أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الزهرة العيفاري - تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير















المزيد.....

تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 03:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( 2 )
نعود ونقول ان اقتراح الكونغرس كان منتظرا !!! ً. نقولها بمرارة . ولكن يجب ان تنظر الى الحقيقة بالعين المجردة ( كما يقول المثل ) . نعــم كان منتظرا، ونحسب انه من جراء الهوس السياسي الذي يجري على ايدي سياسيينا . ولعله جاء استهزاء ً بهذا التناحر الذي نشهده بين الاحزب السياسية على المواقع والكراسي والمصالح الذاتية . و انه جواب على التسابق الذي يجري في اصدار المفاهيم الظلامية من قبل اناس ركبوا الموجة السياسية واستحـو ذوا على تاريخ النضال الوطني للشعب العراقي الجاري على مدى العصور وصولا الى العصر الحديث .
لقد ضرب الغالبية من سياسيينا مثالا ً صارخا ً على التنابز بالالقاب ، والادعاء بالحقيقة المطلقة ، وحتى هذا الارهاب الاعمى نجد من بين السياسيين هؤلاء من يسميه " مقاومة ". ولذا فانه حسب افكارهم عملا ً مبررا ً ، بل هو عمل مقدس بالـرغم من انه يقطف رؤوس المواطنين بدون تفريق !!!. نواب تسللوا الى البرلمان من زوايا مختلفة من مناطق العراق يساهمون باشعال نار الاقتتال بين ابناء الشعب ً باسماء دينية ولـكـن بصبغة وطنية . ثم سياسيون لهم مقاعد بالبرلمان ايضا ًوكأنهم يـمـثلون الشعب ولكنهم يتآمرون على وحدة العشائر وصحوتهم ثم يشعلون البغضاء بينهم كما نرى في المحافظات الجنوبية .
ويعرف العراقيون ان مجموعة ما يسمى بالتيـار الصدري المتهم بالف جريمة وجريمة هي رأس الافعى في هذه المأساة . فاضافة لامتلاكه جيش اكثـر عناصره من العصابات البعثية ــ الصدامية ،بمعرفة الجميع وبدراية الحكومة ، خذ يجند الآن الشباب ويجعلهم يلبسون الاكفان ويتظاهرون في الشوارع ولابد انه نصب مصيدة للنساء ايضا
وليس بعيدا ً عنا ذلك الزمن عندما كانت الحكومة العراقية برئاسة الجعفري ـــ رغما على انف الشعب ــ هي التي مدت يدها لانتشال هذا التيار العدواني من الهلاك المحتم بعد انكشاف نواياه للناس ضد العراق . والجعفري الان يسعى الى التوحد مع التيار لاغراض شريرة ومنها اخذ " المساعدات " من الوهابيين والبعثيين السوريين ومن دولة الفقيه في ايران لتوطيد مواقعه باسطة جيش مقتدى ــ وبالتالي ــ حسب الظاهـر ــ نسف اسس الوحدة الوطنية في البلاد التي تمت في العراق . ومن ثــم ( تبويش حكومة المالكي ) . و لاسباب قريبة الى هذا الهدف سيقوم بعض مرتزقة وازلام هذا التيار قريبا ًو امام انظار الجميع (وبدراية الحكومة ايضا) ً بزيارات اقليمية للقاءات مع انظمة عربية معروفة بمؤامراتها على بلادنا وربما سيلتقون بايرانيين هناك للتنسيق معهم ايضا ً !! .
وهذا المنظر في الحقيقة يمثل جزء ً من المأساة . اذ ان هنك صورة اخرى .اذ تتوج الصراع بين عصابات الصدر والاتلاف برآسة الحكيم ، بانفصام الحلقة التي تربطهما . ويتضح مما يجرى وراء ظهر الشعب ان الخلاف هو من اختلاف المصالح . فذاك يريد الانفراد بالساحة الشعبية لتنفيذ مؤامرة افراغها لصاح قوى طائفية اخرى مستعد لملء ذلك الفراغ مباشرة وتبدأ قواهم السوداء بالحرب الاهلية الطائفية ( اي ضد اخواننا في الوطن من الطوائف الاخرى ) بينما تـراهـن الجهة الاخرى على التقسيم الفيدرالي العشوائي والسريع كبداية لتنفيذ اجندة مصلحية ايضا ً.ولتكون في نهاية المطاف مفيدة للدولة المجاورة . وكلا الطرفين وضعوا العراق وراء ظهورهم مع الفارق الكبير بينهما .
ويبدوا واضحا ان الشغب الصدري خاصة ، اضافة الى تزمت الائتلاف قد اشغلا الحكومة عن التوجه كليا ًللقضاء على جرثومة الارهاب وربما عرقلا ايضا ًالتفاهم مع الجهات السياسية الاخرى على التغلب على المشاكل الاساسية التي اخذت تفتك بالبلاد . فاطالوا بذلك عمــر الارهاب وازادوا من قوافل الشهداء من الناس البسطاء .
وبالمناسبة ان الملاحظات التي تقدمت بها جماعة التوافق بلا شك تستحق النظر والتفكيربها والاخذ بما يجب اخذه سيما وان لدى الـدكتور طارق الهاشمي ( نائب رئيس الجمهورية ) اراء سديدة فيما يتعلق بنواقص الدستور وكركوك والشغب الطائفي . و يجب على الجميع فهم قاعدة سياسية ــ قانونية وهي ان الدستور يبقى ما بقي العراق . بينما التيارات والاشخاص وحتى حجج الاسلام زائلون لا محالة ! وعصرهم يزول ايضا ً. هكذا يقول الدين الحنيف ، هكذا هو منطق التاريخ . واذا ما اصر الائتلاف او غيره على "الاحتفاظ" بالمواد المفرقة للصفوف والمحشورة حشرا في الدستور اوالتصرف حسب اهواء كتلة برلمانية معينة وفقا ً لمآرب هذا او ذاك من رموز الطائفة الفلانية فانه سوف يسجل على نفسه حكما ً تاريخيا لا يرضاه .
