سيرة بن سباهي ....الجزء السادس

عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:20
المحور: سيرة ذاتية
    

الصدق في أغلب الحالات ماذا يمكن سوى الخوف ..!!...أورهان باموك ...روائي تركي

البيت السياحي كبير ذو طابقين أسكن في أحدى غرفه بالطابق الثاني ,,فيه غرف كخزائن حجرية وأبوابها ككتاب جزء عمة لتعليم القرأن للآطفال والسلم الحجري يستقبلك عند المدخل ..في الغرفة سرير حديدي يعتليه فراش أسفنجي وبطانية ومخده على أحد جدران الغرفة شباك بدون ستائر..طوال الليل وساعاته المنتهية أقرأ تزكية الحزب وخيالات السفر ..في شفافية الظلام الليلي يطل لي وجه أنثوي مدبب وأنف كحبة لوز يقسم خديها الآقحوين,, جسمها القصير يشتعل بالعرق كعود أخضر في أحد أطرافه كوره من النار والطرف الثاني يند بزبد الماء أثناء ممارسة الحب..وضعت حدا بتركي الآستمناء في منازل السجن والبحث عن القوادين في الدرابين القذرة في أحياء بغداد..أرملة ولها طفلان تعمل في أحد الوظائف الحكومية ..تعرفت عليها بعد خروجي من السجن بالمراجعة في دائرتهم .. أمرأة تعدت سن الثلاثين نلتقي كل يوم خميس في أحد المكاتب التجارية ونشبع رغباتنا المهوسة باللذه ..في أحد المرات سألتني ..لماذا لم تتزوج لحد الآن وأنت بهذا العمر ..أجبتها ..كنت أسير حرب..وأنظر على دوار عينيها البنيه ..تضحك ..تقول ..صدام قسى كثيرا مع الشيوعيون ..أرتبك من هذه المباغتة السريعة ..وتكمل بقولها ..لي أبن خالة ..يتكلم مثلك ..عن المرأة والدين والسياسة والآدب ..لكن أخذ من عمله من قبل السلطات في عام 80 ولم نعرف عنه أي شئ لحد الآن ..ينام طيفها معي في غرفة السياحة وجسدها وروحها الصافيه يعيش في حصار وأدخنة الحروب الصداميه في مدن بغداد..في طلعت الصباح طرق بابي ..دخل الغرفة (محراك الشر) ..شكرا للمصرين على هذه التسمية ..الملقب بالروسي بجسمه القنفذي الذي يقتل الرحمة ووجهه الذي هرب منه ملائكة الصالحين ينم بالبرودة بعد غياب الشجاعة والطيبة.. توجت نفسه بالطبائع السيئة والعاطفة منزوعة منه,, يمارس رذيلة النفاق الحزبي بمتعة ..كان فرحا عندما أطلق عليه من قبل قواد الحزب ..(بغل الحزب )...أبلغني بعد المصافحة وراحة يده كباطن مؤخرة خروف حارة ومبللة.. في مقر أربيل أصدقاء لك ينتظروك اليوم هناك ..يتكلم العربية بأتقان بالرغم من كرديته الكركوكية .. نظراته ترمش كوميض السماء السوداء وشق فمه ترى فية قواطع أسنانة المصبوغة بنكوتين السكائر الرخيصة ..رجل كثير الكلام يرتجف صوته كصفير قنينة عندما تنفخ فيها ولسانة يبدع الحيلة بدقة على الآغبياء الذين يشتهرون في ملكة الطيبة الساذجة .. الحيال يتفنن بالحيلة لكن يكتشف من خلال لونه وكلامه ,, دائما يجري وراء الحيل والكذب .. أحيانا...يتهاوش مع محدثه ككلب غير مؤدب ..لذا الحيال لايعرف الحب أبدا !!..كنت صامتا مشغول البال ...أفضى من المظروف الذي كان وسط كتاب ماركسي .. ..وناولني صورا تؤرشف صحبة السجن....ها ..هم ..ثلاث بمشهد الصورة..قرب لوحة مستطيلة حديدية واقفة على أحد الآعمدة الحديدية المغروزة في الآرض ..مكتوب عليها ..(اللجنة المركزية) .. قريبة من مقر الحزب في قمة شقلاوة .. كنت لاهبا بصري بصمت اللحظة وفرحت العين ,,,واحدا منهم بجانبي والآثنان الآخران ..قلت له لماذا اتوا الى هنا.. اجابني لحضور احد مؤتمرات الحزب ..قلت ..أه ..هذا الطويل كان نصير البريسترويكا أبان تساقط الآنظمة الآشتراكية ويشتهر بمتابعة الآخرين بمهارة..كان يصرخ كديك من بلعومه الآحمر في المطالبة بسقوط( كاسترو) .....أوزان جملته التهديدية تضحكني كثيرا. تذكرني .بأمر الرسول بتحطيم فن الآصنام ونصب دينه الجديد....حين يلوح بذراعه وأصابع يده المشدوده أمامي .(. يجب أن يركع أبو لحية) أخر نظام شيوعي ..ويأخذ ساحة السجن طول وعرض محذرا طابور الحرس القديم أن يركعوا الى سياسة التجديد في الآحزاب الشيوعية ..لكن عندما ترفع عنه لغو السياسة والآنتماء يرجع أنسان عادي..أما الآخر يبدع وينحت من ألواح سومر وبابل أقاصيص ترمز الى قتل الآنسان بالعراق على مدى التاريخ بخسة..تركت صاحب اللقب الروسي وأذان الظهر يقترب والشياطين والحراميه تهرب من الآذان ..ألا ..هو ..أنتهى الطقس السيئ وأزهار الربيع تملئ السهول في مدينة أربيل الآشورية ..في القدم لايعرف الآنسان الزمن الآ أثناء موته ..كنت أمشي بين ألوف الآنوف الصقرية بأسواق المدينة والنساء الكرديات يرتدن قفاطين سوداء ومزركشة وزهرية مزدحمات على البطاطا والبصل والطماطة ..الرجال الفقراء يجلسون في المقاهي يلعبون الدومينو أو يشاهدوا أفلام أبراهيم طاطلس ..في الصمت المتوتر لم تحمي هذه المدينة ..صاحبي الكردي .. (حسن النجار) ..في أخر حرب بين العائلة النقشبندية والجلاليون في عام 96 ..وقع صريعا من طيش أطلاق ورصاص الجلاليون ..عبرت بيوت الفقراء وشوارعها المتداخلة ..وصلت الى بناية في ثلاث طوابق أمام أحد الشوارع الرئيسيه الذي يربط أحياء المدينة ..أمام باب العالي وقف شاب يتحزم ببندقية روسية ..قلت له ..السلام عليكم ..بعدما رد التحية ..طلبت السماح لي بالدخول حين عرف أريد ان أقابل مسؤول المقر ...يتبع

#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات