أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جمال محمد تقي - نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !














المزيد.....

نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كانت ومازالت سوريا كعبة للمعارضين العراقيين قبل الاحتلال وبعده ، وظاهريا لا يبدوهناك فرق بين الحالتين ، لكن حقيقة الامر ليست كذلك ، فالاختلاف بات صارخا بفروقه الجوهرية ، والفروق هنا ليست فقط كبيرة من الناحية الكمية وانما الكيفية ايضا ، فالهجرة العراقية المليونية المتواصلة الى بلاد الشام برهان كمي ساطع يؤكد حالة الرفض الشعبي العراقي للاحتلال وتداعياته ، اضافة الى برهانها اليومي على ان الحالة في العراق لا تطاق ـ امنيا وخدميا وصحيا ـ وهي صورة حية للفشل الذي ينتاب سياسات حكومات الاحتلال المتتالية !
لقد اخفق المحتلون وحكوماتهم في خلق فجوة من الجفاء بين الشعب العراقي والشقيقة سوريا بذريعة تصديرها الارهاب للعراق ، اما المواقف السورية الواضحة والمؤثرة في ادانة احتلال العراق ، وما يجري فيه من فوضى شاملة ، ومحاولات حثيثة لتقسيمه ، وترجمة هذه المواقف الى اجراءات عملية تضامنية مع جحافل العراقيين الفارين من جحيم الامريكان وواجهاتهم العراقية ، واحتضان المعارضين السياسيين للاحتلال وعمليته السياسية الجارية في العراق وعدم الاستجابة للاملاءات الامريكية في التطبيع الكامل مع حكومة المنطقة الخضراء ، الا بشروط انسحاب قوات الاحتلال واجراء المصالحة الوطنية ، دليل نوعي اخر لاختلاف الحالة الجديدة ، فخلاف الحكومات لا يدوم لكن خلافات الوجود خلافات الاجتثات خلافات البتر والتقسيم هي ليست خلافات حدود ونفوذ ، هكذا هو الامر بالنسبة للشعب السوري عضيد شعبنا العراقي في المحن وظهيره الذي لن يخذله ، وهكذا الامر بالنسبة للحكومة السورية الحرة بارادتها غير المحتلة ، ورغم الضغوط الامريكية الاسرائيلية الهائلة عليها فانها تتواصل مع النبض العراقي وبكل اخلاص مقدمة بذلك برهان عملي اخر على الكيفية الخلاقة لتعامل الاشقاء والذي ميز استجابتها لتحديات الحاضر في الحالة العراقية !
للغربة نارها ولكن مهما كانت لسعات نار غربة العراقيين في سوريا شديدة فهي تبقى آآمن واسلم من جنة العراق الامريكي ، حيث الجحيم بعينه !

ملاذ السيدة زينب !:

بعد ان عاد مجددا جيش عبيد الله ابن زياد للانتقام من اهل العراق ، وهذه المرة تحت امرة الروم والاعاجم ، وعاد معه الشمر مجسدا ـ بفرق الموت وبلاك ووتر والامارة الاسلامية ومراجع التقية التكسبية ـ وبعد ان قطعوا اوصال بغداد والنجف وكربلاء والكوفة والبصرة والموصل كما قطعوا جسد الحسين الطاهر ، وبعد ان اقاموا الحجر على الاشراف والوجهاء والعقلاء وكل اصحاب الحل والعقد من ابناء شعبنا المنكوب كي لا يهيجوا الناس بالضد من جيش الروم والاعاجم ومرشدهم عبيد الله بن زياد ومعهم شمرهم المستنسخ بصبغات تكساسية ليس لها صلة بالنخعية لا من قريب ولا بعيد حتى انه اخذ يقتل ويقتل ويسبي ويرمي بغل وجنون ودون رحمة بحسب او نسب او دون سبب ، وراح يمنع عن العترة المقاومة ماء الفراتين كما منعه عن ابي الفضل العباس عند شريعة فرات كربلاء ، فالجوع والعطش والتضليل والبطش الحداثي يأتيه بما يخفف عنه رعشة الخوف اللاانساني التي تمكنت منه ومنذ دخولة ارض السواد في 9 نيسان 2003 ، بعد كل هذا راح اشراف العراق يستغيثون ويتحركون ويقاومون لانقاذ ما يمكن انقاذه ، هؤلاء هم شيعة العراق شيعة علي وعمر وعثمان والحسين والحسن والثقفي الثائر الذي لن يهدأ له بال حتى يستفيد من تجربته الثأرية السابقة لعترة الحسين ، في خوضه وتصديه لمعركة الفصل القادمة حيث الثار لعترة العراق كله لتكون مواجهة الحق كله ضد الباطل كله ، حتى يعاد مجددا الاعتبار وبحق وبقوة وبصدى عراقي وعربي واسلامي وعالمي لشعار "هيهات منا الذلة " نحن اهل العراق ، فان هذا الثار سيكون اعظم واشمل واكمل واجمل .
العقيلة زينب بنت علي واخت الحسين ونصيرته وشاهدة حية لما حصل له ولعترته ، الشاهدة المسبية من ارض السواد الى ارض الشام ، زينب المقاومة والمقاتلة والصابرة والحكيمة ، انها لسان الحق بوجه الباطل ، انها المناضلة التي استطاعت ان تنقذ حياة الامام علي زين العابدين لتحافظ به على تواصل سلالة الحسين ، انها من استطاعت ان تقلب الحال من انكسار وهزيمة وسبي الى نصر وادانة وعار على الفعلة القتلة ، انها من شهرت بهم وعلى طول طريق السبي الطويل الثقيل بثقل جريمتهم التي اهتز لها عرش الضمائر والارواح وعرش النبوة ، كما يهتز اليوم لقتلة اهل العراق عرش الارض والسماء !
مرقد العقيلة زينب اميرة الائمة في دمشق رمزا لكل اهل العراق اليوم ، فهي ملاذهم لاستلهام الصبر والمطاولة ، من اجل شحذ الهمم لانقاذ مراقد عترتها التي يوظفها السدنة والنهازين والمحتلين للمتاجرة بهم والانشغال بالبكاء واللطم على اضرحتهم دون الاخذ بعبرة سعيهم ومعاني مقاومتهم ليواصوا طريقهم بوجه جيش الروم والاعاجم الذي يحتل ارض السواد ويسبي العباد واضعا في مقدمته نسخة من نسخ عبيد الله ابن زياد وكانه يقول للقوم : ان من يقاتلكم هو منكم وفيكم !
زينب ملاذ آمن حتى يخرج الثقفي الثائر بحلته الجديدة التي توحد العراق وتغمره بالامن والسلام وتعيد له وجهه المشرق ، والثقفي هنا رمز للمقاومة العراقية الاصيلة التي تتصاعد يوما بعد اخر وتنضج ملامحها وهي سائرة نحو نصرها لا محالة فالشعب الذي له كل هذا الارث وله كل هذا الباع في مقارعة اعتى مجرمي التاريخ واقوى جبابرته جدير بالانتصار !
يريدون جعل النجف وكربلاء وسامراء اسواق سياحية يتاجرون بمراقدها ، ويريدها الشعب مراكز اشعاع للعلم والعمل والثورة على الجهل والظلم والقهر والاستعمار ، عرفانا بما قدمه اصحاب المراقد من تضحيات وبطولات وعبر ، يريدون تخليق سدنة من طراز وعاض السلاطين يطلقون عليهم تسمية المراجع ، ويعطوها حقوقا لا تستحقها وكانها وريثة شرعية لاصحاب المراقد ، حيث يستثمرون حب الناس وايمانهم بقضية اصحابها ، ليجهضوا وعن عمد اي انبعاث جديد لتراث المقاومة الغائر بالجذور في مقارعة الظلم ، ونصرة الحق ضد الباطل .
فاين اهل الغيرة من انصار الحسين انصار العراق وشعبه الواحد الاحد ، اين هم من مسلسل السبي اليومي الذي لا يريد ان ينقطع ؟



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
- الطواعين !
- 11 سبتمبر حقيقي في العراق !
- زيارة الامبراطور الاخيرة !
- لا مجتمع مدني حقيقي في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الع ...
- لينين يحث الشعب العراقي على مقاومة المحتلين !
- نوري المالكي خادم الاحتلالين !
- القرن امريكي !
- الحلم الامبراطوري الكوني الامريكي حقيقة ام وهم ؟
- فلسطين فينا شعورا ولا شعور!
- من يكتب التاريخ ؟
- اعضاء منتخبنا واللجوء !
- الوطنية العراقية أم المنجزات !
- الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !
- بعد خراب البصرة اكتشفوا : لا سلاح للدمارالشامل في العراق!
- من يصارع امريكا في العراق ؟
- العراق ملجأ كبير للأيتام !
- حزب ش ي ع ي بدون هوية وطنية ولا طبقية !


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جمال محمد تقي - نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !