أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - اللومانتيه ... مُجدداً اللومانتيه !















المزيد.....



اللومانتيه ... مُجدداً اللومانتيه !


داود أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المقدمة
أثناء تكريمه في مدينة ( مالمو ) السويدية , قبل بضع سنوات , سُئل الشاعر والفنان المبدع ( محمد سعيد الصكار ) عن باريس , وماذا تعني لديه ؟ وأذكر أن إجابته ظلت راسخة في ذهني , فقد قال الصكار , إن لباريس مكانة بغداد في قلبه ! فهي المدينة التي إحتضنته , ومن مسؤوليها سمع جملة : أنهم يتشرفون أن يكون مبدع مثله فوق أراضيهم ! وفي كل زيارة جديدة لي لباريس أقترب أكثر من جوهر ما عناه الصكار فلهذه المدينة سحر لا يُقاوم على زوارها فكيف بساكنيها !؟ فهي مدينة اليفة , لا تشعرك بالغربة ولا يتسلل الملل الى روحك وأنت تجوب شوارعها وأسواقها , وكل شيء فيها شاب وجديد وفتي ! وكانت زيارتي لها هذه المرة لا تختلف عن سابقاتها , سوى في كونها إمعان أكثر في التمتع والدهشة والإنبهار ! إذ رغم تكرر زيارتي مرات ومرات لبعض المعالم الهامة في باريس كبرج إيفل ومتحف اللوفر وكنيسة نوتردام وقوس النصر وشارع الشانزليزيه والباستيل والحي اللاتيني وجامعة السوربون وغيرها إلا أن زيارتها مع كل مرة جديدة يزيد من متعتها ويعمق من صورتها الراسخة في الذهن !
جديد هذه الزيارة أن الفندق الذي حجزته كان في ضواحي باريس , وليس في قلبها كما في كل مرة , وحسنة هذا الامر هي قرب الفندق من موقع المهرجان , ووقوعه في منطقة شعبية , معظم سكنتها من العرب والآجانب , مما سهل علي التفاهم , ولكن سيئات هذا الموقع كانت أكبر , فالمصعد في الفندق لا يتحرك صعوداً وهبوطاً إلا عبر ( كود ) خاص ! وكذلك لا يفتح باب الغرفة إلا عبر نفس ( الكود ) وكأنك داخل في بريد الكتروني !! كما ألمني كثرة المتسولين في المنطقة , ومعظمهم من العرب أو المسلمين ! كما تغلق المحلات أبوابها مساءاً في وقت مبكر ( ربما بسبب شهر رمضان ) فتبدو المنطقة شاحبة ! وهو أمر لا يلائم ما أعرفه عن صخب باريس وبهجة ألوانها !

عيد اللومانتيه ال 53
في هذا العام تكون صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي اللومانتيه ( الآنسانية ) قد أكملت عامها الثالث والخمسين , وهي تقيم مهرجانها السنوي وألآممي هذا , والذي بدأته عام 1930 , وتوقفت عنه مضطرة في سنوات الحرب العالمية الثانية , وفي سنوات إستثنائية مماثلة ! والمتتبع للمهرجان والممعن في مجرياته وتفاصيله ينحني إجلالاً للجهود الجبارة التي تقف خلف تنظيمه وأنجاحه , إذ أن حشد عشرات بل مئات الالوف من الفرنسيين وغير الفرنسيين , أؤلئك المنتمين لمختلف القارات ولشتى الشعوب , في بقعة محددة من الآرض , ولثلاث أيام متوالية , يعتبر إنجازاً غير عادي للشيوعيين الفرنسيين وحزبهم العريق , أما إذا دخلنا في تفاصيل المهرجان فسيتعاظم إحترامنا لجهود أشقاءنا الفرنسيين , ففي كل خيمة من مئات الخيم التي إحتلت أرض المهرجان تجد شعباً مُختصراً في حزب أو منظمة أوصحيفة أو مجموعة من الناس تعبر عنه , وهذا الشعب يقدم نفسه لزائري المهرجان والمساهمين فيه عن طريق طعامه وشرابه وموسيقاه ورقصه وأزيائه ومنشوراته وحواراته وفنونه الآخرى , ولذلك يمكن القول أن العالم بأجمعه , وبكل تنوعه وإختلافاته تجده مختصراً في هذا المهرجان ! ولم تعد المساهمة مقتصرة على الشيوعيين فقط , بل تعدتهم لحركات التحرر الوطنية ومنظماتها المختلفة , وفي كل القارات , لذلك تجد الجميع يعبرون , في ظل الحرية المتاحة , عما يريدون دون قيد ولا حدود ! ولا أذكر إنني شهدت مشادة أو أية مشكلة أو تقاطعاً حاداً بين إثنين , طوال السنوات التي ساهمت فيها بالمهرجان ! رغم المشروبات التي تُعَبُ بنهم وإفراط ( يكفي لإخراج الحكماء عن طورهم !! ) بل على العكس فقد كان الحب والمودة والانسجام والفرح الطاغي هو ما يوحد الجميع , إذ ما أن يسمع أحدهم صوتاً موسيقياً ينبعث من إحدى الخيم , حتى ( ينزل للساحة ! ) وينخرط في رقصة مع الراقصين في تلك الخيمة وكأنه واحد منهم , أو أنهم يعزفون له ومن أجله ! ويمكن القول بحق أن الموسيقى هنا هي سيدة المهرجان , موسيقى متنوعة , أفريقية ولاتينية وشرقية وغربية , يعزفها بيض وشقر وزنوج وملونون و بمختلف الالات , ولا يسع المرء , وهو يستمع لكل هذا التنوع في الالحان والاصوات , سوى الآهتزاز ( بوعي أو بدون وعي ) مع اللحن المسموع , وتعديل الاهتزاز مع اللحن الجديد , ثم إعادة تعديله مع ما يُستجد .. وهكذا ! وأذكر إن لحناً ينبعث من خيمة لا تبعد كثيراً عن خيمة ( طريق الشعب ) شدني كثيراً اليه , وحين زاحمت الآخرين الذين يقفون للاستماع , لآكون قريباً من العازف والمغني , إكتشفت إن ( ماركس ! ) بنفس ملامحه وبلحيته البيضاء وشعر رأسه الطويل المسترسل هو من يغني ويعزف على البيانو, ولولا ثقتي إن ماركس الحقيقي غائب منذ عشرات السنين لطلبت منه نسخة من ( رأس المال ! )
الجيد أن منظمي المهرجان وفروا الباصات المجانية الكافية من والى أخر محطة مترو, لنقل عشرات الوف الزائرين , أما بطاقات الدخول فحافظت على نفس سعر السنوات السابقة ( 15 يورو ) للآيام الثلاثة , وهي تباع في كل مكان , ومن قبل حشد من المتطوعين , من الشيوعيين الفرنسيين وأصدقاءهم , من الذكور والآناث , شيوخاً وشباناًً ! وبالطبع , وكما في كل عام , فقد كانت الشرطة الفرنسية تحرس المكان وتنتشر على مسافة كيلو مترات طوال الطريق راجلة وعلى الموتورسيكلات والسيارات ! وعدا الخيم الخاصة بالآحزاب الشيوعية وحركات التحرر فقد كانت هناك خيم على شكل قاعات كبيرة , وفيها كانت تدور الحوارات الفكرية , والمحاضرات التي يلقيها أساتذة ومفكرون فرنسيون وغير فرنسيين وقادة أحزاب , كما كانت هناك مسارح خاصة قُدمت عليها مختلف العروض المسرحية والموسيقية , وقاعات للمعارض التشكيلية , ومدن العاب للاطفال والشبان ( ولمن بعمري ويحب المجازفة ! ) .

جيفارا حيُُ على الدوام !
أكثر الناس حضوراً في المهرجان كان الثوري الآممي الخالد ( تشي جيفارا ) فصوره وبوستراته في كل زاوية , وعلى جدران معظم الخيم , وفوق أجساد الشابات والشبان والشيوخ والعجائز , فالقمصان والتيشيرتات والكاسكيتات التي تحمل صورته تملآ المهرجان وتعرض في كل مكان منه ! والسؤال الذي يلح في الذهن هو : كيف إستطاع هذا الثوري , وبعد أربعين سنة على إستشهاده أن يكتسب ويحتفظ بكل هذا الحب وهذه الشعبية المتنامية , وفي جميع القارات ؟ ثم كيف إستطاع أن يتغلغل لقلوب الشباب ألآوربي بشكل خاص , رغم أنه إختار ( العنف الثوري ) طريقاً لحياته , وإستشهد وهو يحمل (السلاح) دفاعاً عن أفكاره ومبادئه ؟ أعتقد أن شعبية جيفارا وإمتدادها وإتساعها تنبع من المثل النادر الذي ضربه هذا الثوري الذي ترك كرسي الوزارة في كوبا ليختار الغابة البوليفية وحياة النضال القاسية والآستشهاد البطولي المشرف , فجيفارا لم يؤلف كتباً ولم يبتدع نظريات , بل قدم حياته كنموذج لتجسيد النظرية الماركسية ( كما فهمها ) على ارض الواقع ! كما إن شعبية جيفارا المستمرة , بل والمتنامية ألآن , تعكس العداء المتنامي أيضاً , ليس من قبل الشيوعيين فقط , بل من قبل كل اليساريين والوطنيين في العالم , لحكومة الولايات المتحدة الآمريكية التي إغتالته , ولسياستها الرعناء ضد الشعوب الطامحة للحرية والآستقلال ! لقد كان فرحي كبيراً عندما شاهدت إبنتي ( تمارا ) التي رافقتني في هذه الرحلة , ترتدي بلوزاً تحتل صورة جيفارا واجهته الامامية , وفرحت أكثر أن إبنة أخي ( هديل ) تلبس بلوزاً مماثلاً , ويبدو أنهن إتفقن معاً على شراء ولبس البلوز الجيفاري دون توصية أو إيعاز ! وكان علي أن أشرح لتمارا وإبنة عمها , من هذا الذي يضعن صورته فوق صدورهن , وما هي قصته !؟

( طريق الشعب ) عمر وتعده التلاثين !
منذ أواثل السبعينات , وجريدة الحزب المركزية ( طريق الشعب ) تساهم في مهرجان شقيقتها جريدة الشيوعيين الفرنسيين ( اللومانتيه ) , فعلاقة حزبنا بالحزب الشيوعي الفرنسي عريقة ومتميزة , وقد وقف الآشقاء الفرنسيون وصحيفتهم المجاهدة ( اللومانتيه ) الى جانب حزبنا أيام المحن الشديدة والضربات القاسية التي واجهتنا عام 1963 وعام 1970 وغيرهما من ألاعوام الصعبة , وكان تضامنهم معنا متميزاً ومشهوداً ومؤثرا , وهم الآن أيضاً يتفهمون سياسة حزبنا ويؤيدوها ً, ويتضامنون معنا ومع نضالنا من أجل خلاص شعبنا من الآرهاب والطائفية والمحاصصة والاحتلال , لذلك تحتل خيمة ( طريق الشعب ) نفس مكانها السابق في المهرجان , وفي شارع أو فرع يحمل إسم ( تشي جيفارا ) , وقد إتسعت الخيمة بضعة أمتار مربعة هذا العام , لتستوعب فعاليات فرقة دجلة للرقص الفلكلوري , والمعرض الفوتغرافي للفنان ( عباس علي ) .
لم يكن صعباً علينا ( إبنتي وثلاثة رفاق وأنا ) أن نهتدي لخيمة ( طريق الشعب ) في اليوم الآول من المهرجان , رغم شدة الآزدحام وتشابه الخيم , فالسيديات العراقية تمطر طرباً عراقياً خالصاً لا تشوبه لكنة ( أجنبية ! ) وقد ( سحلتنا ) تلك الموسيقى ( سحلاً ) نحو الخيمة المرجوة , حتى أن الرفيق ( ابو روزا _ البزاخ ) { واللقب هنا لتمييزه فقط فالرفيق لم يبزخ قط ! سوى 72 ساعة من أيام المهرجان الثلاثة ! }قلت إن ( أبو روزا ) لم ينتظر أن يسلم على الرفيقات والرفاق بل جرته أغنية ( أنا المالوم وإنت تلوم بيه ) وأخذ يردح هازاً أكتافه بحرفية يُحسد عليها ! وقبل أن يستعيد أنفاسه , ويسلم على بعض الموجودين , فاجئته أغنية ( خالة يا خالة ) فعاد مجدداً لساحة الرقص متابعاً إكمال مشواره , ماسكاً بنطرونه عند الركبة , كما تُمسك الدشداشة , جاذباً الى جانبه الرفيقة ( أم سمير ) التي إرتدت ( الهاشمي ) العراقي والرفيقة ( سعدية ) التي إرتدت ثوباً رسم عليه شعار الجمهورية العراقية ! والرفيقة ( سوسن ) التي تركت منقلة الشاي وتحدت ( أبو روزا ) في هز الراس ورقص الهيوة , ولم يكن أمام الرفيق ( يوسف ابو الفوز ) سوى الآلتحاق بركب الراقصين وجر الفرنسيين ( ذكوراً وأناثاً ) لساحة الرقص , ولسان حاله يقول ( إردحو تره الفرصة ما تتفوت !! ) والطريف إن الرفيقة ( سعاد ) المتفرغة لشوي الكباب وبيعه على شكل سندويشات , واصلت عملها هذا مع ( ردح موضعي ! ) فكانت تشوي وتهتز مع الآغاني ( بس بمكانها وكبال منقلة الكباب .. حتى ما نظلم الرفيقة ! ) , وعندما يأخذها الحماس أكثر , خصوصاً مع إرتفاع صوت الموسيقى , ترفع السندويشة التي في يدها الى ألآعلى , وتلتفت للراقصين وتهتز ( وللآمانة .. هم بمكانها ! ) ناسية المشتري الفرنسي الذي تتلوى أمعاؤه من الجوع !
الرفيق ( أبو جعفر _ هولندا ) لم تحركه الموسيقى , في اليوم الاول , فقد إنغمر في تشييش الكباب , غير ملتفت لما حوله , وبالمناسبة فهو يواصل نفس هذا العمل ( التشييش ! ) منذ القرن الماضي وبصبر وجدارة ( هالمرة لا يحسد عليها ! ) ولكني رصدت الرفيق ( أبو جعفر ) في اليوم الثاني من المهرجان , وكان بملابس التشييش المتكونة من صدرية نايلون بيضاء طويلة وكفوف نايلون بيضاء أيضاً , وكأنه طبيب يتهيأ لإجراء عملية جراحية ! رصدته وهو يصور ( فرقة دجلة ) ويهتز دون إرادته مع موسيقى رقصاتها , ولا أدري كيف ستكون نتائج تصويره ؟ الفنان ( صلاح جياد ) لم يتعمد هز أكتافه ولكن الموسيقى هزتها له , وعندما قابلته الرفيقة ( سوسن ) لتشجيعه على المواصلة , رقص معها بوقار يليق بفنان ! أم سرمد وسعدية وبشرى ومنال وام سلام وشادمان ورفيقات أخريات كثيرات لم أحفظ أسماءهن , كن يواصلن مختلف الاعمال داخل الخيمة , ولكنهن محقات عندما يتركن كل شيء وينزلن للساحة ,عندما يعلو لحن ( داخل حسن ) الشهير ( فوك إرفع أيدك ! ) إذ أنا نفسي وبالرغم من إستخدامي ( تك جتف بالهز! ) فقد تركت ( جفجير ) شكف الفلافل ( وأخذتلي ردحة ردحتين ! ) هذا ناهيك عن الفرنسيات وغير الفرنسيات اللواتي نزلن للرقص إذ يبدو أنهن يعرفن داخل حسن , ويعرفن لقبه أيضاً ! إذ سألتني إحدى الفرنسيات : صدك إبو كاظم جان بدربونتكم ؟ وعندما أقسمت لها أن أم كاظم جانت صديقة أمي ! طلبت توقيعي ... فتمنعت !!

ركن الزلاطة !!
قالت زوجتي وهي تودعني , وأنا في طريقي الى باريس ( مو تكضيها شغل هالمرة , وترجعلي بعملية جديدة بالظهر..روح إكتب , سوي مقابلات .. مو مشكلة , بس شغل وكباب وفلافل لا ! ) وكنت مقتنعاً بنصيحة زوجتي ومتخذاً نفس قرارها فالعمر والصحة لا يسمحان ب72 ساعة عمل متواصلة تقريباً , خلال أيام المهرجان الثلاثة , ولما كان ( البيك ما يخليك ! ) فقد نسيت التوصية والقرار وأنا أرى جميع الرفاق والرفيقات , والشيوخ قبل الشباب , والمرضى قبل ألآصحاء , منخرطون بالعمل بهمة ونشاط وإندفاع لا يليق إلا بمثل هذه النخبة من الشيوعيين العراقيين وأصدقاءهم ! لقد كنت أنظر للرفيق الدكتور ( صباح مرعي ) القادم من لندن بصدريته ( المقلمة ) وبوضعه الصحي الواضح من أثر تعذيب قديم ! وهو يتنقل بصمت وهدوء من عمل لآخر, مرة تراه في ركن الزلاطة , ينحر الطماطة أو البصل أو الخس , وبعدها تلحظه يساهم في إعداد خبطة الفلافل أو الكباب , أو يخرج الفلافل ( المحمصة ) , كما كنت أراقب الرفيق ( أبو نصير _ فرنسا ) الدائر كالرحى في يد الآلتزام والواجب , بين ركن الزلاطة ومناقل الفلافل والكباب ! وكان الآخرون أيضاً لا يختلفون كثيراً عن الرفيقين الذين أشرت اليهما , في موقفهما الجميل من العمل , وهكذا وجدت نفسي أبدأ كما في المرة السابقة بطحن الهيل , لآنتقل بعدها لركن الزلاطة , ولما كانت علاقتي بالبصل ( غير جيدة !) منذ المرة السابقة , فقد تجنبته متعمداً , وتناولت صندوق الطماطة وبدأت العمل , ولكن يبدو أن تعاملي ( الرقيق ! ) مع الطماطة لم يعجب الموجودين , فالرفيق ( عادل ) أخذ السكينة من يدي وإنتقدني بطريقة مهذبة , إذ راح يقطع الطماطة على طريقة ( السلولي ! ) قائلاً : رفيق دستعجل هوايه ! لازم هيج تشتغل ! ولم يكن أمامي سوى القول : لدي قناعة يا رفيق أن الطماطة أنثى وأنا لا أستطيع أن أتعامل مع ألآناث إلا بهذه الطريقة من الرقة والآحترام !! الرفيقة ( سعدية ) ربما أرادت إنقاذي من ألآحراج , وكانت تثرم البصل وعيونها تنز دمعاً لا يهدأ , فإقترحت أن تعطيني البصل وتأخذ الطماطة ! فشكرتها قائلاً : البصل ذكر ولذلك هو للاناث , أما الطماطة فهي انثى وأعتقد أني أحق في التعامل معها ! فضحكت , أمام حجتي المفحمة , خالطة دموع الضحك بدموع البصل ! الرفيقة أم سمير يبدو إنها أيضاً لم تعجبها علاقتي المتميزة بالطماطة , فأمطرتني بسيل من الملاحظات التي قابلتها ( بالإذن الطرشة ! ) وواصلت العمل منجزاً كمية من الطماطة المفرومة تكفي لتحقيق ( المصالحة الوطنية ! ) على أقل تقدير!
أثناء العمل في هذا الركن ( غير الهاديء ! ) كانت الرفيقة ( أم سرمد ) أمُنا جميعاً , رغم إنني والكثيرين غيري نكبرها سناً , فقد كانت تتفقدنا بين لحظة وأخرى معتبرة إيانا ( سرامد إضافية ! ) , فكانت تضع قناني الماء لكل واحد منا قرب ( تختة ثرمه ) وتسأله كل ربع ساعة : خوب ما جعت ؟ أجيبلك سندويشه !؟ محتاج شي ؟ وعندما أقسم لها أن الوضع في جبهتي مستتب , تنتقل لغيري لتطرح عليه نفس الآسئلة , والحقيقة أن ركن الزلاطة بدون مسؤولته ومديرته ( أم سرمد ) يصبح ركن ( الزلا ! ) فخبرتها التي راكمتها خلال السنوات الماضية من المشاركة في اللومانتيه , جعلتها توازن بدقة بين قيادة هذا الركن بكفاءة وإتقان , والآنسلال بالهاشمي ( لردحة قصيرة ! ) مع فوج الرادحين ! والحقيقة إنني لا أعتقد إن أحداً من المساهمين في الخيمة لم يمر على ركن الزلاطة , ولم يتتلمذ على يد ( أم سرمد ) فقد رأيت في هذا الركن الدكتور حسين كركوش وحسين ( مو كركوش ) وأبو روزا وصباح وعدنان وزوجته وطالب وعمار وتحسين المنذري وصلاح الصكر وإبنه صكر والدكتور صباح مرعي وأم سمير وسعدية وعلي شوكت وصلاح جياد وسعاد وأم سلام وسلام ورابحة وعادل وواثق وكامل الشطري وخالد والكثيرين غيرهم ممن لا أتذكرهم الآن , والذين سيشبعوني نقداً عندما يقرؤون مادتي هذه ! لقد كان نتاج ركن الزلاطة , وما تبدعه أيدي الرفيق ماجد فيادي ومن يعاونه , من فلافل تسبح في قدرين زيتيين , وما تجود به أيدي أبو جعفرمن أسياخ الكباب , لقد كان كل هذا الجهد المشترك يتحول لسندويشات جاهزة تعبر من أيدي الرفاق الباعة نحو أيدي المشترين , ونحو مالية الحزب !
في اليوم التالي بعد إنتهاء المهرجان جلسنا في مطعم بيتزا ( العزيز حسين كركوش وإبنتي وأنا ) ودار الحديث عن الرفاق والآصدقاء الذين ساهموا في العمل الطوعي في خيمة ( طريق الشعب ) فذكر لي الدكتور حسين إنه كان ينظر للمساهمين ويفكر ما الذي يدفع هؤلاء المناضلين أن يأتوا من بلدان إقاماتهم البعيدة , دافعين تذاكر سفرهم , وأجور غرف فنادقهم , وربما مضحين بإجازات عملهم , من أجل أن ينخرطوا في عمل تطوعي مجاني ! في وقت نسمع فيه عن فضائح النهب للمال العام من قبل الذين يُفترض أنهم أئتمنوا عليه ! قلت له : هي متعة النضال , متعة العمل المشترك , وهذه الروح الجماعية التي تغمر الجميع , لقد لاحظت عوائل كاملة منخرطة بالعمل , فاذا كانت أم وابو سلام يعملان لآنهما شيوعيان , ما الذي يدفع سلام وأوروك اللذان ولدا هنا من العمل في الخيمة بكل هذا الحماس والآندفاع ؟ وهذا ينطبق على عدنان وزوجته ومازن وزوجته ( والرفيق الذي كان يوزع علينا أوراق الاكل وزوجته ) وغيرهم من العوائل , وهي كثيرة .

الآصدقاء الثلاثة الجدد !
بالرغم من أن عدد الآصدقاء يفوق عادة عدد الرفاق الذين يشتغلون في خيمة ( طريق الشعب ) إلا أن ما لفت نظري هذه السنة هو وجود ثلاثة شبان لم أرهم في السنوات السابقة , وإن دورهم في العمل كان واضحاً وأساسياً , وحين سألت عنهم قيل لي أنهم من اللاجئين العراقيين الجدد في فرنسا, والذين لم يحصلوا بعد على إقامات , فتوجهت لآولهم وإسمه ( حسام ) وكان منغمراً في تقليب أشياش الكباب , عندما قدمت نفسي اليه وسألته : كيف وصل الى هذه الخيمة ؟ وهل له علاقة سابقة بالحزب ؟ فأكد لي أنه إبن الحزب , وإن العديد من أفراد عائلته كانوا شيوعيين , وأضاف أن الرفاق في منظمة فرنسا إهتموا به وإحتضنوه , منذ قدومه الى فرنسا منذ عشرة أشهر , وهو يُحس أنه بين أهله وأصدقائه , لذلك يعمل داخل الخيمة بأقصى ما لديه من همة ونشاط , وأكمل إن لديه الكثير من الآفكار لتطوير عمل الخيمة في السنة القادمة , فإذا حصل على ألإقامة فسيسافر الى سوريا لعمل تيشيرتات عليها أثار العراق كالملوية والقيثارة السومرية وأسد بابل ومسلة حمورابي , كما قال إنه يفكر بعمل باجات تحمل رموز شعبنا بكافة قومياته وأديانه وطوائفه ! ويمكن أن نبيع في الخيمة سكائر عراقية أيضاً (أكد حسام) . وحين تركت حسام تحركت نحو الجهة الثانية من الخيمة , حيث الفلافل , وحيث الصديق الآخر وكان إسمه ( حذيفه ) الذي أكد إنه لم يعرف الحزب إلا عبر صديقه حسام , وقال إنهم كانوا في سجن أسمه العراق , وإن بلدهم يتحطم في حين تتطور جميع بلدان العالم من حولهم , وتسائل : لماذا لا نكون مثل هؤلاء ( مشيراً للفرنسيين ) وكل شيء لدينا ؟ كما قدم ( حذيفه ) العديد من الملاحظات الجادة لتطوير الخيمة في السنة القادمة كتصميمها وفق ديكور عراقي مميز يعكس حضارة العراق وتأريخه .
أما ( عبد الرزاق ) ثالث الثلاثة وأكثرهم حركة و ( شيطنة ! ) فقال أيضاً إنه عرف الحزب من خلال صديقه حسام , وأكد إنه نام امس ساعتين فقط , إذ غادر الخيمة , بعد عمل طويل ليواصل عملاً أخر في الليل ( كبائع خضار ) . وعندما سألت الرفيق ( خالد ) عن هؤلاء الاصدقاء الثلاثة , قال إنهم يعملون منذ يوم الآثنين , ولهم الدور الآساسي في نصب الخيمة وبناء المسرح والتسوق ومعظم تفاصيل العمل , وهم يعملون بنكران ذات عال وبمسؤولية نادرة ! والسؤال ما الذي يشد شبيبة لم تكن تعرف الحزب ولا أفكاره ولا تأريخه , من التطوع وبذل كل هذا الجهد المجاني , أعتقد أن جهود الرفاق في منظمة فرنسا وعلاقتهم الطيبة وإحتضانهم لهؤلاء الشباب ! وروح التواضع والمودة التي لمسوها من رفاق فرنسا والرفاق الاخرين الذين إختلطوا بهم , هي من شدتهم وتشدهم للحزب وصحيفته وخيمة الصحيفة .

المعرض الفوتغرافي علامة مضيئة للخيمة !
عمق خيمة ( طريق الشعب ) إحتلته هذا العام 14 صورة فوتغرافية , متوسطة الحجم , وهي من أبداع الفنان العراقي ( عباس علي ) المقيم في المانيا , والذي أقام عدداً من المعارض الفوتغرافية في المدن الالمانية من بينها معرض على قاعة مكتبة مدينة ( دارمشتات ) تحت عنوان ( بغداد الاحلام المسروقة ) حيث عرض فيه 40 صورة ( بالاسود والابيض و 10 صور ملونة وإستمر شهراً ومعرضا أخر في جامعة مدينة ( دارمشتات ) بعنوان ( بغداد الطفولة المسروقة ) وعرض فيه صور الاطفال العراقيين والعنف اليومي الذي يتعرضون اليه , كما اقام في برلين أيضاً معرضاً أخر تحت عنوان ( بغداد الاماني المسروقة ) عرض فيه 46 صورة بالآسود والابيض و6 صور ملونة . ( وعباس علي ) من مواليد بغداد 1952 والتصوير هوايته منذ الطفولة , وصور معرضه الحالي في اللومانتيه هي جزء من عدد أكبر من الصور المماثلة , والتي لم يستطع عرضها بسبب ضيق المكان , وقد جذب إنتباهي في الصور طابعها المعتم واللون الاسود الطاغي عليها جميعاً , قبل أن تجذبني تفاصيل مضامينها , وهي قاسية ومؤلمة ! وحين حملت ملاحظاتي هذه للفنان عباس , راح يؤكدها قائل اً: من أين يأتي الفرح والعراق تحت الآحتلال , وتسوده الفوضى وعصابات القتل والارهاب .. لقد سحقت أقدس المقدسات , والمؤسف أن الجميع ساهموا في تمزيق العراق , وأوصلوه للفوضى التي يعيش فيها ! قلت له بالرغم من اللون الاسود الطاغي على صورك وبالرغم من حديثك الان لكن هناك بقع بيضاء مبثوثة هنا وهناك , مثلاً صورة الباب العراقي المرصع بالحديد إنه مغلق , ولكن هناك ضوء أبيض يغمره بوضوح ومقصودية ألا يدل ذلك على بقية أمل ؟ يجيب الفنان ( عباس علي ) قائلاً : بالطبع هناك أمل .. أنا واثق أن اللون الآبيض سيعم وينتصر رغم قساوة الواقع , إذ سينهض العراق كما كان ينهض في كل مرة .. وسيغير العالم ! قلت لعباس : لنعد لمعرضك فقد لاحظت في الصور المعروضة أن المرأة غائبة , فمن بين 14 صورة معروضة , هناك صورة واحدة فقط لآمرأة تبدو كادحة أو ريفية وهي محملة على رأسها وكتفها , وهي أيضاً تبدو ذاهبة ! فهل ألامر مقصود في تغييب المرأة ؟ يجيب الفنان عباس : الحقيقة أن المرأة مغيبة الآن في المجتمع العراقي وليس في المعرض .. إذ ما قيمة المرأة ألآن إذا كانت تزوج وتُطلق في نفس اليوم .. وما قيمتها إذا كانت لا تختار حتى ملابسها ! قلت له : لننتقل للنخلة التي تتفق معي أنها رمز عراقي معروف .. لماذا ظهرت جذوعها فقط في أكثر من صورة في المعرض , في حين إختفت السعفات ولا أقول الثمار !؟ ويجيب عباس : لا يمكن أن يتعرض الانسان العراقي للقتل والدمار والتشويه ولا تتعرض الطبيعة التي تحيطه , بل وحتى التأريخ والفكر والفن وكل شيء للتخريب والتلوث .. النخلة أيضاً هي ضحية لحروب الدكتاتور العبثية السابقة , ولآعمال الارهاب والتفجير التي لا تزال متواصلة !
صور المعرض شدت زوار الخيمة ومتابعي الوضع والقضية العراقية لصدقها وألمها , وكان يفترض أن يخصص لهذا المعرض طريقة أخرى للعرض , كوضع ( بارتشنات ) وسط الخيمة تعلق الصور عليها بدل جدار الخيمة !

( فرقة دجلة ) فاكهة الخيمة !
منذ سنوات طويلة لم تساهم فرقة للرقص الفلكلوري العراقي , في خيمة طريق الشعب , في مهرجان اللومانتيه , رغم توفر إمكانية ذلك , إذ هناك فرق ليست قليلة , يلعب رفاقنا وأصدقاؤنا دوراً في إنشاءها أو ألآشراف عليها , ويمكن التنسيق معها سنوياً لتقديم عروضها في الخيمة . وكان حضور فرقة ( دجلة ) من مدينة يوتوبوري السويدية , فرصة رائعة لآطلاع جمهور المهرجان على نماذج من فننا الشعبي وموسيقانا التراثية وأزياءنا الفلكلورية , فالفرقة المتكونة من خمس شابات وشاب ( راقص ومدرب ) قدمت أربع لوحات فلكلورية راقصة , على أنغام عراقية وخليجية , ولعدة مرات خلال أيام المهرجان , وكانت سعادة الجمهور كبيرة من خلال ألآزدحام الذي خلقته الفرقة أمام الخيمة , أثناء عروضها والتفاعل الكبير المحسوس على وجوه المشاهدين , الذين ساهم بعضهم بالرقص مع الالحان المرافقة , خصوصاً مع أغنية ( يلله .. يلله .. يلله ) وقد توفرت لي فرصة اللقاء بالسيدة ( دنيا حلوائي ) إحدى راقصات الفرقة سابقاً ومدربة حالياً , وسألتها عن تأريخ الفرقة فقالت : عام 1992 بدأت الفرقة بثلاث بنات دربهن ( سلام زنكنة ) ثم أصبحن بعد عامين سبع بنات , وإنتقلت المسؤولية ل (واثق خليل شوقي) , وقد قدمت الفرقة عروضها في معظم مدن السويد وفي الدنمارك والنرويج ( ثلاث مرات ) وفي هولندا عام 2000 وفي باريس عام 2004 , في مهرجان اللومانتيه , وإستمرت الفرقة حوالي عشر سنوات , قبل أن تبرز مشاكل العمل والحياة الزوجية لمعظمنا , وكانت الآخت ( وحيدة ) تدرب الآطفال , وقد لمست تشجيعاً من الآهل الذين كان همهم لقاء الآطفال العراقيين فيما بينهم , وتواصلهم وتحدثهم بلغة الام , وهكذا حل جيل جديد من عضوات الفرقة هو الجيل الثاني الذي ولد في الغربة ولم ير العراق بعد , فكل اللواتي قدمن هذه اللوحات الراقصة ولدن في السويد , بل إن إثنتين منهن من أب عراقي وأم روسية وأم جيكية ! وهن من تسلمن الراية الان ومن المحتمل أن ينظم غيرهن أيضاً للفرقة , بعد النجاحات التي حققتها !

( طريق الشعب ) حاضرة في خيمتها !
في موضوع سابق كتبته عن مهرجان اللومانتيه , قلت أن طريق الشعب كانت غائبة عن خيمتها , إذ لم تكن هناك أي أثار للجريدة التي تحمل الخيمة إسمها , ولكن هذه المرة كانت الصحيفة حاضرة بوضوح وثقة , فالرفيق ( يوسف ابو الفوز ) أعد معرضاً جميلاً ومفيداً عن الجريدة تضمن العديد من أعداد صحيفة القاعدة الصادرة في الآربعينات , وأعداد من إتحاد الشعب وطريق الشعب العلنية خلال السبعينات ! وقد أعطى صورة مناسبة عن صحافة الحزب , ولكن تبقى الحاجة ماسة لجهد جماعي من أجل تنظيم معرض شامل لصحافة الحزب وطوال تأريخها الحافل بالمأثر والبطولات , معرض يحتوي على الصحف السرية والعلنية , وصحف المناطق والمحافظات , وصحف ومنشورات السجون , وصحف ومنشورات الحركة الآنصارية , وصحف ومنشورات الغربة وبلدان الشتات , مع صور شهداء هذه الصحافة وجنودها المجهولين , أؤلئك الذين عاشوا في بيوت طباعتها السرية أيام النظام الملكي وفي زمن العارفين , وبعضهم لا يزال حياً ! ويمكن إخراج هكذا معرض ليكون دائماً وسهل التنقل لعرضه في أكثر من مكان , بالآضافة للعرض السنوي في اللومانتيه , وفي مشاركات حزبنا في إحتفالات الصحف الاخرى , وهي كثيرة .
وكما في كل عام كان هناك كشك لعرض الكتب وبيعها , وقد قام الرفيق ( طه رشيد ) بالاشراف على هذا الكشك الذي بدا أقل مما هو متوقع , فالمعروضات قليلة وغير منتقاة , ويبدو أن الصدفة أوجدت هذه الكتب دون غيرها , في حين كان ألاجدى لو تحولت المناسبة لتنظيم جناح حقيقي لكتب منتقاة يجري عرضها بمقصودية , لكي توزع وتباع وتنتشر , خصوصاً بوجود رفاق وأصدقاء من دول أوربية كثيرة , تفتقر للمكتبات العربية !

وأخيرا ً
لقد قلت مرة أن المشاركة في اللومانتيه تشبه الآدمان على التدخين ( رغم إنني لا أدخن ) إذ قد تتركها مرة أو مرات , ولكنك سرعان ما تعود اليها ( غصبن عليك ! ) فالمهرجان , وخيمة ( طريق الشعب ) والرفاق والآصدقاء الذين تلتقيهم هناك , والفعاليات المتنوعة التي تشهدها وتعيشها , وركن الزلاطة ورائحة البصل , وماء الطماطة الذي يبلل بنطروك ( عندما تسهو ويأخذك واهس العمل ! ) والشاي المهيل ومناقل الكباب وطاوات الفلافل والحان داخل وحضيري , كل ذلك وغيره يجعل إلتصاقك بالمهرجان يشبه إلتصاق ( الجيرة بزبون ! ) لا فكاك منه , ويمكن تلخيص ما أقوله في المشاهد الاخيرة يوم الاحد , عندما أقفلنا الخيمة معلنين إنتهاء فعاليات المهرجان , فالرفيقة ( بشرى عبد علوان ) وهي تشارك لآول مرة , بكت ( كما لم تبكي في أربعين أبوها ) وتعهدت أن تكون هنا في السنة القادمة مع حشد من اللواتي ستدعوهن للمشاركة مع أفكار كثيرة ! اما الفنان والشاعر صلاح الحمداني , الذي إفتقدته في اليومين الاولين , وقلت إن لوجوده طعماً مميزاً في الخيمة وغيابه محسوس وملموس , فرغم ما قيل عن عمله أو ( زعله ! ) أو إنشعالاته , فقد حضر يوم الآحد ( رغم إرادته ! ) فجاذبية الخيمة لا تقاوم , وكان منظره , وهو يهز أكتافه بشعره الابيض الطويل وقاطه السبورت , يبعث السعادة والفرح , وقد ظل في الخيمة ساعات طويلة يحاور ويناقش !
الرفيق ( طه رشيد ) وبكفاءة الفنان المتمكن حول اللحظات الاخيرة لبرنامج مرتجل قدم خلاله عدداً من الرفاق , فقرأوا أشعاراً وتحدثوا عن ذكريات وإنطباعات , ثم كان نشيد موطني مسك الختام , حتى نلتقي مجدداً بعد عام !



#داود_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر ومهرجان الآنصار الشيوعيين حدثان لا ينسيان !
- قصائد
- إلهام سفياني !!
- في الطريق نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب
- مثقفو الخارج جزء من الثقافة العراقية الواحدة *
- مهرجان ( المدى ) الرابع - المثقفون العراقيون ينتصرون على الط ...
- الكونفرنس الثاني لشبكة العراق الجديد ينهي أعماله في السويد
- إلى من لا يهمه ألآمر !!!
- بمناسبة رسالة برزان- وجهان لعملتين مختلفتين !!!
- لكي لا ننسى ما يفترض أننا إتفقنا عليه !!
- مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !
- مادة صحفية تُثلج القلوب !!
- اخوانيات
- لأجلِكُمْ !
- الشهيد الدكتور ( ابو ظفر ) حياة مثمرة .. واستشهاد نبيل
- وحدة لليسار أم رجم بالحجار !! ؟ مناقشة اراء الدكتور كاظم حبي ...
- حول وحدة اليسار العراقي - رؤية غير موفقة في الهدف التوقيت , ...
- حظ عاثر لجماعة الكادر !!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود أمين - اللومانتيه ... مُجدداً اللومانتيه !