أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين الحاج صالح - خواطر مرسلة في شأن السياسة والثقافة















المزيد.....

خواطر مرسلة في شأن السياسة والثقافة


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 10:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أليس من المحتمل أن يضمر التدهور السياسي المتمادي في المجال العربي مشكلة في السياسي، وليس في السياسة وحدها، إن استعرنا تمييزا بينهما أسنده الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي إلى رولان بارت (مقالته: الثقافة بين السياسة والسياسي)؟ لم يوضح بنعبد العالي المقصود بهذا التمييز، لكني أخمن أن السياسة تحيل إلى فاعلية راهنة، "حنكة ومهارة"، فيما السياسي مستوى بنيوي أكثر ثباتا يحدد ممكنات الفاعلية السياسية. وافترض أن استقرار التمييز بين المستويين علامة على مجتمعات متبنينة، مستقرة تاريخيا وعالميا، تستقل السياسة فيها عن الثقافة ويستقل الاقتصاد بنفسه عن السياسة، وتتميز فيها المعرفة عن الأخلاق، وهذه عن الدين.. سمة الحداثة كما كتب صالح بشير في مقال محكم في هذا الموقع ("دعوة المثقف إلى الاستقلال أم دعوته إلى الوجود"). مجتمعاتنا أقل تبنينا وتمايزا. هل نستطيع الكلام على سياسي فيها؟ ما الذي نستطيع قوله عنه؟ كيف نميزه؟ وما هي خصائصه؟
على أية حال، كنت اشتغل على مستوى من التجريد أدنى من هذا بكثير حين كتبت مقالي "في مديح الثقافة ودفاعا عن استقلالها" الذي أثار اهتمام وهمة أصدقاء وزملاء للكتابة في الشأن نفسه: بنعبد العالي وصالح بشير وبلال خبيز وفادي العبدالله. وسأقتدي بهم هنا، جاعلا من مقالاتهم حافزا، لا موضوعا، للتفكير في قضايا السياسة والثقافة.

أربع سياسات و.. "سياسي"
صدر مقالي الأصلي عن تفاعل شخصي كثيف مع تطورات سياسية في سورية والمشرق خلال بضع السنوات السابقة. وبين هذه التطورات يحتل الاحتلال الأميركي للعراق ثم تفجر المجتمع العراقي موقعا أساسيا. وبالمثل تحفز تقلبات الوضع السوري واللبناني المتقابلة خلال السنوات الثلاث الماضية، وكذلك المسلسل الكارثي الفلسطيني في الشهور الأخيرة، (والعراق وسورية ولبنان وفلسطين بلدان متجايلة ومصنوعة من الطين العثماني ذاته) تحفز تأملا سياسيا وتاريخيا، وتدفع إلى مراجعة فكرية ووجدانية، أدرك بحدة إلحاحها، ولا أكاد أفي بنتفة من متطلباتها.
من جهة أخرى، يستبطن "مديح الثقافة.." إخفاق ثلاثة سياسات أو أربعة. ثمة، أولا، سياسة نظم الحكم القائمة في المنطقة المشرقية. توصف هذه بحق بأنها استبدادية وفاسدة وطائفية، رثة فوق ذلك. ولا يكاد يكون في سجلها ما يعين على احتمال ثالوث خصائصها تلك، إن على مستوى النمو الاقتصادي أو الانجاز العسكري أو الاستقرار الاجتماعي. في المقام الثاني ثمة سياسات الإسلاميين. المكون الاحتجاجي الأكيد في هذا السياسات تحاصره بنية فكرية وسياسية لا تكن كثيرا من الود للحريات العامة واستقلال الضمير، فضلا عن اتسامها بثالوث خاص: الاعتباط والطائفية والعنف. والطائفية سمة كل سياسة غير مؤسسة على مساواة مبدئية ونهائية بين "مواطنين" أفراد، بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس. والعنف إغراء كل سياسة تصدر عن تصور جاهز للمجتمع المثالي وإدانة مطلقة للواقع القائم. أما الاعتباط فهو سمة سياسة متمركزة حول ذاتها، إرادتها قوية وفهمها محدود. هذا وعيد بمستقبل لا يؤمن له.
في المقام الثالث سياسات الغربيين. وهذه تجمع بين اللااحترام (بل العنصرية) والسينيكية والقوة المفرطة. حال العراق وفلسطين يحث النبهاء منا على تجنب الإصغاء إلى أصوات الشدو الديمقراطي للسيرينادات الغربية.
تبقى سياسة الديمقراطيين والوطنيين العقلانيين في بلداننا. هنا ثمة ثالوث مختلف: حسن النية والضعف السياسي والفقر الفكري. الصفة الأخيرة من صفات المعارضين والديمقراطيين والوطنيين العقلانيين مهمة لأنهم "قوى تغيير". ضعفهم يقلل من تأثيرهم أو يحكم عليهم عمليا بأن يندرجوا في الواقع القائم.
افترض، وهنا تعليق على كلام بنعبد العالي، أن أزمة جميع السياسات لا يمكن أن تكون أزمة سياسية. لعلها أزمة في السياسي بالذات. ولا يسع معالجتها، تاليا، أن تكون سياسية، ولا توفرها سياسة مختلفة، بل ربما هي تقتضي "سياسيا" مختلفا. ومن أجل هذا لعلنا نفتقر إلى تجربة مكونة، إلى انقطاع مؤسس. مزيد من السياسة دون تأسيس ربما يعني مزيدا من التعقيد والعسر في أوضاعنا الراهنة.
هذا تسويغ إضافي لتمييز الثقافة عن السياسة، تحليليا وعمليا. القول إنهما "في الواقع" دائرتان "مترابطتان" هو بمثابة غفلة عن دور الثقافة في التوسط بين "الواقع" ومداركنا، بما يوفر درجة من التطابق بين تشكل الواقع وما تتيحه الثقافة من أشكال وصور، أي بين نظام الواقع ونظام الإدراك. إن تداخل وترابط حيزات الفاعلية والخبرة البشرية صفة للواقع الخام، ورفض التمييز بينها هو دفاع عن العماء، فعل مضاد للثقافة. التمييز بين حيزات ودوائر مختلفة، بالمقابل، فعل ثقافي، صنعي، مقترن بالحداثة التي يمكن تعريفها بثورة في صناعة الأشكال والصور التي تنتظم الاجتماع والنشاط البشري، وتخرجه من نظام أدنى وأبسط إلى نظام أعلى وأشد تعقيدا.
ولا تستطيع الثقافة أن تنظم استقلال "مناحي وانخراطات الكائن البشري"، بلغة صالح بشير، دون أن تكون مستقلة هي ذاتها. وليس هذا بالأمر الذي يبلغ بالإرادة. فثمة درجة عالية من السيولة وضعف التشكل (أو التعضي أو التبنين) تسم مجتمعات المنطقة المشرقية على الأقل. وللسيولة وضعف التشكل مفعول مزدوج على علاقات صعد الفاعلية الاجتماعية. من جهة تتحرك العناصر، الأفراد والأفكار والخبرات والعلاقات...، بحرية وبلا انضباط. ومن جهة ثانية يكتسب الصعيد السياسي استقلالا مبالغا فيه، وتوكل إليه وظائف التوحيد والدمج والتنظيم؛ لكن السياسة تظهر هنا، في شروط القصور الثقافي والقانوني والاجتماعي، أقرب ما تكون إلى ممارسة عنف عار. الكلام على استقلال الثقافة في مثل هذا الشرط هو بمثابة دفاع عن الحق في وصف السيل التاريخي بدل الانجراف فيه. هل هذا ممكن؟ نفترض أن الضمير يستطيع أن يمانع التاريخ، يمتنع على الانجراف فيه، أقله أن يشهد عليه. وفي هذا الصدد كان مقالي، في أسلوبه الشخصي أكثر مما في مضمونه وحججه، احتجاجا ضميريا.

"القضايا" وثقافة الغضب
يحيل هذا النقاش بمجمله إلى موقع الفرد وخياراته في التاريخ، وهو شأن يكاد يكون غائبا في نقاشاتنا ومقارباتنا الفكرية في العقود الأخيرة. هذا رغم أن من شأن إدراكه أن يساعد في بلورة خيارات غير تلك الساخطة، النادبة، الموتورة، التي تعطي الانطباع بأننا أشبه بأسماك في حوض ماء لا ينفك يتبخر. شيوع هذا المزاج في الثقافة ينبئ أنه ليس مزاجا، بقدر ما هو ثقافة. فهنا أيضا مزاج جميع الأفراد ليس مزاجا فرديا بقدر ما هو مزاج الثقافة. وهو فيما نخمن علامة على سيولة اجتماعية وضحالة تاريخية. أو على انتقال تاريخي قلق وغير مسيطر عليه.
على أن ثقافة السخط والغضب والهياج دليل على الانجراف في التاريخ فيما وراء مظهر الاحتجاج عليه. وهو يكاد يكون سمة حصرية لتفاعلنا مع العالم من حولنا إلى درجة أن الفرق بيننا ليس بين الغضب وضبط النفس بل بين غضب غض طازج، وغضب خامد من التعب. ليس فقط أننا لا نسوس أنفسنا، بل إنه يبدو أننا نعتبر الهياج فضيلة والغضب التزاما والانفعال الحاد حسا مرهفا و"الردح" نقدا أو نضالا، والسكينة بلادة والانضباط النفسي انعداما للحس.
إن الثقافة تلك برهان على أولوية العملي والمباشر و"السياسة"، أي هيمنة منطق الأولويات و"التناقض الرئيسي" والالتزام المباشر و"التعبئة"، منطق السياسة العملية، في قلب الثقافة ذاتها. وبينما تنشغل السياسة العملية في كل حين بأمر واحد وتنكر غيره، فلا وقت لها للانشغال بقضايا المرأة مثلا أو الدين أو القانون أو الحريات أو اللغة.. فيما هو منهمكة في "القضايا الكبرى". الثقافة بالعكس، تنشغل في الوقت نفسه بكل القضايا، وتمنح كلا منها الوقت كله. وهي لا تعبئ بل تنتقد، وتاليا "تفرِّغ"؛ وهي تزْوَرّ عن الأولويات نحو "الثانويات" و"الكماليات"؛ وهي دوما نقيض المباشر. لعله لذلك ثمة سوء تفاهم مزمن في بلادنا بين السياسيين والمثقفين. يريد الأولون تسخير الآخرين في "خدمة القضية"، فيما يتعارض منطق الخدمة مع هوية الأخيرين ولا يكفون عن خيانة القضية. صحيح أنه ثمة مثقفين خدما كثيرين، لكن هؤلاء هم يخونون واجبهم في الخيانة، وهو قوام هويتهم. وأفتح قوسا هنا لبضعة أسطر عن جدال حاد يتفجر بين حين وآخر في أوساط مثقفين سوريين وعرب، لم يندر أن نالني منه ما هو أكثر من رذاذ. شائع أن يتهم مثقفو القضايا، القوميون والشيوعيون والإسلاميون بخاصة، مثقفين آخرين بالخيانة أو ما يقاربها. يفترضون أن "القضايا" موجودة قبل الثقافة وخارجها، وأن على المثقف أن يكرس نفسه وقلمه لخدمتها ونصرتها والدفاع عنها، وأن الثقافة لا تنال قيمتها والمثقفون لا يستمدون شرعيتهم إلا من "القضايا" السامية هذه. هذا تصور مضاد للثقافة لشدة نفعيته وضيق أفقه، وبالضبط ظلاميته. ضد ذلك، ننحاز إلى تصور أن قضية المثقف الوحيدة هي الثقافة، وأن "القضايا" تستمد شرعيتها منها، وأن المثقف يستطيع ويجدر به أن يهتم بقضايا أخرى فقط بقدر ما يمكن "تثقيفها"، أي نقدها ومعالجتها وتسويغها بقيم ثقافية كونية، بالخصوص الحرية والإبداع والقيم الإنسانية العامة من مساواة وعدالة واحترام متبادل.. وهنا نحن إزاء وجه جوهري وإيجابي من وجوه استقلال الثقافة. ونتحدث عن استقلال إيجابي للقول إن استقلال الثقافة هو استقلالها بأمرها وليس استقلالها السلبي عن غيرها فقط. وهي تستقل غيرها بقدر ما تنمي بنية ذاتية ونظام تفاعلات داخلي وكثافة خاصة بها، وهو ما يعنيه استقلالها بأمرها. ونفترض أن مقياس الاستقلال الإيجابي هذا هو قدرتها على "التثقيف"، أي جلب قضايا خام أو برانية إلى ميدانها وجعلها قضايا ثقافية. نفترض كذلك أن "قضايانا" لا تمتنع على "التثقيف"، أي إدراجها في سياق عقلي وإنساني غير خصوصي، سياق كوني. إن نقد العروبة والإسلام والديمقراطية والعلمانية هو ما يحولها من شعارات و"قضايا" إلى ثقافة. رفض نقدها بالمقابل هو حكم عليها بالأمية والبقاء خارج الثقافة، مقابل فاعلية تعبوية إما موهومة، أو مخربة إن حصل أن نجحت (الصيغة البعثية من العروبة مثال). إن على القضايا أن تستأذن الثقافة، وليس العكس. فإن فرض العكس نفسه، كما هو جار لدينا اليوم، تحطمت الثقافة وتبهدلت القضايا معا. نغلق القوس.

في عراء من التاريخ
"ثقافة الغضب" هي "مرتسم" السياسة في الثقافة، ممارسة السياسية بمنطق الثقافة. فالفرق بين السياسة والثقافة ليس في موضوعات انشغال كل منهما، بل بالأحرى في منطق انشغال أي منهما على موضوعات متنوعة. يمكن أن نتناول موضوعات سياسية، لكن دون اهتمام بالأولويات و"التناقض الرئيسي" والتعبئة، ومن ثم دون هياج وسخط وانفعال. نتناولها، نقديا فنمحو أميتها و"نثقفها". بالمقابل، قد ننقل منطق السياسة إلى الثقافة حين نتناول قضايا الثقافة بمنطق نضالي تعبوي، يتفصد سخطا وهياجا حين تصطدم بداهاته ومثله العليا مع كتامة الواقع. واستطرادا، أرجح أن أعمق منابع غضبنا هو خارجية المثل العليا التي نعتنق، أي انفصالها عن تجاربنا المعاشة ومقاوماتنا الفعلية وعمليات تفاعلنا مع الراهن التاريخي. لذلك تجد الأشد غضبا بيننا هم من لديهم مثل عليا جاهزة: الإسلاميون من جهة و"الغربويون" من جهة مقابلة.
في مقال آخر قبل سنوات، حاولت أن أظهر أن للغضب دورة حياة، تبدأ من "أنا غاضب، لأني على حق" غير معترف به في هذا الشأن أو ذاك، وتنتهي عند "أنا غاضب، إذن أنا على حق". أي يغدو الغضب مصدرا لشرعية من خارج الثقافة، من "القضايا". أعني بالطبع الغضب بوصفه "منهجا" للحساسية الثقافية، لا الغضب كانفعال إنساني عادي.
وأود أن أقترح هنا علاقة بين العصبية بالمعنى الشائع الذي يحيل أيضا إلى الغضب والسخط، والعصبية بمعنى خلدوني محرف يحيل إلى "الثقافة" كميثاق تعارف وتماسك عصبة تجنح إلى الانغلاق على ذاتها. فالمثقف العصبي قد يكون أميل إلى الاعتصاب مع نظائر له وتكوين عصبية متميزة تشغل "الثقافة" مردودة إلى "قضية" أو مذهب فيها دور الدم. في ذلك ربما ما يسكن قلقا ويولد إلفة. والمثقف العصبوي لا يستغني عن قضية، يغضب من أجلها ويعبئ من حولها، و"يعصّب" على من لا يواليها ويتهم من يشكك بها. وبالطبع تفقد الثقافة انفتاحها وطاقتها التجاوزية للمباشر (أدناه) في اللحظة التي تكتسب فيها وظائف توحيدية أو عصبوية. إذ لا يمكن لانفتاح الثقافة أن يكون ميثاق بناء جماعة أيا تكن. وحول انفتاح العقل لا يمكن أن يتشكل أي حزب أو كتلة. فإن تشكلت عصبة أو حزب، خرجنا من الثقافة، ووجدنا أنفسنا مرة أخرى، ومن باب آخر، في ميدان السياسة وإنتاج السلطة.
لعل الغضب أيضا مؤشر على نقص في الكثافة النفسية وعلى هشاشة في الثقافة، ثقافتنا. فكأن العالم يقع مباشرة على أعصابنا العارية من أغمادها. وما أغماد الأعصاب غير الثقافة؟ الأشكال والصور التي تقيد "الواقع"؟
من شأن الانشغال بالثقافة، تاليا، أن يوفر تباعدا عن المباشر والعملي، مسافة من المثيرات المستفزة، وغمدا للأعصاب العارية السريعة التأذي. ومن شأن تغطية الأعصاب أن توفر من الاتزان والانضباط ما يتيح مسافة من "السياسة"، وربما قربا من "السياسي"، لكن بالتأكيد موقعا أفضل للانخراط في التاريخ. والانخراط، خلافا للانجراف، موقف نبادر إليه بوعي.
ففي النهاية، الثقافة هي تجاوز واستيعاب المعطى المباشر، أي الجزئي والعياني والمحسوس على مستوى المعرفة، والعملي والمباشر على مستوى السياسة (وكذلك الانفعال المباشر والتذوق الأول على المستوى الجمالي).
الانحياز للثقافة اليوم ليس انسحابا من التاريخ، بل لعله يكون، وهو في مقصد كاتب هذه السطور، انخراطا أعمق فيه. ومن شأن الانخراط بقدر ما يعي ذاته أن يصنع أدوات تدخله ومثله العليا بدل أن ينتحلها أو يستهلكها جاهزة. إننا اليوم في عراء من التاريخ، ثيابنا القديمة مهترئة، لا تستر عريا ولا تدرأ فضيحة، وثيابنا الجيدة أشبه بزي مهرج السيرك، رقعة من هنا ورقعة من هناك، تثير من الضحك أكثر مما تدفئ من البرد.

استقلال الثقافة كتنوير
الاستقلال هو صيغة وجود المثقف ودوره الاجتماعي. ليست الندرة المطلقة في أعداد المثقفين هي وحدها ما نشكو منه في العالم العربي بل تطوعنا جميعا في بعض الأوقات، وتطوع كثيرين منا في كل الأوقات، للتخلي عن استقلالنا، التحاقا بالسياسة بخاصة. لهذا على الأرجح صلة بواقع السيولة ونقص التشكل الذي أشير إليه فوق. وهو متصل كذلك بحقيقة أن الثقافة لا توفر شرعية كافية للمثقفين، كما أشار صالح بشير بحق. دعوة المثقف إلى الوجود هي دعوته إلى الاستقلال، أي إلى خلع نير التبعية وتجاوز القصور الذاتي. بهذا ينفتح استقلال الثقافة على التنوير حسبما تصوره كانت.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أن الليبرالية الاقتصادية سياسة الجيل البعثي الثالث
- في أصول المشكلة الثقافية العربية وجوهرها
- في أزمة الهيمنة ومصير العروبة في سورية
- قضية محمد حجازي وحرية الاعتقاد الديني
- صراع مطلق فصنع طوائف فتقسيم دول..
- تأمل في شأن الحرية ونقد الدين
- العلمانية أهم من أن تترك للعلمانويين!
- العرب أمام المشكلة الغربية
- سورية والدول العربية بين ما دون الدولة وما فوقها
- -أمتان-: حكم ذاتي إسلامي في ظل دولة علمانية، أو العكس!
- في أصل خراب الديمقراطية والوطنية في المشرق
- تقييم ائتلاف -إعلان دمشق-
- في شأن النقد والتضامن ودور المثقفين
- هل نعرف الطائفية؟ تعقيب على ملف الآداب عن -الطائفية في الوطن ...
- بعد قرن السياسة، أقرن للثقافة والدين في عالم العرب؟
- علمانيون، ديمقراطيون، وإسلاميون؛ لكن أين الأمة؟!
- أفكار في شأن العنف والهيمنة والمعرفة
- تصور أولي للمشكلة الدينية والإصلاح الديني
- أيام مشكلة الدولة ولياليها في المشرق العربي
- -أمة وسط- في المشرق؟!


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ياسين الحاج صالح - خواطر مرسلة في شأن السياسة والثقافة