أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - الانقلاب البعثي - الاسدي على المنطقة؟/2 /















المزيد.....

الانقلاب البعثي - الاسدي على المنطقة؟/2 /


بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 03:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الحلقة السابقة ، تحدثت عن الانقلاب البعثي – الاسدي على رقاب الشعب السوري بشكل عام و من كل النواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و حتى الاخلاقية و الثقافية ، لان النظام بسط نفوذه الاستبدادي ليس على السلطة فقط ، و انما حتى على نفوس المواطنيين و بدلوا الاخلاق و الثقافة ، من خلال زرع الثقافة المشوهة في عقول اغلبية المواطنيين و خلقوا الى حد ما الفتن الطائفية و المذهبية و القومية بين ابناء الشعب السوري ، و عملوا كل ذلك منذ استلاء البعث على الحكم بقوة السلاح و النار ، و اعتمدوا على الاجهزة الامنية و الاستخباراتية من خلال قانون الطوارىء و الاحكام العرفية لزرع الخوف و الرعب و الارهاب في نفوس المواطنيين لدرجة ان (( الشخص اصبح يشك من ظله )) لان التهم جاهزة ينتظره من خلال كليشيات جاهزة في اروقة الزنزانات والاقبية او امام محكمة امن الدولة الاستثنائية اذا كان لهذا المعارض ان يرى النور و يحكم امام المحكمة ، فاذا كان المعارض عربيا و انتقد ممارسات النظام فهو(( مرتبط باسرائيل )) ؟و اذا كان من القومية الكردية او باقي الاقليات القومية فهو (( انفصالي و يريد الحاق بعض الاراضي السورية بدولة اخرى )) ؟و اذا كان يريد الخبز و لقمة العيش فهو ضد النظام و يريد (( الانقلاب))؟ بهذه العقلية تعامل النظام مع الشعب السوري لامساك زمام الامور و السلطة ، لان هدف هذا النظام منذ الاستلاء على الحكم كان و مازال الحفاظ على الكرسي .
و استفاد هذا النظام الى حد ما من الظروف الدولية اثناء الحرب الباردة و الاقليمية و العربية ، و نتيجة الحرب الاهلية في لبنان لدخول قواته العسكرية و الامنية الى هذا البلد المستقل وذات السيادة و فرضت الوصاية السورية و القائد العسكري او الامني كان يمثل المندوب السامي للنظام في لبنان ، فحاول بسط سيطرته بنفس الاسلوب الذي مارسه في سورية ، و حاول ان يجعل من لبنان مجرد محافظة سورية ، لذلك كان يتم تعين الرئيس كأنه محافظ لاحد المحافظات السورية الذي يتم تعينه من خلال قرار رئاسي في سوريا ؟ لان هذا النظام و منذ البداية لم يعترف بلبنان كدولة مستقلة و خير دليل على ذلك عدم فتح السفارات بين البلدين و عدم وجود العلاقات الدبلوماسية ، على الرغم ان مهام القوات العسكرية كانت للحفاظ على الامن و الاستقرار في هذا البلد ، و لكن النظام السوري وجد في هذا البلد ايضا مرتعا لاغنائه الفاحشة ، و لم يكتفي رموز النظام ما سرقوه و نهبوه من سوريا ، فبدأوا بلبنان ايضا من خلال زرع المخدرات في البقاع و سرقوا و نهبوا البنوك و خلقوا عصابات المافيوية كما يعملون في سوريا ، و هدف هذا النظام من تواجده في لبنان اولا : لسرقة و نهب هذا البلد ايضا ، و ثانيا : لجعل من لبنان ساحة لتصفية الحسابات مع المجتمع الدولي و الاقليمي . و لجعل من لبنان دولة المواجهة مع اسرائيل بعد ان فشل في اعادة هضبة الجولان في حربهم الذي اعلنوا انهم انتصروا ؟ من خلال اعتمادهم على حزب الله و سلاح المقاومة انذاك ، على الرغم و حسب القرارات جامعة الدول العربية فان لبنان من الدول المساندة و ليست المواجهة ؟ لذلك خلقوا لهم عملاء لممارسة سياسياتهم في لبنان ، لانهم كانوا يحسبون ليوم الذي يمكن ان ينسحبوا من هذا البلد الحر ؟ ثالثا : لانتقام من اللبنانيين لان الدولة اللبنانية كانت الدولة العربية الوحيدة ديمقراطية الى حد ما ، و هذا لا يروق لهذا النظام ان يكون بجواره نظام ديمقراطي و قد يشكل خطر على استبداده ؟