كل هذا الهوس السياسي والصراع الحزبي وكل هذا الخرق للشريعة السمحاء من قبل من يدعي شكليا ً بعائديته لها في ظروف الموت والتخريب والد ماء والدموع هو احد اسباب استخفاف الاخرين بنا وربما موقف الكونغرس ليس بعيدا عن هذا الاستخفاف !!!؟؟
اليس من المفروض ان يسلك سياسيونا قبل غيرهم سلوكا وطنيا موحدا ويبتعدون عن التزمت والتصلب الطائفي والظلامي ؟؟؟ ًلكي نحقق احلامنا بالامن ومن ثم البناء والعمران كغيرنا من عباد الله ؟ وعندها يحق لنا ان نصيح بوجه الذي يستهزئ بنا او " يقترح" تقسيم بلادنا ؟!.
وليس هذا حسب . لنتصور : في غمرة الهجمة الارهابية المسنودة من بعض دول الجوار، وعندما الضحا يا تفوق المعقول في اعدادها كل يوم ،والبرلمان والحكومة مشلولتان و ان تهريب النفط مستمر من الجنوب على ايدي الميليشيات واعداء الشعب الاخرين ، اضافة الى اغتيالات العلماء والصحفيين ...الخ الخ يمارس الاخوان في كردستان ضغوط على الحكومة التي هم جزءمنها مستغلين ضعفها و كثرة مشاكلها وذلك بخصوص كركوك والنفط فيها وكأن الجماعة في عجلة من امرهم وكأن انفصالهم سيجري غدا ً. ولا مجال للتأجيل ريثما يستقر البلد ويحل الامن والامان !!!
من غير المعروف لماذا لا يتجه الجميع الى توطيد مواقع العراق اولا و الى احراز النصر على الارهاب ( العدو رقم واحد ) وبلوغ الاستقلال والسيادة الوطنية ، وعندها تجتمع كلمة الامة العراقية وتقرر ما هو صالح للعراق بهذا الخصوص . ولعل الاخوة في كردستان يتذكرون مواقف اخوانهم العرب المؤازرة للقضية الكردية في كل تاريخنا المشترك .
علما ًان امامنا مهمة متمثلة بحل مشكلة تواجد اكراد تركيا على اراضينا وهم تابعون لحزب يعتبر منظمة ارهابية حسب القرار الدولي . وان كردستان نفسها مهددة من دولة مجاورة هذا اضافة الى ضرورة منع او بالاحرى ردع ايران من ضرب القرى الكردية بالمدفعية الثقيلة و تهريب الاسلحة الايرانية الى الميليشيات التابعة لمقتدى والى حزب الفضيلة وعصابات البعث التي تهاجم البصرة وكربلاء والديوانية و ابناء وطننا في المدن الاخرى اكرادا وعربا ً وغيرها من المشكلات الآنية . الا تستحق كل هذه الامور الحياتية ازاحة الاشكاليات و تأجيلها الى حين آخر ؟؟؟
ان الذين يراقبون العراق بما فيهم اعضاء الكونغرس اوغيرهم لا بد وانهم يضحكون على سياسيينا بملء اشداقهم . اذ يروهم عندما تتفاقم كل هذه المشاكل ، هم يشغلون انفسهم بامور غير ملتهبة لا عالميا ولا محليا و بالامكان تأجيلها ومن ثــم حلها بينهم كأبناء بلد واحد في وقت الرفاه .
ومما يسعد القلب ان العراق والحمدلله بدأ يسـتعيد مكانته الدولية رويداً رويدا . وان هيئة الامم المتحدة قد فتحت ذراعيها لبلدنا ، ولا يخفى ان احتضان العراق من قبل الدول الكبرى قد اسهم كثيرا باقتراب الدول العربية واستعدادها لمد يد المساعدة بعد قطيعة ضالمة . اما في الداخل فان الشعب بعشائره ومثقفيه وعماله وفلاحيه كلهم جاهزون للدفاع عن البلاد والمضي في دحر الميليشيات اذا ما طلبت الحكومة ذلك . وان تم الغاء الميليشيات هذا يعني انتهاء الارهاب وسـيادة الامن ونجـاح البناء . الا اننا لا نرى تحركا من الحكومة بهذا الاتجاه ..
ويبدو ( من سير الاحـداث ) ان دولة السيد المالكي اراد ان يعمل شيئا منذ اشهر ولكنه ــ كما يبدو ــ استثنى عن ذلك . وربما تحت ضغط رجال الدين الذي هو ليس بعيدا ً عن اجوائهم . بالـرغم من انه صرح لعشرات المرات ان هدفه الوحيد مصلحة العراق كما منع القوات المسلحة من التأثر بالتيارات الدينية ودعاها الى خدمة العراق فقط ... ولكنه بقدرة من مقلب الاحوال رمى جانبا كل التأييد الدولي وادار ظهره عن هيئة الامم المتحدة في هذه القضية واخذ يغازل الصدريين اصحاب التيار الارهابي ( و كما يؤكد الناس ) التيار المغذي والراعي لعمليات القتل وقطع الرؤوس و التسبب في قتل المحافظين وابناء الديـوانية والسماوة والعمارة والبصرة ...واغتيال عدد من الصحفيين .
والسؤال الكبير للسيد المالكي : لماذا هذا التطويح بمصير العراق والتضحية بارواح العراقيين وانت الذي تكرر كلمة : ( العراق اولا ً) . ان تطويل مدة الارهاب والزيادة بالضحايا هو خسارة لا تعوض وهي جناية بحق الوطن . وياحبذا لو تناقش مع نفسك ومع المخلصين للوطن وهم كثيرون في العراق ومنهم انصار( صحوة العراق ) وربما توافقون على تعليق البرلمان لمدة سنتين وحل الميليشيات وملء شواغر الوزارات واعتماد برنامج اقتصادي لبناء واعمار العراق .
ايها الاستاذ المالكي ان الشعب اعطى الكثير من التضحيات فليس من الانصاف ان يترك معذبا ً بينما المتهمون بجرائم القتل يحتلون مقاعد تحت قبة البرلما ن . ان التاريخ لا يرحم المتلكئين واصحاب القلوب الخائفة . ايها الاستاذ المالكي لقد طال انتظارالشعب .

