أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية والرعوية















المزيد.....

اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية والرعوية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المسيح إبن الله وليس إبن المرأه وهو من بيئة ووسط إجتماعي زراعي, والعرب والعبرانييون من سلالة رعوية واحدة وسلالة المسيح تختلف عن سلالة العرب والعبرانيين, لأن المسيح من وسط مجتمع زراعي فلاّحي, وأنبياء العبرانيين والعرب من وسط مجتمع رعوي بدوي.

من هنا علينا أن نعرف أن رأس المال الرمزي-هذا مصطلح إستخدمه عالم الأديان (ماكس فيبر) بدل كلمة الوحي - الذي كان يتنازع عليه العرب والعبرانييون والمسيحيين ليس في حقيقته وجوهره إلاّ صراع بين ثقافتين زراعية مستقرة ومنتجة ورعوية إستهلاكية غير منتجة .

ومن هنا عرف الشرقيون ثقافتين الأولى زراعية تختص بالتربة والأرض وروحها روح الاستقرار ومدجنة وملتصقة بالأرض التصاق الروح بالجسد ، وهذه كانت منذ بداية تدجين الحبوب حتى اليوم ، وثقافة أخرى رعوية وهي مختلفة كل الاختلاف عن الثقافة الزراعية إذ أنها أولاً :غير ملتصقة بالأرض وغير مستقرة وغير مدجنة بكسر الجيم إلا قبل مائتي عام من كتابة هذا المقال إذ تحول الرعي إلى علم زراعي بفضل تدخل الإنسان بالصناعات العلفية وتحسينها لتحسين إنتاج اللحوم والحليب وبيض المائدة .

لذلك ارتبطت الثقافة أو الفئة الزراعية برابط الإنتاج والخصب وتحسين الإنتاج ، عن طريق الطرق التقليدية الزراعية ،ولما كانت هذه الطرق غير كافية لتحسين الإنتاج ، فان المزارعين والمجتمعات الزراعية لجأوا إلى اختراع ثقافة دينية تعني بالخصب والنماء وزيادة الخصب عبر تشكيل عبادات الخصب وطقوس الجنس المقدس وبقيت هذه الفئة الزراعية تدين بالولاء للمرأة وللطبيعة معاً وذلك كما أسلفنا في الفصل السابق للتشابه القوي بين المرأة الام وطبيعة الام من حيث وظيفة كل من الطبيعة والمرأة ، والطبيعة تزود الإنسان بالزرع والمزروعات لذلك فهي مصدر الحياة ، والأنثى تزود الإنسان بنوعه عبر الولادات المتكررة في رحم المرأة ، ولهذا اعتبر الجنس عند الثقافة الزراعية عاملاً محفزاً على استمرار الحياة وتكرارها في دورة طبيعية تقوم بأدائها كائنات مؤنثة ، لذلك انتشرت الصور المتكررة للتماثل الأنثوي ، مثل تمثال [ربة الينبوع] إذ تظهر به [عشتار] وهي حاملة بين ذراعيها جرة فخارية ،ووجد في تلك الفترة حوالي [7000-4000ق.م] جرار فخارية في الشرق الأدنى يبدو أنها لدفن الموتى وتظهر فيها عظام الميت بشكل [مكوَّر] كما هو الوضع للجنين في رحم أمه ، على اعتبار أن الجرة تشبه المرأة من حيث التفاصيل الجسمانية ووضع الإنسان بها يشير إلى وضع الخلق البدائي والى أن الذي يعطي هو نفسه الذي يقدر على الأخذ وبالتالي فان عودة الإنسان للأرض داخل جرة فخارية هو إشارة أيضا لعودته إلى خالقه الذي بدا منه وانتهى إليه ، لذلك نشأ الإنسان في بلاد الرافدين وبلاد كنعان وهو محب جداً للأرض وللمرأة وملتصق بالاثنتين معاً ولهذا السبب فإن المزارعين هم أول من قام ببناء المدن ذات الأسوار مثل أريحا والبيضاء في الأردن والأولى عائدة إلى الألف الثامن قبل الميلاد والثانية عائدة إلى الألف التاسع قبل الميلاد وكانت الأسوار تبنى كحد فاصل بين القرية وبين الأراض الزراعية .

بمقابل هذا كله تشكلت في منطقة الشرق الأدنى في صحراء الأردن والحجاز وارض سيناء قبائل أو فئات [رعوية] تقوم على الرعي في المواقع قليلة الخصوبة من الأرض وهذه الطبقة الاجتماعية [مستهلكة] لموارد الطبيعة وغير منتجة ولا تستثمر في الأرض أو الإنسان ، وفي سنين الجفاف تلجئ إلى الاستيلاء على أراضي المزارعين وتخريبها للحصول على [الغذاء] من قبل المزارعين المنتجين للسلع وللمزروعات الصيفية ، وتختلف الثقافة الزراعية عن الثقافة الرعوية اختلاف المجتمعات الزراعية عن المجتمعات الرعوية ،إذ أن المجتمعات الزراعية مجتمعات مثقفة بسبب العلوم الزراعية السائدة في كل عصر على حدى ، وبسبب نشوء المدن واستقرار المثقفين والسياسيين ورجال الدين والهياكل الدينية في المشاعات القروية البدائية في كل قرية زراعية (75).

أما المجتمعات الرعوية [البدوية] فإنها تختلف عن المجتمعات الزراعية اختلافاً كلياً :
أولاً : الرعاة ، غير مستقرين في اغلب الأحيان.
ثانياً : غير مثقفين مدنياً ،بسبب هجرة المثقفين إلى المواقع الزراعية .
ثالثاً : غير مؤهلين لبناء المدن لأنهم لا يحبون الاستقرار .
رابعاً : غير منتجين للسلعة ، بعكس المزارعين المنتجين للحبوب والمدجنين لها.
خامساً: دائماً في حالة استعداد للحرب ويتصفون بالكرم وحسن الضيافة اكثر من غيرهم، وذلك يعود الى طبيعة المناخ الصحراوي، إذ أن الانسان يموت جوعاً وعطشاً في الصحراء اذا لم يجد من يتكرم عليه بالماء والطعام.

وهذا بعكس المزارعين إذ انهم دائماً في حالة استعداد للسلم لذلك انتج المزارعون ثقافة قوية ومستقرة . وخصصوا لكل شيء آلهة مؤنثة فكانت عشتار هي الأقوى بين جميع الآلهة ، وامتاز المزارعون عن [الرعاة] امتازوا بطقوسهم الجنسية المقدسة فكانت النساء تهب نفسها لرجال الدين في الهياكل الدينية بهدف زيادة الخصب والنماء لذلك ولد أشخاص نصفهم [اله] ونصفهم بشر ، ولما ولدت [مريم _ العذراء ] قال لها اليهود [يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا](76) إذ كان ذلك إشارة من اليهود إلى مريم أنها تمارس [البغاء المقدس] لان مريم كانت تلزم الهيكل مع زكريا زوج خالتها ، ولما كبر المسيح [الهه] المزارعون وليس اليهود على اعتبار إن نصفه اله ونصفه بشر وان عيد [الفصح المجيد] الذي يحتفل به المسيحيون على اعتبار انه قيامة المسيح في ليلة 24و25اذار هو عيد ربيعي ،وهو قيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد أن [مشى على درب الآلام الحزينة ] وهذا لا يخص اليهود في شيء لذلك وجب عليهم أن يحاربوا المسيح لأنه مخالف لطبيعة ثقافتهم الرعوية ، وهذه الصفات التي أطلقت على المسيح هي في الأصل صفات الإله [ بعل ]الزراعي العدو اللدود ليهوى الرعوي ، وقد حلت مريم محل الآلهة عشتار ، ومازال حتى وقت قريب في [إيطاليا] يدعون مريم بـ[افر وديتا] على اعتبار أنها تشترك مع مريم في كثير من الخصائص والصفات.

ومن الخطأ الجازم اعتبار أن الصليب هو التمثيل الناسوتي لصلب المسيح ، ولكنه قبل دعوة المسيح بمات السنين كان يظهر في يد الآلهه عشتار وفي يد(بارات ) الفينقيه المشتق منها اسم مدينة (بيروت) اليوم . وهو يرمز الى (الخصوبه) وليس الى قصة الصلب الروماني للسيد المسيح والصليب ايضا رمز الاله (اندارا) وشكل .الصليب هو شكل للكلمه (الويا)وهي سومريه الاصـــــــ ـل ( ELELEUُ_هلوليا) ومعناها :- ( اله السائل المنوي) او السائل المخصب(77) وبهذا تكون الديانه المسيحيه الشرقيه ديانه زراعيه وثقافه طبقة زراعيه مخالفه لشريعة اليهود رغم قول السيد المسيـح (ما جئت لانقض الناموس وانما لاتممه) وهو يعني بالناموس (التوراة ) او القوانين التوراتيه . وكانت اعياد الخصب الزراعيه تنتثر في كل المواقع الزراعيه من بلاد فارس الى البحر الا بيض المتوسط .فقد كان اهل فارس يحتفلون بيوم 25كانون الاول يوم ميلاد الاله (ميثرا) اله الضوء والظلامُ

وفي الفتره التي ولد فيها ( سرجون الاول 2381_2316ق.م.) كان يحضر على النساء الممارسات للبغاء المقدس ان ينجبن الاطفال كي لا تكن نسبه البشر المؤلهين من الذكور وهذا بدليل القصه السومريه التي عثر عليها مكتوبه على لسان سرجون الذي قال فيها:- ان امه كانت كاهنه من كاهنات الهيكل العليا اللواتي يحرم عليهن الزواج او الانجاب من كاهن وبما ان امه فعلت ذلك فقد استدعتها الضروره الى وضع سرجون الاول في صندوق خشبي ومن ثم القته في الفرات ، حتى وصل الى رجل فلاح اسمه (آلى) واتخذه وزوجته ابنا لهما ،وتعلم سرجون على يد الفلاح (الي) كثيرا من العلوم الزراعيه واصبح بستانيا ، عند حاكم كيش ، وهناك راته الاله عشتار وعشقته ومن بعدها صار ملكا لسومر واكد (78)

وبذلك يقول :- ( سيجموند _ فرويد) في كتابه ( موسى والتوحيد)(79) ان ولادة سرجون ، هي اول واقدم الولادات الالهيه لنموذج البطل ( المخلص) او(المنقذ) وبذلك فان تاليه المسيح ليس غريباً عن الديانات الزراعيه ولكنها مثيره للسخط والعجب لدى اليهود الرعوين ومن اللافت للنظر ان الثقافه الزراعيه لا تجد حرجا من ذكر وتكرار العبارات الجنسيه ، ولاترى في صراحة التعبير عيبا او خجلا بقدر ما تراه ضرورة حتميه ، وهي لا تكبت مشاعر الجنس والرغبه بالمتعه مع الاخر وهنا لدينا ملحمه ادبيه تعد من أروع الملاحم الادبية بعد ملحمة الخلق البابلي، وملحمة جلجامش وأخيراً هذه الملحمة المسماة : ( دموزي وإنكمدو) وهي منافسة للزواج بين دموزي الراعي وانكمدو، الفلاح وبذلك تقول : [أنانا] لأخيها :

(...بعد أن تجلب ملاءة العرس
من سينام معي؟؟
شقيقتي : عريسك من سينام معك
هو الذي ولد من رحم مثمر
هو الذي حبلت به امه على عرش الزواج المقدس
دموزي الراعي سينام معك
(أنانا قالت :
الراعي لن أتزوج الراعي
ملابسة رثة وصوفه خشن
الفلاح يزرع الكتان لملابسي
الفلاح يزرع الشعير لمائدتي )(80)

وإن الثقافة الزراعية هي أول من قام بتوسيع خيال الأدباء من خلال قصصهم عن أبطال غير طبيعيين في كل شيء وهم الذين صوروا أبطالهم بهالات كبيرة، وحولوا ولاداتهم من ولادات طبيعية الى ولادات غير طبيعية، وذلك لاقناع الناس انهم صورة تختلف عن صور الاشخاص الطبيعين مثل سرجون الأول ودموزي الذي تظهره الملحمة الادبية على انه ولد من أُمٍ حبلت به على فراش عرش الزواج المقدس .

وهذا يشبه ايضا ولاده المسيح، الذي يراه كثيرُ من دارسي الأديان أن في ولادته خلط بين الصورة الحقيقة وبين الثقافات الزراعية السائدة في ذلك العصر، وأنا لا أرى في ذلك خلط بقدر ما هو ولادة طبيعية في ثقافة دينية مركزها الاخصاب ومن الملاحظ ايضا جداً أن قول (أوتو) شقيق (أنانا) عن (دموزي) (أنه: ولد من رحم مثمر) هو تعبيراً صادق عن مشاعر الخصب تجاه المرأة المثمرة مثل الأرض ومثل النبع ومثل الشجر ومثل كافة أصناف الحياة، التي تتكرر بها يومياً مشاهد الخصب، ولكن في ولادة المسيح اختلاف جوهري، وهو أن كل الذين ولدوا قبل المسيح اعترفوا –دون حرج أو عيب – أن أمهاتهم قد مارسن الجنس المقدس أو البغاء المقدس مع الآلهة الذكور الذين يقومون في الهياكل بتمثيل أدوار ذكورية.

وإن ولادة المسيح:

قد اختلطت بفلسفات لغوية وأسرار روحية، لسبب معلوم لدينا وهو أن (عيسى ابن مريم) حين بعث كان قد ولد أصلاً في مجتمع زراعي مستقر يهودي وعبري الأصل ينتمي الى ثقافة (رعوية) يهودية ترى أن (يهوى) ليس له مكان لكنه منتشرٌ مثل الضوء في كل مكان، وهذا يثبه طبيعة الانسان الراعي والبدوي الدائم الترحال، ولأن ديانة اليهود ديانة رعوية تختلف عن الديانة الزراعية ذات الأسرار والألغاز، فقد رأوا في ديانة الخصب عداءاً دينياً ما بعده عداء وفارقاً ثقافياً ما بعده التقاء ولأن اليهود ايضا تعلموا قصة الخلق عن مردوك البابلي وهو الخلق بفعل الكلمة بدل الخلق بفعل الرحم ، لهذه الأسباب كلها لجئ المسيح والمؤمنون به الى فكرة الولادة بفعل كلمة من الرب ألقاها الى مريم البتول او العذراء، واسم مريم معناه البتول والبتول معناه العذراء والعذراء معناه البتول، وهكذا كلها ألفاظ تدل على العفة والشرف التي لم يمسسها بشر ولم تك بغيا، وهذا الإلتفاف من قبل المؤمنين بالوهية المسيح ناتج عن كره (اليهود) الرعاه للعبادات الزراعية لما بينهم وبين المزراعين من عداء بسبب الهجرات العبرية المتكررة باتجاه الأراض الزراعية والاحتكاك عسكرياً مع المزارعين لاعتدآتهم المتكررة على الأراض الزراعية وابتلاعها دونما تعب وكانوا البدو لا يحبون الغزو هم وارعاة لأنهم يحبون الغزو وإنما بسبب جوعهم وعطشهم في الصحراء بنفس الوقت الذي يرون به المجتمع الزراعي أو الفلاحين يشربون الماء بكثرة ويأكلون بكثرة ويتخمون وينامون وبطونهم ممتلئة كل هذه الأسباب جعلت من البدوي متسلطا بسبب جوعه وعطشه لكي يشرب ويأكل كما تأكل الناس وليس هذا ما نعده خسة ونذالة في البدوي وإنما بسبب ظروف الحياة والجوع وقسوة الصحراء عليهم .

ولأن المسيح بعث كما هو قال على لسانه أنه (بعث إلى الخراف الضاله من بني اسرائيل) لهذا السبب مزج المؤمنون به بين طبيعتين : الأولى (ناسويته) والثانية (لاهوتية) ولكنها هذه المرة بفعل الكلمة التي تخلق بفعلها القوي من الاله (كن فيكون)، ولقد جاءت الديانة المسيحية بعد نهاية عصر العنف الذي إتسم بالصناعات الحربية الحديدية وبعد فشل وسقوط (هاينبال) القرطاجي في تونس وسيطرة (روما) القوة العسكرية الضار به من روما الى النيل والى الشرق الأوسط أو الأدنى لذلك عانت هذه المناطق من ويلات الحروب وانتصار الغرباء على السكان المحليين من فلاحين ورعاه وقد ترتب على هذا الوضع احتراق الثقافة الزراعية وانتصار ثقافة عسكرية لا تعرف شيئاً عن الحالات الانسانية وليس لها هم سوء فرض نظام (الجباية) لهذا السبب جاء المسيح بشريعه:
(الحب والمساواه) : (أحبوا بعضكم بعضا وباركوا لاعنيكم)
و(ومن لطمك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن) وقال :
(ما جئت لانقض الناموس وانما لأتممه).
لقد جاء المسيح بعد انتصار عصر الحديد على عصر الثقافات الأمومية السمحة والتي تبدلت من خلال نظرة الفكر الاسرائيلي العبري الى ديانات الخصب على انها غير اخلاقية وتتجاوز كل ما هو محرم في العرف الديني ونظرت الى ديانات الخصب العشتارية كما ينظر المسلمون اليوم الى (عبده الفرج) أو (عبدة النزوات) والمتع الجنسية وبدون مجاملة لأحد هذب العبرانيون الفكر الشرقي لأول مره من ديانات الخصب ودعوا الى عبادة (يهوى) ومعناه (يهوى- واهب الحياة ) وهذه كما أسلفنا احدى صفات الاله المصري وهذه الصفة كانت رسالةً من اليهود إلى كل شعوب المنطقة تهدف إلى إخبارهم أن عبادتهم عبادة ما أنزل يهوى بها من سلطان وإن عبادة الخصب الانثوية محرمة على شعب الله المختار لذلك ومن هذا المنطلق أحس العبرانيون أنهم مميزون عن الكنعانيين وأهل الفرات، لما يعبدون من دون آلهتهم وعلى الرغم من تأخر الرعاه علمياً عن الفلاحين المستقرين الا انهم استطاعوا خلال تنقلهم في الصحراء ان يتعرفوا على اله مثله مثل الضوء موجودة في كل مكان.

وبدون مجاملة لأحد وبرغم كل حركات التمرد والعدوان والعداء بين اليهود والعرب اليوم برغم كل ذلك فان هؤلاء الرعاه هم أول من هذب الديانات ورفعها من الارض الى السماء وهم أول من أسقط الأوثان والأصنام ودعوا الى عبادة اله واحد ليس له مثيل لهذا السبب كان العداء بين اليهود وبين الكنعانيين ليس من أجل لقمة العيش فقط وانما ايضا لان الكنعانيين كانوا يعبدون(81) الخصب والنماء والجنس والبغي المقدس وأول لفظ لكلمة (قديسة)* كانت تطلق على النساء الممارسات للجنس في الهياكل الدينية فيقال لهن (قديسات)، فحولها العبرانيون إلى كلمة (كديشه) أي (البهيمة) ذلك انهم راوا في هذه الأفعال أفعالاً حيوانية شهوانية اما تغير الحروف من (قاف الى كاف) فذلك يعود الى تقارب المخارج بين الحرفين ولكن يبقى المعنى واحد لذلك أكد (برايت) على رايه ان الاندماج بين الرعاه العبرانيين والفلاحين الكنعانين كان مستحيلاً بسبب تناقض الثقافتين، وهذه الاراء يخفيها كل العرب الدارسين للثقافة الشرقية بسبب طبيعه العداء بينهم وبين اليهود ولا بًّد أن فترة إزدهار مملكة داوود وسليمان كان لهما الأثر الكبير في فرض ديانة التوحيد المهذبة اذ نقلها بنو اسرائيل من الأرض والخصب وعبادة الجنس الى السماء والطهارة وعبادة الاله (يهوى) الواحد.
لذلك اندثرت في الشرق الادنى عبادة (عشتار ) بعد أن سيطرت على اذهان وسلوك الشرقيين اكثر من خمسة الاف عام حتى ظهور العبرانيين على مسرح الشرق الادنى الذي لولاهم لبقيت المنطقة على دين الخصب والجنس حتى مجييء الدين الاسلامي الحنيف، وبرغم هذا كله فقد تدخلت قوتين عظمتين أسقطت بني اسرائيل عسكرياً وهي قوة (سرجون الثاني) حوالي (721 ق.م) حيث ساق اليهود الى العراق القديم والقوة الثانية هي قوة (بنوخذ نصر 586 ق.م) حيث انه خرب يهوذى وساقهم الى بابل وهناك اطلق على بني اسرائيل ولاول مرة في التاريخ لفظ (اليهود)(82) نسبة الى دولة (يهوذى) العبرية المخربة بفتح الراء وليس بكسرها
* * * * *



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي
- الرزق ليس على ألله والفقيه المسلم لا يعرف ماذا يريد!
- الزكاة لا تكفر عن خطيئة المسلم والله ليس شيوعيا
- أحبك..
- البقاء للشعب وشرب القهوة
- الثقافة ترفع من مستوى الشعب
- رساله لقرائي حول بعض كتاباتي
- ما هو التطور الإجتماعي ؟
- التطور الثاني
- الدين والعقل
- الشرق الجديد
- التحول في التركيبة الإجتماعية
- الإسلام هوالجناح العسكري اليميني للزعماء العرب
- حياتنا في رمضان
- الشيوعية قادمة
- الزعماء العرب في مواجهة الديمقراطية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية والرعوية