أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفاهم محمد - التفلسف في زمن موت الفلسفة














المزيد.....

التفلسف في زمن موت الفلسفة


الفاهم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 05:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتجلى معضلة الفلسفة لحد الآن في نقطتين أساسيتين :الأولى يعرضها الاتجاه المثالي الذي بدأ من أفلاطون والى غاية ديكارت و هيجل وهو الاتجاه الذي أراد أن يستخرج العالم والوجود بشكل عام من الذات ، وهم في ذلك كانوا أشبه بذلك الساحر الذي يقف على خشبة المسرح تم يرفع قبعته الطويلة لكي يستخرج منها مجموعة من الأشياء .إن الاتجاه المثالي وكما هو معروف سقط في نزعة إنكار الوجود وصورنة الفكر .الثانية نجدها عند مجموعة من الاتجاهات مثل المادية والوضعية والوجودية …هذه الاتجاهات التي تؤكد على إن الذات هي التي ينبغي استخراجها من العالم ؛ فهي بالنسبة إلى ماركس حبيسة شروطها المادية والاقتصادية ، وبالنسبة إلى كومت مرتبطة بقانون الأحوال الثلاثة ، أما بالنسبة لسارتر فهي ملتصقة بعصرها ملتحمة بظروفها التاريخية والاجتماعية . هذه الاتجاهات تسقط في مز الق معاكسة لسابقتها ، فقد انتهت إلى إنكار المعرفة وصورنة الوجود تحولت المعرفة مع ماركس إلى أيديولوجية محرضة على التغيير بدل التساؤل . كما تحولت مع كومت إلى صيغ قانونية وضعية . أما بالنسبة للوجودية سواء مع سارتر أو مع هيدغر فقد أصبحت المعرفة عبارة عن انفعال شعري صوفي أو أدبي عبثي يرفض أي تأسيس .
نفس الشيء حدت بالنسبة للوجود ، حيث اختزلته الماركسية إلى تظاهرات تاريخية ، وحولته الوضعية إلى صيغ تبسيطية لترقي الوعي الإنساني ، أما بالنسبة للوجودية ، فالوجودي بما هو انفعال وانزعاج الأنا داخل العصر في ارتباط مع الظروف يحجب الوجود ، أي أن التساؤل عن وجودي أنا يخفي التساؤل عن الوجود العام .
إن معضلة الفلسفة إذن ، وكما يعرضها علينا تاريخ الفلسفة هي عبارة عن جهد كبير مبذول من اجل إعادة الاعتبار للوجود والمعرفة خارج كل صورنة وخارج كل نزعة إنكارية .
كيف السبيل إلى تأسيس إمكانات جديدة للفلسفة دون التضحية بالمعرفة وتحويلها إلى أيديولوجيا محرضة أو وصف وضعي ، ودون التضحية أيضا بالوجود وتحويله إلى كلية عينية يعيشها الإنسان القلق بشكل لا يستطيع توصيلها إلى الآخرين . إن اكبر مشكلة تعترض الفلسفة الوجودية في جميع اتجاهاتها بدءا من كيركيكارد والى غاية سارتر هي مشكلة التواصل فقد تحولت الفلسفة مثلا مع كيركيكارد إلى ابتهالات باطنية ، ومع هيدغر إلى استحالة الكلام يقول بصراحة مقلقة في رسالة في النزعة الإنسانية :" إن الفكر الذي يحاول التفكير باتجاه حقيقة الوجود لا يحمل على اللغة " . نعتقد هنا أن الفلسفة هي محاولة جادة لتجاور الحياة الباطنية . إنها ذلك العناد الواعي لتحويل ذلك الذي لا يمكن التعبير عنه إلى لغة إنسانية مشتركة ، حتى وان كانت هذه المهمة لا منتهية ، حتى ون كان الصمت يجدد نفسه باستمرار . إن السبيل الوحيد لاستمرارية الفلسفة هو الذهاب قدما في هذه الأنطولوجيا التي لا تنتهي أبدا ، هذه الأنطولوجيا التي لا ينهكها السؤال .Une Ontologie intarissable
هذا الأمر يقودنا إلى نقطة أخرى وهي كيف السبيل أيضا للحفاظ على رجاحة المعرفة دون تحويلها إلى توصيف وضعي لما يظهر ، ودون تحويلها إلى مجرد بحت في مسألة الإدراك والذات المدركة كما هو الأمر عند كل أصحاب نظرية المعرفة ، ففي جميع الأحوال تصبح المعرفة باردة ليس بمعنى أنها تفتقد للحماس بل بمعنى أنها تفتقد للمأساة ؛ فالخطر الذي يهدد فلسفة التواصل إذن ـ كما هو الأمر عند هابرماز مثلا ـ هو أنها تقدم لنا معرفة تفتقد للمأساوي . من هذا المنطلق نعتقد أن الفلسفة التي تبشر بها ما بعد ـ الميتافيزيقا لا بد أن تكون معرفة مأساوية ، ونحن نقصد بذلك نمطا من الفكر يتجه صوبا نحو " الأشياء ذاتها " دون أن يدعي الإمساك بماهيتها ، أي فكرا يقول ما هو أساسي دون ادعاء قول كل شيء .



#الفاهم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فكر هيدغر
- في أعماق قلبي
- الأصولية وصدمة الحداثة
- القضية الفلسطينية والمسألة اليهودية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفاهم محمد - التفلسف في زمن موت الفلسفة