أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران















المزيد.....

كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ميخائيل باكونين*
كتابات باكونين

الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران

إنكم توبخوننا بسبب عدم إيماننا بالإله . نحن نتهمكم بالإيمان به . إننا لا نحكم عليكم لهذا , بل إننا حتى لا نظن بكم . إننا نرثي لكم . لأن زمن الأوهام قد ولى . لا يمكن أن نخدع بعد الآن .
من تجدون تحت راية الإله ؟ الإمبراطور , الملوك , العالم الرسمي و غير الرسمي , كبار الملاك و النبلاء , كل المفسدين المحظوظين في أوروبا الواردة أسماءهم في الألامانا دي غوتا , كل خنازير العالم الصناعي , التجاري و البنكي , البروفيسورات المرخصين لجامعاتنا , موظفي الخدمة المدنية , ضباط الشرطة الكبار و الصغار , الدرك , السجانين , السيافين قاطعي الرؤوس أو الشانقين منفذي الشنق , من دون نسيان الرهبان , الذين يشكلون الآن الشرطة السوداء التي تستعبد أرواحنا لحساب الدولة , الجنرالات المعظمين , المدافعين عن النظام العام , و أخيرا كتاب الصحافة الخسيسة .
هذا هو جيش الإله !
من تجد في المعسكر المقابل ؟ جيش الثورة , المانحين الجريئين للإله و منكري كل المبادئ التسلطية و المقدسة ! هؤلاء الذين هم لذلك , المؤمنين بالإنسانية , المدافعين عن الحرية الإنسانية .
إنك تلومنا على كوننا ملحدين . إننا لا نشكو من هذا . ليست لدينا أية أعذار لنقدمها . إننا نعترف أننا كذلك . بما يسمح به الكبرياء للأشخاص السوقة - الذين كالأمواج العابرة التي ترتفع فقط لتختفي من جديد في المحيط الشامل للحياة الجماعية – إننا نفتخر بكوننا ملحدين . الإلحاد هو الحقيقة – بل إنه بالأحرى الأساس الحقيقي لكل الحقائق .
إننا لا نتوقف لنتأمل في النتائج العملية . إننا نريد الحقيقة عن كل شيء . الحقيقة للجميع !
إننا نؤمن على الرغم من كل التناقضات الظاهرة على الرغم من كل الحكمة السياسية المرتبكة للبرلمانيين – و النزوع إلى الشك في أوقاتنا – أنه يمكن إيجاد الحقيقة لأجل السعادة الواقعية للناس . هذا أول بند في إيماننا .
يبدو كأنك غير راض عن تقرير إلحادنا . إنك تقفز إلى الاستنتاج بأنه يمكننا أن لا نحمل أي حب أو احترام للجنس البشري معلنا أن كل الأفكار أو المشاعر العظيمة التي أبقت , في كل العصور , القلوب نابضة هي رسائل ميتة بالنسبة لنا . أننا مكرهين في مواجهة وجودنا التعس , نزحف أكثر من كوننا نسير كما تريد أن تتخيلنا – إنك تفترض أننا لا نعرف مشاعر أخرى غير تلبية حاجاتنا الحسية و الرديئة .
هل تريد أن تعرف مقدار حبنا للأشياء الجميلة التي تبجلها ؟ اعلم إذا أننا نحبها بشدة ذلك أننا غاضبون و متعبون من رؤيتها متدلية , بعيدة عن المتناول , من سمائك المثالية . إننا نشعر بالأسى أن نراها و قد سرقت من أمنا الأرض , و قد حولت إلى رموز لا حياة فيها , أو إلى افتراضات بعيدة يستحيل إدراكها . لم نعد راضين عن تخيل الأشياء . إننا نريدها في حقيقتها الكاملة . هذا هو البند الثاني من إيماننا .
برمينا بلقب الماديين , أنت تعتقد أنك قد دفعتنا إلى الحائط . لكنك مخطئ كثيرا . هل تعلم ما هو مصدر خطأك ؟
ما تسميه أنت و نسميه نحن بالمادة شيئان مختلفان تماما . إن مادتك هي خيال . و هي بذلك تشبه إلهك , شيطانك , و روحك الخالدة . إن مادتك ليست بشيء أكثر من الحقارة التافهة , الجفاف القاسي . إنها كائن تعجيزي , مستحيلة مثل روحك النقية – "غير المادية" , "المطلقة" ؟
كان المفكرون الأوائل للجنس البشري بالضرورة لاهوتيين و ميتافيزيقيين . لقد تشكل عقلنا الأرضي بحيث أنه بدأ بالصعود تدريجيا - وسط متاهة من الجهل , بواسطة الأخطاء و الهفوات – إلى امتلاك فهم تفصيلي عن الحقيقة . هذه الحقيقة لا تزكي ( تستحسن ) "ظروف الماضي العظيمة" . لكن لاهوتيينا و ميتافيزيقيينا , بسبب جهلهم , أخذوا كل ما بدا لهم أنه يشكل القوة , الحركة , الحياة , الذكاء , و من خلال قيامهم بتعميم إجمالي , سموه الروح ! أما ما يتعلق بالبقية التي لا حياة فيها و لا شكل لها و التي لاحظوا أنها بقيت بعد ذلك الانتقاء الأولي – و التي تصدر بشكل غير واعي من كل عالم الواقع – أعطوها اسم المادة ! عندها أصيبوا بالدهشة ليشاهدوا أن هذه المادة – التي مثل روحهم توجد فقط في مخيلتهم – تبدو بلا حياة و غبية بالمقارنة مع إلههم , الروح الخالدة ! لنكن صريحين , إننا لا نعرف هذا الإله . و لا يمكننا إدراك هذه المادة .
من عبارات المادة و المادية نفهم نحن جميع الأشياء , التسلسل الكامل للواقع المدرك بالحواس كما نعرفه , من أبسط الأجسام غير العضوية و حتى الوظائف المعقدة لعقل إنسان عبقري , العواطف الأجمل , الأفكار الأسمى , أكثر الأفعال بطولة , أفعال التضحية و التفاني , الواجبات و الحقوق , نكران الذات و حب الذات في حياتنا الاجتماعية . تظاهرات ( تجليات ) الحياة العضوية , ميزات و خصائص الأجسام البسيطة , الكهرباء , الضوء , الحرارة و الجاذبية الجزيئية , ليست جميعها بالنسبة للعقل إلا تحولات عديدة جدا لمجمل الأشياء التي نسميها المادة . هذه التحولات تتميز بترابط شديد , وحدة القوة المحركة .
إننا لا نعتبر هذه الشمولية للشيء و للأجسام على أنها مادة أبدية و مطلقة , كما يقول القائلون بوحدة الوجود . لكننا نعتبرها على أنها النتيجة , و التي دائما كانت تتغير و ستبقى تتغير , لمجموعة متنوعة من الأفعال و ردات الفعل , و للفعل المستمر للأشياء الحقيقية التي تولد و تعيش في وسطها الفعلي . على النقيض من قانون الإيمان المسيحي للاهوتيين فأنا أعرض هنا هذه المسائل :
1 – أنه إذا كان هناك إله خلقها – أي المادة , المترجم - فإن العالم لم يكن ليوجد .
2 – أنه إذا كان هذا الإله حاكما للطبيعة فإن القانون الطبيعي و الفيزيائي و الاجتماعي ما كان ليوجد و كنت لأقدم عرضا عن مشهد من البلبلة التامة . لو أن هذا العالم يحكم من الأعلى و إلى الأسفل لكان يشبه الفوضى المحسوبة و المصممة للدولة السياسية .
3 – أن القانون الأخلاقي هو أخلاقي , منطقي و حقيقي فقط طالما كان يصدر عن حاجات المجتمع الإنساني .
4 – أن فكرة الإله ليست ضرورية لوجود و فعل القانون الأخلاقي . بعيدا عن هذا فإنها فكرة مشوشة و عامل تثبيط اجتماعي .
5 – أن كل الآلهة , في الماضي و الحاضر , يدينون بوجودهم إلى المخيلة الإنسانية غير المنفصلة عن قيود حيوانيتها البدائية .
6 – أن كل إله , ما أن ينصب على عرشه يصبح لعنة للإنسانية , و حليفا طبيعيا لكل الطغاة و الدجالين الاجتماعيين و مستغلي الإنسانية .
7 – أن اندحار الإله ضرورة لانتصار الجنس البشري . إن إبطال فكرة الإله سيكون نتيجة حتمية لانعتاق البروليتاريا .
من وجهة نظر الأخلاق , فإن الاشتراكية هي بدء الاحترام الذاتي للجنس البشري . إنها تعني زوال الإذلال و المقدس .
من وجهة نظر عملية فإن الاشتراكية هي الإجابة الأخيرة لمبدأ عظيم يقوم برفع المجتمع يوما إثر يوم . إنها تصنع نفسها أكثر فأكثر بواسطة الضمير العام . لقد أصبحت الأساس للبحث العلمي و التقدم و للبروليتاريا . إنها تشق طريقها في كل مكان . باختصار هذا المبدأ هو كما يلي :
أن ما سميناه بالعالم المادي , اللا عضوي – الميكانيكي , الفيزيائي و الكيماوي – هو العنصر الحاسم للمادة العضوية – النباتات و الذكاء الحيواني – تماما مثل المادة في العالم الاجتماعي , تطور المسائل الاقتصادية كان و ما زال يشكل الأساس الذي يحدد تطورنا الديني و الفلسفي و السياسي و الاجتماعي . في هذه النقطة يتفق باكونين مع ماركس .
هذا المبدأ يقضي بجرأة على كل الأفكار الدينية و الاعتقادات الميتافيزيقية . إنها ثورة أكبر بكثير من تلك التي ظهرت في فترة النهضة و القرن 17 تخسف بكل العقائد المدرسية – التي كانت يوما الحصن المنيع للكنيسة و للملكية المطلقة و النبلاء الإقطاعيين – و التي تجلب الثقافة الدوغمائية لما يسمى بالعقل المطلق المفضلة جدا عند حكامنا العصريين : الطبقة البرجوازية . لذا فنحن نقول من خلال الأممية : إن الاستعباد الاقتصادي للعمال – من أولئك الذين يسيطرون على ضروريات الحياة و وسائل الإنتاج , الآلات و الأدوات – هو السبب الأصيل للعبودية المعاصرة بكل أشكالها . إليها ينسب الخضوع السياسي و الانحطاط الفكري , لذلك فإن الانعتاق الاقتصادي للعمال هو الهدف الذي على أية حركة سياسية أن تسخر كل وجودها تحديدا كوسيلة لتحقيق تلك الغاية . هذه باختصار الفكرة المركزية من الأممية .


www.marxists.org/reference/archive/bakunin/works/writings/indexنقلا عن :

ترجمة : مازن كم الماز

*ميخائيل باكونين : "فوضوي" روسي ( 1814 – 1876 ) ولد في عائلة أرستقراطية , أصبح اشتراكيا أثناء دراسته الفلسفة في ألمانيا في أوائل الأربعينات , ثم سلم إلى روسيا بعد أن حكم بالإعدام بسبب مشاركته في ثورة 1848 في ألمانيا حيث قضى 3 سنوات في أقبية سجن بطرس و بولس الشهير ثم أربعة في سجن آخر قبل أن ينفى إلى سيبيريا . قبل أن يفر إلى اليابان فأمريكا ثم أوروبا حيث عاود نشاطه الثوري و أصبح في عام 1867 عضوا في رابطة السلام و الحرية ثم انشق مع رفاقه المناصرين للأفكار الاشتراكية و شكلوا التحالف العالمي للاشتراكية الديمقراطية عام 1868 . و في نفس العام أصبح عضوا في فرع جنيف للأممية الأولى و في 1869 حل التحالف العالمي و انضم أعضاءه فرادى إلى الأممية . في 1870 قاد انتفاضة فاشلة في ليون ستكون البشير بكومونة باريس بعد عام واحد , و التي ناصرها بقوة و دافع عنها و رأى فيها "ثورة ضد الدولة" رافضا بذلك كلا من الدولة و الديكتاتورية الثورية . أدى اشتداد خلافاته مع ماركس إلى طرده من الأممية عام 1872 بعد أن هزم في التصويت أمام أنصار ماركس في مؤتمر هاغ . رغم أن باكونين أقر تحليل ماركس الطبقي و نظرياته الاقتصادية لكنه انتقد "اشتراكيته التسلطية" و ديكتاتورية البروليتاريا التي رفضها بشدة :
"إذا أخذت أكثر الثوريين حماسة , و عهدت إليه بالسلطة المطلقة ففي غضون سنة سيكون أسوأ من القيصر نفسه"
( الاقتباس نقلا عن دانييل غورين : الأناركية من النظرية إلى التطبيق – 1970 , new york , monthly review , ) الصفحة 25-26
توفي باكونين في 1876 في برن بسويسرا .



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...
- في مديح القادة التاريخيين...
- من الأب إلى الابن إلى أين ؟...
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران