أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح سرميني - حق الرد وإستجلاء الحقيقة في ضرورة القراءة المجهرية المحايدة، وتفادي الأحكام الفورية/عدنان حسين أحمد















المزيد.....


حق الرد وإستجلاء الحقيقة في ضرورة القراءة المجهرية المحايدة، وتفادي الأحكام الفورية/عدنان حسين أحمد


صلاح سرميني

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


إيماناً مني بالحوار المُتحضر حول قضية متباينة الآراء, فإنني أعيد نشر ما كتبه الصحفيّ العراقيّ السيد(عدنان حسين أحمد) في موقع (كتابات) رداً على قراءتي النقدية المُعنونة
نقاد القصّ, واللصق تطاولٌ على النقدّ, وعبثٌ بالثقافة السينمائية

والتي يمكن قراءتها في مدونة (سحر السينما)

ولا أعرف لماذا لم يرسل ردّه إلى المواقع الأخرى التي نشرت قراءتي تلك, أو على الأقلّ, إلى المُدونة التي انطلقت منها, ولا أتخيل بأنه لا يعرف عنها شيئاً, ومع اقتناعي بأنه لا يوجد موقف صحيح,وآخر خاطئ بشكلٍ مطلق, فإنني أترك القارئ العادي, والمتخصص يتوصل إلى قناعةٍ يجدها أقرب إلى حقيقته, وكما لاحظ المُتابع المُدقق لهذه المُدونة, فإنني تركتُ إمكانية (التعليقات) مفتوحةً لمن يشاء, حتى ولو اختطف البعض هذه المساحة الافتراضية من الحرية التي منحتها لهم(وكان بإمكاني منع التعليقات, وليشرب هؤلاء ماء البحر) لصالح كتابة (تعليقاتٍ) يخجل منها صبيان الشوارع, فكيف الحال بصحفيين, ونقاد, ومثقفين.
إعادة إدراجي للردّ المُرفق هي بمثابة تحية تقديرٍ للسيد(عدنان حسين أحمد), فهو على الرغم من القسوة الواضحة في سطوره, إلا أنه احترم نفسه, واحترم خصمه, ولم ينجرف في كتابة معلقاتٍ من الشتائم, كما فعل الصحفي المصريّ (صلاح هاشم) عندما كتبتُ يوماً قراءةً نقديةً عن مدونته إيزيس بعنوان

المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتيّة(9)
في(سينما إيزيس) .. نقادٌ يغردون خارج السربّ, وآخرون ينبحون داخل الحظيرة

ولم يكن المقصود التركيز عليها خصيصاً, ولكن, كان ذلك في إطار متابعةٍ نقدية للمواقع السينمائية العربية المُتخصصة في الشبكة العنكبوتية, وكان التقرير يومذاك يحمل الرقم 9 من السلسة.
أو ما كتبته يوماً تحت عنوان

دعوةٌ إلى عقلنة نقاد السينما العربية لإعادة الإعتبار للثقافة السينمائية

للردّ على نفس الصحفيّ عما كتبه يوماً من هجومٍ ضدّ المهرجانات العربية, اعتبرته, ومازلت نفاقاً, ومزايدة.

وبعد أن نشرت موضوعاً تحت عنوان

ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية

وبدل أن يردّ الصحفي المصريّ(أشرف البيومي) بعقلانيةٍ, وتحضرٍ على اتهامي له بالسرقة, وبدل أن يدافع عن نفسه, كتب تعليقاتٍ مُخجلة, واستغلّ مساحة الحرية التي منحتها له بطريقةٍ متخلفة.
السيد (عدنان حسين أحمد), في رده الحالي(والذي لا أتفق مع معطياته) يعطي هؤلاء درساً بسيطاً في أساليب الردّ, وهو يذكر بصراحةٍ بأنه لا خصومة بيننا من أيّ نوع(وهي الحقيقة), والخلاف الحاصل مهنيّ بحت, تتباين فيه وجهات النظر, وهو أمرٌ إيجابي للثقافة السينمائية العربية, ولا يمكن أن تتطور إذا لم يرمي أحدنا حجراً في المياه الراكدة(وأعتقد بأنها آسنة), ولقد بدأت هذا الأمر وحدي, وسوف أتحمل نتائجه في الابتعاد عن أشخاصٍ بعينهم, وخسارة بعض الصداقات الهشة, وسوء فهم آخرين, وابتسامات شامتة, وفضول, ونفاق, وزيف, بالإضافة لشتائم علنية, وإشاعات, وتدقيق في سيرتي المهنية, وغيرة, وحسد, وهي بمجموعها تعبير عن الضعف, والخواء الفكريّ, والسينمائيّ, والإنسانيّ.
وحتى هذا اليوم, لم أردّ على تلك الشتائم التي يكتبها البعض في مدونة سحر السينما, وبموافقتي(لأنني كما قلت, بإمكاني منع التعليقات, أو قراءتها, وحذفها, ولينطح هؤلاء رؤوسهم في اقرب حائط).
كنت أتمنى من هؤلاء التدقيق في كتاباتي, ونقدها, وتحليلها, وتشريحها, ومناقشة الأفكار الواردة فيها, كي أستفيد, ويستفيد من يقرأها.
ولكنني مازلت أتذكر الجملة التي كان المخرج أحد أساتذتي المخرج د.هشام أبو النصر يرددها على مسامعنا يوم كنت طالباً في معهد السينما بالقاهرة.
كان يقول دائماً :
فاقد الشيئ لا يعطيه

صلاح سرميني


حق الرد وإستجلاء الحقيقة في ضرورة القراءة المجهرية المحايدة، وتفادي الأحكام الفورية

