أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان














المزيد.....

تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 06:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر القوى الوطنية والسياسية رافضة لموضوع تقسيم العراق حسب مقترح الكونجرس الأمريكي
والسبب واضح لأن ليس هناك وطني عراقي يقبل بالتقسيم، لكن واقع حال التقارير التي تنقل للخبراء الأمريكان يحدهم بموقف سطحي بديهي ليس له مدلول علمي مستقبلي، بل غايتهم القصوى الخلاص من مأزق نسجوا خيوطه بأيديهم.
الواقع المر أن القوميات والطوائف في العراق لا يمكنهم التفاهم على حل جذري وشامل، والصراعات كثيرة ومعقدة. والمشاكل الرئيسية هي كالتالي:-
1- موضوع كركوك والقوميات الثلاثة.
2- معضلة السنة والشيعة ومناطق سكناهم.
3- التسابق للهيمنة على المراكز الحساسة في السلطة.
4- الموارد الطبيعية ( بالخصوص النفط) وكيفية التوافق لتقسيمها بالعدالة أو حسب الاستحقاق.

أتصور في داخل البعض نيات راضية بالتقسيم المطروح من قبل الكونجرس الأمريكي، لكن الحياء والانتماء الوطني يجعلهم يرفضون ظاهراً …ويرى الأمريكان أن العراقيين غير ناضجين لفكرة الفيدرالية من ناحية ومن جانب أخر هناك رفض كبير لموضوع الفيدرالية مع انه مقر في الدستور العراقي. ومن خصوصيات الأمريكان في حل المشاكل السياسية في العالم عبر التاريخ أنهم في عجالة لحسم الأمور وهذه صفات أكثر القادة …وحسم الأمر بسرعة من قبل القائد يدرس في جميع المحافل التي تهيأ قادة للمستقبل. ويقال أن القائد المحنك ذلك الذي يتحمل مسؤولية قراره…وهنا لا يحسب لقتل الأبرياء أي حساب…بل الحساب هو أن قتل القليل أفضل من قتل الكثير… أكثر المراقبين العراقيين يرون في الحل المطروح هو نتاج عدم التوافق السياسي بين الأحزاب البرلمانية للخلاص من المذابح اليومية التي يمر بها الشعب العراقي.

موضوع كركوك يجب حسمه وبسرعة لأن صمام الأمان للوضع العراقي ونجاته له نسبة كبيرة بيد الأخوة الأكراد… لأن معاناتهم وكفاحهم للفترة الطويلة والمريرة جعلتهم لا يتنازلون عن حقوقهم. ولهذا أمر معاكس بين بعض القوميين العرب ومن ورائهم الدول التي يقطنها عدد هائل من الكرد. وبينما كانوا بالأمس يقاتلون الأكراد ويشردوهم أصبحوا اليوم مجبرين بفضل الديمقراطية الجلوس جنبا لجنب للتفاوض على خصوصيات لا تهم الكرد من قريب… لكن القادة الأكراد لديهم خبرة وحكمة بأن ما يجري في كل العراق له أثر واضح حتى على كردستان…المؤثر سلبي وإيجابي. لا أعرف السبب في عرقلة موضوع كركوك وانعدام روحية القبول بالحل المرضي لجميع الأطراف…وهنا مشكلة لا افهمها أنا بالذات..أكثر العراقيين قبلوا بأن يكون رئيس الجمهورية كردي…بينما يرفضون سلطة الأكراد على محافظة واحدة أليست هذه ازدواجية في التعبير السياسي قبول ورفض في آن واحد. أن أهم أمر في حسابات الأمريكان هو مصالحهم ومن يضمن مصالحهم… نرى في بعض المناطق العراقية الرفض القاطع للوجود الأمريكي وفي مناطق أخرى فتح كل الأبواب للتعامل والتعاون مع الأمريكان…وفي مناطق ثالثة القيادات تتفاوض وترغب الأمريكان في كل شئ بينما تحث هذه القيادات قواعدها لرفض الوجود الأمريكي.

السنة والشيعة لا يمكن حسم قضيتهم إلا من خلال سحب الثقة من الأحزاب الإسلامية واستبدالها بأحزاب ترفع شعار الوطن للعراقيين دون التطرق لمذهب أو قومية أو عرق مع الاحتفاظ باسلا ميتهم. وهذا الأمر في غاية الصعوبة، لأن أكثر هذه الأحزاب تعمل لأجندات خارجية عربية وغير عربية ومن جانب آخر عدد كبير من العراقيين مرتبطين بعشائر ولائها لتلك الأحزاب شئنا أم أبينا… والصراع السني الشيعي جذوره بعيده وعمره أكثر من ألف عام. حتى أن في داخل الطائفة الواحدة مشاكل تصعب على أهلها حلها.

السلطة كانت بيد السنة منذ بدأ الدولة العراقية إلا ما ندر، وهذا يحز في نفس الطرفين…فالتقسيم للسلطة على أساس الانتماء الطائفي سوف يبقى لفترة طويلة ولا يمكن حسمه حتى وإن أقر البعض ظاهر القول وما كان يخفى أمر وأكبر.

في رأي المتواضع أن الأمريكان ومحاولتهم لتقسيم العراق له نوع من الجدية لواقع اشترك في إنشائه أكثر القادة الحاليين على ركام وخراب الحكم الدكتاتوري السابق وبمساعدة الأمريكان أنفسهم. العالم المتحضر والديمقراطي لا يرى بأن العراقيين مؤهلين للعمل الديمقراطي إلا بعد 300 عام…فكيف للسياسيين أن يبنوا اللبنات الأولى لخلاص الشعب من القتل والتهجير والحرمان…القوى المتواجدة في الساحة العراقية واقع حال وأمر مخزي في نفس الوقت ولابد القبول به والتعامل معه..ارفض التقسيم أو اقبل به فهناك من يعارض ليس قولا بل يقاتل لأن الفكرة ليست منه وإن لم يحصل على نتائج مادية ملموسة يرفض وبقوة….أين الحل الأمثل…لكل القوى التي ترفض الحلول المستعجلة.

أما بخصوص النفط فأتصور السعي لتقسيم الثروات على أساس العدالة بصورة مركزية دون وضع الفيدرالية ميزان لتقسيم الثروات. لأنه من غير المنطقي قبول مناطق خالية من آبار النفط بكذا تقسيم حيث أنهم صادقوا على قرار يجعلهم في مستوى اقتصادي متدن.
لهذا السبب ترفض الفيدرالية المبنية على نيات مبيته فيها مصلحة طائفة على حساب طائفة أخرى. وأن مجموع ثروات العراق لكل العراقيين دون تمييز وإجحاف. ما هو الحل الأمثل بيد الأمريكان وبيدهم حق الوصاية المفروضة على العراق وشعبه. لا يمكن إيجاد حل واحد مثالي يرضى جميع الأطراف…لكن من المحتمل إيجاد حلول قريبة لتراضي الأطراف…إن كان في نيتهم مشروع التنازل عن بعض الحقوق…وهذه هي المدنية..أن يشعر الجميع بالربح..أو يشعر الجميع بقليل من الخسارة.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
- المالكي والوزراء الجدد
- لمن الحكم؟
- هل الوضع المتردي في العراق له حلا واح أم عدة حلول؟
- هل للحكومة الحالية بديل؟
- ما هي نقاط التلاقي والخلاف؟ بين مواد الدستور العراقي والقوان ...
- هل للكلمة تأثير في العقلية؟
- الليبرالية مفهوم يمكن تطبيقه
- الليبراليو والمجتمع المدني
- لا للترابط بين الاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية
- الكرد الفيليين أصالة عراقية وواقع مهمش
- الليبرالية العراقية
- هل يمكن التقارب بين المجتمعات العراقية؟
- الاستراتيجية الأمريكية - الثمن الباهض
- المجتمع العرقي -ليس مدنياً ولا ينطبق عليه مفهوم المجتمع
- الحجاب أم السفور
- رؤوس الفتن وأسباب المحن
- هل هناك حل للمعضلة العراقية؟
- أين المدنية من العراق؟
- مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان