أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - نكته يا محسنين .....نكته لخاطر العراق الحزين!














المزيد.....

نكته يا محسنين .....نكته لخاطر العراق الحزين!


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اضافة الى كابة الايام المتفاقمة ووحشة لياليها ,فان النكات صارت شحيحة ايضا ,وصناعها كما رواتها صاروا اندر من السياسي الشريف في عراق التعددية السياسية ,وكنا نحن عامة العراقيين ,في كل عقود الحروب والحصارات والقهرنبرد قلوبنا بالمزيد من النكات كلما زاد سعيرها واشتعل سنسفيلها ,حتى صار للنكتة في العراق الحزين مقام ارفع من مقام القصيدة والحكمة والفلسفة وكل محترم من الكلام يلبس سترة ورباط ,ولاهميتها تلك فان النكات صارت ملح العراقيين ورزهم وسمنهم وشايهم وصار البعض يمشي ضاحكا لاغبار عليه (فالاخ في مخاض تاليف نكته )او يندلع في الباص بضحكة مجلجلة دون سابق انذار ويدعي معتذرا ان نكته من البارحة صعدت الى راسه هكذا كانها حموضة معدة! وصار الضحك بلاسبب من كمال الادب لانك ان لم تفكر بنكته او تروي نكته او تصغي لنكته فانك لاشك من المجلوطين في عراق الحيارى هذا ..
هكذا كانت الحياة تدافع عن نفسها في مواجهة السياسة الرقيعة التي سودت على العراقيين عيشتهم لاكثر من نصف قرن ولاتزال ,وهكذا كان الانسان المخنوق يروح عن نفسه فلم يوفر صانع النكتة العراقي لا حاكما ولا حكيما ولا خالقا ولا مخلوقا ولا حيا ولا ميتا ولا سيدا ولا شيخا الا وساقه في طريق النكات سوقا جميلا ..
بل ان بعض الشخوص ابتليت بالتنكيت عليها وبها وصارت مضرب النكات لا تخرج من نكتة حتى تصاغ لها اخرى وما ينجيها من التنكيت الا رحمة من ربك ,رحم الله ابا خالد ,المطرب الحزين سعدي الحلي و (رطب )مثواه..

ولكن ومنذ اول ايام الاحتلال وحتى الان يعاني سوق النكتة من شحوب كبير ,فالنكات ماعادت تدور على شفاه الناس وما عاد هناك من يطرق عليك الباب ليروي لك اخر نكته ويذهب مودعا :تصبح على نكته جديده!
كيف حدث وان ينسى شعب تراثه الضاحك بهذه السرعة ؟
حملت هذا السؤال وانا ادور بكابتي وشهوة صدري لقهقهة عتيقة الى صديق من مؤلفي ومؤدي النكات ايام زمان فاجابني والحزن يبح صوته :
وين عمي!ظلت نكات ؟!
حكومة ماكو حتى ننكت عليها مثل زمان !
سعدي الحلي مات !
طريق السليمانيه مسدود يعني ماكو نكات على هذولي الجماعه!
طريق الرمادي مسدود يعني ماكو نكات على ذوله الجماعه !
طريق الناصرية مسدود يعني ما كو نكات على ذولاك الجماعة !
طريق بيتنه مسدود يعني ماكو نكات علينه !
ما تكلي يعني قابل الله ينزلها النه بالزنبيل ؟!
نعم كانت النكات تؤلف بالتساوي بين مكونات الشعب على بعضهم وكانت نفس النكته على مكون ما تعاد صياغتها لتنعكس على مكون اخر وكانت النفوس طرية وسمحة فلا تغضب ولا تجد ضيرا من سماع نكتة تتناولها بالسخرية البريئة ,فهذه النكتة وسواها ان دارت اليوم علي واهل مدينتي فهي غدا دائرة بالتاكيد بنفس تفاصيلها على سواي ولا ضير فالكل سيضحك ..وينسى‍!
اما اليوم فقد هجرت النكتة مجالس العراقيين ,بل ان مجالس العراقيين قدهجرت نفسها ,فكل يلوذ بمنزله حائرا صافنا وان فكر بنكتة فانه يخشى ان رواها ان يتهم بالتحريض الطائفي وكاننا يوم كنا نغص بتلك النكات على بعضنا كنا اعداءا !ولم يكن الواحد منا يروي النكته على نفسه واهله ولا يجد حرجا او لائما له ...اضحك ,المهم ان تضحك قبل ان يضحك عليك !
ولكن اين يوجد سوق النكات اليوم ؟قرب سوق السلاح المزدحم ؟ قرب دوائرالجوازات ؟قرب نقليات المسافرين اللائذين بالفرار؟قرب مشارح الطبابات العدلية؟قرب مفارز الميليشيات المقنعه ؟اين ؟اين وكل العراق متجهم وكانه ليس الذي كان يروي النكات في ماتم العزاء (وهذه واقعة, حقيقية ,ففي احد ماتم العزاء وخلال تناول مادبة الطعام ,ضرط احدهم فشهق الذي يجاوره باللقمة لفرط الضرطة وغص بها ومات ,فما كان من اهل الميت الا مطالبة الضارط بفصل عشائري !وما كان من ضيوف المادبة الا ان يشهدوا على ضرطة صاحبهم ,ودخلت القضية في حيص بيص عشائري حتى خصمها شيخ عادل بان ضرط هو الاخر في مجلس الفصل ليقنع المتفاصلين بان هذه الطريقة من الموت هي من باب القضاء والقدر!)
والان من اين تاتي النكتة وقد اغلقت حتى ولائم الماتم خشية من المفخخات ؟
كان المساء كئيبا جدا حين عدت لمعلم النكات المتقاعد متوسلا نكتة حتى وان كانت من ذاك الزمان فروحي تكاد تشلعها الكابة يا معلمي ,هكذا توسلت :
(اسمع ولك هاي الموجودة عندي واذا تكول عليها عتيكة بعد وجهك ما اريد اشوفه ,مفهوم؟؟؟
-مفهوم مولانه!
اكو رجل دين كل يوم يوكف براس الشارع يتحرش بفد بنيه
زهكت البنت راحت كالت لاخوانهه ,الاخوان ما صدكوا ,كالت الهم شوفو بعينكم
طلعت ثاني يوم والاخوان يراقيوها ,شافوا فعلا هذا رجل الدين يتحارش بيهه
الزموا وتناوشوا هي باط هي بيط ودك كتل
فات واحد بالشلرع شافهم يكتلون بيه ,هوه هماتين اشتغل الامام قاط خفيف
اجو الشرطة اخذوهم للمركز ,سالوا اخوان البنيه ليش تبسطون الامام ,كالوا تحرش باختنه
سالوا اخينا المستطرق ,يابه انت ليش تبسطه ؟
كال اشمدريني ,عبالي الحكومة سقطت والناس تاخذ حيفها ,كلت حالي حال الناس!)
قلت :قديمة قال :شلون البارحه حجوهه الي !
قلت :عمي همه راح ينشبعون بسط كبل ما تسقط الحكو مة .




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار التقسيم الغير ملزم ..متى يغدو ملزما؟
- اعاقون نحن ...ام ان لنا وطناعديم الشفقة؟
- باتجاه مؤسسة الحوار المتمدن....اراء وملاحظات
- كبير البلدة...درس فطري في الكاريزما الشعبية
- الكوليرا في زمن الحب ....الكوليرا في زمن الكراهية
- العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي ...
- ماركس لا يلعب النرد....الطبقة العاملة العراقية راس الرمح لمو ...
- قصائد
- ابشري يا بلاد الفرنجة ..لقد ارسلنا لك فاتحين لا مهاجرين
- العراقيون والرحيل المبكر....حكاية غرام
- اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده
- عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - نكته يا محسنين .....نكته لخاطر العراق الحزين!