عدنان حسين أحمد

نُشر في موقع كتابات بتاريخ 27/08/2007

دأبتُ منذ زمنٍ بعيد على تفادي " صراع الديكة " مستفيداً من رؤية حمزاتوف الشهيرة التي تقول: " هناك شيئان يستحقان النزاع، وطن حنون وامرأة جميلة. أما بقية النزاعات فهي من إختصاص من الدِيَكة "، لكنني ميّال للحوار الجدي، المنهجي، الذي يصل بنا الى الحقائق المجرَّدة عن كل زيف وتضليل وتشويه. إن منْ يقرأ مقالة الزميل صلاح سرميني المعنونة بـ " نقاد القصّ، واللصق تطاولٌ على النقدّ، وعبثٌ بالثقافة السينمائية " والمنشورة في موقع " كتابات " بتاريخ 25 آب 2007 سيكتشف من دون لأْي حجم الإلتباس وسوء الفهم الذي وقع فيه " عن قصد أو غير قصد "، كما سيكتشف أيضاً درجة التهويل التي تشير الى الإنتحال وكأنَّ الكاتب " الفقير لله " لا يعرف أصول المهنة التي أمضى فيها نحو ثلاثين عاماً من الكدّ اليومي المتواصل الذي يعرفه جيداً كل من عمل في " بلاط صاحبة الجلالة ".
دعني أداعبك يا صلاح أولاً، لأنك تظل أخاً وصديقاً بالنسبة لي مهماً كتبتَ سلباً أو إيجاباً. إن عنوان مقالتك الذي يتمحور حول " القص واللصق " منحول قلباً وقالباً من عنوان الفيلم المعروف " قص ولزق " للمخرجة المصرية المبدعة هالة خليل مع " فصحَّنة " لمفردة " لزق، أو لزء " الى " لصق ". لا أدري كيف تأتى لديك أن تسمّي مادتي المنشورة في 2007/03/30 في صحيفة " القدس العربي " والمعنونة بـ " اليونانيون يتمنون مشاهدته برحابة أفق، والإيرانيون يرون فيه إهانة للحضارة الفارسية " مقالة نقدية وهي ليست كذلك، فالمقالة النقدية سينمائياً ، وأنت سيد العارفين، تتناول ثيمة الفيلم الرئيسة، وثيماته الفرعية المتشعبة، وشخصياته الرئيسة والثانوية، وتقنياته، ومؤثراته الصوتية، ورؤية المخرج وما الى ذلك من محاور نشتغل عليها جميعاً، كلاً حسب رؤيته، ووجهات النظر التي يتكئ عليها. غير أن هذه المادة تحديداً يا صلاح ليست مقالة نقدية، ولا بأس في الإعتراف بالخطأ الذي إقترفته إزائي حينما حاولت أن توحي للقرّاء، وتؤكد لهم بالدليل الدامغ أن ما كتبتهُ " أنا " هو مقالة نقدية فيها هذا العدد الكبير من الآراء، بينما غاب أو تضاءل رأي كاتب المادة. ولكي لا نطيل الكلام على القرّاء الكرام، أود التذكير بأن مادتي المذكورة سلفاً هي " تغطية خبرية مطوّلة " بعض الشيء وصلت بمجملها الى " 934 " كلمة. وقد تعلمنا في العمل الصحفي على أيدي أستاذتنا الأفاضل " والفُضْليات " أن هناك ثلاثة أنواع من المادة الخبرية وهي " الخبر " و " التقرير الخبري "، وهناك " التغطية الخبرية المطولة " والتي تكون أطول من التقرير الخبري كي يُتاح للكاتب أن يستعرض أكبر قدر ممكن من الآراء التي تستجلي مادة الخبر أو موضوعه. وإن ما كتبته أنا " والعياذ بالله من كلمة أنا " يقع تحت توصيف " المادة الخبرية المطولة ". وشروط هذا النمط يقتضي الإحاطة بتفاصيل الموضوع المُخبَر عنه. وفي العمل الصحفي يا صلاح يجب أن يكون الكاتب مُحايداً، ولا يميل الى أحد أطراف النزاع، كما يجب ألا يرى أنصاف الحقائق، أو يرى نصف الكأس الفارغة، ويغض الطرف عن النصف المملوءة. ولأن المادة " تغطية خبرية " فقد إزدانت بالتوصيفات التي " عِبْتَ " عليَّ إستعمالها مثل " أثارَ، وصفََ، خلصَ، تصدَّرَ، بلغَ، جاءَ، شدّد، أجمعَ، قالَ، أشادَ " والتي تحيل الى آراء أناس آخرين، وليس لذات الكاتب التي تريدها أن " تتضخم " أو تبرز في غير مجالها، وهذا لا يجوز في الخبر أو التقرير الخبري، ويجوز بنسبة ترجيحية ضئيلة في التغطية الخبرية المطولة. لن أثقل على القارئ الكريم بمجمل الآراء التي وردت في متن المادة لأنني سأرفقها أسفل هذه المقالة موفراً فرصة قراءتها لمن يريد الإطلاع عليها، ومعرفة تفاصيلها الدقيقة. فكاتب هذه السطور يا صلاح ليس عاجزاً عن تضمين آرائه النقدية المتواضعة أو بلورتها إزاء الرؤى الثلاث لفيلم " 300 " ولكن هذا ليس محل آراء الكاتب، كما أسلفت، وإنما محله في الدراسة النقدية التي تتناول أغلب العناصر المكونة للفيلم والتي ننهمك فيها بحسب إجتهاداتنا، وسعينا الشخصي في ملامسة الحقائق أو سبرها أو اللف والدوران حولها. ولكي أريحك من عناء بعض الظنون والتخرصات، أخي صلاح، أقول لك بثقة كبيرة أنني شاهدت الفيلم، وبدعوة كريمة من صديق لي يمتلك شاشة فضية كبيرة. وإسمه للأمانة " هيثم سبتي " يسكن في " أجور رُود " في لندن. وأعتذر منه سلفاً لأنني سأبوح بملاحظة لم تسمح أخلاقيتي أن أبديها، ولكنني مضطر إليها، وهي أنه كان يأمر طفليه الصغيرين بأن يديرا رأسيهما الى الوراء في مشاهد القُبل المتعددة التي تحدثْ على مدار الفيلم. أأيقنتَ الآن يا صلاح أنني قد شاهدت الفيلم؟ ربما يتبادر الى ذهن أخي صلاح " الذي أذِنَ لي من خلال مقاله أن نتحاور كقرّاء " سؤال مفاده: لماذ لم أكتب عن هذا الفيلم على رغمٍ من أنني نشرت في " أحد المواقع خلال الفترة من 4/3/2003 وحتى 14/6/2007 (422) مادة في السينما، والمسرح، والشعر، والقصة، والرواية، والرسم، والنحت، والسياسة، والغناء، والموسيقى . . . " وأشكره على هذا التنبيه " المبطّن، وغير البريء " الذي يشير الى غزارة المواد التي أكتبها، لكنه نسي أو تناسى بأنني منهمك في العمل الصحفي و " النقدي " منذ ثلاثة عقود، وقد عملت في بعض الصحف العراقية تحديداً في المنفى والداخل مراسلاً ومحرراً للصحفات الفنية والثقافية الأمر الذي يدفعني للكتابة شبه اليومية عن الأدب والفن والثقافة البصرية، ومع ذلك فأنا لا أعتبر نفسي ناقداً، أو مثقفاً كبيراً لا يُشَق له غبار، وإنما ببساطة أعِّد نفسي إنساناً متواضعاً يجتهد في أن يصوغ رؤاه الفنية والثقافية ويقدمها مكتوبة للآخرين مشفوعة بالأمل الضئيل في حُسن التلقي فإن أصَبت فبها، وإن لم أصِب فعذري أنني قد إجتهدت فقط. علمتني الحياة الأوروبية يا صلاح ألا أنقل جلجلة السيوف والرماح على الورق، وألا ألوث بياضه الناصع بمناظر الدم وهي كثيرة جداً في هذا الفيلم تحديداً، كما أنني بطبيعتي الشخصية التي لا بد أنك تعرف جزءاً منها خلال لقاءاتنا الأربع الطوال نسبياً حينما شاركنا في أربع مهرجانات سينمائية، إثنان منها في روتردام، والثالث في قرطاج، والرابع في معهد العالم العربي في باريس. لا بد أنك تعرف أنني لست ميالاً الى تكريس العنف، أو الكتابة عن الدم، بل أنني أسعي دائماً الى الكتابة التي تخفف من غلواء الحروب، وتعيد للحياة بعضاً من بهجتها المفقودة. أأدركت يا صلاح الآن لماذا تفاديت الكتابة عن هذا الفيلم؟ ولماذا إكتفيت بتغطيته الخبرية المطولة التي لويت عنقها لتنهال عليَّ بكلمات أقل ما يقال عنها بأنها " مُضلِلة، ومزوَّرة، وعشوائية، ومخالفة للحقائق "؟ ألم تلاحظ أخي صلاح أن المادة مكتوبة بأسلوب خبري يختلف عن الأسلوب النقدي الذي نتبعه في كتابات مقالاتنا وأبحاثنا الصحفية أو المنهجية؟ أتريدني أن أتدخل فيما لا تقتضيه شروط المادة الخبرية التي تنشد " الحياد " في الأقل؟ وعطفاً على هذه التساؤلات التي جاءت متأخرة عن كتابة المادة بأربعة أشهر تقريباً أقول لك بأن " الأخلاق المهنية " التي أشرت إليها في متن مقالك هي التي علمتني خصلة الحياد، والمصداقية، والحفاظ على روح الخبر وجوهره. أدعوك، أخي صلاح، للتخلص من هذه الأنا المتضخمة، ووسواس الإنجازات الشخصية. ولو تركت كل الإشارات التي أوردتَها في الحديث عن نفسك وأحصيت عدد الكلمات التي قلتها في مديح الذات فإنها تصل الى " 109 " كلمات. فهل كنت تروم نشر سيرتك الإبداعية ثانية في مقال مليء بالمغالطات المتعمدة، وسوء التصوَّر " الذي يقترب من الحالة المرَضية " مع الأسف الشديد، وأعذرني سلفاً عن هذا التوصيف، فلقد إتفقنا أن نتحاور كإنسانَين، أحدهما مُتهِم، والآخر يرَّد التهمة عن نفسه محاولاً إقناعه بخطل تصوراته الفورية العاجلة التي إنصبت على جملة من البيانات، والتصريحات، ورود الأفعال الصحفية التي وردت على ألسن بعض المسؤولين الإيرانيين أو اليونانيين، والجهات الأمريكية ذات العلاقة بالموضوع الذي تصاعدت وتيرته إثر إشتداد الأزمة النووية بين طهران وواشنطن. لا تستدعي، أخي صلاح، الإحالة المرجعية أو التهميشية في التقرير الخبري حينما يتحدث السيد جواد شامقدري، المستشار الفني للرئيس الإيراني محمود أحمدي، أو وزير الخارجية الإيراني السيد منو شهر متكي، أو بانوس بابادولياس، مدير المعرض اليوناني، ولا تقتضي الإشارة الهامشية الى كل الذين أطلقوا آرائهم بالفيلم سلباً أو إيجاباً. وإن ما دفعني لكتابة التغطية الخبرية الموسعة بعض الشيء هو تنوع الآراء التي قيلت عن الفيلم، وقسوتها التي تسوجب التوضيح، ولا غرابة في أنك تجد صداها في بعض مواقع الإنترنيت أو الصحف البريطانية والعالمية. وأنا لا أخفيك سراً إن قلت بأنني قرأت بعض تداعيات هذا الخبر الذي أخذ حجماً ووقتاً كبيرين من وسائل الإعلام المكتوبة في الأقل، وإلا فما هو المسوّغ لكتابة هذه التغطية الخبرية؟ ولكي أريحك ثانية من عناء التصورات التي تذهب بك بعيداً وأقول إنني لا أعرف اللغة الفارسية جملة وتفصيلاً، وإنما تسربت الى ذاكرتي بعض المفردات عن طريق أصدقائي الإيرانيين، وأتمنى لو كنت أتقن الحديث بها، وأتواصل بواسطتها مع زملائي الإيرانيين، وأشاركهم في همهم الثقافي اليومي. أتريد أن يجد القارئ صعوبة في العثور على بعض المعطيات الأساسية عن الفيلم مثل كلفته أو شباك تذاكره في أوج الضجة التي وصل إليها؟ والغريب، أخي صلاح، أنك تقول بالفم الملآن أن هذه المعلومات " موجودة في كلّ الكتابات الخبرية عن الفيلم، وتكشف عن أسلوب أقرب إلى التعليقات السياسية في وسائل الإعلام المُختلفة. " ويبدو أن حدسك الداخلي، الذي يصيب كثيراً، ويخيب أحياناً، قد أوصلك الى الحقيقة لو أنك لم تقرأ المادة بـ " عين السوء التي تبدي المساويا " فما كانت تهدف إليه التغطية الخبرية التي أشرت الى جزء منها بأنها " أقرب الى التعليقات السياسية في وسائل الإعلام المختلفة " هي ملامسة تلك التعليقات السياسية والإحاطة بها عبر الأطراف الثلاثة. أما " تاء التأنيث " التي وردت في مفتتح جملة " وصف "ت " النقاد والساسة الإيرانيون " فهي خطأ مطبعي، أخي صلاح، فأنا أظن أنني متمكن في جزء غير يسير من اللغة العربية، غير أن هذا الظن لا يرقى " اللغة اليقينية " التي تتحدث بها دائماً. أتمنى أن تكون، أخي صلاح، قد أيقنت بعد هذه التوضيحات المسهبة بأن الكتابة بهذه الطريقة هي ليست " إستسهالاً مخجلاً أو معيباً أو يمكن إعتبارها نقداً سينمائياً كما ورد في متن مقالتك المتحاملة التي لا أفهم سر تحاملها عليَّ. أما أراؤك المبتسرة التي وردت عن فيلم " عرس الذيب " للمخرج التونسي جيلاني السعدي فيجب أن أحيطك علماً بأنني شاهدته أكثر من مرة لسبب بسيط وهو عرضه في مهرجان روتردام للفيلم العربي في ليلة حفل الإفتتاح بموازة " آخر فيلم ". وقد إلتقينا بمخرجه وبطلته الرئيسة أنيسة داوود في حلقة نقاشية. يا ترى، هل يصعب عليَّ كتابة مقالة نقدية عن الفيلم المذكور التي إستأنستُ من خلالها بآراء الصديق الناقد أمير العمري الذي تشرفت بمعرفته في مهرجان الفيلم العالمي في روتردام، وأكنَّ حُباً وتقديراً كبيرين لما يكتب على رغمٍ من إختلافي البسيط معه بصدد هذا الفيلم تحديداً. وكذلك إستئناسي الثاني برأي الناقد بيار أبي صعب وإشاراته الذكية في قراءة هذا الفيلم. فهل تستكثر علينا هذا الإستشهاد؟ ولماذ تعتبره قصاً ولصقاً؟ ولماذا لم ترَ فيه تعزيزاً لرأي الكاتب ورؤيته التي قال عنها أكثر من مرة بأنها متواضعة؟ وفي الختام أدعوك، أخي صلاح، وبمحبة كبيرة ألا تتسرع في إطلاق أحكامك النقدية إنطلاقاً من التجريح الشخصي أو الرؤية التشويهية المتعمدة، أو تصفية الحسابات الفردية مع بعض الزملاء مع ظني شبه المؤكد أن علاقتي بك حميمة، وطيبة، ومتفاعلة. وكل الذي أرجوه منك ألا تبدد وقتك الثمين، ووقتي الذي أظنه ثميناً أيضاً، في هذه المهاترات والعنتريات التي تذهب جُفاءً، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. وتعزيزاً لهذه الآراء التي أوردتها في متن هذه المقالة التي كتبتها على مضض أدرج طياً مادتي الخبرية المتواضعة التي نشرَتْها صحيفة " القدس العربي " في الثلاثين من مارس المنصرم، وآمل أن تكون هذه المقالة قد أسهمت في " توضيح إلتباس القصد، ليس إلا ". وآمل أن يتقبل المسيو سرميني محبتي الغامرة التي لا أملك سواها في هذه الحياة الخاطفة التي تمرق مثل برق خلّب. وأشكر القراء سلفاً على سعة صدرهم، وتحملهم عناء اللغة " الواخزة " التي وجدت طريقها الى هذه المقالة التوضيحية التي تهدف الى وضع النقاط على الحروف، وإزالة الشك واللبس لا غير.

" طياً المادة الخبرية المطولة "
اليونانيون يتمنون مشاهدته برحابة أفق والإيرانيون يرون فيه إهانة للحضارة الفارسية
2007/03/30
أمستردام ـ القدس العربي ـ من عدنان حسين أحمد
أثار فيلم " 300 " للمخرج الأمريكي زاك سنايدر ردود فعل إيرانية غاضبة علي المستويين الرسمي والشعبي. وقد اعتبر الإيرانيون هذا الفيلم الذي جاء متزامناً مع تصاعد وتيرة الملف النووي الإيراني إهانة للحضارة الفارسية. كما وصفه بعض النقاد الإيرانيين بأنه تزوير وتشويه متعمَدين لتاريخ الإمبراطورية الفارسية. وقد خلصت مجمل الآراء بأن هذا الفيلم ناجم عن موقف عدائي هدفه شن حرب ثقافية ونفسية مؤازرة للحرب الإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة مع الغرب الأوروبي المناهضَين للتوجهات الإيرانية. وجدير ذكره أن هذا الفيلم قد تصدر قائمة أعلى ايرادات شباك التذاكر في الأسبوع المنصرم، حيث حصد في عروضه الأولى ما يزيد علي " 70 " مليون دولار، وهو رقم قياسي كبير حتى في حسابات السينما الهوليوودية. وقد بلغ غضب بعض البرلمانيين الإيرانيين أشدّه حينما ناشدوا كلاً من وزير الخارجية منوشهر متكي، ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسن صفار أن يطلبوا من بعض الدول الإسلامية عدم عرض هذا الفيلم الهوليوودي المعادي لإيران، والساعي الي مسخها، والحط من مكانتها الحضارية بين شعوب ودول العالم.

