أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - مَقتل حُلمْ














المزيد.....

مَقتل حُلمْ


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:32
المحور: الادب والفن
    


ياولدي الغارق بجنايتي
ياولدي الذي لم يقبل الأنحناء لثلةُ الجبناء
ياولدي ...
يا أبن سومر ...
ويا حفيد نبوخذ نصر ... المحكومُ بالنسيانْ
لثبوتِ علاقتهِ بأخر سُلطانْ

***

أكتبُ لكَ هذه الكلماتْ
لعلها تكونُ رثاءً لمابقي مني
إنْ بقيَ شيءٌ يلهو على رصيفٍ بين درابين بغداد !

***

بِسمْ السماء
وبِسمْ العمائمْ
وبِسمْ الخواتمْ
قتلنا الوطنْ
وكالعادة ... الصقنا التُهمة ضدَ مجهولْ
فحتى المجهول لمْ يَسلم مِنْ فتاوينا !

***

يا بُني ...
ايها الغريب الوفي
ويا اكثرُ مِنْ بُني
ياشريطُ ذكرياتٍ يسيرُ بين جفوني مُكبلاً
كعبدٍ حبشي

***

فكلما نظرتُ إلى عينيكَ الباكيتينْ
يموت حرفُ من لغتي
ويولد خنجرٌ بينَ أظلُعي
يطولُ بِطول الأيامْ
أشكُ أن ارضي الأن لاتبكي لأنها لمْ تلعبْ تحتَ قدميكَ
كأطفالِ بغداد
حفاة
ضاحكين
يلهون بالدنيا
قبل أن تلهو بهم بعدَ حين

***

ياولدي اُعلن لكَ ان الجُبن قد انتابني
واني أجبنُ مِنْ أن انظرُ لنشرة الاخبار
نشرة الأخبار التي تثبت هوية العار
وتثبت كروية الأقدار
وابدية الأحقادْ
وتثبتُ بانَ اخرَ مجهول نفذَ التفجير
كانَ يشغلُ منصبَ الخليفة
قَبلَ ألفِ عامْ

***

اسقطُ ضاحكاً
اسقطُ سكراناً
اسقطُ خجلاً
وكيف لا اسقطُ وانا ارى نصفي
يلتحفُ الرصيف !
ويبحثُ عَنْ نصفي الأخر تحتَ انقاضي
وتحتَ مابقي مِنْ شارع الكورنيش

***

كيف لا ابكي ولا انوح
وانا ارى شيئا مِنْ مراهقتي
ومِنْ طفولتي
ومنكَ انتْ
يتفجرْ
وتتناصف اشلائي واشلائه
عرض الطريق

***

لازالت نكهة دجلة ترطب شفتاي
فلم اُقبِلْ قطرة لاتنامُ فوق موجهِ
ولنْ ارقُدْ يوماً إلا بقعرهِ
فهذه عادة ملوك سومر ياولدي
لايُدفَنونْ إلا معَ دجلة
الذي يفيضُ معَ اطلالة نهود اجمل النساء
إذا ماتواعدنْ ليلا عندَ حافتهِ

***

سَحبتُ بفخر كل اعترافاتي
القسرية والوراثية بالسماء
وطلبتُ مِنْ سُفرائي لدى دولة الخلافة
بان يطلبو مِنْ الخليفة
شيء يُنفي صِدقَ العرافاتْ !

***

تباً لسماءٍ لاتعترفُ بالبشر
وتباً لسماءٍ تُمطرُ حجراً على الفيلة
ولاترعِدُ ولو بصقاً على الخليفة

***

لقد بِلتُ ياولدي على كل مُعاهداتْ الهُدنة
التي وقعتُها معّصوبَ العينينْ
معَ شيخٌ ثملْ
واسلاف حمقى
كُلُ همُهمْ الكرُ والفرْ
ونساءٍ بلا مهورْ
وانهرٍ بلا جسورْ

***

يا ولدي قد اعلنتُ الثورة
على كلُ ماورثتهُ مِنْ نظام العمامة
يمينيا كان ام يساريا
شماليا ام جنوبيا
وثنيا كان ام سماويا
لأنه يسجُنني كل يوم الف مرة
ولازال يطاردُني حتى يتبين لهم
أن الثمالة جزء مِنْ الفِ جُزءٍ وجزءْ
مِنْ الهذيانْ
وأنَ الكوابيسَ
هي معقلُ الأيتام
وبرشامة كاتمة للصوتْ

***

أشعلتُ النارَ بكُلِ اوراقِ مدرستي
وصرتُ اُعلمكُ ياولدي
ان الحياة هي اقصرُ مِنْ أن نُقصِرُها
بالخوفِ مِنْ شيء نُكرْ
***
يا ولدي ...
كلُ ما اوتينا مِنْ تخاريف .. هي وراثة
لايستطيعُ تفسيرُها
إلا الحُثالة
والراسخون في العهرِ والثمالة

***

وعدوني بان يُعطوني قلماً
ولمْ يقولوا لي بانهم سياخذونَ وطنيْ !
وعدوني بانهم سيُطعِموني
ولمْ يُخبروني بانهم سيغلِقونَ إلى الأبدِ فميْ
فكيفَ ساُغني يا ولدي
أذا ما دقتْ ساعةُ الرحيل !
وكيفَ سانوحُ عليكَ
أذا ما جاؤني بأشلائكَ مغلفة بفتوى لأمام يشبهُ الفيل !

***

لقدْ قالوا لي انهم سيبنونَ لي بيتي
ولمْ اكُنْ اعرفُ بانهم سيسرقونَ دَمعي
لمْ يتركوني ابكي ولو بصمتْ
على ولدي
وعلى نفسي
وعلى مَنْ كان يوماً يسمى
وطني !



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة النسيان
- هل سقط جدار برلين حقا ! - الجزء الثالث
- هل سقطَ جدار برلين حقاً ! - الجزء الثاني
- هل سقط جدار برلين حقا ! - الجزء الأول
- حتى الأيتام في بلدي يكرههم الله
- قبليني
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته - الكابوس الرابع
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته- الكابوس الثالث
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته - الكابوس الثاني
- نهاية حلم فوكوياما ام بدايته !
- اول ضحايا القرن الواحد والعشرين – المشهد الأخير
- اول ضحايا القرن الواحد والعشرين - المشهد ماقبل الاخير
- برلمان ام هرلمان ام بال......هيمان
- (السماحة ) في ( الأسلام)
- من هو مولاي
- عقدة شهريار
- صفحات ناصعة السواد
- تراتيل الفروض العشقية
- وعدتيني
- بني هذيان


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - مَقتل حُلمْ