لذلك ، فان النظام السوري يرفع و رفع منذ البداية شعارا امام المجتمع الدولي و العربي ، و خاصة فان هذا النظام متمرس في الشعارات الرنانة و الضبابية من خلال بكائه على المصلحة القومية و يمثل مصالح القومية العربية ، و قالوا : ان لبنان لايمكن ان يحكم نفسه و هو بحاجة الى الوصاية و العصا السورية لضبط الامن و الاستقرار ، و استفادوا من الظروف الدولية بسبب التوازنات ، وهذا الامر اتبعته و مارسته الحكومة السورية طيلة سنوات الوصاية ، فكانت تحرك الفتن و الاقتتال بين الاطراف اللبنانية تارة ، و تشعل الخلافات السياسية تارة آخرى ، لتتدخل و تنهي المسألة بطرق تثبت بموجبها امام العالم على ان اللبنانيين عاجزين عن قيادة سفينة بلدهم نحو شاطىء البر و الآمان . اذن : فهل اساليب النظام البعثي – الاسدي تتسم بالذكاء ام الغباء ؟ في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة ، قد تكون لتحولات و تغييرات و اساليب نظام البعث للتحول و التغيير و خلط الاوراق وجوها تتسم في بعض الاحيان ببعض من جوانب الذكاء ، لابد من الاعتراف بها ؟ لان الاجهزة الامنية الاستخباراتية السورية قد اكتسبت خلال العقود الماضية و بالخبرة المتراكمة مهارات فنية و تقنية متحولة ، أمكن استغلالها لأبعد الحدود في ادارة الصراع الاقليمي في المنطقة و خاصة بعد مرحلة سقوط توائمه الحقيقي في العراق و احداث تغييرات في المنطقة لم تكن في حسبان النظام ، لان طبيعة الصراع اختلفت الى حد ما بعد دخول القوات الامريكية و متعددة الجنسيات الى المنطقة ، لذلك فلم تبقى امام المخابرات و النظام السوري الا دعم الارهابيين و التيارات السلفية الارهابية في الشرق الاوسط و خصوصا في لبنان و العراق و فلسطين و حتى في بعض دول الخليج ، لان اغلب التقارير الدولية الموثقة تحدثت عن ذلك ، و كانت مدعومة باعترافات تفصيلية من عملاء هذا النظام البعثي في دمشق ، اخفيت لاسباب سرية كل تفاصيلها و فحواها و لم يركز عليها الاعلام الذي ظل يدور في حلقات مفرغة من اشاعة الاتهامات دون الخوض في الادلة و البراهين ؟ و هو ما اعطى لهذا النظام مرونة كبيرة للمناورة و النفي و الاستمرار في الوقت نفسه في خوض تلك اللعبة الدموية بحق الشخصيات الوطنية و الديمقراطية في لبنان ، لانها و بكل بساطة هذه الالاعيب تمثل استراتيجية هذا النظام في البقاء و الاستمرار ؟ كما ان هذه الاستراتيجية تمثل الذراع الحيوي و الورقة التفاوضية للنظام في حال اقرار اي ترتيبات جديدة في المنطقة ؟ و لان الارهاب من صفات النظام السوري ، و من هذا الارهاب قتل كل من يحاول معارضته في اساليبه القمعية داخل سوريا و خارجها . و هذا ما اكده القائد السابق للشرطة القضائية في لبنان العميد المتقاعد عصام ابو زكي (( ان تغيب الزعيم كمال جنبلاط كان بداية لمسلسل اغتيالات شهدته الساحة اللبنانية طيلة فترة الوصاية السورية على البلد )) ، و رأى (( ان كل الاغتيالات كانت تقف وراءها جهة واحدة ، لان السبب كان واحدا ، و هو التمرد على قرار الوصاية ، و التمسك باستقلالية القرار الوطني و الاحرار على الحرية الرأي و الكلمة الحرة .)) و اوضح (( ان كل الجرائم التي ارتكبت بدءا من اغتيال كمال جنبلاط وصولا الى النائب جبران تويني تدخل في باب الارهاب السياسي و الفكري و النفسي و الاقتصادي و في باب الجريمة المنظمة .)) لافتا الى (( ان التاريخ لن يرحم قتلة كمال جنبلاط و ان الحقيقة سوف تتعزز يوم الكشف عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و رفاقه .)).
و مسلسل الاغتيالات في لبنان لم تتوقف ، و التي هزت لبنان و المنطقة و العالم ، هذا المسلسل الذي اهدف الشخصيات الوطنية و الديمقراطية اللبنانية الرافضة للوصاية و التدخل السوري في الشؤون الداخلية ، و قد بدأت هذه الجرائم اثناء و قبل الانسحاب الجيش السوري من لبنان ، و ذلك عند المحاولة الفاشلة لاغتيال الوزير مروان حمادة في 1 تشرين الاول عام 2004 ، ثم تبعتها سلسلة من الجرائم الارهابية و اخطرها جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري و رفاقه في 14 شباط عام 2005 بعد رفضه التمديد القصري للرئيس اميل لحود على الولاية الجديدة ، بعد ذلك تم ارتكاب جرائم الاغتيالات ضد الشخصيات الوطنية و لنفس الاسباب و الدوافع و خاصة من قوى 14 آذار الذين خرجوا للساحات العامة و قاموا بالانتفاضة البيضاء لاجلاء القوات العسكرية و الامنية السورية من لبنان ، و طالبوا بكشف الحقيقة ، و الاستقلال و الحرية ، و منها اغتيال الصحفي اللبناني سمير قصير يوم 2 حزيران عام 2005 ، ثم اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج الحاوي يوم 21 حزيران عام 2005 ، و محاولة اغتيال وزير الدفاع السابق الياس المر يوم 12 تموز عام 2005 ، و محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق ، واغتيال النائب جبران تويني و من ثم اغتيال الوزير و النائب بيار الجميل في عام 2006 ، و السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم يغتال حتى الان اي شخصية من المعارضة ؟ او اي شخصية موالية للنظام السوري ؟ كل هذه الاغتيالات جرت بعد الانسحاب الاضطراري للجيش و الامن السوري من لبنان و تحت ضغط القوى الشعبية و بقرار دولي من مجلس الامن رقم 1559 ، و بعد مطالبة قوى 14 آذار بالمحكمة الدولية لمحاسبة المجرمين لقتلة رفيق الحريري و رفاقه ، لذلك ، فان النظام السوري حاول خلط الاوراق في لبنان لامساك زمام الامور من جديد و من خلال عملائه ، فقام بدعم و تشجيع حزب الله لاختطاف الجنود الاسرائيليين لفتح معارك جديدة مع اسرائيل و بدعم من النظام الملالي في ايران من خلال المال و السلاح ، مما اضرت بالشعب اللبناني و شردت الآلاف من ابنائه و دمرت اقتصاده الوطني ، الهدف من هذه المعارك كانت ، افشال المحكمة الدولية اولا ، و افشال القرار الدولي 1559 ثانيا ، هذا القرار الذي طالب بنزع سلاح الميليشيات بمعنى نزع سلاح حزب الله و هذا يشكل اكبر تهديد للنظام السوري – الايراني .
و حتى تدعي حزب الله ان ثمة اجواء عسكرة في البلد و بذلك فالمعارضة المسلحة اصلا ستزيد من عسكرة نفسها بذريعة المقاومة ، و بذلك لم يكتف حزب الله بمضاعفة تسلحه تحت عنوان مواجهة اي حرب جديدة مع اسرائيل ، لكنه تمدد على نحو غير مسبوق ، و ما اعلان الحكومة اللبنانية عن اكتشاف تمديدات لشبكة هاتفية مستقلة تصل بين المناطق وصولا الى داخل بيروت ، بدءا من راس جبل الجليد ، و شكل دولة داخل دولة ، فان الحزب و بشكل خاص بعد الانسحاب الاضطراري للجيش و العسكر السوري من لبنان ، وضع الاساس السياسي لنظريته الامنية : فهو بحاجة الى حماية آمنه من اسرائيل و لكن و بما ان ثمة تواطؤ بين اسرائيل و امريكا و الفريق الحاكم كما يقول هذا الحزب ، فهو بحاجة الى حماية أمنه من الداخل اللبناني ايضا ؟ فان قوى 8 آذار بقيادة حزب الله ايراني القلب و القالب و سوري الهوى و الوجه يهدف الى السيطرة مجددا على قرارات الدولة لوقف اهم القضايا في تاريخ لبنان عن بلوغ اهدافها و هي : منع انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري . و تجريد حزب الله من سلاحه تطبيقا لاتفاق الطائف الذي يتمسك به حسن نصرالله و عميله ميشال عون غير المعترفين به اساسا . و اخيرا وقف مفاعيل تنفيذ القرار 1701 الداعي الى تأكيد تطبيق القرار 1559 الملتزم بنزع سلاح الميليشيات في لبنان و الى امتناع دمشق و طهران عن التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية عبر تلك الميليشيات و تهريب الاسلحة و العناصر الارهابية . و بعد كشف كل اوراقهم التآمرية على لبنان دولة و شعب و بعد فشل محاولات المعارضة لتشكيل الثلث المعطل داخل الحكومة و رفع توصيات الحكومة الى مجلس الامن لانشاء المحكمة الدولية تحت الفصل السابع بعد اغلاق ابواب المجلس النيابي امام الاكثرية ، حرك النظام السوري عصابة شاكر العبسي في الشمال من خلال اعتداء هذه العصابة (( فتح الاسلام )) الارهابية على الجيش و القوى الامنية في نهر البارد هذا الاعتداء على علاقة وثيقة بجنون النظام السوري و اتباعه حيال اقتراب موعد اقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع من خلال مجلس الامن ، بيد ان اعلان هذا الرأي لا يكفي وحده للاحاطة بالوضع من كافة جوانبه ، ذلك ان النظام الاسدي الانقلابي ربط منذ البداية على محاولاته اليائسة لمنع قيام المحكمة ، و يربط الآن محاولاته ل(( الثأر )) من قيامها بخطة للانقضاض على الداخل اللبناني تقع بين السعي الى تجديد السيطرة على لبنان سلطة ودولة كحد اقصى و بين ادخال البلد في الفوضى و الفراغ الدستوري ، و اغراق مؤسساته الدستورية و الشرعية في الشلل و تعطيلها كحد ادنى ؟ و في بداية المعركة بين الجيش و عصابة فتح الاسلام قال حسن نصرالله ان مخيم نهر البارد خط احمر امام الجيش اللبناني و هذا يؤكد المؤامرة السورية في هذه المعارك و لكن مؤامراتهم فشلت بعد الانتصار الساحق للجيش اللبناني على هذه العصابة الارهابية ؟ فان لظهور مسألة عصابة شاكر العبسي و تنظيم (( فتح الاسلام )) الارهابي في الشمال مرتبط لاظهار الرعب و الارهاب في المنطقة و لولا الدعم التقني و الفني من قبل الجيش و الاجهزة الامنية السورية لها لم تكون تستمر كل هذه الفترة ؟ لان هذا النظام تتلاعب باوراق جماعات و تجمعات و احزاب دينية و مذهبية و طائفية مختلفة التنوع و المرجعية من اقصى الجماعات السنية التكفيرية و السلفية المتوحشة في العراق و لبنان و فلسطين ، لاقصى الاحزاب الشيعية المتطرفة في العراق و لبنان كحزب الله و جيش المهدي في العراق .
المحكمة الدولية و الارهاب المنظم :
==================
بعد ادخال قرار اقرار انشاء المحكمة الدولية في اروقة مجلس الامن ليقر تحت الفصل السابع بعد ان نجح عملاء النظام السوري – الايراني ، في اغلاق ابواب مجلس النيابي اللبناني ليقر من قبل هذا المجلس ، ارتجف كل من تورط في جرائم ارهابية مرتبطة بلبنان و خاصة منذ الاغتيال الارهابي بحق الشهيد رفيق الحريري و رفاقه ، لانه بعد ما تم اقرار هذا القرار لايمكن ان يتم صفقات تحيد او تحمي كبار المجرمين الارهابيين بغض النظر ان كانوا على رأس اجهزة امنية او سلطة او ميليشيا ، و لامناص الا محاكمة هؤلاء على جرائم ضد الانسانية ، لقد أتت المحكمة على رغم أنف من حاربها و يسعى الى تدمير لبنان ليخوف من انشأئها ، و بعد اقرار المحكمة بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، حصل تطور كبير بحيث جعلت حكومات مثل الحكومة الايرانية تفكر مليا بمواقفها من الرفض النظام السوري القاطع للمحكمة الذي بات في صدارة الاولويات للنظام السوري و يحتل المرتبة الاولى في استراتيجيته لانه على ما يبدو وجوده في السلطة السورية مرتبطة بهذه المحكمة و اصبحت اكثر اهمية لهذا النظام من استعادة هضبة الجولان الذي تحتله اسرائيل ؟
اهمية موقع الرئاسة للنظام السوري :
===================
الورقة الاخيرة التي بقيت في يد النظام السوري في لبنان هي الاستحقاق الرئاسي ، لان هذا النظام يريد رئيسا على شاكلته و ياخذ اوامره من قصر المهاجرين ، ويمثل مجرد محافظ او منتدوب عن هذا النظام ، حتى يتمكن هذا الرئيس من ابطال كل القرارات التي ستصدر عن الحكومة الوطنية و يتمكن من خلط الاوراق في لبنان لصالح النظام السوري ، و شل المحكمة الدولية من جديد ، لانه في هذه المرحلة اكثر شيء يرعب هذا النظام مثولهم امام هذه المحكمة و هذا ما اكد عليه بشار الاسد لمستشار بلير : عندما قال : تريدون منا مساعدتكم في العراق ثم تلاحقوننا بالمحكمة الدولية ؟ لذلك فان اغتيال نواب من الاكثرية في المجلس النيابي اللبناني واحدا تلو الاخر ، للعمل على تعطيل انتخاب رئيس جديد للبنان ، و يأتي في سياق تفجير الوضع الداخلي اللبناني الذي بشر به النظام الاستبدادي السوري و اعوانه و حلفاؤه في لبنان لتعطيل مسيرة المحكمة ذات الطابع الدولي و لاعادة الوضع اللبناني الى مرحلة النظام الامني السابق و فرض الوصاية السورية من جديد بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق عملائهم .و اما الاغتيال الارهابي بحق الشهيد انطوان غانم ليلة عودته الى لبنان الا ضمن هذه السلسلة الاجرامية . و السؤال الذي يطرح نفسه : كيف كان للسيد نبيه بري ان ينبه السيد اياد العلاوي رئيس الوزراء العراقي السابق من محاولة اغتياله في لبنان ؟ و لم يتمكن ان يفشل كل هذه المخططات الاجرامية بحق نوابه من الاكثرية ؟ وكيف لحزب الله ان يدعي ان له معلومات عن تل ابيب و عن المخططات التي تجري في المنطقة و لا يتمكن ان يحمي النواب من العمليات الارهابية ؟ و لكن على ما يبدو و مؤكد ان الحرب الارهابية ضد الاكثرية هدفها اسقاط الدولة من خلال اسقاط مؤسسات النظام السياسي الواحدة بعد الاخرى . لان النظام السوري لم يغير سلوكه لا داخل سوريا و لا خارجها ؟ و لكن فان المسألة التي تطرح نفسها بكل الحاح ، هي كيفية منع النظام السوري من الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ؟ و من تحقيق اهدافه ؟ فان النظام السوري بارهابه في لبنان يتحدى ثلاث ارادات : 1 – ارادة اللبنانيين في تقرير مصيرهم بانفسهم في الاستقلال و الحرية و الديمقراطية . 2 – ارادة الانظمة العربية الذين اكدوا تضامنهم مع لبنان المستقل من خلال تحركات المملكة العربية السعودية و مصر لانهاء الوصاية السورية و دعمهم للعلاقات متكافئة بين دوله و الى احترام الشرعيات و الدساتير الوطنية داخل كل دولة . 3 – ارادة المجتمع الدولي الذي اكد ان لا تفويض لدولة بدولة اخرى و لا وصاية من دولة على دولة ثانية . و لكن فان سلوك النظام السوري لم يتغير اسلوبه ، لانه يعتبر لبنان ورقة اخيرة من اوراقه للتلاعب مع المجتمع الدولي فمن خلال الحرب الارهابية حسب قناعته يمكن ان يكسب على الاقل الانفتاح الاوروبي و الامريكي مرة اخرى و يدعمه في الاستمرارية في سدة الحكم في سوريا ؟



#بافي_رامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب البعثي -الاسدي في المنطقة ؟/1 /
- رسالة تهنئة للاستاذ عبالباقي الحسيني و الاخرين
- تضامنوا مع الصوت الحر
- اغتيال كل الوعود من قبل النظام السوري
- ابادة الشعب الكردي هدف الانظمة الاستبدادية؟ باسم اي آية نفذت ...
- النظام السوري يهرول خوفا من موعد المحكمة الدولية ؟
- تصورات كردية في ظل نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تر ...
- السياسيون و الارهابيون يدمرون العراق؟ و الرياضة و الغناء تجم ...
- خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب
- تركيا بين كماشة الجيش و العلمانية المزيفة
- الحكم بعد المداولة
- الارهاب................... و الانظمة الاستبدادية؟
- هل الوطن اولا؟ ام الكرسي؟ في ظل مخططات النظام السوري الاستبد ...
- اخاف على وطني من العدو الداخلي؟
- النظام السوري بين الشعارات الغوغائية و الممارسات العملية
- تركيا بين احلام العثمانيين من خلال الجيش و ما يسمون انفسهم ب ...
- الطبقة العاملة تحتفل بعيدها في ظل الارهاب المنظم؟
- يوم الصحافة الكردية تصادف يوم تزيف الانتخابات السورية
- لعبة الانتخابات في الدول التي تتقاسم كردستان
- عامودة مدينة المظلومين و الهاربين من الظلم؟


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بافي رامان - الانقلاب البعثي - الاسدي على المنطقة؟/2 /