الدكتور عبد الزهرة العيفاري 4/10/2007



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العراق ليس اقتراحا ً بل اشارة وتحذير
- السياسة العالمية والعمائم الايرانية
- هل ستقدم الحكومة برنامجا اقتصاديا للشعب ؟ !!!
- حل المشكلة العراقية يتطلب حل الميليشيات
- ضحايا القحطانية والمتفرجون عليها !!
- الشعار الجديد فيدرالية جنوب بغداد !!!!
- مناورة مفضوحة وسياسيون متفرقون
- الحرب الاعلامية والدعوة لإقامة منظمة عالمية لنصرة العراق
- الاخطبوط يعمل بكل طاقته في العراق
- مقصورة المجد
- السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة
- التطاير في العواصف السياسية
- اللعب بالنار احرق اللاعبين والملاعب ايضا ً
- اين الاحزاب الدينية من الكارثة العراقية الجديدة ؟
- هل سنعود الى المربع الاول ؟
- هموم عراقية إلى أنظار الحكومة ! إنقاذ الدين من سلطة الدولة ...
- الارهاب ...يستهدف من ؟
- البعث السوري والحكم الاموي
- أين يقف العراق وأين يقفون ؟
- اليك ايها العراق العظيم


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الزهرة العيفاري - تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير