أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - بين الإنسان المحكوم و الحاكم...














المزيد.....

بين الإنسان المحكوم و الحاكم...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يميز كبار الشخصيات أو بمعنى آخر رؤساء الأنظمة العربية و الكثير من كبار الشخصيات في المشهد السياسي السوري و العربي و حتى العالمي ؟...السؤال في الحقيقة لا يخص فقط "الجدد" منهم بل يشمل حتى "الجيل القديم" منهم..طبعا كانت لدينا فرصة – كشعوب – عندما "غاب" عن عالمنا عدد ممن احتلوا صدارة نشرات الأخبار و "الأحداث" في منطقتنا و كان على من خلفهم أن يخاطبنا – نحن الشعوب – أولا لرثاء الفقيد و "ذكر محاسنه" من ثم "لتقديم برامج المرحلة اللاحقة" حسب وصف الصحافة الرسمية..حتى لو توفرت لدينا الرغبة للاستماع بجدية لأول الخطب التي أتحفنا بها هؤلاء فإن الغباء الظاهر و الأخطاء سواء الإملائية أو الأخطاء الأشنع في الكلام نفسه الذي "أتحفنا" به هؤلاء كان كوميديا أكثر مما تحتمله جدية الموقف..في الحقيقة أنا لا أعتقد أنه حتى أكثر الدجالين قدرة على النفاق يستطيع أن يزعم و ينسب إلى أي من هؤلاء الجالسين اليوم على ظهور الشعوب العربية و غيرها شيئا من الذكاء أو القدرة على الإقناع – أي على الكذب – و لا حتى معرفة أو دراية بأي شيء تريدون ليس فقط بدرجة استثنائية بل و لا حتى بدرجة معقولة بالنسبة لإنسان عادي..المقصود هنا أيها السادة أن القضية الأساسية في تصنيف البشر الراهن و الذي يجلس أمثال هؤلاء السادة فيه على قمة الهرم الذي يرتفع على أكتافنا هو أبسط مما يبدو : إنه اختلاف التابعية..أي أن هذه الدنيا مقسمة إلى أدوار أو إلى طبقات تنبع فيه قيمة الإنسان و أهميته من عدد الناس الذين يفرض عليهم "النظام" القائم الاعتراف به كمالك لكل هذه الصفات بغض النظر عن حقيقة امتلاكه لها , إن المحافظ بالنسبة لموظفي المحافظة هو مثال "التفاني و الذكاء و النباهة...و ما شئت" لكن المحافظين أنفسهم و معهم الوزراء و رئيس الوزارة و معاونيه مهمتهم الأساسية قبل سرقة كل ما يقع تحت أيديهم هو أن يصفوا السيد "الرئيس" أو "الملك" بذات الأوصاف لكن هنا على نطاق أوسع يشمل كل الشعب المحكوم و هكذا وصولا إلى السيد بوش و ساركوزي و براون و بوتين الذين يدوسون على عظام ستة مليارات إنسان..يكفي هنا أن أذكركم بانتخابات أي رئيس , من رئيس الجمهورية إلى رئيس أصغر نقابة في بلادنا لتعرفوا أن هذه الانتخابات التي "نختار" فيها من يسوسنا ليست بمسابقة أذكى رجل في العالم و لا أقوى رجل و لا حتى أجمل رجل في العالم و أنها لا تتطلب أي جهد خاص من طرف المرشح "الأوحد" , إن كل المطلوب منه أن يجلس ليستمع إلى "المدائح" الكاذبة من الحاضرين , حتى أن شخصية عظيمة كالمتنبي كان عليه أن يبحث عن لقمة خبزه و عن دور ما في هذا العالم عن طريق امتداح شخصيات تافهة لا يمكن مقارنتها به..أما الأمريكان فهم محظوظون , إذ لديهم فرصة للاختيار بين عشرة إلى عشرين شخص وسط مهرجان مشابه لقرع الطبول و الزعيق و الصراخ الشديد المرتفع الذي يشكل أساس حملاتنا الانتخابية "الشرقية" الطابع..لا نريد أن نبخس أحد حقه , هناك بالتأكيد فروق بشرية بين كل هؤلاء لكننا لسنا في موقع يسمح لنا بتمييزها , بكل بساطة لأنها لا تلزم إلا للوصول أو القفز إلى درجة أعلى في هذه التركيبة الهرمية..لذلك عليك أن تبدأ – في أية منظمة سياسية مهما كانت خلفيتها الإيديولوجية - كعضو في فرقة أو أسرة أو خلية ثم أن تصبح رئيسا لها ثم تصبح رئيسا لشعبة أو منظمة محلية ثم تصبح عضوا في لجنة منطقية أو لجنة تنفيذية ثم لجنة مركزية أو مجلس شورى قبل أن تصبح رئيسا – إن كنت تجيد أساليب كسب الأنصار لشخصك - , و للوصول إلى رئاسة الحكومة مثلا عليك أن تبدأ موظفا صغيرا ثم تنتقل من موقع إلى آخر و في كل موقع تتقرب إلى رؤسائك و تعمل ضد زملائك دون هوادة قبل أن تصل إلى ذروة الهرم , و نحن نعرف ميزات الأشخاص التي احتاجوا إليها لقطع كل هذا الطريق , أما بالنسبة للدولة فيجب أن تبدأ بالانتساب إلى الكلية الحربية ثم أن تبدأ عملك كضابط صغير ثم تترفع إلى قائد فصيلة فقائد سرية فكتيبة فلواء و عندها يصبح عليك أن تتحين الفرص لتصبح قائدا أكبر و ربما - إن كنت مغامرا و انتهازيا بما يكفي – أن تصبح رئيسا للدولة..لذلك مثلا كانت العرب تصر على مقارنة الند بالند , أي أعضاء كل طبقة أو درجة في هذا البنيان الهرمي بمن يساويه في الدرجة و لهذا لن يذكر أحد مثلا خصومة رجل من عامة الشعب و لا حتى شعب بأسره مع حاكمهم قدر ما تنشغل الصحف و وسائل إعلام السلطان بأية خصومة بين حاكمين..أنا شخصيا أعتقد أن المصادفة لو لم تأت بهؤلاء – عذرا – إلى كراسي الحكم في بلادنا لكانوا ممثلين كوميديين ممتازين , إنهم قادرين على إضحاكنا و هم حكام فكيف لو تحرروا من كل هؤلاء الحراس الذين يحيطون بهم و الذين هم المصدر الوحيد للجدية التي تحيط بوجودهم و خطاباتهم..بعد كل هذا يفلق الليبراليون رؤوسنا بالكلام عن المبادرة الفردية و عن التفتح الحر للفرد و هم يصرون في نفس الوقت على الاحتفاظ بهذا البنيان الهرمي الذي يختصر الإنسان إلى مجرد برغي في آلة دوره فيها معد سلفا , إلى مجرد درجة في هرم يتسلق فيه الناس ظهور بعض..لن يبدأ هذا التفتح الحقيقي للإنسان ما لم يجري تأسيس عالم الإنسان بشكل يختلف عن الغابة الحيوانية عن صيغة التجمع الحيواني الذي نعرفه و الذي يشبه كثيرا الحياة المعاصرة لستة مليارات إنسان اليوم على الأرض بشكل يكون فيه الإنسان كإنسان جوهر هذا الوجود.....




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس و الدولة – الجزء الأول
- ماركس و الدولة – الجزء الثاني
- كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...
- في مديح القادة التاريخيين...
- من الأب إلى الابن إلى أين ؟...
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - بين الإنسان المحكوم و الحاكم...