد النظام الداخلي؟ هل يصبح كل كاتب في الصحيفة عضوا في مؤسسة الحوار المتمدن؟ وما هو مصير الكاتب الذي لا يتفق مع ادارة الصحيفة على مواد النظام الداخلي او يعارض مواده؟
كانت ادارة الصحيفة محصورة بنطاق ضيق في الدانمارك وفي جنوب السويد لسهولة الاتصال فيما بينهم. ولكن المؤسسة اصبحت وفقا للنظام الداخلي مؤسسة عالمية منتشرة في ارجاء العالم ويحق لها فتح فروع وتحديد مقراتها وانتخاب لجانها وتحديد حقوق وواجبات كل من هذه الفروع واللجان. فهل تحتاج الصحيفة الى كل هذه التدابير من اجل استمرار صدورها ام ان المؤسسة تهدف الى ممارسة نشاطات اخرى غير نشاطها الاعلامي اي غير كونها صحيفة يسارية ديمقراطية علمانية؟ واذا تقرر ان تمارس المؤسسة نشاطات اخرى غير نشاطها الاعلامي فما هي هذه النشاطات وما هو اسلوب العمل من اجل تحقيق هذه النشاطات؟
يبدو لي ان فكرة تحويل الحوار المتمدن من صحيفة اعلامية عامة الى مؤسسة ذات تنظيم وقواعد وحقوق وواجبات ينبغي توضيحه وتحديد طبيعة الاهداف التي تبغي المؤسسة تحقيقها والاساليب التي تتبعها في تحقيقها. ولا اريد ان اناقش في هذا المقال ملاحظات عن هذه الاهداف التي ورد الشيء الكثير عنها في النظام الداخلي وعن طبيعة هذه الاهداف وخصوصا الطبيعة الطبقية لقسم منها اذ ان الكثير من الاهداف التي تحدث عنها النظام الداخلي اهداف تختلف باختلاف الطبقة او الفئة الاجتماعية التي تريد تحقيقها. فليس هناك مفهوم واحد عام لحقوق الانسان مثلا او للحقوق الديمقراطية وغيرها. واذا كانت المؤسسة تريد تحقيق مثل هذه الاهداف يبدو لي ان عليها ان تحدد طبيعة هذه الاهداف التي تريد تحقيقها ومن وجهة نظر اية طبقة او فئة اجتماعية تنوي تحقيقها وما هي الاساليب الميدانية التي تريد سلوكها من اجل تحقيقها.
يبدو لي ان تحويل الحوار المتمدن من صحيفة الى مؤسسة ذات نظام داخلي وحقوق وواجبات مع الاحتفاظ بطبيعة الحوار المتمدن كصحيفة اعلامية يكون نشاطها مقصورا على النشاط الاعلامي لا يؤدي الى توسيع نشاطها واقبال الكتاب اليها بل يحد من نشاطها الاعلامي ويقلصه.
مع عاطر تحياتي واحترامي وتقديري لادارة الحوار المتمدن
حسقيل قوجمان



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا صديقي وعزيزي ابو شريف سلمان شكر
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (اخيرة)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (3)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (2)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (1)
- جواب على رسالة قارئ
- حول مقال -كفى خداعا للنفس وخداعا للاخرين-
- حوار مع الاخ هاشم الخالدي
- تعقيب على مقال الاخ باقر ابراهيم
- الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (2)
- الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (1)
- مع سعاد خيري في محنتها
- وأد ثورة تموز في مهدها
- شكرا اخي احمد على تعقيبك
- ترك الحزب الشيوعي المنحرف ام العمل على استعادته؟
- الماركسية المتجددة الحلقة الثانية
- الماركسية المتجددة والديالكتيك المتجدد
- المصالحة في عرف بوشتشيني
- تفاوتات الثروة في المجتمعات الراسمالية
- يهود العراق سابقا وحاليا


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - حسقيل قوجمان - ملاحظة حول مشروع نظام مؤسسة الحوار المتمدن