الملحمة التاريخية

لا بد من الاشارة الى أن فيلم 300 مأخوذ عن رواية كوميدية مصورة عنوانها " 300 " لفرانك ميللر، وهي تتحدث عن المعركة الدامية تيرموبيل التي دارت بين الاسبارطيين والفرس عام 480 ق.م. وثيمة هذه الرواية تقول بأن 300 محارب اسبارطي يقودهم الملك ليونيداس جيرارد باتلر قاتلوا حتى الرجل الأخير من أجل اعاقة تقدّم الجيش الفارسي الجرار الذي يقوده الملك الفارسي أحشويرش رودريكو سانتورو. إن تضحية المقاتلين الأسبارطيين بأنفسهم في الدفاع عن بلادهم قد ألهمت كل اليونانيين في التوحد بوجه الغزاة الفرس الذين جاؤوا لكسر شوكة اليونان. وفي القصة ذاتها تحاول غورغو ملكة أسبارطة جسدت الدور الفنانة لينا هيدي أن تحشد الشعب الأغريقي لمؤازرة زوجها الذي يقود حربه الطاحنة ضد الفرس الغزاة الذين حشدوا جيشاً كبيراً بلغ تعدادة نحو مليون مقاتل.
أسفرت هذه المعركة عن هزيمة الأغريق الذين كان عددهم 300 مقاتل، لكنهم كبدوا الجيش الفارسي خسائر كبيرة ظلت مضرباً للأمثال التي تعكس شدتهم في القتال، وتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجل الذود عن بلادهم. وأكثر من ذلك فإنهم ينسبون خسارتهم في المعركة الي الخيانة التي وقعت بين صفوفهم، ولولاها لربما عاد الجيش الفارسي يجر أذيال الخيبة والخسران. أن تنديد بعض الوزراء الإيرانيين، وأعضاء في البرلمان الإيراني، وأصحاب المدوّنات الإلكترونية قد جاء علي خلفية مضمون الفيلم، والرسائل المبطنة فيه، والتي تصف الجيش الفارسي الكبير بالغلظة والفظاظة والوحشية حيث تنسب إليهم مشاهد قطع الرؤوس بطريقة بربرية غير مسبوقة، بينما يرد المسؤولون الإيرانيون بأن امبراطوريتهم الفارسية في عام 480 ق. م كانت الامبراطورية الأكثر عظمة وتحضراً.

حرب ثقافية ونفسية

وصف النقاد والساسة الإيرانيون فيلم " 300 " بأنه عدائي يستهدف الحط من الشخصية الإيرانية المعاصرة من خلال خلق صورة نمطية ترسخ مفهوم وحشية المقاتل الإيراني الذي يتعامل مع أعدائه بطريقة لا انسانية حتى وإن جاء هذا الاستهداف عبر قصة تاريخية يزيد عمرها علي ألفي وأربعمائة وثمانين سنة! والمثير للدهشة أن إزدراء الأسلاف في هذا الفيلم قد أجج الإنتقادات من كل حدب وصوب، فلقد اجمعت الأطياف الإيرانية برمتها علي التصدي لهذه الصور النمطية التي تسعي هوليوود لترسيخها في الذاكرة الجمعية للعالم. وهم يخشون أن تستثمر أمريكا هذه الصورة في ظل الظروف الراهنة التي تشهد فيها ايران ضغوطاً متنوعة من جانب أمريكا وأوروبا على حد سواء. ان مبعث هذا التوتر بين الشرق والغرب يعود الي أن الغربيين أنفسهم كانوا يرون، ولا يزالون بأن هذه المعركة كانت بمثابة الحرب الأولي بين الشرق بمحمولاته العدوانية المتخلفة، وبين الغرب الذي ينطوي قيمٍ حضارية متطورة. ومن هنا، على وجه التحديد، نستطيع أن نفهم اتهام جواد شامقدري، المستشار الفني للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي قال بأن الفيلم جزء من الحرب الأمريكية النفسية الشاملة التي تستهدف الحضارة الايرانية. ولكنه شدد بالمقابل على أن القيم في الثقافة الايرانية والثورة الإسلامية راسخة بعمق، ولا تحطمها مثل هذه الخطط. وطالب المخرجين الإيرانيين بإنجاز الكثير من الأفلام الإيرانية ذات الطابع الفني العميق والذي يُعتبر رداً مناسباً على مثل هذه الأفلام الإستفزازية.

وجهة النظر الأوروبية

لم يكلف الأمريكيون واليونانيون أنفسهم عناء الرد علي هذه الاتهامات، بل انهم تجاهلوها تماماً، وأعتبروها ضرباً من التهويل والمبالغة المفرطة في الخشية من الآخر. وهم يرون أن المخرج الأمريكي زاك سنايدر، الذي سبق له أن أخرج " فجر الموتى " و " المراقبون "، إنما يعتمد في أفلامه على الكثير من الخدع المشهدية التي ينجزها عن طريق الكومبيوتر، وذلك من أجل خلق مشاهد مرعبة تعكس أجواء الحرب الدموية التي اندلعت قبل نحو ألفي وأربعمائة وثمانين سنة. وإن الإثارة والتشويق هما عنصران أساسيان في هذا النوع من الأفلام التي تعيد لنا تاريخاً مدفوناً في الذاكرة البعيدة. كما أشاد النقاد بالمؤثرات السمعية والبصرية التي جسدت هول المعركة وفظاعتها، كما لفتت الانتباه الى ممثلين بارعين من طراز الأسكتلندي جيرار بتلر، والبرازيلي رودروغو سانتورو، والبريطاني دومنيك ويست، والأسترالي ديفد ونهام، والنجمة البريطانية لينا هيدي. إن ممثلين من هذا الطراز لا يفكرون بالإساءة الي شعب بحد ذاته، ولا حضارة بعينها. وفي اليونان نفسها، حيث جرت وقائع هذه المعركة التاريخية القديمة، تم عرض الفيلم في مدينة أسبارطة جنوبي اليونان خلال معرض للقصص الكوميدية المصورة، ومنها قصة 300 للكاتب الكوميدي فرانك ميللر التي أخذ عنها هذا الفيلم المثير للجدل. كما أن بانوس بابادولياس، مدير المعرض المذكور، والمولود في إسبارطة قد صرّح لوكالة أثينا للأنباء قائلاً: إن الفيلم ليس عملاً تاريخياً، لكنه عمل فني يقدم تصوراً مرئياً لرواية كوميدية، وإذا أدركتم هذه النقطة ستشاهدون الفيلم برحابة أفق. متغاضياً عن الضجة المفتعلة التي أثارها الإيرانيون، وذهبوا بعيداً في تصوراتهم التي لا تمت الي الحقيقة بصله بحسب وجهات النظر الغربية. فهم، أي اليونانيون، يأملون بأن يزداد اهتمام السياح الأجانب بمدينتي أسبارطة ولاكونيا من خلال معرض القصص الكوميدية والأفلام المستوحاة عنها، الأمر الذي يبعد عنهم الشكوك والتخرصات التي تقول بأنهم يهدفون الي إهانة الحضارة الفارسية من خلال إعادة انتاج المعارك التاريخية. وأكثر من ذلك فاليونانيون يقولون إن إسبارطة القديمة لم تكن فقط ساحة للقتال مثلما يصورها الفيلم، لكنها كانت أرض حضارة وشعر وموسيقي وثقافة.



#صلاح_سرميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة السينمائية العربية تحتاج إلى مخلصين, صادقين, معها, و ...
- الملفات المُخجلة في الثقافة السينمائية العربية/من القصّ, وال ...
- سحر السينما
- بعض المشاكل الاستدلالية للسينما التجريبية
- (ليلة البدر) لمخرجه السعوديّ (ممدوح سالم) رصدٌ متعجلٌ لمظاهر ...
- بومبايّ : الأحلام بالألوان
- بوليوود, عالمٌ بلا قلب
- سينماتون, الفيلم الأرخص، والأطول في تاريخ السينما ل(جيرار كو ...
- الدورة الثالثة للمهرجان الدوليّ لسينما الشعوب الإسلامية(المن ...
- مهرجانات السينما العربية بين الهواية, والاحتراف/وهران, وقليب ...
- النقد السينمائيّ بين دردشة المقاهي, النصوص الإنشائية وتلخيص ...
- نقاد القصّ, واللصق تطاولٌ على النقدّ, وعبثٌ بالثقافة السينما ...
- ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية
- المخرج العراقيّ عدي رشيد مأخوذٌ بالفنّ الشعبيّ, وبألوان البس ...
- فيلم (غير صالح) للمخرج العراقيّ عدي رشيد ذكرياتٌ عن مدينة عت ...
- أحلام منتصف الظهيرة لمخرجه السوري غسان عبد الله, مُقارناتٌ م ...
- دعوةٌ للاحتفاء بمهرجانات السينما العربية
- كان يا مكان بوليوود السينما الهندية في عيون الغرب...
- السينما500 كم لمخرجه السعوديّ عبد الله آل عيّاف فيلمٌ تسجيلي ...
- باريس عاصمة السينما


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح سرميني - حق الرد وإستجلاء الحقيقة في ضرورة القراءة المجهرية المحايدة، وتفادي الأحكام الفورية/عدنان حسين أحمد