أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - الهاشمي على باب السستاني














المزيد.....

الهاشمي على باب السستاني


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 00:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يتوقع قادة جبهة التوافق ان تأتي جميع النتائج بهذه الطريقة عندما قرروا الانسحاب من الحكومة، حيث راهنت الجبهة اولا على تقرير بترايوس- كروكر متوقعة مع غيرها من الكتل السياسية ان تنقلب الاحداث في العراق رأسا على عقب وان يتغير مسار العملية السياسية في العراق على مستوى 180 درجة، الا ان الرجلين خيبا آمال عدد من الساسة في العراق عندما جاء تقريرهما بصيغة وسطية.
وعندما اتخذ قادة التوافق قرارهم الشهير توقعوا ان المالكي وما تبقى من حكومته لن يتماسكوا طويلا وبما ان اختيار رئيس وزراء بديل وتشكيل حكومة جديدة هو في غاية الصعوبة في ظروف العراق الحالية فتوقع قادة التوافق ان مكانهم مضمون ويمكنهم العودة اليه في اي وقت ولذلك ارادوا اثبات قوتهم معتقدين ان الحكومة لن تعيش يوما واحدا بدونهم وان الحكومة ستفقد كل مبررات وجودها السياسية مع انسحاب ممثلي (السنة) منها وعليه فأن المالكي كما توقعوا لن يغمض له جفن قبل ان يقدم لهم ما يريدونه لإنقاذ نفسه وحكومته وهذا هو الرهان الثاني للتوافق والذي لم ينجح ايضا، فرغم التصريحات الاعلامية التي ادلى بها المالكي عن حرصه على عودة التوافق الى الحكومة الا انه لم يبذل كثير جهد لإقناع قادتها بالعودة الى الحكومة لأنه كان مطمئنا انهم هم من سيبادرون الى ذلك بأنفسهم وهم وحدهم من سيتكفل بإيجاد الصورة المناسبة للعودة الى الحكومة مثلما ابتكروا صورة للخروج منها.
وعلى عكس توقعات جبهة التوافق، التي انسحبت على اساسها، فأن توقعات اخرى صدقت وهي التوقعات التي تنبأت بعدم تماسك جبهة التوافق بعد قرار الانسحاب، حيث خرج احد ممثليها في الحكومة وهو وزير التخطيط علي بابان على قرار الانسحاب وعاد منفردا الى الحكومة بعد ان قدم استقالته من الجبهة والحزب الاسلامي ومن جهة أخرى تحرك النائب عبد مطلك الجبوري بجدية في سعيه لبناء الكتلة العربية المستقلة التي رغم كل شيء تنطلق نواتها من داخل كتلة التوافق ويبدو ان مواقف بابان والجبوري كانت مزعجة لبعض قادة التوافق بدرجة دفعته الى تخوينهما واكالة التهم لهما بعيدا عن اللياقة السياسية واصول التعامل بين الساسة في دولة ديمقراطية.
عندما قررت جبهة التوافق الانسحاب من الحكومة فأنها طرحت عدة مطالب بدا بعضها طبيعيا وبعضها الاخر ليس كذلك على الاقل برأي المالكي ومعظم هذه المطالب كانت الجبهة قد رفعتها كبرنامج عمل لها منذ وقت طويل وبالمثل كانت تشعر ومنذ وقت طويل بان المالكي لن يستجيب لها ومع ذلك بقيت الجبهة في الحكومة على اساس انها تحكم وزارات تمثل حصتها من السلطة وهي غير مدينة بها لأحد بل انها تحافظ على دورها التمثيلي للـ (السنة) من خلال وجودها في السلطة، لذلك فأن تقديم الجبهة للائحة المطالب كان مجرد صورة مناسبة للإنسحاب من حكومة توقعت جبهة التوافق انها ستزول بعد ادلاء بترايوس وكروكر بتقريرهما امام الكونغرس.
في المقابل كان العقد الوطني صورة بديلة للعودة الى الحكومة، صحيح ان ما ظهر من بنود العقد حتى الان قليل وهو لاشك فيه ولا نقاش عليه وربما سيكون العقد برمته كذلك فهو صورة لتهدئة النفوس ليس الا وتسهيل العودة، وقد عودنا معظم ساسة العراق على انهم لا يطرحون الا امنيات وعبارات وردية يسمونها برامج ورؤى سياسية في حين انها لا تحوي شيئا عمليا، او انها خارج امكانيات الاتفاق بين الفرقاء العراقيين.
لقد ارادت جبهة التوافق العودة الى الحكومة عبر بوابة تعتبرها اكثر تأثيرا حتى من الشخصيات والاحزاب الشيعية التي تقود الحكومة، انها بوابة السستاني الذي لا يرد له اعضاء الائتلاف طلبا او امرا او نصيحة كما هو الظن السائد، وهذه الباب هي البديل الوحيد عن باب المالكي التي سيبدو الوقوف عليها في غاية الحرج بعد كل تلك الاتهامات والتهديدات التي اطلقها قادة واعضاء التوافق والتي تجاهلها المالكي وكأنها لم تكن.
لقد بعثت جبهة التوافق الى السستاني بأقرب قادتها الى بقية قادة العملية السياسية واكثرهم اعتدالا وهو الوحيد الذي بقي في منصبه بعد انسحاب الجبهة من الحكومة على امل ان يصلح السستاني ما فسده بتريوس وكروكر، ليظهر الهاشمي منشرحا امام وسائل الاعلام بعد لقائه بالسستاني ومتحسرا في نفس الوقت على عدم تعاملهم مع المصدر الرئيسي لقوة الائتلاف منذ زمن ابعد.
الا ان النتيجة الاساسية لكل ذلك هي تأكيد السمة الطائفية للسياسة في العراق، حيث تشكل العلاقة التي يريد الهاشمي توطيدها بالسستاني تراجعا عن نهج ابعاد المرجعيات عن العملية السياسية او على الاقل عن تفاصيلها، كما تؤكد عجز الساسة عن بناء علاقة تواصل بينهم بعد ان عجزوا عن ايجاد الثقة المطلوبة لأي شراكة سياسية، ان العراق ينغمس بشكل اكبر في الطائفية السياسية عبر حوار المرجعيات وصمت الساسة، كما ان اللجوء المستمر الى المرجعيات يعني ان العملية السياسية لم تؤت ثمارها.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية
- الانسحابات المفيدة
- برنامج المعارضة
- نهاية صيف التوقعات
- بوش في الانبار
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - الهاشمي على باب السستاني